‏أتذكر ذلك اليوم جيدًا، لم أنم، و بالرغم من ألمي لم أذرف الدمع حتى، و لكنني بقيت هادئًا و صامدًا في مكاني، لم أصرخ، لم أقل كلمةً واحدة، منذ ذلك الحين و أنا لا أشعر أن الذي بجوفي قلب، بل حُطام .

‏أعترف إليك بأن قلبي تحول إلى فزاعة، وأن الحزن نبت على عظامي، وأن شعور الخيبة الذي غرسته خلسة في قلبك صار يطاردني في يقظتي ونومي، وأخذ يتمدد داخلي كورم خبيث، وأنني إنسان خائب. حزنك يراودني، حزنك يطحنني، حزنك مأساتي، حزنك مطرقة تطرق روحي إلى الأبد.

‏أما الآن فإنَّي أجهلك، كل الذي أعرفه أنه كان لك وجه قبل هذا.. كان يعرفني، ويحبني.

من أثقل ما يواجهه المرء هو السوء في العائلة، سواءً كانت مشاعر كره، مسؤولية، فقد أو اختلافات جذرية في الفكر والمبدأ والذوق، تأثير العائلة عميق عالانسان حتى لو انكر، سيظل مستنزف طالما نشأته كانت من مكان ناقص، يشعره إنه على خطأ دائمًا .

أبكي لأني لم أستطع قول أني أتألم في الوقت المناسب، وهذا أمر لا يمحوه التقادم بل يراكمه، بينما هو يضع رأسه في حجري ويقول كل شيء، كأن الأمور ليست مؤلمة بل سعيدة.

‏كل الحزن الذي تؤجل الشعور به، يتسرب منك من حيث لا تدري. يتبعك في الطريق، يهبط عليك مع المطر، ويتنكر في وجوه أحبتك. كل الأفكار التي تهرب منها، ستنفرد بك في الليل، وتجعل وسادتك من حجر. كل ما لم تصبر عليه، لن يصبر عليك، ولن يعطيك فرصة. الدين الذي عليك لا يُنسى.

لا أعرف ترددًا أقسى، من أن أقول لك وداعًا، لكنَّ يدي تأبى التلويح .

‏وددت كثيرًا لو أنني أستطيع انتزاعك من الصوره لأنظر في عينيك مباشرة وأخبرك كم كان شاقًا أن تحترق روحي من هذا الحب ولا يمكنني لمسك.

يحصل أن تتذكر ذلك الشخص الذي اعتاد أن يكون برفقتك دائمًا، مرّت الأيام، بَقيتْ الذكرى ولم يَبقى.

أشعر أن كل شيءٍ بعيِد، يدي لا يسعها أن تلمس ولا أن تُلمس، ثمّة فراغ بيني وبين العالم أجمع، هُناك سوء فهم واسع، ومن جديد يخذلني قلبي، وأبتعد كُل البعد، عن هذا العالم، لأترك له وقتًا في نسياني.