‏الاقتداء بهم في ما وافقوا فيه الحق

والسير على دربهم درب الإصلاح

ودراسة تراثهم والاستفادة منه

ونشر علمهم وإحياء ذكرهم وفاءً

والدعاء لهم والدعاء على من ظلمهم

بعض حقوق علمائنا -الذين غيبتهم السجون- علينا.

ﷲ سائلنا عن دورنا في مكاننا كما أنه سيسألنا عن دورنا في زماننا.. وإلا فإنه من غَير المروءة أن نعطي ظهورنا للعدو يقتل ويعذب إخواننا على مرأى ومسمع منا بحُجة أننا لا نملك أدوات الردع! ولأجل ذلك كان لا بد من الإعداد؛ للتخلص من ربقة الظالمين المستبدين. وإذا لم نقم بالإعداد الاختياريّ اليَوم للدفاع عن دينِنا ومقدساتنا غدا؛ فإننا سنُجبر على الإعداد الاضطراريّ الذي ندافع به عن مساجدِنا وبيوتِنا ونسائنا بداعي أن حدود أطماع العدو لن تقف!

وﷲ تعالى قد وعد المؤمنين بالنصر والتمكين، وتوعّد المجرمين المعتدين بالهلاك والفناء؛ لكن هذا يتطلب منا أن نشارك في صناعة هذا القدَر الإلـٰهيّ بإعداد جيل: ﴿عبادا أولِي بأسٍ شديد﴾؛ فلا نصر ولا تمكين بلا ثمن، ولقد ضحَّى الأعداء من أجل باطلهم المزعوم، أفلا نضحي من أجل حقنا المحتوم؟!.. قال تعالى: ﴿ولا تَهِنوا في ابتغاءِ القَوم إن تَكونوا تألَمون فإنَّهم يألَمون كما تألَمون وَتَرجونَ من ﷲ ما لا يَرجون وكانَ ﷲ عليما حكيما﴾.

ومعركتنا الفاصلة لا شك آتية؛ فإما أن نحقق الجاهزية لها بالمتاح والمستطاع فنأخذ زمام القيادة التي تنظم الصفوف وتجاهد في سبيل ﷲ على بصيرة، وإما أن نكون من جنودها في أقل تقدير، أو أن تحل بنا سُنَّةَ الاستبدال، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عَن دينِهِ فَسَوفَ يَأتِي اللّٰهُ بِقَومٍ يُحِبُّهُم وَيُحِبّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَىٰ المُؤمِنينَ أَعِزَّةٍ عَلَىٰ الكافِرينَ يُجاهِدونَ في سَبيلِ اللّٰهِ وَلا يَخافونَ لَومَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضلُ اللّٰهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ وَاللّٰهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾.

وكل المشاريع الكبرى تبدأ بأحلام، ثم تكتبها الأقلام، ثم تسير بها الأقدام؛ ويسددها الخالق العلام.. وهي لا تنتظر موافقةً ولا إذنا من أحد، وتلقى من التحديات والعنت؛ ثم يهبها ﷲ تعالى فرصة الانبعاث ولو بعد حين.

- د. مُحمد سعيد، بتصرف.

"إن الإعداد واجب الوقت وكل وقت؛ فهو فرض عَينٍ على كلِّ مسلمٍ ومسلمة في السلم والحرب، كلٌّ بحسب استطاعته؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللّٰهِ وَعَدُوَّكُم﴾
..
وقد جاء عن فضيلة الدكتور عبد ﷲ عزام رحمه ﷲ أنه قال: إذا كان الوضوء شرط من شروط صحة الصلاة؛ فالإعداد شرط من شروط صحة الجهاد، وذلك لقوله تعالى: ﴿وَلَو أَرادُوا الخُروجَ لَأَعَدّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِن كَرِهَ اللّٰهُ انبِعاثَهُم فَثَبَّطَهُم وَقيلَ اقعُدوا مَعَ القاعِدينَ﴾
..
والمرأة تشترك مع الرجل في صور الإعداد كلها بما في ذلك الإعداد البدني؛ ولكن بما يناسب قدراتها وطاقاتها، ذلك لأن الأعداء يستهدفونها كذلك فصار من الواجب إعدادها بما يعينها على الدفاع عن نفسها".

- د. مُحمد سعيد بكر.

رسالة لطيفة بها فائدة.

"ولا ينبغي للمرأة أن تستسلم للواقع، وأن تقول: سار الناس على هذا فلا أستطيع أن أغير؛ لأننا لو بقينا هكذا مستسلمين للواقع؛ ما تم الإصلاح إذ إن الإصلاح لابد أن يغير ما فسد إلى وجه صالح، ولابد أن يغير الصالح إلى ما هو أصلح؛ حتى تستقيم الأمور.
والتسليم للواقع أمر غير وارد في الشريعة الإسلامية، ولهذا لما بُعث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في أمّة مشركة يعبدون الأصنام، ويقطعون الأرحام، ويظلمون ويبغون على الناس بغير حق، لم يستسلم ﷺ، بل لم يأذن له ﷲ -عز وجل- أن يستسلم للأمر الواقع، بل قال -سبحانه- له: ﴿فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَأَعرِض عَنِ المُشرِكينَ﴾ [الحجر: ٩٤]. فأمره -سبحانه- أن يصدع بالحق، وأن يعرض عن الجاهلين، ويتناسى جهلهم وعدوانهم؛ حتى يتم له الأمر، وهذا هو الذي حصل، نعم ربما يقول قائل: إن من الحكمة أن نغير، لكن ليس بالسرعة التي نريدها؛ لأن المجتمع على خلاف ما نريد من الإصلاح. فحينئذ لابد أن ينتقل الإنسان بالناس لإصلاحهم من الأهم إلى ما دونه، أي: يبدأ بإصلاح الأهم والأكثر إلحاحا، ثم ينتقل بالناس شيئا فشيئا حتى يتم له مقصوده".

- دور المرأة في إصلاح المجتمع، للعلامة ابن عثيمين رحمه ﷲ.

﴿ وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللّٰهَ لَمَعَ المُحسِنينَ ﴾ [ العنكبوت: ٦٩ ].

"وإن من الجهاد؛ جهاد النفس في طاعة ﷲ. قال النبيّ ﷺ: «المجاهد من جاهد نفسه في ﷲ». وقال بعض الصحابة لمن سأله عن الغزو: ابدأ بنفسك فاغزها، وابدأ بنفسك فجاهدها".

- ابن رجب رحمه ﷲ.

استعن على فترة ما بعد رمضان باليسير من العمل الذي تطيقه نفسك وداوم عليه.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عمله ديمة، أي: يداوم عليه.
وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه.
وكان يقول:
«أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها، وإن قل»
وكانت عائشة رضي الله عنها إذا عملت العمل لزمته.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته = داوم عليه ولم يتركه.

- تجديد السير إلى ﷲ بعد رمضان | د. فريد الأنصاريّ رحمه ﷲ.

إني لأرجو في هذه الليالي المباركة أن الماهر (بالعبادة) يكون مع السفرة الكرام البررة ..
وأن الذي يجاهد نفسه، يتتعتع في (العبادة)، وهي عليه شاقة = يكون له أجران!
فهنيئا للمتتعتعين!