‏أرحني فإني مُتعَبٌ من كُلِ صوبٍ..

‏أرحني فإني مُتعَبٌ من كُلِ صوبٍ..

"أدعوك باسمك الَّذي تحبّ، وقد نفضتُ يدي من النَّاس، لأقول لك وحدك سبحانك، بأنني أحتاجُ معيَّتك لتأذن، وقدرتك لأكمل، وفضلك لتهبني العطايا.. قد سُدَّت الأبواب وجِئتُ أرتجي بابك، وانغلقت المفاتيح وجئتُ أشحذُ فتحك، وتعقدت الأمور وجئتُ أسألكَ فَرَجَك وحُسن تدبيرك، أعجزتني الحيل ولا يعجزك شيء في السَّماواتِ والأرض، وخانتني خياراتي فأسألُك خيرتك ومشيئتك ، وأرجو مِنَّتَكَ لترافقني في الطريق، لا أملك الآن غير التوجه إليك، ولا يسعني أن أدعو سواك، ولا أفتقرُ لغير رحمتِك، بأن تنظر لي نظرة رضى فتُرضيني.. بحولك اللهم، ولا حول لي، بقوتك اللهم، ولا قوة لي اهدِ ضالة قلبي بعد تعبه، وجازني بالتي هي أحسن بعد صبري، ومحاولاتي، وخفقاتي، وانفلات كل شيءٍ من قبضتي.. على بابِ من يسمعُ المفتقِرين إليه، أتيكَ فقيرًا أغتني بك، وأنتَ بغِنَّى عنِّي، ائذن لصوتي أن يبلغ سماءَ المنقطعين إليك، ولا تُبعدني."

‏"يا رب راضيني، وارضيني وارضي عني
‏اللهُمّ إني فوَّضتك أمري كله؛ فجَمِّله خيرًا بما شئت، واجعلني ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته ربِّي صبّ عليّ من حنانك ما يرضي خاطري، ومن أمانك ما يحفّ قلبي، ومن توفيقك ما يجعلني أشعر بأن حظ الدنيا بين يدي، اللهُـمّ يا مُغيِّر الأحوال غيِر حالي."

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: "فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ". وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.

متفق عليه.
وأخرجه البخاري بهذا اللفظ (٩٣٥).

‏أرحني فإني مُتعَبٌ من كُلِ صوبٍ..

حتَّىٰ ارتعاشُ صوتك في الدَّعوات
‏يعلمهُ الله ولن يُضيّعه..
لن يُضيّعه! -سُبحانه-.

"ويبقى القرآن صاحبنا الذي يلازمنا أينما كنا، منه القوة والعون والمواساة في هذه الفانية، ودليل لا يضل من اتبعه..
كيف ستكون الحياة بدونه !
الحمد لله على نعمة القرآن ما تعاقب الليل والنهار."