قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان:٦٥].

قال ابن القيم رحمه الله:
الغَرام، وهو الحبُّ اللّازم للقلب، الذي لا يفارقه، بل يلازمه كملازمة الغريم لغريمه . ومنه سمِّي عذاب النّار غَرامًا للزومِه لأهله، وعدمِ مفارقته.
مدارج السالكين (٣٩٧/٣).

قال أبوجعفر الطبري رحمه الله:
حدثنا المعافي، عن أبي الأشهب، عن الحسن، في قوله: (إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) قال: قد علموا أن كلّ غريم مفارق غريمه إلا غريم جهنم.
جامع البيان (٢٩٧/١٩).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إن الحمد لله نحمده ونستعين به، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدهِ الله فلا مُضلَّ له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهد أن نبينا محمداً عبدهُ ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلم تسليماً كثيراً، أمّا بعد :
الإخلاص هو فضيلة من الفضائل وخلق من الأخلاق الحسنة الحميدة، والتي يعبر فيها الشخص بالقول والفعل عن آرائه ومشاعره ومعتقداته ورغباته دون رياء أو نفاق أو مواربة.

إن الله جلّ وعلا خلق الخلق ليعبدوه، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لهذه الحكمة العظيمة، لدعوة الناس لعبادة الله وبيانها لهم وإيضاحها لهم، قال تعالى :  ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۝ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ۝ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات:56-58]،
ويقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: ( من سلك طريقاً يلتمس به علماً؛ سهل الله به طريقا إلى الجنة )
فالعلم بحر واسع كلما شربت منه شعرتَ بالظمأ، ولا يُنال العلم براحة الجسد،
وفي الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال ( سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ : مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاقْنُوهُمْ " [ سنن ابن ماجة ]
واقنوهم : أي علموهم،

يا أخُياتي  العلم يجب أن يلازمه عمل، وأن نكون مخلصين لله بكل هذا، بطلبنا للعلم وعملنا بهذا العلم،
وأن ما يجب أن نذكره ونتذكره ونعمل عليه بهذه المسيرة الإخلاص لله  سبحانه وتعالى،
وقال الله عز وجل في كتابه الكريم ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [ البينة _ 5]،
فكل كلمة ننطق بها وكل رسالة نكتبها يجب أن تكون لوجه الله تعالى وحده. لا مكان لنية أخرى سوى التقرب إلى الله، وإن كانت نية غير ذلك فإنها تكون هباءً منثورًا.

وقد قال ابن القيم رحمه الله في كتابه ( قيم السلوك مع الله ) : "إذا كان العمل خالصًا لله، كان من أيسر الأشياء، وإذا كان لغير الله، كان من أصعب الأمور". فتذكروا دائمًا أن العمل بدون إخلاص يؤدي إلى ضياع الجهد وتعب القلب،
فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"[رواه البخاري].
ويجب علينا  الإخلاص في كل مناحي الحياة، فهو من أخلاق الأنبياء وآداب المرسلين عليهم صلوات ربي وتسليماته

■ومن صور الإخلاص ما قاله أبو العالية رحمه الله : "تعلَّمت الكتاب والقرآن فما شعر أهلي، ولا رئي في ثوبي مداد قط"

●وهنا نستذكر أحاديث وأذكار في فضل الأخلاص :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي المدّعي  البيّنة فلم يكن له بينة،فاستحلف المطلوب، فحلف بالله الذي لا وإله إلا هو ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك قد فعلت ولكن غفر الله لك بإخلاصك قول لا إله إلا الله

●وعن أبي فراس، رجل من أسلم قال نادى رجل فقال:يارسول الله !
ما الأيمان؟ قال :"الأخلاص" وفي لفظ أخر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سلوني عما شئتم " فنادى رجل يا رسول الله ما الاسلام ؟ قال :"إقام الصلاة وإيتاء الزكاة" قال فما الأيمان "قال: "الأخلاص"
قال:فما اليقين ؟ قال:التصديق
●وايضاً نستذكر شيخ المخلصين التقي النقي أحمد بن حنبل :شيخ الأسلام حقّا ريحانة المخلصين أحمد بن حنبل يقول لعمه:يا عم، طوبى لمن أخمل الله عز وجل ذكره
يقول لتلميذه عبد الوهاب:ياعبد الوهاب أخمِل ،فإني قد بُليت بالشهرة .

