فلسفة الأنفع:#مما_علمني_ربي#محبار

جُبِل الإنسان بل ربما الكائنات الحية كلها على حب ما ينفعها والميل إليه والتعلق به والسعي لتحريه؛ لأن النافع ضرورة من ضرورات الحياة، ينعكس على الصحة النفسية والبدنية والعقلية، يُؤنس الكائن الحي ويمتعه؛ فتجد الحيوان يتحرى مواطن الطعام من خلال الشم وحفظ الأماكن المتوقع وجوده فيها، وكذلك يتحرى أماكن الدفء والسكون ويركن إلى ما يكنّ فيه!
وإذا كان الحيوان قد يميز أحيانًا بين مكان فيه طعام أكثر من مكان آخر؛ فالإنسان المميز الذي هداه الله يقدِّر الأنفع أصالةً!
فليس كل أمر يحبه الإنسان ويميل إليه مهما كان نافعًا له أو قد يراه كذلك أو ربما يراه والداه كذلك فهو (الأنفع)؛ فـكلمة (أنفع) كما نعلم في اللغة أفعل تفضيل، فهناك درجات جعلت هذا الأمر يرقى إلى أن يختاره الإنسان ويميل إليه بعد أن كان متعلقًا بأمر سابق هو حسن؛ لكنه لم يعد أنفع وليس بالضرورة أنه سيذمُّه لأنه لو ذمه لكان ضارًا له بعد أن اكتشف عواقبه الوخيمة.

من نقطة الفلسفة هذه ندرك لماذا يغير الكثير وظائفهم وعلاقاتهم وبيوتاتهم وتخصصاتهم أيضًا؟
لأنهم يتجهون فطرةً إلى الأنفع الذي قد يكون ماليًا أو نفسيًا أو حسيًا ذوقيًا.

إن اختيار الأنفع لا يكتمل إلا بوجود عوامل أخرى جعلته الأنفع وهي (المتعة والسرعة والروعة).
فكلما كان الشيء:
أمتع
وأسرع
وأروع
كان عند كثير من الناس أنفع!
فالمطاعم مثلاً كثير منها ممتع ورائع ولكن الناس تصد عن بعضها لأنه يتأخر في تقديم الطلب ففقد الأسرع، فلم يكتمل لديه معايير (الأنفع)، وهناك أناس قد لا تكون قيمة السرعة عندهم ضرورةً في بعض الأحيان والظروف فيكون الأنفع عندهم ما فيه المتعة والروعة!

وهنا تظهر تزاحم القيم والأولويات عند الإنسان وهو الذي يقدر بغريزته.

كذلك في تراويح رمضان كل مسلم يتجه للإمام الأنفع لقلبه وحاله أيضاً فتجدُ من يريد الأسرع لارتباطاته مع تحقيق قدر من الخشوع النافع في التلاوة مع جمال المسجد.. وهكذا..

وكذلك الفعاليات التدريبية والثقافية والترفيهية المنتشرة في كل البقاع تجد الإنسان يميز الأنفع وفق هذه المعايير وربما غيرها.

بل حتى رواد الغناء والموسيقى لا تجدهم يحضرون كل حفلة؛ بل ما ناسب أذواقهم وهدوءهم هو الأنفع لديهم.

قد ذكر الله تعالى أن الذكرى (تنفع المؤمنين)؛ وهذا اعتبار مهم في اختيار الأنفع هل يرضي الله تعالى؟
بل أشارت السنة إلى اختيار الأنفع والبعد عن الفضول في المخالطة والطعام والشراب والنوم؛ لأنه ليس الأنفع!
وهذا يبين لنا أن الأنفع كما قد يكون بالكثرة قد يكون كذلك بالتقليل من الشيء.

أدركوا (فلسفة الأنفع) فهي غامضة متقلبة ومن الضروري توضيحها.

لغة البدء:

من عجائب البدء أنه متحقِّق رغم أن الإنسان قد يحتار من أين يبدأ ولكنه رغم ذلك يبدأ، فتفكيره هداه إلى نقطة معينة من عندها تتوقَّف حيرته وينهي بها تشتُّتَه.

إنّ الشعور ببداية الأمر قد لا يُدرك حينها؛ بل يأتي متأخرًا عن بدايته منذ زمن، وما شعور الحب إلا نوعًا من هذه الأنواع التي يتوهَّم بدؤها لحظة الشعور بها، وما كانت بدايتها إلا منذ عمر سابق.
إن لحظة البدء بالتَّفكير في أمر هي التي تعيدنا إلى محاولة استرجاع نقطة بدايته، وهذه مسافة تجعلنا نحاول إحسان الختام؛ ولذلك قيل: “حسن المطلع نصفُ الفوز”!

‏هل حقًا سماعُ صوت إنسان يختصر لك دفء الكونِ بأجمعه؟!
‏أما عني فأصدق؛ لأني وجدت ذلك الإنسان!

