العابد إذا اشتغل بالعبادة عن النوم -الذي هو بمنزلة الموت- فكأنما أحيا نفسه!

يا عباد الله جِدُّوا رُبّ داعٍ لا يُرَدُّ
ما يقوم الليل إلا من له عزمٌ وجِدُّ

من آداب العالم والمتعلم النصح وبث العلوم النافعة بحسب الإمكان حتى لو تعلم الإنسان مسألة وبثها كان ذلك من بركة العلم ،
ولأن ثمرة العلم أن يأخذه الناس عنك ،
فمن شح بعلمه مات علمه بموته وربما نسيه وهو حي،
كما أن من بث علمه كان له حياة ثانية وحفظا لما علمه وجازاه الله بحسب عمله.

آداب المعلمين والمتعلمين - العلامة ابن سعدي رحمه الله

عن ابن عباس ما أنه قال: ثمان أيات نزلت في سورة النساء خير لهذه الامة مما طلعت عليه الشمس:

يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ (٢٦) وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا (٢٧)
يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ ضَعِيفٗا (٢٨)

إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا (٣١)

إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا (٤٠)

وَمَن يَعۡمَلۡ سُوٓءًا أَوۡ يَظۡلِمۡ نَفۡسَهُۥ ثُمَّ يَسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (١١٠)

إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا (٤٨)

وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَلَمۡ يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ أُوْلَٰٓئِكَ سَوۡفَ يُؤۡتِيهِمۡ أُجُورَهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (١٥٢)

فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله: أحبه لا محالة.

ابن القيم

"كلما زاد عِلمُك، اختفت منك الرغبة في الجدال؛ وكلما نضج عقلك، ظهر فيك خُلق التغافل".

‏ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي فإن كان في القوم كان رجلاً.
- عمر بن الخطاب..

‏المعنى أنه ينبغي للرجل أن يكون مع زوجته وأولاده كالصبي في الأنس والسهولة دون تحفظ أو ترسّم، وإذا خرج للناس كان رجلا وقورا وأكثر انضباطا.

قال ثابت بن عبيد: كان الصحابي زَيد بن ثاَبت من أَفْكَهِ النَّاس في بيته، ومن أرزنهم إذا خرج إلى الرِّجال.

لا تحسبن الإتيان بألف حسنة في اليوم عملًا شاقًا ، فذلك يأتي في مئة تسبيحة فقط.

قال ﷺ : " أَيَعْجِزُ أحدُكم ، أن يكسِبَ كُلَّ يومٍ ألفَ حسَنَةٍ ؟ يُسَبِّحُ اللهَ مائَةَ تسبيحَةٍ ؛ فَيَكْتُبُ اللهُ لَهُ بَها ألفَ حسَنَةٍ ، ويَحُطُّ عنه بِها ألْفَ خَطِيئَةٍ".

رواه مسلم

قال عمر بن عبد العزيز يومًا لخالد بن صفوان: عظني وأوْجز. فَقَالَ له: "يا أمير المؤمنين، إِنَّ أقوامًا غرَّهم ستر الله تعالى لهم، وفتنهم حسن ثناء الناس عليهم، فنسوا حقيقة أنفسهم، فلا يغْلِبنَّ جهلُ غيركَ بك معرفتَكَ بنفسك" … فبكى عمر!

اللهم إنا نعلم من أنفسنا التقصير والذنوب والمعاصي، ونعلم منك العفو والمغفرة والرحمة! فاعف عنا واغفر لنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين.

فائدة حسنة في قوله تعالى: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون.
قال الطيبي: هذا عند البيانيين ترق من أدنى إلى أعلى، كأنه قيل: النفس الأولى غير قادرة على استخلاص صاحبها من قضاء الواجبات، وتدارك التبعات؛ لأنها مشتغلة عنها بشأنها (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَانٌ يُغْنِيهِ) [عبس: 34 - 37] ثم إن قدرت على سعي ما مثل الشفاعة فلا يقبل منها، وإن زادت عليها بأن يضم معها الفداء فلا يؤخذ منها، وإن حاولت الخلاص بالقهر والغلبة- وأنى لها ذلك- فلا تتمكن منه، فالترقي من السعي إلى السعي. انتهى.