كاظم المنصور

Description
أُكَتِّمُ مابي لو يَدومُ التَّكتُّمُ
ولكنه هَمٌّ به القَلبُ مُفعَمُ
Advertising
We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 3 weeks, 6 days ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 4 months, 1 week ago

- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 2 weeks, 5 days ago

3 months ago

عِبْرة من سِفْر الماضين

قيل أن هناك عالِم من الحلّة كان كثير الدعاء بتعجيل الفرج ،كما أنه كان يحث الناس على ذلك حتى أقام الناس مجالساً للدعاء، ذات يوم ذهب الشيخ الى زيارة الكاظمين عليهما السلام فقابل الإمام عج في الطريق وجرى الحديث بأن سبب عدم الظهور هو عدم وجود أنصار، قال الشيخ بخدمتكم مولاي ففي الحلة المجالس عامرة بمحبيك ومن يدعون لك، الإمام: ليس في الحلة إلا شخصين شاب قصّاب وانت ياشيخ عليّ مع ذلك ادعو من ذكرت ليحضروا وأبلغهم بأني سآتي، فاجتمعوا في بيت الشيخ وجاء الإمام للسطح ونادى القصاب، ولما صعد قال الامام اِذبح هذا الخروف قُرب الميزاب، فظن الناس-الأنصار!!!- أن الامام قتل الشاب فخافوا، ثم نادى على الشيخ وأمره بالذبح كذلك، هنا ازداد خوفهم واتخذ كل واحد منهم طريقه للهرب، فقال الإمام نادي للأنصار والمحبين ليأتوا، فأخذ الشيخ ينادي ولا من مجيب، ولما نظر وجد الدار فارغة .
فقال الإمام عليه السلام: أهؤلاء هم الأنصار الذين كنتَ تظنّ أنّهم لا راحة لهم في مفارقتي، وأنّ جميعهم حاضرٌ لنيل الشهادة في ركابي؟! .

قال تعالى : قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)
نعم يا نبيّ الله يا يعقوب لا أمان لمن جُرِّبوا ولم يعطوا من أنفسهم حق الأمانة والمؤتَمَن والمؤتمِن! .
فحتى وإن لمستَ الصدق من مواثيقهم وحرصهم، فلابد من معرفة منطلقات هذا الحرص والميثاق، فقد عرفتَ أولادك فما الحفظ والتضييع عندهم إلّا لمصالح شخصية. فتضييعهم ليوسف ماهو إلّا للحسد والغيرة واتباعهم أنفسهم الأمارة وملكاتها السيئة المسيطرة على باطنهم، فهل حدثت معجزة قلبت هذا الباطن والملكات إلى حسنة فيؤدوا الأمانة!؟، إلّا أللهم إذا كان أداء الأمانة وحفظ العهد لمصلحة شخصية-وهو كذلك- فسوف يحفظونها، بالتالي فهو ليس لأجل حفظ الأمانة نفسها!(بنيامين) ، أو لحفظ الوعد والميثاق ذاته، بل لأجل أن : نَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ۖ ذَٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) وليس لأحقيّته . فيالها من صفقة نفسية، الرابح منها في كل الأحوال أنفسهم ، سواء حفظوا الأمانة أو ضيّعوها، وهذه إشارة مهمة لألاعيب النفس وتدنيسها للأعمال .
ومادامنا وصلنا بالحديث للنفس الأمارة وكونها الأساس، فلننظر للأمر من زاوية باطنية، فهم برغم انهم حاولوا الحفاظ عليه لكنهم لم يفلحوا ،،!؟،،، لأن منطلقاتهم تتمحور حول مصالح شخصية والتي هي نفسية، فهذه إشارة لكونهم فرطّوا بالإصلاح في بواطنهم؛ والنتيجة ضيّعوه خارجياً، فما الخارج إلّا معلول لعلّة الباطن، فضياع الخارج تحصيل حاصل لضياع الباطن .
محل الشاهد من كل ما مرّ أننا إذا نظرنا لعلاقتنا مع الإمام ودعائنا للتعجيل سنجد نفس النتيجة ، فهي طلب للدنيا وللمصلحة الشخصية، لذا فلن نحافظ على الإمام عليه السلام في كل الأحوال. وعندما نقول طلب للدنيا لا نقصد المال فقط، فكل منا لديه ما يخاف عليه في دنياه، سواء السمعة او الجاه او المال او النفس وغيرها من اعتبارات دنيوية شخصية، فالأغلب يريد الإمام ليعيش وليس ليموت أو يناله بلاء ما، لذا نجد السيد الشهيد قدس سره حينما يذكر حادثة الخرساني مع الإمام الصادق عليه السلام؛ والمئة ألف فارس الذين وعد بهم، لكنّه خاف من الجلوس في التنور ، فيُعلّق السيد أن النار الاجتماعية أشد ضراوة من نار التنور! . فنفهم من ذلك أنه من لا يتحمل ألسنة نار التنور فكيف له بتحمل ألسنة نار المجتمع!! وهي الأشد!؟ أي مثلا أن يُطعن في سمعته .
وعندما يُسأل عن الحل، فيكون: بتربية النفس . فبنيامين لم يطلب لنفسه الالتحاق بيوسف، بل يوسف من اختاره ، لاستحقاقه لذلك، اي انه ربّى نفسه على ذلك . ودليل تهيئة بنيامين لنفسه ، وصحة اختيار دولة العدل له؛ أنه عندما طُلِب منه ان يصبح سارقاً طبّق وبأكمل وجه ، فتحمّل نار المجتمع من تشويه سمعة وتسقيط .
ما الذي استفاده من يوسف،برغم تجيّير كل وجوده له!؟ ، هو الذي عاش ممحوقاً فيه ، وهل للممحوق من طلب للفائدة!؟ ، فهو لم يكن له همّ في الدنيا أبداً، حتى وإن قيل أن فائدته كانت معنوية، فهذا يؤكد أن لا وجود للدنيا في قاموسه، ولم يُرتب عليها أثر أقبلت أو أدبرت . و إن كان إعداد النفس بهكذا مستوى وتربية صعب جداً، ودونه خرط القتاد، لكن لا بأس بالتوجه إليه ووضع القدم في طريقه .