من ثمرات الأخلاص :
_النصر والكفاية الربانية:عن سعد رضي الله عنه قال، قال:رسول الله صلى اله عليه وسلم:هل تنصرون إلا بضعائفكم؟بدعوتهم وإخلاصهم

_تفريج الكروب في الدنيا :فالقيوم الذي لا ينام لا يتخلى عن المخلص إذا حلّت بساحته الخطوب ،وضاقت عليه المسالك والدروب،فيمد المخلص بعونه ويكشف ضره،وما قصة أصحاب الغار منا ببعيد .

_حب أهل السماء للمخلص ،ووضع القبول له في الارض،والصيت الطيب من الناس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أحب الله تعالى العبد نادى عليه جبريل :إن الله تعالى أحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه،فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له  القبول في الأرض

_سكينة القلب وطمأنينته:
قال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا

والكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى

‏﴿ واعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيكَ اليَقِينْ ﴾
‏"الصادق لا نهاية لطلبه ولا فتور
   لقصده، بل قصده أتمّ وطلبه
                   أكمل . ."
        واليقين هنا: أي الموت
- ابن القيّم رحمه الله

.

‏بعض النساء المسلمات يقلدن نساء الغرب في اللباس والتبرج وكُل شيء!

وعندما يصل الأمر إلى المهر تصبح حنبليّة مالكية شافعيّة حنفية عربية أصيلة من قبيلة قحطان!
هداهنّ الله.

حال مدمني الشهوات

The Condition of Those Addicted to Desires

Ibn al-Qayyim said :

قال ابن القيم : وليعلم اللبيب، أن مدمني الشهوات، يصيرون إلى حالة لا يتلذذون بها، وهم مع ذلك، لا يستطيعون تركها.

Let the intelligent one know that those addicted to desires eventually reach a state where they no longer derive pleasure from them, yet they cannot abandon them.

روضة المحبين (470)

**"أشَـدُّ مَا تَحْتَاجُهُ الأمَّـةُ فِـي هَـٰذَا الزَّمَـنِ هُوَ « ثَبَاتُ النِّسَاءِ »

لِأنَّ ثبَاتَ امرَأةٍ وَاحِـدةٍ أَشَـدُّ عَلـىٰ المُنَافِقِينَ مِـنْ ثَباتِ ألْفِ رَجُلٍ ،
وَفَسادُ امْرأَةٍ وَاحِـدَةٍ لاَ يَسُـدُّ خَلَلَهُ ثَبَاتُ أَلفِ رجُلٍ ! فَلَا تَحتَقِرِي نَفسَكِ ،وَاعْلَمِـي أَنَّكِ قُوَّةٌ وَقُدوَةٌ لَا يُستهَانُ بِهَا ".**

‏• قال مصعب بن الزبير:
«يقال: لا يَصدُق القتالَ إلا ثلاثة:
مستبصِرٌ في دِينه، أو غَيرانُ على النساء، أو ممتعِضٌ مِن ذُلٍّ».

[البصائر والذخائر ١٧٤/٥]

أمدُدْ يديك إلى السَّماءِ مناجياً..
رَبَّاً، ينادي الخَلْقَ: مَنْ يَدعوني

قلْ: يا عظيمَ الشأنِ إني مـؤمنٌ..
راضٍ بأخْذِكَ مــــــثلما تُعطيني .

• «حَسْبُ الكريمِ حَياؤه
فكِلِ الكريمَ إلى حَيائهْ..»..

البصائر والذخائر ١٨٢/٥

حتى يعلوا شأنُ هذه الأُمة:

نحتاجُ جيلاً مِنَ النّساء همُهُنّ الآخرة،
مُسلماتٌ قُدوتُهُنّ أُمهاتُ المُؤمنينَ
والصحابيّات،
لٱ المُمثِلات والمغنّيات والتافِهات،
مُسلماتٍ يتعلمنّ العِلمَ الشّرعي،يزرعْنّ في أولادِهِنّ العقِيدة الصحيحة،
مُسلمات ليسَ همهُنّ المُوضة والسّوق والأعراس والقيل والقال،بل همُهُنّ الصلاح وتطبيق شرعَ اللّه.

"صلاحُ المرأة يعني صلاحُ الأُمة"
.