قصص أهل البيت《ع》

1 year, 2 months ago

كان للسلطان سنجر أو أحد وزرائه ولد أصيب بالدق فحكم الأطباء عليه بالتفرج والاشتغال بالصيد فكان من أمره أن خرج يوما مع بعض غلمانه وحاشيته في طلب الصيد فبينما هو كذلك فإذا هو بغزال مارق من بين يديه فأرسل فرسه في طلبه، وجد في العدو فالتجأ الغزال إلى قبر الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام فوصل ابن الملك إلى ذلك المقام المنيع، والمأمن الرفيع الذي من دخله كان آمنا، وحاول صيد الغزال فلم تجسر خيله على الاقدام عليه، فتحيروا من ذلك، فأمر ابن الملك غلمانه وحاشيته بالنزول من خيولهم، ونزل هو معهم ومشى حافيا مع كمال الأدب نحو المرقد الشريف، وألقى نفسه على المرقد وأخذ في الابتهال إلى حضرة ذي الجلال ويسأل شفاء علته من صاحب المرقد، فعوفي فأخذوا جميعا في الفرح والسرور وبشروا الملك بما لاقاه ولده من الصحة ببركة صاحب المرقد، وقالوا له: إنه مقيم عليه ولا يتحول منه حتى يصل البناؤون إليه فيبني عليه قبة، ويستحدث هناك بلدا ويشيده ليبقى بعده تذكارا، ولما بلغ السلطان ذلك، سجد لله شكرا ومن حينه وجه نحوه المعمارين، وبنوا على مشهده بقعة وقبة وسورا يدور على البلد .

1 year, 2 months ago
قصص أهل البيت《ع》
1 year, 2 months ago

**. زِيَارة الإمَام الحُسَين ﴿عَلِيهِ السَلام﴾
فِي يَوم الأربعِين .

أَلسَّلامُ عَلَى وَلِيِّ الله وَحَبِيبِهِ السَّلامُ عَلَى خَلِيلِ الله وَنَجِيبِهِ السَّلامُ عَلَى صَفِيِّ الله وَابْنِ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ السَّلامُ عَلَى أَسِيرِ الْكُرُباتِ وَقَتِيلِ الْعَبَراتِ اللَّهُمَّ إنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيُّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ وَاجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الْوِلادَةِ وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ وَذائِدَاً مِنَ الذَّادَةِ وَأَعْطَيْتَهُ مَوارِيثَ الْأَنْبِياءِ وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الْأَوْصِياءِ فَأَعْذَرَ فِي الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا وَباعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنَى وَشَرَى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدَّى فِي هَواهُ وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَأَطاعَ مِنْ عِبادِكَ أَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الْأَوْزارِ الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ فَجاهَدَهُمْ فِيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتَّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ اللَّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدِ الْأَوْصِياءِ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِينُ الله وَابْنُ أَمِينِهِ عِشْتَ سَعِيداً وَمَضَيْتَ حَمِيداً وَمُتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً وَأَشْهَدُ أَنَّ الله مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ الله وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ فَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ الله أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاهُ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ الله أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ [ الطَّاهِرَةِ ] لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمَّاتُ مِنْ ثِيابِها وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانِ الْمُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَأَعْلامُ الْهُدَى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيا وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإيابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرائِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَقَلْبِي لِقَلبِكُمْ سِلْمٌ وَأَمْرِي لأَمْرِكُمْ مُتَّبعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يأْذَنَ الله لَكُمْ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَرْواحِكُمْ وَأَجسادِكُمْ [ وَأَجْسَامِكُمْ ] وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ
ثم تصلّي ركعتين وتدعو بما أحببت