بالتالي هل منّا من هو كذلك ، اي باستطاعته أن يضحي بسمعته أو بنفسه من أجل الأطروحة العادلة الكاملة !؟.. ويكون كنقطة باء البسملة البسيطة والممحوقة الشكل وفوق ذلك مكسورة (بِسم)، ليُعين إمامه ، أم سيكون سبباً في تأخير ظهوره في حال غيبته، أو عبئاً عليه في حال ظهوره . وكأن الشاعر وصفه سلام الله عليه عندما قال :
لأنني رئة الزمان تزاحمت
كل الرئات على اغتيال هوائي

4 months, 2 weeks ago

والخلاصة ؛ بحفظ الشريعة وتطبيقها سنُسقى من معين أوفى، ونشفي صدر رسولنا الكريم من حسراته وبخوعه لما رآه من تقاعس أمته عن المنهج الذي ضحّى لأجله بالغالي والنفيس كمثل الزهراء والحسين عليهما السلام، وإلّا فـ{ مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً} أي من يُعرض عن نبيه فليس أمامه سوى السلوك المنحرف الذي نهايته العذاب والتيه وهو طريق الشيطان . ولا حول ولا قوة إلّا بالله

4 months, 2 weeks ago

النهج المحمدي

السير في السِّر يخفيك، ويُظهر فقط من يستحق ذلك الأمر، فالصحراء صحراء لابتلاعها آثار المارين عليها، فنعومة وصغر رمالها حسّنت خاصية الابتلاع تلك، بحيث لا يسكنها ويقاوم فناءها ذاك إلّا من تشبه بها ،فلنكن مثلها لا نحتضن من المباني والمرتفعات والشواهد والآثار شيئاً .
هناك محطات يصف لنا فيها القرآن عظمة الرسول الكريم ورحمته وحبه لهذه الأمة، كيف لا وهو أبوها ، فواحدنا إذا اضطلع بأمر عائلته لا يغمض له جفن إلّا بعد تلبية حاجات أفرادها والتأكد من أحوالهم ومستقبلهم ، فما بالك بالحبيب محمد صلوات الله عليه وآله فنجده يتصدى لكل موقف ويضع له نظاماً وقانوناً لكي تتبعه أُمّته فيه، وتتقي الشر وتجلب الخير، بل ويعلمنا كيف نجعل كل أعمالنا لوجه الله حتى الأمور الدنيوية، لذلك يضع دعاء وآلية للوضوء ولشرب الماء ولتناول الطعام وللباس ولدخول السوق وغيرها بحيث لم يترك فعلاً أو حالاً إلّا وأطّره بإطار الشريعة وأنزله منزل الطريقة.
لذا نجد الله سبحانه في القرآن الكريم يواسي النبي صلوات الله عليه وآله لجفاء قومه بأن قال { لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} أو في سورة الكهف {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} أو قوله تعالى{فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} وباخع النفس أي مؤذي نفسك ومحزنها على ماتراه من جفاء لمنهجك،ففي الآية الأولى (ألا يكونوا مؤمنين) أي لم يتبنوا شريعتك وينزلوها منزل التطبيق ويؤمنوا بها بحق فإسلامهم كان ظاهرياً، فالكثير حولوا أصنامهم من الظاهر والكفر الظاهر إلى الباطن، وقد أُطلق عليهم في حينها أسم المنافقون ، ولعلّ اليوم الشرك الخفي هو بُعد من أبعاد النفاق ، عموماً فقد كان النبي صلوات الله عليه وآله يتألم لما يراه من جفاء له ولمنهجه. لكن هل هذا الحزن الشديد الذي وُصِف ب(البخوع) بحيث قَرُب من إهلاك نفسه صلوات الله عليه هل هذا الحد من الحزن والإهلاك خاص بأهل زمانه فقط أم إنه ممتد بحدود امتداد نبوة النبي وشريعته!؟