س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثابك الله يا شيخ
س/ "إذهبوا وانتم الطلقاء" فهل يجوز سماح النصيريين والرافضة احتجاجا بهذا الدليل؟

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هذا الحديث بهذا اللفظ:(اذهبوا فأنتم الطلقاء) ضعيف لا يصح، ولكن وجود الَّذين خَلَّى عنهم النبي ﷺ يوم فتح مكة ، وأَطْلَقَهُم ، فلم يَسْتَرِقَّهم فمحفوظ ثابت وقد ورد ذكر الطلقاء في الصحيحين.

والذي يجب أنْ يُعلم أنَّ النبي ﷺ قتل يوم فتح مكة أقواما وأطلق آخرين، فدعوى أنَّ النبي ﷺ أطلق الكل، وعفا عنهم، وأعطاهم الأمان العام لهم جميعا؛ باطل قطعا، ونسبة ذلك للنبي ﷺ ودينه وشريعته هكذا بإطلاق؛ كذب محض والعياذ بالله.

ثم إنه قد نزلت بعد عام الفتح سور وآيات تأمر بقتل المشركين وقتالهم ونبذ العهود إليهم إلى مدتهم.

ثم إنَّ النبي ﷺ فرق بين مَن عَظُمَ إجرامه وغيره كما في الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)).

ثم إن هذا كان في الكفار الأصليين، وليس في المرتدين، الذي نطقوا بالشهادتين، ثم ارتدوا فكفروا وثبتوا على كفرهم، وحاربوا الإسلام وشريعته، وقتلوا المسلمين، وشردوهم، وهتكوا أعراضهم، واستباحوا أموالهم وديارهم، حتى تم التمكن منهم.

فهؤلاء لهم آية الحِرَابَة كما قال تعالى:
(إِنَّمَا جَزَ ٰ⁠ۤؤُا۟ ٱلَّذِینَ یُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَیَسۡعَوۡنَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن یُقَتَّلُوۤا۟ أَوۡ یُصَلَّبُوۤا۟ أَوۡ تُقَطَّعَ أَیۡدِیهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَـٰفٍ أَوۡ یُنفَوۡا۟ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ لَهُمۡ خِزۡیࣱ فِی ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمٌ ۝ إِلَّا ٱلَّذِینَ تَابُوا۟ مِن قَبۡلِ أَن تَقۡدِرُوا۟ عَلَیۡهِمۡۖ فَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ)[سورة المائدة 33 - 34].

والله أعلم.

🎯 قاعدة مهمة:

[كل مَن نطق بالشهادتين؛ فلا يُسمى كافرا أصليا مطلقا إذا وقع عليه الكفر، وإنما يُسمى مرتدا].

⛔️منقولات مهمة⛔️

🎯 لا خلاف بين العلماء المتقدمين في أن النصيرية زنادقة مرتدون، وليسوا كفارا أصليين.

فلا يجوز سبي نسائهم ولا استرقاق ذكورهم.

==================

قال الإمام أحمد بن حنبل: [الزنادقة حكمهم القتل ليست لهم توبة، لا أرى لهم إلا السيف].

وقال الخلال في جامعه:[أخبرنا جابر بن محمد بن حازم أن إسحاق بن منصور حدثهم أن أبا عبد الله -يعني الإمام أحمد- قال: الزنديق لا يستتاب].

ونقل سحنون عن الشافعي: [أن الزنديق لا تقبل توبته، واستشهد بالآية:{فَلمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}].

وقال سحنون: [وعن مالك وأصحابه بقتل الزنديق، ولا يستتاب].

وقال ابن تيمية: [ويدلّ على جواز قتل الزنديق والمنافق من غير استتابة ما أخرجاه في الصحيحين،……… وساق أحاديث.

ثم قال: إن قتل المنافق جائز مِن غير استتابة، وإن أظهر إنكار ذلك القول، وتبرأ منه، وأظهر الإسلام].

وقال شيخ الإسلام أيضا: في مجموع الفتاوى (7|471-472): [والمقصود هنا أن الزنديق في عرف هؤلاء الفقهاء هو المنافق الذي كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أن يظهر الإسلام ويبطن غيره، سواء أبطن دينا من الأديان، كدين اليهود والنصارى أو غيرهم، أو كان معطلا جاحدا للصانع والمعاد والأعمال الصالحة، ومن الناس من يقول الزنديق هو الجاحد المعطل، وهذا يسمى الزنديق في اصطلاح كثير من أهل الكلام والعامة ونقلة مقالات الناس، ولكن الزنديق الذي تكلم الفقهاء في حكمه هو الأول].

