واعلمْ أنّ القراءاتِ الشاذة أربعةُ أقسام:

• الأول/ القراءات الأربعة المشهورة (أعلاها وأقربها للمتواتر).

وهي قراءة: ١/ ابن محيصن
                 ٢/ الحسن البصري
                 ٣/ اليزيــدي
                 ٤/ الأعمــش

قالَ ابنُ الجزريّ -رحمَهُ اللّٰه- على قراءة ابن محيصن:
"ولولا ما فيها من مخالفة المصحف لألحقتها بالقراءات المشهورة".
____• الثاني/ الروايات المروية عن العشرة من غير الراويين..
ومن أمثلته قراءة:

• ابن جمّاز وخارجة والأعشى والوليد بن مسلم عن نافع المدني.

• أبو عمرو بن العلاء ومعروف بن مشكان، شبل بن عباد وسفيان بن عيينة والخليل بن أحمد وابنه صدقة بن عبد الله وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين عن ابن كثير المكيّ.

• عبد الوارث وشجاع البلخي وعبد الله بن المبارك ويونس بن حبيب ويحي بن المبارك اليزيدي وهارون بن موسى الأعور وسيبويه عمرو بن عثمان عن أبي عمرو البصري.

• الوليد بن عُتبة والوليد بن مسلم وابن بكار ويحي بن الحارث ومحمد بن الوليد الزبيدي وعبد الله بن العلاء بن زَبر عن ابن عامر الشامي.

• المفضل الضبي وأبان بن تغلب العطار وهبيرة بن هبيرة وحماد بن سلمة والأعمش عن عاصم الكوفي.

• عبد الرحمن بن قالوقا وعبيد الله العبسي وعبد الله بن صالح العجلي والمفضل الضبي وإبراهيم بن أدهم ويحي بن المبارك بن المغيرة عن حمزة الزيات الكوفي.

• الشيرازي وميمون بن حمدون ونصير وقُتيبة بن مهران وأبو عبيد القاسم بن سلّام ويحي بن آدم ويحي بن زياد عن الكســائي الكوفي.

• العُمري والهاشمي وميمونه (ابنته) عن أبي جعفر المدني.

• الوليد بن حسان وأبو حاتم السجستاني وأبو أيوب سليمان الذهبي عن يعقوب البصري.

• أبو العباس محمد بن أحمد بن خالد والطيب بن الحسن القاضي وأبو بكر الثقفي وأحمد بن يزيد الحلواني ومحمد بن الحسن بن زياد عن خلف العاشر الكوفي.
         *_

•* الثالث/ القراءات المدرجة (التفسيرية).

أي: يزاد في الكلمات القرآنية على وجه التفسير،  فيزاد في الآية كلمة أو أكثر، ويسمى تساهلاً بأنه قراءات.. 
ومن أمثلته:

• قراءة ابن مسعود: (فصيام ثلاثة أيام -- متتابعات).

• قراءة سعد ابن أبي وقاص:
(وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت - من أمه).

• قراءة ابن الزبير:
(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر -- ويستعينون بالله على ما أصابهم -- وأولئك هم المفلحون).

• قراءة ابن عباس:
(وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا، وأما الغلام فكان كافرًا".
             *___

•* الرابع/ قراءات موغلة في الشذوذ.

منها ما قرأ ابن السّميقع في قوله تعالى:
    (فاليوم نُنَحِّيك ببدنك لتكون لمن خَلَفك ءاية).

سمى هذا النوع السيوطي بالموضوع.

ومنها ما قرأ رُؤبة بن العجاج:
        (قد جعل ربشِ تحتشِ سريا).

• وهي ليس لها وجود في القراءات ولم تُنقل بل رواية عن الأعراب.

وهي ما تُسمى بـ(الكشكشة) عند ربيعة ومُضر وبكر وبعض تميم وأسد..
وهي: إبدال كاف المؤنث شينًا أو إلحاقها بشين.