، واضح أنه ممتد لأنه أب ونبي لكل زمان ، من نبوته إلى يوم القيامة، ولأنه قرأ من تهاون معاصريه بالمنهج تهاون مابعدهم من أجيال، لأن المنهج لو كان راسخاً ومتواتراً ومُطبَّقاً بحقه وحقيقته لما اختلفت الأمة في الصلاة بالإسبال هي أم بالتكتف! ، والمفروض أنها شيء جلي، فالنبي كان يصليها جماعة طيلة حياته الشريفة وعلى مرآى ومسمع القاصي والداني!، فلو كان أهل زمانه فانين في المنهج لما استطاع أحد أن يتجرأ على المنهج في شيء، أي وبعبارة أخرى لو كان النوع أكثر من الكم عندهم لصدّروا لنا خير تطبيق للمنهج، لذلك لما رأى النبي تطبيقهم للمنهج ليس بالمستوى المطلوب عرف أن الخلف لا يُخالف السلف ولعل هذا ما أثقل قلبه بالحزن والحسرات .
أما الآية الأخرى فقد قرأ النبي في الأمة مثلبة أخرى شخصّها القرآن ب { باخع نفسك على (آثارهم)} فممكن فهم الآثار كما هي، أي المفروض ألّا تكثر الآثار قِبال أثره وأثر من وصّى به وهو أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، فوجود آثارهم قبال أثره وأثر وصيه إشارة لتشتت المنهج، فلو كانوا فانين في رسول الله صلى الله عليه وآله لما وُجد لهم آثر ، ولتعلَّموا منه ومن فنائه في الله حينما شعر بطالب حاجة وقبل أن يتكلّم بادر صلوات الله عليه قائلاً{من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله} أي توجه له بالمباشر! . ألم يتعلموا من الزهراء عليها السلام إذ لم يُغمى عليها إلّا بعد ذكر المؤذن للرسول، فحتى في إغمائها لا تتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فناءً وحباً، كما يقول السيد القائد فلا اثر بعد أثره .
ولو أردنا تسليط الضوء على بعض من نتائج السير على المنهج المحمدي فسنجد في سورة الجن الآية الكريمة {وَ أَلَّوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً} تُخبِرنا أنه من سار على الشريعة النظرية وجعلها له طريقة(عملية تطبيقية) لوصل إلى المعرفة الحقيقية . ولعلّ ادغام (أن +لو)يُشير لذلك أيضاً، والمعنى أنه لا فائدة من اطلاعنا على الشريعة فقط، من دون إنزالها منزل الطريقة والعمل بها وتطبيقها بحذافيرها في حياتنا اليومية، فهذا التطبيق هو من يوصلنا إلى الحقيقة(ماءً غدقاً).
أما في قوله تعالى {وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّـهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَداً} كأن القرآن الكريم يُجيب السائل قبل أن يطلب مثالاً تطبيقياً للمنهج، فالمساجد هنا ممكن فهمها الأعضاء السبعة المستخدمة في السجود والصلاة؛ وهي لله حصراً.
وهكذا كلما تقدم الفرد بالمسير وتطبيقه للمنهج أصبح أدق حتى تموت الدنيا والشهوات فيه فيصحو وكأنه كان في حلم، فيقصر أمله ويكون همّه فقط أن يعيش يومه ويخرج منه بلا معصية وبأقل الخسائر وهو صلوات الله عليه القائل {مَن كانَ يَأمَلُ أن يَعيشَ غَداً فإنّهُ يَأمَلُ أن يَعيشَ أبَداً }.

4 months, 3 weeks ago

فهكذا هو تأثير الأم في مملكتها فماتزرعه وتربيه يحصده المجتمع، حتى يعرف كلنا منا ماذا يُصدِّر للمجتمع، فمنا من يربي للدنيا ومنّا من يربي للآخرة وشتان بين النشأتين وبين التربيتين، فأهل الآخرة سيكونوا مضحين لإمامهم دون تردد، لذلك نجد السيد القائد يقول: {أنا أرى السيد الوالد آخرة محض} ، فياتُرى كيف يجب أن يكون أبناءه؟!، المفروض آخرة محض، وبنفس الجانب ممكن أن نفهم قول السيد الشهيد قُدس سره {إن من يبذل للزهراء أية خدمة حقيقية، أو نفع حقيقي مخلص لايمكن أن يدخل النار فتكون هي شفيعته وتفطمه من النار} وأحد مفاهيم الخدمة الحقيقية للزهراء عليها السلام هي تربية أولادنا تربية أخروية .
وفي المحصلة سنخرج بعدة نتائج منها :
-أن العبد عبد . الشدة والرخاء عنده سيان . فالذي جعل مريم تنتبذ مكاناً شرقياً، وجعل نرجس تترك قصرها وتذهب أسيرة، وجعل أم موسى ترمي بوليدها في البحر ولم تؤمِّنه عند شخص وأمنته عند الله سبحانه لثقتها به، ف {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ} فلا مرضع يضاهي طهارة مرضعه ليغذيه . فهؤلاء النسوة إيمانهن بالله وبالغيب عميق بحيث يفعلن مايُريد سبحانه ، فلم يعبدنَ الله على حرف بحيث إن أُعطينَ آمننَ وإن هُجِرنَ أو ابتُلينَ كفرنَ .
-صحيح أن الدور الأساس في تهيئة المرأة على المرأة نفسها {"فَتَقَبَّلَهَا" رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} ،لكن للرجل دور بارز في ذلك، فبرغم ما لمريم من مكانة ولكن الآية تُكمِل ب{وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ ..}، فالنتيجة تكون أن تُحسن المرأة تربية نفسها فيقبلها سبحانه، ثمّ يوفقها لكفيل وزوج ورفيق درب صالح ، وهو كذلك ، وبالتالي تكون الذرية والنتاج صالح .
-وممكن أن نفهم من ارتباط فرحة الزهراء بحفيدها المهدي عليهما السلام وعدم إظهارها مع باقي المعصومين إشارة : أنه من أرادت الإرتباط والمشاركة بهذه الفرحة من النساء فلتُخرِّج لنا من هو ناصر لحفيدها بحق وحقيقة .بل إن فرحة الزهراء إشارة (للنساء بالخصوص) أنّ مشاركتي بفرحتي تكون بتقويم أولادكن على نهج محمد وآل محمد وضمن السنن الإلهية التي وُضِعت من قِبلهم لكي يكونوا فداءً لإمامهم ومنهجه، وماتضحية زينب بأولادها لأجل الاصلاح عنا ببعيد.
فعدم وجود قاعدة محضت الإيمان محضا أدت إلى رفع عيسى وغياب إمامنا سلام الله عليهما كما غاب يوسف عن إخوته وما رجع إلى أن رجع إخوته إلى جادة الصواب
والعاقبة للمتقين.

4 months, 3 weeks ago

عذراً للأطالة
لكن سطور لابد منها

ذات الدين

قد يتسلل من خلال النافذة شعاع من الشمس، يُحدد مقداره وأبعاده شكل النافذة وحجمها، فقد تجده-الشعاع- يضيق ويتسع تبعاً لها، وهكذا هي الأم نافذة وليدها والناقلة له شعاع المنهج والشريعة، فاظفر "بذات" الدين وجوهره تربت يداك .

بما أن المرأة والأم نافذة الطفل لرؤية الحياة ، فستكون هي محور الكلام عن الإمام وعيسى عليهما السلام، فقد قال تعالى على لسان الملائكة :{إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ } الملائكة تبشِّر مريم ويقول أهل اللغة-بمافحواه- أن الفعل {قال} لا يشمل الكلام فقط، بل يشمل الكلام وغيره أي ممكن ان يكون بالإشارة أو الايحاء وغيرها والدليل {إما تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} فكيف {قولي و لن أُكلّم} لم تتكلم فكيف قالت ؟!، قال { "فَأَشَارَتْ" إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ … } أي قالت بالإشارة! . المهم أنّ {قالت الملائكة} ممكن فهمها {قالت ملكاتها}، أي إن ملكاتها الإيمانية أوصلتها لتحمل نبي من أولي العزم . ولو أردنا معرفة مريم لوجدنا القرآن يصفها ب {وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا ,,, فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ (حِجاباً) فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا } ومن أهلها ؟، أمها وزكريا وزوجته ، هم أهل دين ،إذاً بأي مستوى من عمق الإيمان احتجبت عنهم فاصبحت ترى رسل ربها ؟! . إنها عبادة الأحرار وإيمانهم . إذ كانت تفعل مايُريد الله منها لا ماتريد، فتركت بيت المقدس وخرجت للطريق بأمره .
وهكذا يصبح الحديث أكثر دهشة وغرابة عندما نُعرّج على السيدة نرجس بديانتها المسيحية وذهابها أسيرة، إيماناً منها برؤيا رأتها، وقد نسأل: إذاً بأي عمق إيماني تمسكت السيدة نرجس وهي مسيحية، بحيث تحمل مهدي هذه الأمة؟!، الإجابة في طلب السيد الشهيد من الجميع أن يكونوا متدينين بحقيقة الدين الذي هم عليه سواء مسيح أو غيرهم ، المغزى أن من تخلّق بدينه وتمسك بشريعته الظاهرة حقاً، قطعاً ستوصله إلى الدين الحق وأهله،وأقرب مثال سلمان المحمدي ، ووهب النصراني إذ التزامه بالمسيحية الحقة وأخلاق عيسى أوقف الحسين عليه السلام على بابه ليضمّه هو وأُمه الى ركبه ، وطبعاً هنا يعود الفضل كذلك للأم ،وموقفها في كربلاء معروف .
فبما أن الشخصيات المهمة كان لحجر الأم دور بارز في نشأتها والحفاظ عليها ، فنفهم من ذلك أن دور الأم عظيم لتهيأة جيل واعي بحق لإمامه ونبيه، وبالتالي فلا يكفي الدعاء بالتعجيل، بل يجب العمل على أنفسنا وعلى أُسرنا ، فلتأسيس قاعدة الإمام المهدي يتوجب علينا أولاً اختيار المرأة الصالحة المصلحة وتقويمها، وتعميق درجة إيمانها وارتباطها بالغيب مباشرة، لتُربي بالنتيجة جيلاً واعياً مؤمناً بحقّ، وأما إذا كان مسلكنا خلاف ذلك أي اننا لا نهتم بتقويم الزوجة بحق، فدعاؤنا بالتعجيل لا معنى له .
ولنأخذ مسلك النبي إبراهيم عليه السلام أنموذجاً إذ لم يدعُ ربه وهو على المنجنيق لأنه يعتبرها سوء أدب . فالله قال أذكروني في الرخاء أذكركم في الشدة، بالتالي فذكرنا له في الشدة سوء ظن وعدم تصديق لقوله هذا- جل ذكره- فلو كان الداعي صاحب يقين لما دعاه في الشدة. وعَكَس إبراهيم هذا الإيمان في عائلته بحيث أسكن هاجر {بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ } ولم يؤثر ذلك على سلوكها الديني البتة، بل ولم تعترض أو تنبس ببنت شفة، ولو اعترضت لذكرها الحق ،و لوجدناه في تربيتها لإبنها، بل إن بعض مواقفها في ذلك الوادي أصبحت مناسكاً؛ كالسعي بين الصفا والمروة، ما ذلك إلّا دليل فنائها في منهج زوجها ونبيها بحيث أصبح فعلها تقريراً، وما كان نِتاج هاجر ياتُرى !؟، إسماعيل {إفعل ماتؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} فقد مثّل صبر أمه وتسليمها لأهل الحق . بالتالي ممكن أن نفهم {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} أن عظمة الذبح الذي فُدي به وقُدسيته جاءت من عظمة إسماعيل، وهي دليل على عظمة هاجر وتضحيتها وتربيتها ، ولو أخذنا مثالاً معاكساً لهاجر وهي بلقيس ومدى سيطرتها وتأثيرها على قومها فقد قال تعالى{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ (تَمۡلِكُهُمۡ) وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ } فأول صفة: تملكهم، ثم أوتيت من كل شيء،ثم لها عرش عظيم ، والنتيجة عبادتهم للشمس لأن الناس على دين ملوكهم، كذلك الأم أو الزوجة إذا أسست هكذا تأسيس في بيتها ستُنتج من رحم دارها ومن منطقة القوة الأنفة والعلو : نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ، ولا ضير في قوة البأس ، أما العلو فمهلكة، لذلك سليمان لم يطلب منهم سوى عدم العلو : أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ .

4 months, 3 weeks ago
كاظم المنصور
4 months, 3 weeks ago
كاظم المنصور
4 months, 3 weeks ago

إخلع نعليك

خطواتنا في الظاهر ليست ذاتها التي نخطوها في الباطن فتغير الطريق وحاله يوجب تغير الأدوات والمواقف والأحوال ، فمثلاً هل ما أرتديه في سيري على الطريق المستوي ذاته أرتديه في الطريق الوعر أو الجبلي ؟!،لا،، لذلك -وكفهم-"اخلع نعليك إنك {في} {الوادي} المقدس" أمر ؛ فلا يُسار بنعلين في الوادي !لأنه مزلق. وكانت هذه أولى الإشارات لموسى بتغيير أدواته ، والتفريق بين مسيره وما كان عليه من مقدمات ونتائج مع شعيب، وبين مسيره مع الخضر، فالأداة التي توصل للشيء تُترك في بابه! . ولو رصدنا الفروقات بين المسيرين وأدواتهما لوجدنا خطوتين :

-الخطوة الأولى: المقدمات أي مقدمات الأعمال أو الموفّقات لها، وفي هذا نجد أن تتلمذ موسى عند شعيب جاء إزاء خير عمله قبل ذلك ، من قبيل نصره للمظلوم، كذلك من موفقاته لشعيب هو سقايته لبناته حينما قال تعالى " فَجَآءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٖ قَالَتۡ إِنَّ أَبِي يَدۡعُوكَ لِيَجۡزِيَكَ أَجۡرَ مَا سَقَيۡتَ لَنَاۚ " فالملكات الحسنة تجذب مثيلاتها ، و بالتالي بالخدمة وفِّق ليكون تحت يد نبي. لكنّ لو وفقتّه لمرحلة ليس بالضرورة أن يحملها معه للمرحلة الأخرى، فمن غير الممكن حمل الادوات نفسها ليسير فيها إلى تطبيق القضاء والقدر .

-الخطوة الثانية : النتائج / وقبل الكلام عن النتائج يجب أن نؤسس لفهم أو أطروحة معينة وهي أن شعيباً كان يُمثّل الشريعة الظاهرية وهداية المجتمع ، أما الخضر فكان يمثل جنبة باطنية أو شيء من القضاء والقدر أو مكلف بذلك، الدليل أن موسى فيما حكاه القرآن الكريم عنه كان يتحدث عن عِلمٍ "هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن {تُعَلِّمَنِ} مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا" ، والخضر يُجيبه عن خُبْر : " وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ{ خُبْرًا } " وفي اللغة :{الفرق بين العلم والخبر : أنّ الخَبر هو العلم بكنه المعلومات على حقائقها، ففيه معنى زائد على العلم ..} أي إنّ العلم ظاهرياً، أما {الخَبَر} -عموماً وليس {الخُبْر}-درجة من الباطن ، بالمحصلة ف{الخُبْر} في {مالم تحط به خُبْرا} أعمق من العلم ومن الخَبَر. المهم في كل ذلك أن أداة وطلب موسى ظاهرياً بحت ، أما الخضر فهو الباطن والقضاء والقدر الذي هو ليس بعلم ، بل اختبارات وتجارب يصلها الفرد حالاً وليس طلباً ومقالاً . لذلك حين اتفق شعيب مع موسى على الأجر كان ذلك موافقاً للذوق المتعارف ظاهرياً . وحين طلب موسى رفقة الخضر توقع أنه سيُسايره مثل سيره مع شعيب لكنه انصدم بالمواقف والأمور التي كانت بديهية عنده في ذلك المسير ومنها الأجر، فقد كان يُناقش شعيباً في الأجر أما مع الخضر مجرد أن :" قالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً " فارقه الخضر، لان ذلك حال وتربية، وهذا حال آخر فلا أجر بين العاشقين ففي" يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ" و "رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ" لايوجد غير العشق وخدمة المعشوق، ولا أجر في البين لذلك فرّق الخضر بين بينه وبين موسى {هذا فِراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ } ، لأنه الدرس المهم هنا إذا انتهت مرحلة علينا أن نطوي معها أدواتها وضوابطها إلّا بعض الثوابت، فلا تولد مرحلة إلّا بعد موت سابقتها، ومادام هناك موت فوجب دفن الميت حتى لا يؤثر على الحيّ الجديد، وإلّا سرت النجاسة بين الشعورين السابق واللاحق ،لذا ممكن فهم الآية الكريمة من هذا المنظار إذ تقول: "كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ مَا قَدۡ سَبَقَۚ وَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ مِن لَّدُنَّا ذِكۡرٗا " أي وكفهم : كذلك نقص عليك من أنباء ماقد سبق ثم تتوقف الآية . وقد آتيناك من لدنا ذكراً أي ماقد سبق انتهى؛ لأنه عطاءٌ لأمم سابقة، أما الآن فآتيناك ذكراً ومنهجاً ورسالةً وتشريعاً جديداً فالسابق خذ منه العِبرة فقط، والعبرة أن نفهم أن مقدمات السير المعنوي حددها لنا حينما المعصوم قال: { ماعبدتك طمعاً بجنة ولا خوفاً من نار لكن (وجدتك) أهلاً للعبادة فعبدتك} فعند فقدان الأجر يكون وجدان المعشوق .
والخلاصة أن لكل منهج مقدمات مساوقة له، ومن غير الممكن حملها إلى منهج آخر مغاير له جملةً وتفصيلاً، فمقدمات موسى مع شعيب أوصلته لمنهج ظاهري وإن كان لديه باطن ، لكنها أوقفته في مسيره مع الخضر الذي يُعد تكليفاً سرياً يمثل القضاء والقدر، والدخول معه صعب إذ قيل-كما ورد عن أهل الله- أن الخضر كان مكلّفاً بمئة أمر لم نرَ منهم إلّا ثلاثة، ولو أكمل المسير موسى لرأينا العجب ، والحمدلله رب العالمين .

