نلتقي بعد شهر رمضان إن شاء الله

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

• الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه ﷺ ||

قال الإمام ابن قيم الجوزية (تـ751 هـ ) « الفائدة الثالثة والثلاثون: أنَّها سبب لدوام محبته للرسول ﷺ ، وزيادتها ، وتضاعفها ، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به ؛ لأنَّ العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب ، واستحضاره في قلبه ، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه ؛ تضاعف حبه له ، وتزايد شوقه إليه ، واستولى على جميع قلبه ، وإذا أعرض عن ذكره ، وإحضار محاسنه بقلبه ؛ نقص حبه من قلبه ، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ، ولا أقر لقلبه من ذكره وإحضاره ، وإحضار محاسنه ، فإذا قوي هذا في قلبه؛ جرى لسانه بمدحه ، والثناء عليه ، وذكر محاسنه ، وتكون زيادة ذلك ، ونقصانه بحسب زيادة الحب ، ونقصانه في قلبه ، والحسن شاهد بذلك » .

« وأشدد كذلك على أن الإسلام هو دين متسامح، أي أنه دين الوسط مقابل التجاوزات والمغالاة ».

- المفكر الفرنسي شارن سان برو

جاء في كتاب الفقه الأكبر المنسوب للإمام الشافعي (تـ 204 هـ ) « واعلموا أن الله تعالى قادر على إعادة الخلق بعد إفنائه، ((( وقالت الكرامية ))) : يعيد مثله، وأما عينه فلا » .

الغريب في الأمر أن فرقة الكرامية لم تكن قد نشأت بعد عندما كان الشافعي رحمه الله حياً .

??

قال الخطيب الرازي (تـ606 هـ ) في تفسيره لسورة البقرة أن الإتيان بمثل سورة الكوثر، والعصر، وسورة الكافرون ممكن والقول بأن « الإتيان بأمثال هذه السور خارج عن مقدور البشر (( مكابرة )) » [1] [2] وذهب أحد الباحثين إلى أن الرازي في هذا الموضع من تفسيره كان يقول بالصرفة - أي أن الله صرف همم العرب عن معارضة القرآن،ولو لم يصرفهم عن ذلك لجاءوا بمثله - [3]
والراجح أن الرازي تراجع عن هذا الرأي العجيب، فقوله بأن ( إعجاز القرآن للفصاحة والصرفة )، و وقوله ( الإعجاز للصرفة فقط )، ذكرهما الرازي عند تفسيره لسورة البقرة، وأيضاً عند تفسيره لسورة الإسراء، أما القول: بأن ( الإعجاز للفصاحة فقط )، فقد ذكره الرازي عند تفسيره لسورة هود، وتفسير سورة هود متأخر عن سورة الإسراء بدليل قول الرازي في ختام تفسيره لسورة الإسراء « تم تفسير هذه السورة يوم الثلاثاء بين الظهر والعصر (( يوم العشرين من شهر المحرم )) في بلدة غزنين سنة 601 هـ » [4]
ويقول في ختام تفسيره لسورة هود « تم تفسير هذه السورة قبل طلوع الصبح ليلة الاثنين ((من شهر رجب)) ختمه الله بالخير والبركة سنة 601 هـ » [5]« وهذا يدل على أن الرأي الذي قاله في سورة هود هو الرأي الأخير للرازي وبذلك يمكن أن نقول : إن رأي الرازي النهائي في التفسير الكبير، هو كون القرآن معجزاً الفصاحته.» [6]
« وأيضاً فهناك دليل آخر يثبت ما قلناء أن الرازي عند تفسيره لتلك السور (الكوثر - العصر - الكافرون) يسهب في شرح فصاحتها يقول : « اعلم أن من تأمل في مطالع هذه السورة ومقاطعها عرف أن الفوائد التي ذكرناها بالنسبة إلى ما استأثر الله بعلمه من فوائد هذه السورة كالقطرة في البحر » [7] ، كلام الرازي عن فصاحة هذه السورة دليل على أنه يرى الفصاحة هي سبب إعجاز القرآن.» [8]

« والله اني آسف في الفوات عن الاشتغال بالعلم في وقت الأكل ، فان الوقت والزمان عزيز »

- الخطيب الرازي (تـ606 هـ )

• الشر ملعقة اللذات:

« قد استقرت حكمته سبحانه أن السعادة والنعيم والراحة لا يوصل إليها إلا على جسر المشقة والتعب، ولا يُدخَل إليها إلا من باب المكاره والصبر وتحمل المشاق، ولذلك حَفّ الجنة بالمكاره، والنار بالشهوات، ولذلك أَخْرَجَ صفيّه آدم من الجنة وقد خلقها له، واقتضت حكمته أنه لا يدخلها دخول استقرار إلا بعد التعب والنصب، فما أخرجه منها إلا ليُدخله إليها أتم دخول.

فلله كم بين الدخول الأول والدخول الثاني من التفاوت، وكم بين دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة في جوار المُطْعِم بن عَدِيّ ودخوله إليها يوم الفتح، وكم بين راحة المؤمنين ولذتهم في الجنة بعد مقاساة ما قبلها وبين لذتهم لو خُلِقوا فيها، وكم بين فرحة من عافاه بعد ابتلائه، وأغناه بعد فقره، وهداه بعد ضلاله، وجَمَع قلبه عليه بعد شتاته، وفرحة من لم يذق تلك المرارات.

وقد سبقت الحكمة الإلهية أن المكاره أسباب اللذات والخيرات، كما قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهْوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهْوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهْوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٢١٦].

وربما كان مكروه النفوس إلى ... محبوبها سببًا ما مثله سببُ »

[ شفاء العليل، ابن قيم الجوزية، تحقيق زاهر بن سالم بلفقيه، دار عطاءات العلم، طـ2، المجلد الثاني، ص 215 ]

« إن الإسلام المعتدل لا يحتاج إلى من يبتكره؛ لأن الإسلام هو الاعتدال نفسه »

- المفكر الفرنسي شارل سان برو