حالت لفقدِكمُ أيامُنا فغدَت
سُودًا، وكانت بكم بِيضًا ليالينا

إذ جانبُ العيشِ طَلقٌ من تألُّفِنا
ومَربعُ اللهوِ صافٍ من تصافينا

وإذ هَصَرنا فنونَ الوصلِ دانيةً
قِطافُها فجَنينا منهُ ما شِينا

ليُسقَ عهدُكمُ عهدُ السرورِ، فما
كنتم لأرواحِنا إلَّا رَياحينا

أبو الوليد

أفي كلِّ يومٍ أنتَ من لاعجِ الهوى‌
إلى الشُّمِّ من أعلامِ ميلاءَ ناظرُ؟

بعمشاءَ من طولِ البكاءِ كأنَّما
بها خَزرٌ، أو طَرفُها مُتخازرُ

تمنَّى المُنى، حتى إذا ملَّت المُنى‌
جرى واكفٌ من دمعِها مُتبادرُ

كما ارفضَّ عنها بعدَما ضُمَّ ضمَّةً
بخيطِ الفتيلِ اللؤلؤُ المتناثرُ

مزاحم العقيلي

وإنِّي لَأستهدي الرياحَ سلامَكم
إذا أَقبلَت من نحوِكم بهُبوبِ

وأسألُها حملَ السلامِ إليكمُ
فإن هيَ يومًا بلَّغَت فأجيبي

أبو الفضل

أرجو عواطفَ من ليلى، ويُؤيِسُني
دوامُ ليلى على الهجرِ الذي تلِدا

ولم يعُدني لها طيفٌ فيَفجؤني
إلَّا على أبرَحِ الوَجدِ الذي عهِدا..!

البحتري

أبَى اللهُ إلَّا أن سَرحةَ مالكٍ
على كلِّ أفنانِ العِضاهِ تروقُ

فلا الظلَّ منها بالضحى تستطيعُهُ
ولا الفيءَ منها بالعشيِّ تذوقُ

حُميد بن ثور

فلا تُنكري فيضَ الدموعِ فإنَّها
معاذيرُ عينٍ فاتَها ما تُؤمِّلُ

لشاعر

يومَ كنَّا -ولا تسَل كيفَ كنَّا-
نتهادى من الهوى ما نشاءُ..

شوقي

٥ ديسمبر

إن تسِر فوزُ لا أُرد بعدها العيـ
ـشَ ونفسي لبَينِها ستبينُ

إنَّ روحي على يدِ الدهرِ رهنٌ
إن تولَّت فقد تولَّى الرهينُ

أبو الفضل

فما في نعيمٍ بعدَ فقدِكِ لذَّةٌ
ولا في سرورٍ لستِ فيهِ سرورُ..

ابن ذريح

زعمَت في الكتابِ أنِّي تبدَّلـ
ـتُ سِواها، وأنَّ عهدي ذميمُ

لا وربِّ الوُفودِ للبَيتِ تَهوي
بهِمُ العِيسُ قد بَراها الرَّسيمُ

ما تغيَّرتُ بعدَ فَوزٍ، ولا كا
نَ فؤادي بغيرِ فَوزٍ يهيمُ

أبو الفضل