5 months ago

بين التنزيل والتأويل

كان وحيداً يسير في عتمة الصنمية واهل الشرك، وتتلاقفه نارهم التي سجّرها تحته نمرودهم، فأكثر ماعاناه في وقته من الخارج الشرك والأصنام التي كانت تُعبد قبله قرابة 800 عام من بعد الطوفان إلى وقته، لكنه لم يهتم لأنه من داخل بيته كان مؤازَر حيث كانوا أبناءه معه يصدقّونه، لذا بنى البيت وصدّق الرؤيا بقوة موقف ولده . لكن المأساة بدأت بعده في بيته وفي أهل إرثه، فلم يحافظوا على إرثهم بشكل صحيح، فبدل أن يحذوا حذو اسماعيل في تصديقه لأبيه والرؤيا ويعاضدوا أخاهم وأباهم ، أخذوا يشككون بأبيهم ( إن أبانا لفي ضلال)!، وأصعب التشكيك والطعن عندما يأتي من الداخل فما كان إبراهيم (أُمّة) إلّا بترابط عائلته ، فلنتخذ من موقف اسماعيل قدوة ولنتعظ من موقف اخوة يوسف، وإلّا اتانا القحط والفقد.
الآن بعد أن أخذنا فكرة عامة عن قصة إبراهيم عليه السلام فلابد أن نضعها في قِبال قصة يوسف عليه السلام ونفهم الفروقات لنتجنب ما يجب تجنبه ونتبنى ما يجب تبنيه وتُفهم الفروقات من خلال فهم الرؤيتين .
-فقد قال تعالى " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡيَ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ يَٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٠٢" فمن الرؤيا نفهم أن تكليف إبراهيم كان فردياً ، أما يوسف فقد قال تعالى " وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ " وقال " رَبِّ قَدۡ ءَاتَيۡتَنِي مِنَ ٱلۡمُلۡكِ" بالتالي فتكليفه جمعي ولم يقتصر على نفسه فقط .
-رؤيا إبراهيم عليه السلام تحققت بسرعة لأن نفوسهم متكاملة فصدّقوها وطبقوها بسرعة " إفعل ما تؤمر … وتلّه للجبين" . أما رؤيا يوسف فلقد تحققت بعد قرابة 35 سنة لتدني نفوس اخوة يوسف فلو كانوا من أهل الكمال لصدّقوها بأسرع وقت ولما جرى عليهم وعلى قريتهم الويلات من قحط وغيره، بالتالي فبعض التكاليف قد تُناط بالفرد نفسه لكن خطأه وتقصيره يعمّ .
-رؤيا إبراهيم ممكن أن تكون تأييداً ومقدمة لرؤيا يوسف لو كانوا إخوته يفقهون، لأن إبراهيم ما طلب الولد إلّا ليورّثه الإصلاح بكل تفاصيله، ويورّثه المواقف التي يحذو حذوها "قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي " ، فكان عليهم أن يحفظوا مواقف جدهم إبراهيم وعمهم إسماعيل ويتخذونها مسكناً لهم وانموذج .
-واحدى الفروقات المهمة كذلك أن الأدب عند أهل الكمال هو تنزيه بعضهم لبعض ،إذ نفهم من كلام إسماعيل تبرئة ساحة أبيه حينما يقول له افعل ما تؤمر أي ليس من عندك ما أتيت به ، في حين أخوة يوسف قالوا " لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ " فاتهموا أباهم بالضلال، واتهموا أخاهم بشتى الاتهامات منها الضعف حينما وصفوا أنفسهم بالعُصبة والقوة، واتهموه بالسرقة "إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ" ولمّا كان واجبهم اتخاذ موقف إسماعيل مسكناً ولم يفعلوا فحزّ ذلك في نفس يوسف "فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ۚ قَالَ أَنتُمْ {شَرٌّ مَّكَانًا} ۖ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ" فممكن أن نفهم أن ما آلمه هو اتخاذهم أشر مسكن وليس اتهامهم له .
-إن رؤيا إبراهيم كانت أشبه ب "التنزيل" أو لنقل التصديق حيث طبقت كما جاءت، أما رؤيا يوسف كانت تحمل في طياتها "التأويل" لذلك تأخرت في التطبيق "وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن {تَأۡوِيلِ} ٱلۡأَحَادِيثِۚ "، فالمحاربة على التأويل أصعب من المحاربة على التنزيل وما أمير المؤمنين عنّا ببعيد " ياعليّ أنا أحارب على التنزيل وأنت تحارب على التأويل" فالتاويل حمّال أوجه ويحتاج لنفوس عالية حتى تُدركه وتصدّق به، بل وتصدّق به بدون إدراك حتى!، مادام المُكلَّف يعلم علم اليقين بقائده ولا يحتاج إلى براهين فيما يفعل أو يقول، وبرغم ذلك فالبينات لم تفارق مسيرة يوسف " وَلَقَدۡ جَآءَكُمۡ يُوسُفُ مِن قَبۡلُ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلۡتُمۡ فِي شَكّٖ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلۡتُمۡ لَن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦ رَسُولٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ مُّرۡتَابٌ ٣٤". وضعت الآية الأصبع على الورم "حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله رسولاً" ضحالة الفكر جعلهم ينشغلون بما هو آتٍ عما هو بين أيديهم من منهج حق، وكذلك سوء الظن بالمدد الآلهي وتوقع انقطاعه، .. ناهيك عن إن انتظارهم للبراهين والبينات يُعد خِلة في الطاعة والوثاقة بقائدهم .
المغزى هو أن التأويل يحتاج إلى نفوس طاهرة وجبارة لتمضي قُدماً بالإصلاح ، وليس نفوساً تأنف السجود إلّا لمن تهواه، فالتأويل حمّال أوجه فمن عبد شخصاً أو حالاً كيف له التنقل بين التأويلات والأوجه والأحوال التي قد يلجأ إليها أو يستعملها القائد!؟ . والعاقبة للمتقين

