" عزيزي صاحب الظل الطويل ، ظِلُ خريف رسائلي العشرون رفيق الكلمات التي كتبتها و لا زلت أكتبها و العدد اللانهائي لحروفها .. اتمنى أن تكون بخير ، و أن تصلك رسالتي الاستثنائية هذه و تقرأها محملة بالكلمات التي تعنيك ، عزيزي صاحب الظل ، عزيزي الغائب تحت سماءٍ لونها واحد لدى كلانا لكن ربما لا تجمعنا الآن …
عزيزي الذي تشهد ملامحه و ابتسامته العديد من الوجوه و الناس بلا رؤيتي لها .. عزيزي الذي يسمع كلماته التي ينطقها و لحن صوته مئات الأشخاص و كم أرغب بسماعه يومًا ما ، عزيزي الذي أكتب له كلماتي بين أوراقي و من صميم قلبي ، عزيزي الذي أخبره عني ، عن أحوالي ، عما أرى من حولي ، عما أشعر به ، عنه ، وددت أن أكتب لك رسالتي هذه لتبقى معك لحينٍ ما إذا جمعتنا الأيام على أرض واحدة و تحت ذات السماء يومًا ما ، و أن تكون ذكرى لك من أثري تعود إليها كلما اجتاحتك نوبات من الحنين لكلماتي و لملامحي .. عزيزي الذي أكتب له يقينًا بالقدر و بأن الحياة ستكون منصفة في هذه المرة و تهديني شخصًا يتفهمني ، يشعر بي ، يقدر مشاعري و أشعر أن كلماتي و روحي بأمان معه ، لا تعنيه الأمور الملتوية و الصعبة بقدر ما تعنيه البساطة منها و بقدر ما ينظر من زاوية يجعلني استشعر فيها أن كل ما سنمر به ليس صعبًا و لا نهاية هذا العالم طالما نحن معًا ، بقدر ما يشبه الجميل مني ، من حماسي و طفوليتي ، و انفعالي ، أما ظلامي ، تقلبات مزاجي ، ترددي و حزني فهذه حقيقة امتلكها و جميعنا نمتلك عيوبًا لا يقارن عددها بميزاتنا حتى لكنني أعرف حقيقة واحدة و هي أني سأكون على طبيعتي حقًا برفقتك ، عزيزي الذي كتبت له جودي في احدى رسائلها " لماذا من بين آلاف الوجوه التي تعبرنا لا نألف و نحب إلا الوجه الذي لا نملك رؤيته إلا في شق الأنفس " ! لتواسي نفسها مكملة " بأنني فضلت أن تبقى سري الجميل إلى حين لقاءنا معًا ذات يوم دون أن تنتهي الكلمات بيننا أبدًا.."

وأخذتُ أنظرُ للطَريق مُعاتبًا
كيفَ انتَهت بين الأَسىٰ أيامِي.

تُعلّمنا التجارب أن الكلمة والوعد أشياء هشّة ولا يُعوّل عليهما ابدًا. لا أحد يُريد ان يتذوق مرارة الشعور بالبلاهة والسُخف إزاء تمسّكه بكلمةٍ لم يعد مفعولها جاريًا، ذلك أن من قالها لم يعد يؤمن بها، بل لم يكن يؤمن بها منذ البداية.

–

قُضِيَ الأمرُ فيا نفسُ اصبري
صَبرَ تسليمٍ لحكمِ القدرِ

- ابن الجياب الغرناطي

أُحِبُّ تدوين أفكاري، فهذا النشاط يسمح لي بأخذ صورة أكثر وضوحًا عن الأفكار التي تتصارع في عقلي في أمورٍ شتّى، وفي النهاية، يساعدني لإتخاذ القرار السليم.