مقتبس من كتاب : مفاتيح الجنان / الصفحة : ٥٦۸ ـ ٥٦۹**

1 year, 2 months ago

**ولد الامام الجواد عليه السلام في فترة حافلة بالحوادث والظروف السياسية في مرحلة الصراع وتوتر العلاقات في الخلافة العباسية بين الامين والمأمون.ولم تکن الحوادث السياسية، وظروف الصراع لتنتهي دون ان تنعکس آثارها علی حياة الامام الرضا، وبالتالي علی حياة الامام الجواد عليهما السلام، فلقد توجه نظر المامون الی الرضا عليه السلام واستدعاه الی عاصمة خلافته "مرو" فاضطر الامام الی القبول بعد رفض وامتناع
وقبل ان يتوجه الامام الرضا عليه السلام الی مرو اصطحب معه ولده الجواد وانطلق من المدينة الی مکة ليزور البيت الحرام ويودعه لانه کان يعلم بانه لارجعة له بعد هذه ابدا
لقد طاف الامام علي الرضا (ع) حول البيت طواف الوداع، وطاف معه ولده الجواد الذي کان عمره الشريف نحو اربع سنوات يحمله الخادم علی کتفه لصغر سنه

و احس الجواد عليه السلام بقلبه الکبير وروحه اليقظ لوعة الفراق، ومرارة البعد عن ابيه، وادرك ان اللقاء هو الاخير بعد اليوم بينهما ، لذا اطال الوقوف عند الحجر متعلقا به يلم به غم فراق والده وامامه، وقد شق عليه ان يعود وحيدا الی المدينة ويفارق اباه الذي قرأ في رسالة وداعه للبيت الحرام انه لن يعود
أنتهت لحظات الوداع وحانت ساعة الفراق ويا لها من ساعة .. وعاد الامام الصبي الی المدينة يحمل اشواق الحب وتوجه ابوه الی "مرو" وقلبه يتلفت نحو المدينة ويتابع رکب الجواد الحبيب والالم يعتصر قلبه الکبير

وصل الامام الرضا عليه السلام "مرو" وحل في عاصمة الخلافة العباسية يومذاك وقلبه متعلق بولده الجواد وامل الامة من بعده، ومن هناك راح يراسله ويخاطبه ويواصل الاهتمام به واسداء النصيحة والارشاد له
وقد ذکر المؤرخون ان الرضا عليه السلام کان يخاطب ابنه الجواد -وهو يکاتبه- بالتعظيم والاجلال ويکنيه بابي جعفر.أحاطت بفترة انتقال الامامة الی الامام الجواد عليه السلام مشکلة خطيرة، فقد اثير الجدل حول شخصية الامام، بسبب صغر سنه وعدم بلوغه يوم توفي ابوه، وقد سجلت لنا کتب التاريخ جانبا من تلك المناظرات حول شخصية الامام الجواد عليه السلام واهليته في هذه السن للامامة .

وبعد مناظرات عدة اقر العلماء والفقهاء بالامام رغم صغر سنه ليستمر في مواصلة خط آبائة ومسيرته الرسالية ويتحمل اعباء الامامة العلمية والسياسية

السَلام عَلى مهجَة قَلب الرِضَا وبَابه الذِي منه يؤتَى، السَلام عَلى بَاب المرَاد، السَلام عَلى محَمَد الجَوَاد .**

1 year, 2 months ago
قصص أهل البيت《ع》
1 year, 2 months ago

من هوة الغلام التركي؟
(أسلمُ بن عمرو)، غلام من تُرك الديلم قُرب قزوين، وكان يعرف اللغة العربية، وكان كاتبا ً وقارئا للقرآن لم يُقربه إلا حبه لأهل بيت المصطفى صلى الله عليه وآله، وكانت تلك سعادته وبهجته حيث اشتراه الامام الحسين بعد عام خمسين من الهجرة النبوية الشريفة، فوقف امام مولاه الحسين بخشوع يعرض خدمته قائلا: إني غلام تركي، أ تقن العربية وأ ُجيد الكتابة، فنظر اليه الامام الحسين نظرة الاولياء فقال له: جعلتك كاتبا لبعض حوائجي
ولم يفارق أسلم التركي مولاه ابا عبد الله الحسين عليه السلام، فقد التحق به الى طف كربلاء، فإذا كان يوم القتال تقدّم هذا الغلام اليافع يرجو من مولاه أن يأذن له بالنزال، وقد انحنى يُقّبل قدمي امامه الحسين ويقول له: إئذن لي يا مولاي في القتال فيجيبه الحسين قائلا له: قد وهبتك لولدي، وكأن الحسين سلام الله عليه يضع له الخيار أن يبقى مع عليّ بن الحسين من بعده؛ ليخدمه، فلا يجد نفسه مضطرا ً للقتال؛ إلا ّ أن اسلم أسرع نحو خيمة عليّ بن الحسين عليه السلام - وقد أقعده المرض - يستأذنه ايضا: سيدي أستأذنت أباك فوهبني اياك وأنا أسألك ان تأذن لي في البراز الى قتال هؤلاء القوم ،فقال له زين العابدين عليّ بن الحسين: وأنا أعتقتك، فأنت حُرّ لوجه الله ،فيخرج أسلم التركي مبتهجا، فلبس درعه، وحمل سيفه، وأطلق صوته في ساحة كربلاء:
البحرمن طعني وضربي يصطلي
والجو من سهمي ونبلي يمتلي
إذا حُسامي في يميني ينجلي
ينشقُّ قلبُ الحاسد المُبَجَّل ِ
فقال علي بن الحسين عليه السلام: ارفعوا طرف الخيمة لأنظر كيف يُقاتل، فكان أسلم نِعم َ المقاتل إذ قتل بجولته جماعة
نزل الى ساحة المعركة يقاتل حتى أجهده الظمأ وأعياه النِّزال، فأحاط به أولئك الجبناء وهو يجول وحيده ليس له من ظهير ولا نصير فضربوه وطعنوه، فسقط صريعا على رمال كربلاء، فأقبل اليه الحسين مسرعا، وذلكم شرف آخر يحظى به أسلم، بل حظي أيضا ً بحزن ٍ قدسي ٍ انبعث من قلب الحسين، ودموع شريفة مقدسة انحدرت من عيني وليّ الله الحسين، وشرف آخر رفرفت له روح أسلم حين اعتنقه أبو عبد الله الحسين وكأنه أبنه ووضع خدَّه الشريف على خد هذا الغلام الغريب، وكأن أسلم كان قد فاضت روحه الطاهرة، ثم عادت الى بدنه الممزق، فيعود اليه رمقه، ويفتح عينيه ليمتعها بالنظر الى امامه وسيده الحسين، محاولا إطالته وقد غمره الامام بحنانه وعطفه، فتبسّم ابتسامة عبرت عن غاية شعوره بالسعادة العظمى وهو يشعر ان امامه يحبه ويحن عليه فابتهجت روح أسلم وكانت تطير، فأمسك بها ليقول من أعماقه مفتخرا وهو يتمتم: مَن مثلي وابن رسول الله واضع خدَّه على خدّي!
كانت تلك آخر ما تلفظ به أسلم، شفع عبارته الاخيرة بأبتسامة .

1 year, 2 months ago
قصص أهل البيت《ع》
1 year, 2 months ago

**الحر يزيد بن ناجية الرياحي

كان(رضي الله عنه) من أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) ، كان (رضي الله عنه) من وجوه وشجعان العرب، أرسله الى الكوفة عبيد الله بن زياد مع ألف فارس؛ لصدّ الإمام الحسين(عليه السلام) من الدخول إلى الكوفة
سار بجيشه لتنفيذ هذا المهمّة، فالتقى بركب الإمام الحسين (عليه السلام) عند جبل ذي حسم، ولمّا حان وقت صلاة الظهر صلّى وأصحابه خلف الإمام الحسين(عليه السلام)
ثمّ عرض عليه الإمام الحسين(عليه السلام) كتب أهل الكوفة التي يطلبون فيها منه المجيء إليهم
فقال الحر: «فإنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك، وقد أُمرنا إذا نحن لقيناك ألّا نفارقك حتّى نقدّمك على عبيد الله بن زياد»
ثمّ لازم ركب الإمام الحسين(عليه السلام)، وأخذ يسايره حتّى أنزله منطقة كربلاء

