إنَّكَ مِن شَعبٍ مَجبُولٍ بالنُّبلْ

إنْ يَسقُطْ مِنهُ شَهِيدٌ قامَ أُلوفْ

أَو يُخلِ الصَفَّ جَرِيحٌ هَبَّ صُفُوفْ

لا تَخشَ نُكُوصَ النَّاسِ عن الغَمَراتْ

فالناسُ بِخَيرٍ ما أضمَرْتَ الخَيرْ

والثَّورَةُ مثل كَرامَةِ صُوفِيّ

تَضعُفُ إِن يَضعُفْ مِنهُ العَزمْ

وَتَسيرُ على الماءِ بِطُهرِ النِيَّاتْ

واعلَم يا وَلَدِي أنَّ عَدُوَّكَ مَلأَ البَرَّ وملأَ البَحْرْ

فَاحذَر أَنْ يملأَ نفسَكَ أَنتْ

انتَهَتْ الحَربُ إذا احتَلَّ عَدُوُّكَ رُوحَكْ

أوْ أرسَل أَهوَاءَك تَسعَى حَولَكَ

حتَّى دَخَلَتْكَ فَهُنْتْ

إذْ عُرِفَ المَدخَلُ وَتَهَاوَى المَدخُولْ

ناهض منير الرَّيِّس، أنشودة القسام وقصائد أخرى

لو كان النصر رخيصًا لكانت الدعوات هَزَلًا.

If victory were cheap, the call for it would have been in vain.

وهذه ملاحظة أبداها الزعيم الصيني "ماوتسي تونغ" لوفد من حركة فتح زاره في العام 1964: "لقد درست قضيتكم والظروف المحيطة بها بدقة، إنها قضية صعبة تتداخل فيها المشاكل تداخل أسنان القرش. إذا تمكنتم من تفجير ثورة والاستمرار بها فإني سأكون سعيدًا لدراسة قوانين جديدة…

"لا مجد اليوم إلا للطلقة، لا مجد إلا مجد الشهداء".

د. فتحي الشقاقي

"There is no glory today except for the bullet; there is no glory but the glory of the martyrs."

Dr. Fathi Shikaki.

أعظم الله أجر أحرار أمتنا في استشهاد الأستاذ القائد المجاهد إسماعيل هنية، وعوَّضهم في مصابهم خيرا.

رحم الله الشهيد، وجمعه بالذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقيين والشهداء والصالحين، وحَسُن أولئك رفيقا.

May Allah magnify the reward of the free people of our Ummah for the martyrdom of the esteemed leader and mujahid Ismail Haniyeh, and compensate them with good in their affliction.

May Allah have mercy on the martyr, and gather him with those whom Allah has blessed among the prophets, the truthful, the martyrs, and the righteous. How excellent are those as companions.

إن الله يرفع بهذه القضية المباركة (قضية فلسطين) أقواما، ويضع بها آخرين.

Verily, Allah elevates some people with this blessed cause (the Palestinian cause) and abases others.

الحرب وسؤال الأخلاق جرت عادة المويلحي في روايته (حديث عيسى بن هشام أو فترة من الزمن) أن يثير انتقادات للمجتمع المصري، وأن يعلِّق على التغييرات والإصلاحات التي رصدها خلال الفترة الأخيرة من الدولة العثمانية، في الخطاب الديني والنظام القضائي والشرطة والتعليم…

الحرب وسؤال الأخلاق جرت عادة المويلحي في روايته (حديث عيسى بن هشام أو فترة من الزمن) أن يثير انتقادات للمجتمع المصري، وأن يعلِّق على التغييرات والإصلاحات التي رصدها خلال الفترة الأخيرة من الدولة العثمانية، في الخطاب الديني والنظام القضائي والشرطة والتعليم…

الحرب وسؤال الأخلاق

جرت عادة المويلحي في روايته (حديث عيسى بن هشام أو فترة من الزمن) أن يثير انتقادات للمجتمع المصري، وأن يعلِّق على التغييرات والإصلاحات التي رصدها خلال الفترة الأخيرة من الدولة العثمانية، في الخطاب الديني والنظام القضائي والشرطة والتعليم والمسرح وفي مجالات أخرى.

