لعبة الأمم | السيد حسن نصرالله

يوجد ثِقل يَفصم الظّهر، وتَكاد الجِبال تَنهدُ منه، ثِقل المنصات الأعلامية، كونك شَخص ذا صوتٍ مَسموع ورأيُكَ مأخوذ ونصيحتك مُتبعة، يجعلك تَحسب الحُسبان وتُعيد النظر فِيمَّ كتبت ونشرت، أقول هناك أشخاص ظاهرهم حَسن وتجدونهم خطباء مصقعين لكن؛ لا يَعرفون وقت النشر ويتحدثون بلا علم ودراية ورجوع لأولي الأمر من هذا، فتراهم يتخبطون ويقللون من قيمة كل شيء، ويجعلون الأمور الثانوية نصب أعينهم ويهملون الأمور الأساسية من الدين، فصناع المحتوى "الديني" ليس كُلهم صواب، ولا كل من كان خطيبًا مفوهًا رأيه يُتخذ، محصوهم بالمواقف ستعرفون من منهم على الحق يسير ويهدي ومن منهم إلى الباطل يدعوا.

هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ، وَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ، وَاسْتَلاَنُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ| نهج البلاغة

من وصية العلامة الحلي قدس سره لولده .
( وعليك بتعظيم الفقهاء وتكريم العلماء فإن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قال :(من أكرم فقيها مسلما لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عنه راض ،ومن أهان فقيها مسلما لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان .)، وجعل النظر إلى وجه العالم عبادة ، والمشي إلى باب العالم عبادة، ومجالسة العلماء عبادة .

مِن مضحكات الدهر أن لقيطًا مِثله قضى حياتهُ يصور "السلفي" مع الأعلام الأمريكية ويتفاخر بكونه يحب البلاد الكافرة، يتكلم عن سماحته، ما اشوفه غير أنه مصداق لقوله تعالى {وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ}