الشهيد حسن عبيد "حمزة" في تشييع الشّيخ راغب حرب

قوافل الشّه‍داء تصنعُ النّصر

"إنّا على العهد" متمسكين بالوصيّة الأساس

«عبئوا صفوفكم لإكمال المسيرة، والوصول إلى القدس وتحريرها من أيدي الغاصبين»
_الشهيد فادي الطّويل

سيتم توزيع البوستر مع ملصق "نحن الخمينيون" غدًا السبت في الحفل المركزي لمرور ٤٠ يومًا على استشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر في روضة الحوراء زينب (ع) الساعة ٤:٣٠ عصرًا

"سنكون بانتظارك.."

ذات يوم من أيام العام ١٩٨٥، التقى شيخ الاستشهاديين أسعد بالسيد محسن، فوجده حزينًا، وبادره سائلاً عن السبب، فأجابه: "أحد الأخوة استشهد ووصل إلى مبتغاه، هنيئًا له، وما يعزّيني أنّني إن شاء الله لاحق به وبالشهداء، فإن استُشهِدت لا تحزن عليّ يا أسعد".

تبسّم أسعد وقال:" إنّي سأستشهد قبلكَ، وأنتَ ستكون أيّامُك طويلةً وحزينةً وسيأتي يوم تعيش فيه مع الذّكريات وقلبكَ عندنا وروحك معنا"،

رد السيد مستغربًا: "ومنذ متى تحدّد الآجال والأعمار؟! ومن يضمن لكَ الاستشهاد والشهادة؟!"
-إني أضمن لكَ شهادتي كما أضمن وجود هذه الليرة في جيبي،
وأما أنت فالحاجة إليك ستبقيكَ طويلاً، لكن سينتظرك كل الأخوة، فلان وفلان"، وعدّ بالتراتب أسماء شهداء من المجموعة لم يكونوا قد استشهدوا بعد.

بغصة قال السيد فؤاد: إياك وهذا الحديث ولا تكرر ما قلت حتّى لو كنتَ وليًا.

وبعد استشهاد الحاج سمير مطوط بأسبوع، ولم يكن قد تقرر بعد أمر العملية الاستشهادية، يروي السيد: احتضنني أسعد وقال: "كلما نظرت إليك رأيت الشهداء فيك، ولكن بعد شهادتي لمن ستنظر لترانا"، ثم ضحك مكملاً: "مع مرور الزّمن لا تشك لحظة واحدة أننا سننسى العهد لأننا سنكون بانتظارك"

ثمّ في التاسع من آب، رحل أسعد تاركًا في وصيته: يمضي تاسع عشرةٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إلى سبيل ربه، فبعد محمد حسونة، مضى عاصي ومحمود وبعدهما مضى المفتي وبعده مضى أحمد ثم جواد وجعفر وحسن والآن دور التاسع ليرحل عنكم.."

ومضى على استشهاد أسعد خمسٌ وثلاثون عامًا، نارُ الشوق أذابَت قلب الحاج، صاحب الاسم المجهول حينها، طالَت أيامُ الحاج المنتظِر، ملأها الحُزنُ والحسرة، الواجِب أبقاه على قَيد الحياة.
بعدَ أربعة وعشرين عامًا من دحرِ الاحتلال، في تموز عام ٢٠٢٤، العدوُّ نفسُه الذي أدمى المعاهدين التسع، جمَع الحاج باخوانه، حينها مجهول الاسم، ردّد الجنوبُ والبِقاع، الضاحيةُ والمحور، الصغيرُ والكبير، العدوّ والرّفيق، اسمه، سبَق اسم الحاج محسن لقب الشهيد، تمامًا كما وعدَه الشيخ الصادق..
هُنا حتمًا سيستذكرُ الحاج يومَ سكَن مسجد الأوزاعي مع تسعة شبّان، يوم تهامسوا فيما بينهم أسرارًا سمعها البحر، عن بلادٍ محرّرة، وشعوبٍ حرّة، وعدوٍّ منهزم، واسمائهم، يومَ خبّأ بحرُ الأوزاعي أبو الأسرارِ أحاديثهم، حينَ كُشِفَ اسمُ التسّعة لمّا غفوا واحِدًا تلوَ الآخر في روضةِ حيّهم، وبقي اسمُه، عاشرهم، الحَي جسدًا و الشهيدُ روحًا، سرٍّا يروي البحرُ من اسمه عطَش مستضعفي الأرض.

لمن يرغب بالحصول على نسخة ورقية للملصق متوفرين في روضة شهداء الرادوف