وكما أنشدوا لمجنون ليلى:
       فعيْناشِ عيْناها وَجِيدُشِ جيدُهَا
       ولكنَّ عَـظْمَ السَّـــاقِ مِنْشِ رَقيقُ
_ملاحظة:
بعض أهل العلم كان يُقدّم القسمَ الثاني على الأول لبعض الأدِلّة.

(كِلتَا) بينَ التقليل والفتح.

الألِف عندَ البصريين للتأنيث = فتكون مقلّلة.
أما عندَ الكوفيين فهي للمثنى= فحينئذ تُفتح فقط.

وذهبَ الجمهورُ إلى أنّ الألف في {كلتا الجنتين} بالكهف؛ للتثنية، وهو ما مالَ إليه الإمام ابن الجزري.

قالَ الإمام ابن الجزريّ (١):
"والوجهانِ جيّدان، ولكن إلى الفتحِ أجنحُ".

وقالَ العلامة المنصوري:
كلتا ممالٌ عندهُم أو يُفتحُ
والجزري قالَ لِفتحٍ أجنحُ

وقالَ العلامة عثمان مُراد (٢):
كلتَا لبصريٍّ وورشٍ قلّلِ
وقفًا للشّيخينِ لا تُميِّلِ

لأنّ الأوليــــــنَ أنَّـــثاها
وأنّ الآخــــرين ثنَّياها
_____
(١) النشر في القراءات العشر
(٢) سفينة القرّاء

اعلمِ الفرقَ بين أوّل من جمعَ القراءات في كتابٍ واحد؛ وأول من جمعَ السبعَ قراءات في كتابٍ واحد.

• فأما أوّل من ألّف في القراءاتِ وجمعها في كتاب واحدٍ هو أبو عبيد القاسم بنُ سلام (ت ٢٢٤هـ)، وجعلهم (خمسة وعشرين قارئًا).
وجزم ابن الجزريّ بأنّه أبو عبيد الله القاسم بن سلام.

• وقيلَ يَحي بن يعمر (ت ١٢٩هـ) (١)، هو أول من جمع القراءات في كتاب واحد. (٢)

• وقيل أنّ أول من ألف وجمع القراءات هو حفص بن عمر الدوري (٢٤٠هـ).
___

• وأما أوّل من جمع سبعَ قراءات (المتواترة والمشهورة بين الناس)، واقتصرَ عليهم وجمعهم في كتابٍ واحد هو أبو بكر بنُ مجاهد (ت ٣٢٤هـ)، في كتابهِ (٣)، ثم سارَ على نهجه مَن جاء بعده.

____

وبعدُ:
فـبعدَ ما جمع أبو عبيد القاسم بن سلّام القراءات في كتاب واحد، وتصدى لهذا العمل العظيم، وقام بضبط بعض القراءات، وجمع خمسًا وعشرين قراءة.. جاء مِن بعده من صار على نهجه في جمع القراءات.

• جاء بعده أحمد بن جبير الكوفي (ت ٢٥٨هـ)، وجمع خمس قراءات من كل مصر، أخذ من كل مصر من الأمصار المشهورة واحدًا. (٤)

• وجاء بعد ذلك القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي (ت ٢٨٢هـ) صاحب قالون (٥)، فألف كتابًا في القراءات وجمع فيه عشرين قراءة،

• وجاء بعد ذلك الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (٦) (ت٣١٠هـ)، فألف كتابه الجامع، وجمع فيه نيّف وعشرين قراءة.

• وجاء بعيدَه أبو بكر الداجوني (ت ٣٢٤هـ) (٧) ألّف كتابًا في القراءات (٨) زاد على هؤلاء السبعة قراءة الإمام يعقوب الحضرمي.

• وفي إثره أبو بكر ابن مُجاهد، أول من اقتصر على قراءات هؤلاء السبعة فقط.

ثم تتالت المؤلفات والمصنفات في القراءات.

ثم انتقلت هذه القراءات إلى الأندلس في أواخر القرن الرابع، وكان أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي (ت ٤٢٩هـ) (٩) مؤلف كتاب (الروضـة) أولَ من أدخل القراءات إلى الأندلس.