" توبته "

لمّا رأى (رضي الله عنه) إصرار القوم على قتال الإمام الحسين(عليه السلام) بدأ يفكّر في أمره، وأقبل يدنو نحو الحسين(عليه السلام) قليلاً قليلاً، «فقال له رجل من قومه، يقال له المهاجر بن أوس: ما تريد يا ابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟ فسكت، وأخذه مثل العرواء، فقال له: يا ابن يزيد، والله إنّ أمرك لمريب، والله ما رأيت منك في موقف قط مثل شيء أراه الآن، ولو قيل لي مَن أشجع أهل الكوفة رجلاً ما عدوتك، فما هذا الذي أرى منك؟
قال: إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنار، ووالله لا أختار على الجنّة شيئاً، ولو قطّعت وحرّقت، ثمّ ضرب فرسه فلحق بالحسين (عليه السلام)»
وقف بين يدي الإمام(عليه السلام) معلناً توبته، قائلاً: «إنّي قد جئتك تائباً ممّا كان منّي إلى ربّي، ومواسياً لك بنفسي حتّى أموت بين يديك، أفترى ذلك لي توبة؟ قال (عليه السلام) :نعم، يتوب الله عليك، ويغفر لك»
ثمّ قال للإمام الحسين (عليه السلام) :« لمّا وجّهني عبيد الله إليك خرجت من القصر فنوديت من خلفي: أبشر يا حرّ بخير. فالتفت فلم أر أحداً، فقلت: والله ما هذه بشارة وأنا أسير إلى الحسين وما أحدّث نفسي باتّباعك فقال(عليه السلام): لقد أصبت أجراً وخيراً»

خاطب(رضي الله عنه) عسكر الأعداء بقوله: «أيّها القوم، ألا تقبلون من الحسين خصلة من هذه الخصال التي عرضها عليكم، فيعافيكم الله من حربه وقتاله… يا أهل الكوفة، لأُمّكم الهبل والعبر أدعوتموه حتّى إذا أتاكم أسلمتموه، وزعمتم أنّكم قاتلوا أنفسكم دونه، ثمّ عدوتم عليه لتقتلوه، أمسكتم بنفسه وأحطتم به، ومنعتموه من التوجّه في بلاد الله العريضة حتّى يأمن ويأمن أهل بيته، فأصبح كالأسير لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضرّاً، ومنعتموه ومن معه عن ماء الفرات الجاري يشربه اليهودي والنصراني والمجوسي، ويتمرّغ فيه كلاب السواد وكلابه، وها هو وأهله قد صرعهم العطش بئسما خلفتم محمّداً في ذرّيته، لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا وتنزعوا عمّا أنتم عليه
فرموه بالنبل فرجع حتّى وقف أمام الحسين(عليه السلام)»

" خروجه للمعركة "

استأذن الحرُّ الحسينَ (عليه السلام) للقتال، فأذن له، فحمل على جيش عمر بن سعد، وهو يرتجز ويقول:
«إنّي أنا الحرّ ومأوى الضيف أضرب في أعناقكم بالسيف
عن خير مَن حَلّ بلاد الخيف
أضربكم ولا أرى من حيف
فقتل نيفاً وأربعين رجلاً»
ثمّ أحاطوا به من كلّ صوب وحدب، وأردوه قتيلاً، «فأتاه الحسين (عليه السلام) مسرعا ودمه يشخب، فقال:بخٍ بخٍ يا حر، أنت حرّ كما سمّيت في الدنيا والآخرة ،ثمّ أنشأ الحسين (عليه السلام) :
لنعم الحرّ حرّ بني رياح وحرّ عند مختلف الرماح
ونعم الحرّ إذ نادى حسيناً
فجاد بنفسه عند الصباح»

استُشهد(رضي الله عنه) في العاشر من المحرّم عام ٦١ﻫ بواقعة الطف .**

1 year, 3 months ago

﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