وقال أبن تيمية أيضا :[فهذا مِن أمير المؤمنين على رضي الله عنه بيان أن كل زنديق كتم زندقته وجحدها حتى قامت عليه البينة؛ قتل ولم يستتب، وأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يقتل مَن جحد زندقته من المنافقين؛ لعدم قيام البينة]. [الصارم المسلول : 360] .

وقال أيضا :[ولهذا تنازع الفقهاء فى أستتابة الزنديق، فقيل يستتاب، واستدل مَن قال ذلك بالمنافقين الذين كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل علانيتهم ويكل أمرهم إلى الله.

فيقال له : هذا كان فى أول الأمر، وبعد هذا أنزل الله: {ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا}، والزنديق هو المنافق، وإنما يقتله مَن يقتله، إذا ظهر من أنه يكتم النفاق، قالوا ولا نعلم توبة؛ لان غاية ما عنده أنه يظهر ما كان يظهر، وقد كان يظهر الإيمان وهو منافق، ولو قبلت توبة الزنادقة؛ لم يكن سبيل إلى تقتيلهم، والقرآن قد توعدهم بالقتل]. [كتاب الإيمان ص198].

س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إمام المسجد الراتب يسرع أحيانا كثيره في القراءة و الركوع و السجود
حصل خلاف في صلاة العصر بين المصلين مع أحد المصلين في عدم متابعته للامام في الركوع و السجود... تفسير هذا المصلي لفعله هذا أن من أركان الصلاة الطمأنينة و قراءة الفاتحة و هو قدم الطمأنينة و قراءة الفاتحة على المتابعة الفوريه للامام..
ما قولكم جزاك الله خيرا في هذا الموضوع؟

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أولا : لا يجوز للإمام هذا الإسراع وإذا بلغ حدا لا يتكمن معه المأموم من الطمأنينة في الصلاة حَرُمَت الصلاة خلفه والصلاة باطلة ووجب عزله إلا أن يتوب ويراجع أمر ربه.
وعلى الأئمة أن يتذكروا هذا الحديث المخيف دائما، فإن فيه بيانا لخطورة موقفهم وحالهم عند ربهم تبارك وتعالى.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يُصَلُّونَ لَكُمْ، فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ)). رواه البخاري في صحيحه.

ثانيا: أحوال المأموم مع إمامه أربعة:
مسابقة وموافقة وتأخر ومتابعة.
أما المسابقة فمحرمة بالاتفاق وتبطل الصلاة على الصحيح.
وأما الموافقة فلا تجوز إلا في التأمين بعد الفاتحة.
وأما التأخر لغير علة شرعية فلا يجوز، إلا إذا كان الإمام لا يعطي المأموم فرصة كافية للإتيان بالواجبات والأركان لعلة عارضة من كبر سن أو مرض أو إعياء ونحو ذلك، ففي هذه الحالة يتأخر المأموم شيئا يسيرا ليأتي بما يجزؤه من صلاته ثم يدرك الإمام وإن فاته، وهو في ذلك لا يسقط ركنا، فمثلا إن ركع الإمام ولم يفرغ المأموم يتأخر عنه ثم يدركه فيركع وإن أدركه في الرفع من الركوع وهكذا.
وأما المتابعة فهي المشروعة وهي المأمور بها فلا يتحرك المأموم مطلقا ولو بأدنى حركة حتى يأتي الإمام بالركن كما في حديث الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: [كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَحْنُو أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى نَرَاهُ قَدْ سَجَدَ]. هذا لفظ مسلم، وفي لفظ البخاري قَالَ: [كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَقَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا، ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ].

والله أعلم.

س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أثابك الله بخير الدارين شيخنا :
السائل يقول ما حكم التداول الفوزي وتداول العملات الأجنبية في الإسلام؟

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هذا يسمى صرفا، والصرف إذا كان من أصناف مختلفة فشرطه فقط التقابض ، وإما في العملة الواحدة فله شرطان التقابض والتماثل.

والله أعلم.

س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا هل ثبت من السنة عمل قبل وبعد صلاة الجمعة؟

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ليس للجمعة راتبة قبلية وإذا جاءها مبكرا فله أن يشتغل بمطلق الذكر والصلاة.
أما بعدها فيصلي ركعتين أو أربعا.

والله أعلم.

س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شيحنا بخصوص الإجازة في شرح السنة للإمام اللالكائي.
هل يشترط السماع من البث أم يكتفى بسماع التسجيل ؟

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأصل البث فإن تعذر فالتسجيل بشرط أن يفرغ منه معنا لا بعد الفراغ من الكتاب.
وفي التسجيل الشرط السماع الكامل لجميع دروس الدورة.
أما من تعهد بالبث فله إلى 80% من عدد الدروس.

تقبل الله منا ومنكم.