• ثم تبعه مكي بن أبي طالب القيسي مؤلف (التبصرة).

• ثم أبو عمرو الداني مؤلف (التيسير، وجامع البيان، والتعريف، والمفردات، وغيرهم) .

ثم استمرت حركة التأليف في القراءات، ولم ينكر أحد على أحد قراءته ما دامت تلك القراءة خاضعة للمقاييس التي وضعها علماء القراءات، من حيث موافقتها للمصاحف العثمانية وثبوت نقلها عن القراء الثقات الذين نقلوها عن الصحابة. (١٠)
__
(١) وهو من شيوخ أب عمرو البصري
(٢) نصَّ عليه ابنُ عطية وأورده في تفسيرهِ (المحرر الوجيز).
(٣) كتاب (السبعة في القراءات)
(٤) الأمصار المشهورة: المدينة، مكة، البصرة، الشام، الكوفة.
(٥) صاحب قالون، وهو الطريق المشهور الثالث عن قالون، في الطرق العشر النافعية.
(٦) مِن معاصري ابن مجاهد، وممن روى عنه في السبعة
(٧) من معاصري ابن مُجاهد
(٨) كتاب (الثمانية)
(٩) رحل إلى المشرق، فقرأ على: عليّ بن محمد الأنطاكي، وعمر بن عراك، وعبد المنعم بن غلبون، ومحمد بن علي الأدفوي، ومحمد بن الحسين بن النعمان.. ثم رجع إلى الأندلس بعلم كثير، ونشر القراءات.

ذكره الذهبي، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن.
وذكره ابن الجزري، ضمن علماء القراءات.

(١٠) كتاب (النشر في القراءات العشر) لابن الجزري، ببعض التصرف والاختصار.

https://ar.muqri.com/?fbclid=IwY2xjawFcyAFleHRuA2FlbQIxMQABHUXEz_fdYRuTGC-2TQ-OEvlSHMKr3kR3JpPL_6B5M1MDhQJMhifY0KZg6w_aem_WU8bYPFFtPtNTT2pRLj9UA&sfnsn=mo

برنامج مفيد جدا للحفظ
تختار اسم القارئ والسورة والآية وعدد مرات التكرار.

Muqri

المقرئ

احفظ القرآن واستمع إليه

وعلى قراءة ابن كثير {لَأُقْسِمُ} بدون ألف، تكون اللام للابتداء.

وعلى قراءة الجمهور {لَا أُقْسِمُ} يكون الالف لإشباع الفتحة.

كما قال عنترة:

ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ
زيافةٍ مثل الفَــنيق المُـًكْدَمِ

وكما قال الآخر:
أعوذ باللهِ من العقرابِ
الشائلاتِ عقد الأذنابِ

قالَ الزّركشي في (البرهان):

جميعُ ما في القرآن من الذين، والذى، إذا وقعَ أحد اللفظين في صدر الآيات، يجوز فيه الوصلُ بما قبله نعتًا له، والقطع على أنه خبر مبتدأ، إلا في سبعةِ مواضع؛ فإن الابتداءَ بها هو المتعيَّن:

• الموضع الأول:
﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ [البقرة].

• الموضع الثانى:
﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [البقرة].

• الموضع الثالث:
﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ﴾ [البقرة].

• الموضع الرابع:
﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ﴾ [الأنعام].

• الموضع الخامس:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [التوبة].

• الموضع السادس:
﴿ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ ﴾ [الفرقان].

• الموضع السابع:
﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ﴾ [غافر].

سؤال:
قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ}.

هل يتحدث الذين كـ ـفروا مع الذين آمنوا عن طرف ثالث؟
وإن كان كذلك فمن يكون؟

سُئِلَ أَحَدُ السَّلَفِ: مَاذَا تَشْتَهي؟
قالَ: أَشْتَهي أن أَقُوم حَتى يَنكسِرَ صُلبِي.