5 months ago

الوجدان العلويّ

كل شخص فينا ليس فرداً!، بل قد يكون اثنان او ثلاثة أو أكثر وهذا يكون في أصله أو في داخله، فهو أبعاد لكن يمثله هذا الوجود أو الكيان الظاهري ويُقابله بوجود وكيان آخر بنفس الحواس لكن باطنياً أو لنقل وجدانياً، فنحن نرى ظاهرنا وننمقه ونعتني به لكن باطننا ووجداننا مفقود، ويعيش حالة التغييب والكبت وعدم التنمية أو السماع له، لذلك نجد الحسين يقول في عرفة وفي مرحلة الوجدان الكلي والفناء الفعلي ماذا وجد من فقدك وماذا فقد من وجدك) فقد لخّص لنا معادلة وجودنا المتكونة من جانبين لا يجتمعان معاً أبداً، فإما أن تجد وإلّا فلا شيء غير الفقدان بعده، فما أجمل أن تتلمس بيد ظاهرك خيوط الوجدان في باطنك ثم تمسها بيد الوجدان الفعلي فتجعلها شخصك ووجودك الفعلي والأصلي والمسيطر .
من هذا الكلام نفهم قول أمير المؤمنين عليه السلام "سلوني قبل أن تفقدوني " بمعناه أن المبادرة بالسؤال إشارة لافتقار السائل للمسؤول، فما دمت سائلاً فأنت مفتقراً ؛ فسنُجيبك ، ولن يحدث الفقد!! لأن " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ" فما دمت فقيراً فأنت مستحق للعطاء " من سألنا أعطيناه فالعطاء العلوي هو كنز لا يضاهيه شئ الم نسمع في الروايات مامعناه اذا ظهر المهدي عليه السلام أخرجت الارض كنوزها ... وهي أشارة لأهل الله ونقطة انطلاقتهم هي الافتقار والتواضع، لأن المعصوم يقول أنا الفقير فكيف بنا نحن !؟.
أما الفقد هنا-كفهم- ليس مادياً فقط، وإن كان ضمناً في الكلام، ولكن الأكثر فقداً معنوياً غيبياً ، ففقد الفتن وكثرة الالتباسات التي يضعونها حولي بحروبهم-من الجمل وصفين- يُفقدني في داخلك . ثم إذا فقدتنا في نفسك فلن تجد لنا أثراً بعدها، فلو فقدت القمر فمن يُرشدك في ليلك البهيم!؟. ومن ضمن فتنهم التي غلقوا بها الطريق على غيرهم عن السؤال والافتقار وزرعوا التشكيك فيهم، أنهم لم يسألوه، بل وحاربوه جهاراً نهاراً بالرغم من أن أسيادهم يتعوذون من معضلة ليس لها أبو الحسن .
وهكذا فبدل التواجد حدث الفقد لانه نتيجة حتمية لعدم الوجدان!. فالسيد عرّف الوجدان في الأصول بأنه : "الإحساس الفعلي بالإتصاف أو هو الإحساس بالإتصاف إحساساً فعلياً " أي أن تتلمس حقيقة الشيء في داخلك وخارجك وغالباً ما يُدعم الخارج بالوجدان الداخلي أي إن الافتقار… وجدان ، والسؤال الخارجي هو أحد إفرازاته، ومادام لم يتواجد سؤال فلا افتقار ( أي الحاجة الوجدانية لبقاء المعصوم) ، فالفقد هو الناتج .
في الخلاصة نسأل: هل كان كلام أمير المؤمنين عليه السلام مخصوصاً لأهل زمانه فقط ؟!،، أكيداً لا، كيف يُقتصر على زمان وهو والنبي صلوات الله عليهما أبوا هذه الأمة بكل أجيالها وأزمنتها!، بالتالي فباب السؤال مفتوح للجميع على مرّ الأزمان وباب الفقد والوجدان مفتوح كذلك، سواء أجاب عليّ بنفسه أو من سكن مسكنه!، إذاً فالفقد والوجدان والسؤال مستمراً لاستمرارية المصلحين والسالكين لنهج عليّ متى وأين ماوجدوا، ألم يقلها- السيد القائد- ( استعملوني قبل أن تفقدوني ) و نصحهم ولم يرعووا أو يأخذوا بالنصيحة؟، ووقعوا فيما حذرهم منه لكن العزة بالاستغناء تمنعهم من قبول الحق
والعاقبة للمتقين

We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 3 weeks, 6 days ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 4 months, 1 week ago

- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 2 weeks, 5 days ago