‏⁧#توقيعات_مقرمية⁩
#بوح

السلام عليكم
القسم الأول من علم اللغة العام

#خبرة_حياة

قبس من الاستعداد:

في عالم يضجُّ بالسرعة ضع في بالك عند التعامل ملل الناس وضجرهم وسرعة اتخاذ قرار بالانسحاب والاعتذار ونفورهم من المتخاذل المتباطئ!
لا تضجر ؛ فقد اعتبروك غير جاهز ولا مستعد في زمن تقنيٍّ لا نقي، ورقمي لا قيميّ؛ فكل ما فيه ميسر وفقد قيمة الصبر وطول البال!
وبخ نفسك نعم على فوات فرص ومع ذلك تابع سيرك باستعداداتٍ جديدة مع أنماط جديدة؛ وتوقّع كل ما يمكن أن يُطلب منك قبل أن يطلب منك!
هذه نصيحتي بعد تجارب من الفشل والإخفاق والنجاح أيضًا.
أما لو قلت لي فيم أستعد بالضبط؟
فأقول لك: لن أجيبك الآن؛ فأنت أدرى باحتياجاتك المفيدة للناس وكيف تسوّقها لهم؛ ومع ذلك سأنثر لك لاحقاً خبرات الاستعداد.
ونصيحتي كذلك:
استغفر ربك كثيرًا وسبح بالعشي والإبكار!

عصارة قراءاتي المتنوعة والمتناثرة من هنا وهناك في البناء المعرفي:

تحدثت الليلة عن:
هل القراءة توصلنا إلى الحقيقة؟
وتطرقت إلى أهمية هذا التساؤل كونه يبين للقارئ عددًا من الحقائق المهمة التي يؤمن بها أو لا يؤمن بها؟
وكيف يعي حقيقتها بعد وعيه لحقيقة الوعي؟

تعليق:
الحمدلله
وصلتني انطباعات كثيرة جدًا عن خاطرة "خيبة الأمل" والتعامل معها؛ لأنها جزء حيوي من حياة البشر ..
ومن فضل الله على الكاتب أن يجد صدى لكتاباته وإن كان لا يبحث عنه ولا يسعى له.
وهذا يزيده مسؤوليةً تجاه الناس وتجاه ربه قبل ذلك.

#كيف_نطبق

التماسُك:
تغريدات كتبتها ٢٠١٩ م
‏_______

‏إن حاجتنا إلى التَّماسك في الحياة عمومًا ضرورية لرأب الصدع النفسي عند المواجهات والاحتكاكات والصدمات التي تقوم عليها الحياة، وهو من معينات (سرعة البديهة) فالشخص المندفع المضطرب لا يستقرّ تفكيره؛ كما أن التماسك في أوقات الرخاء قد يكون أهم منه في أوقات الشدة.

(المتماسك) حصيف قوي متجلّد؛ يملك نفسه وشعوره ويقدّر مآلات أفعاله ويتحمل مسؤوليتها ويحاول الخروج بأقل الخسائر إن لم يربح، ويأخذ الأمور ببساطة في الأوقات العصيبة، ولو أُحرِج أو أُخزيَ فإنه يستثمر الموقف لصالحه.

(التماسك) لا بد أن يسبقه استعدادات معرفية واجتماعية وثقافية تعيد التوازن لحظة الموقف؛ وقبل ذلك ومعه استعدادات إيمانية وروحية، فالمُوفَّق يُلهِمُه المولى سبحانه لخبيئات صالحات وصدق نية سابقة.
تلك الاستعدادات هي ما عَنَيْتُه من أن التماسك مطلوب في الرخاء؛ فإن تفلُت الإنسان وإهماله في أوقاته العادية والذهبية والمرتاحة لا بد أن ينعكس عليه لقلة الجاهزية؛ فيندم لحظتها على ما ضيّع وأهمل.
الصَّدمات العصبية وحالات الإغماء -أجارنا الله وإياكم- سببها شيء مما ذكرت من الاضطراب وعدم القدرة على تحمل الحدَث، وصدق المولى إذ يقول :
﴿ ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب ﴾ ؛ وقد ورد في السنة استعاذته ﷺ من سيء الأسقام ومنها الجنون والصرع وغيرها.
كما أنه باب لتقييم الشخص وأعصابه وحلمه أو سفهه؛ وهذا أمر يعني البشرَ كثيرًا ويهمهم؛ فلديهم استعداد للشماتة والحكم على الآخرين بمجرد موقف وهذا من قلة الإنصاف.
‏

إذا كتبَ كاتبٌ عن حزنه فاعلم أنه -في الغالب- لا يكتب ليبحث عن تعاطف أحد، أو ليشكوَ إلى أحد.. إنما يكتب لأنه كاتبٌ يجد في البوح سعادته وعزاءه، وقد يمرُّ قارئٌ ما بذات المشاعر، فيجد فيما يكتبه سلوةَ المشاركة وأُنسَها..
وشأن الكاتب أن يتلمس آلامَ البشر فيصفها، وقد يُحسِن وصفَ كثيرٍ من المشاعر برهافةِ حسِّه، ولو لم يكن ذلك الوصف وليدَ المعاناة والتجربة.