وأبحثُ عنّي رويدًا رويدًا
‏ويغلقُ دوني سبيلُ التمنّي
‏ولازلتُ جلدًا أخوضُ الحياةَ
‏وكم كان سهلًا سبيلُ التجنّي
‏فأُجرحُ يومًا وأفرحُ يومًا
‏وأكسر يومًا ويومًا أغنّي
‏وكانت أغانيّ لحنًا خفيًا
‏رسائلُ حبٍّ إليّ ومنّي

**قُل لي صَبَاحَ الخَيرِ إِنَّ نَهَارِيْ
‏مَا زَالَ مُخْتَفِياً عَنِ الأَنْظَارِ

‏وَسَمَاعُ صَوتِك فِيْ الصَّبَاحِ كَأنَّهُ
‏نَغَمٌ يُؤَلِّفُ أَجْمَلَ الأَشْعَارِ**

**أحبُكَ في القُنوطِ و فِي التَمنّي
وكأنّي مَنك صرتُ وأنتَ منّي

أحبكَ فوقَ ما وَسعت ضلُوعي
و فوق مَدى يدي و بلوغَ ظنّي**

**أَغارُ عَلَيكَ مِن عيني وَمِّني
ومِنكَ ومِن زَمَانِكَ والمَكانِ

وَلو أنّي خَبّأتُكَ في عُيوني
إلى يَومِ القِيامَةِ ما كَفَانِي

ولادة بنت المستكفي**

**إشتقتُ إليكَ
فعلِّمني أن لا أشتاق
علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق

-نزار قباني**

‏عتبي عليكَ وكم تغيبُ وأعتبُ
‏وتطيلُ بُعدكَ ياقريبُ وأعجبُ
‏كم أدّعي أنّي سَلَوتُكَ عامداً
‏وأقولُ إني قدْ نسيتُ وأكذبُ
‏أنا لا أبالي بالأنامِ مللْتهمْ
‏حسبي بأنّكَ مقلتايَ وأقربُ

هَوى قَلبي في هاوِيَةِ حُبِّكَ فَهَوى
وَما الهَوى لا يَعشَقُ الا الهاوِيَ المُهْتَوى
قَسى بُعدُ مَنْ سَقى الفُؤادَ وقَد جَفَا
وما للقلبِ لغيرِ هواكِ مَهْرَبَا

‏**وإذا رُزِقتَ بمَنْ يُحبُّكَ صَادقًا
‏ حَافظْ عَليهِ فَمِثلُهُ لا يُوجَدُ

‏يَكفِيكَ قَلبٌ واحِدٌ عَنْ أمَّةٍ
‏تَحظَى بهِ بعدَ العَناءِ.. وتَسْعدُ**

**أُخفِي الهَوَى وَمَدَامِعِي تُبْدِيهِ،
وَأُمِيتُهُ وَصَبَابَتِي تُحْيِيهِ

فكأنهُ فِي الحُسْنِ صُورَةُ يوسفٍ،
وكأنني فِي الحُزنِ مِثْلُ أبيهِ

يا حارقًا بالنارِ وجهَ محبهِ
مهلاً!.. فإنّ مدامعي تطفيهِ

أحرق بها جسدي و كل جوارحي
واحرص على قلبي.. فإنك فيهِ**

‏وتعلمُ أنني أهواكَ جدًا
‏وأذوب وأيُ قلبٍ لا يذوبُ
‏وتعلمُ أن هذا البعد ذنبُ
‏فمالك عن ذنوبك لا تتوبُ!