تحكي الرواية أن وباء الطاعون نزل بأهل مصر، وفي رحلته مع عيسى بن هشام (الشخصية التي تقمَّصها المويلحي في الرواية) أُصِيبَ الباشا العثماني بالطاعون، وبين يدي هذه النازلة العظمى والمحنة الكبرى، ذكر عيسى بن هشام مقالة نافعة للباشا في بيان أحوال المصريين، وتقسيم طبقاتهم في أحوال هذا الوباء، قال فيها: "إنما النوازل العظيمة والخطوب الجسيمة محك الطباع ومسبار الأخلاق، فهي لشدتها وهولها تكشف عن الناس ما يخفونه عن الناس، وتهتك سجوف التمويه والتزويق عن حقائق الصفات، فلا تتمالك النفوس أن تبقى على التظاهر بما ليس فيها، ولا التطاول بما هو مفقود لديها، بل تتجلَّى للناظر بما اشتملت عليه ضمائرُها واحتوته سرائرُها من قوة أو ضعف ومن فضيلة أو نقيصة ومن علم أو جهل، وهنا يتمكن الباحث في الأخلاق من النظر فيها نظرة التثبت والتحقق وهي مجردة أمامه من كل غشاء، عارية من كل غطاء" (حديث عيسى بن هشام، ص 122).

حلَّت نازلة الحرب وأهوالها الفظيعة بساحة شعبنا، فظهر فيه من حميد الخصال: الشجاعة والكرم والشهامة والصبر والتكافل والصمود، وفي الوقت نفسه ظهر فيه من قبيحها الجرأة على الله والتعدي على المال العام وسوء توزيع الموارد والفوضى والمحاباة والاحتكار والأثرة، وغيرها من معالي الأخلاق ووضيعها؛ ما يدعو إلى التساؤل: هل غيَّرت الحرب طباع الناس وأخلاقهم أو أنها كشفت حقائقها المستورة؟

فيما يخص حميد الأخلاق، فسواء اعتبرناها أخلاقا مستجدَّة أو أخلاقا أصيلة، فكلا الاحتمالين يحملان منقبة ظاهرة لشعبنا، وإن كنت أرى كغيري أنها أخلاق أصيلة فيه، لكنها تُصقَل وتظهر على نحو لافت في الشدائد والأزمات.

أما قبيح الأخلاق، فالنفس تميل إلى التبرؤ منها والتقليل منها كمًّا وأثرا عند وقوعها. في ضوء ذلك، يجادل البعض في أن هذا النوع من الأخلاق دخيل على شعبنا، أفرزته الحرب، وأظهره ضيق الحال، ويؤيدون قولهم بما قرَّره ابن خلدون من أن الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها، وليس أسوء من قهر الاحتلال الصهيوني الإحلالي؛ وبالتالي يمكن اعتبار هذه الأخلاق من مخلَّفات الحرب الأخلاقية التي تزول بزوال الباعث عليها.

صحيح أن هذه الأخلاق السابقة -حسنها وسيئها- تبدو بعد 7 أشهر من الحرب بصورة أوضح وأعمق في المجتمع؛ لطول أمد الحرب، وبالتالي زيادة مبررات التخلُّق بها.
لكن المقدرة التفسيرية لوجهة النظر السابقة لا تصمد أمام ظهور المنظومة الأخلاقية من أول الحرب؛ لأن خلقا حسنا كالشجاعة وآخر سيئا كالاحتكار رافقا الحرب منذ بداياتها، بما يجعل من الصعب اعتبارها أخلاق ما بعد الحرب، إذ لم يمض على ظهورها زمن مؤثر يكفي لهندسة أخلاق جديدة في المجتمع. ثم إن اعتبار حميد الأخلاق أصيل وسيئها مستجدّ ينطوي على مغالطة ظاهرة.

في ضوء ذلك، فإني أميل إلى أن الحرب كشفت حقيقة أخلاق الناس أكثر من أنها غيَّرتها، هذه الحقائق التي كانت مستورة بحجاب الخوف أو الحياء أو انتظام شؤون المعاش أو غيرها من الحُجُب.

لم تُبْد الحرب حقيقة الأفراد فحسب، بل أبدت حقيقة العائلات والقيادات والنشطاء والمؤسسات والأحزاب والحكومات، هذه حقيقة كلٍّ منهم -خيرا أو شرًّا- مجرَّدة من كل غشاء، عارية من كل غطاء.

ختاما، لا يحتاج المصلح -في أيٍّ من مجالات الإصلاح- إلى أكثر من محنة لتكشف له حقيقة الأشياء؛ فيُبْصرها على حقيقتها لا كما يحب أو يتخيَّل، وليعلم المبتَدَأ والمنتهى في مسيرة الإصلاح المنشود.

مرفق الترجمة باللغة الإنجليزية
Attached is a translation in English

إن شاء الله إِنَّ وَلِيَّنا اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ.

Insha Allah , Our protector is Allah, who has sent down the Book; and He is an ally to the righteous.