القطب سيدي أحمد الرفاعي قدس الله سره
يقول : من رأى نفسه مساويا لجليسه انقطع عنه المدد
فكيف بمن رأى نفسه أفضل من أخيه هذا لا يصل إليه ذرة من مدد الله ?

ورود الواردات عقب الأوراد
كقطر السماء،
فإن أثمر وأسقى فهو غيث ،
وإن هدم ودمر فهو مطر ،
فكم من الواردات من فتنت صاحبها
فنحن نحتاج للطف الله في العطاء كما نحتاجه في البلاء .
وحسبك من قوله تعالى حكمة وفهما (لأسقيناهم ماءً غدقا لنفتنهم فيه )
وأعظم فتنة بعد السقيا
الإعراض عن ذكره لحدوث الأمن في قلب السالك فيظن أنه على شيء
(والمخلصون على خطر عظيم ).

يقول سيدي العربي الدرقاوي
لا تقل إني على شيء ولا تقل لست على شيء بل قل( الله الله الله ) حتى تلقى الله .
اللهم أمِّنَّا من الفتن بجاه الأمين الضمين
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

يقول سيدي العربي الدرقاوي رضي الله عنه:
::
حَوَائِجَ العامَّةِ تُـقْضَى بالتَّــسَبُّبِ فِيهَا وحَوَائِجُ الخَاصَّةِ تُــقضَى بِالإعرَاضِ عَنهَا والإِقبَالِ عَلَى اللهِ.

《 الإمداد بحسب الأستعداد 》
الإمداد هو المدد الإلهي الوارد علي قلوب العباد من النفحات الربانيه الحامله للعلوم الإلهيه المتعلقه بأسرار الذات وأنوار الصفات كلا علي حسب التحلي والتخلي
《 فبقدر المجاهده تكون المشاهده 》
وهذا الإمداد يحدث تطهير للقلوب من الأغيار والأكدار ويجعلك واقفا. ومتصلا بالأنوار الملكوتيه الغيبيه ،،

فإذ أنجلي عن سماء القلوب سحب الاثار وغيم الأغيار أشرقت فيها أنوار المعارف الألهيه فيغيب القلب والروح عن الرسوم والأثار ولم يبقي فيها إلا الحي القيوم وهو المعبر عنه 《 بالفناء 》

مولانا احمد بن عجيبه
في كتاب ابعاد الغمم عن إيقاظ الهمم

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ?

مر الإمام مالك بن دينار يوما في السوق فرأى بائع تين، فاشتاقت نفسه للتين ولم يكن يملك ثمنه، فطلب من البائع أن يؤخره (يدفع في وقت آخر) فرفض البائع، فعرض مالك على البائع أن يرهن عنده حذاءه مقابل هذا التين، فرفض ثانية، فانصرف مالك.

وأقبل الناس على البائع بعدها وأخبروه عن هوية المشتري، فلما علم البائع أنه مالك بن دينار، أرسل غلامه بعربة التين كلها للإمام مالك بن دينار، وقال البائع لغلامه إن قبلها منك فأنت حر لوجه الله.

وذهب الغلام إلى مالك ووضع في باله أن يبذل قصارى جهده في إقناعه أن يأخذ عربة التين كلها حتى ينال حريته، فإذا بالإمام مالك يقول له اذهب إلى سيدك وقل له: إن مالك بن دينار لا يأكل التين بالدين، وإن مالك بن دينار حرم على نفسه أكل التين إلى يوم الدين.

فقال الغلام يا سيدي خذها فإن فيها عتقي، قال مالك: إن كان فيها عتقك فإن فيها رقي (عبوديتي).

رأى الإمام مالك بن دينار أن شهوته أذلته، وأن بطنه أهانه، فأدب نفسه وحرم عليها أكل التين تهذيبا لها.

العقل إذا كان ميتاً بهواجس الحس فدواؤه أن يلقن (لا إله إلا الله) فإنه يحيا إن شاء الله تعالى، وقد قال ﷺ: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» ، وكذلك إذا تعاصت النفس فيتعين على صاحبها أن يقاتلها بـ «لا إله إلا الله حتى تقول: {لا إله إلا الله} وقد قال ﷺ : «أمرت أن أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله.>> اهـ

تقييد للشيخ سيدي محمد الحراق رضي الله عنة

وقال رضي الله عنه : من استشرف إلى اطلاع الخلق عليه في معاملته مع ربه وإن كان في الخلوة فهو مراء قطعاً، بل من لاحظ اطلاع الله عليه فهو كذلك لأن المحب الصادق في محبته لو فرض أن محبوبه غير مطلع عليه في معاملته لكان عاملاً ما أمره به، ومجتنباً ما نهاه عنه، ... ثم من علامة الصدق في المعاملة دوامها والإدمان عليها لأن ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل، لكون المداومة على العمل دليل الصـدق مع
الله ، كما في الحديث : «أحب العمل إلى الله أدومه»، انتهى .

من آثار الشيخ سيدي محمد الحراق رضي الله عنه

أنواع الذكر المذكورة فى القرآن الكريم الشيخ الشعراوى رضي الله عنه

فاعلم أيها الطالب – رضي الله عنا وعنك – أنَّ رضوان الله الأكبر هو أصل العبادات كلها، وإنما شُرِّعَت الشرائع وفُرِضَت الفرائض، وحض على النوافل وفرض الجهاد لإقامة الذكر وترتيبه ومراتبه.

قال الله عزَّ وجل : {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه : 14] وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال:45] أي : لعلكم تعقلون؛ أي : لعلكم تظفرون بنهاية البُغية وإتمام النعمة.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) والنية : خالص الذكر؛ لأنها ذكر القلب، وتوجيهه العمل لله جلَّ ذكره مخلصًا، والنية : من انتويت، وهو اسم لحقيقة العبدانية الشيء حقيقة.

وقال الشاعر : 
ويَقُلْنَ شَيْبٌ قدْ علاّ       كَ وقد كَبِرْتَ فقلتُ إنَّهْ

وتتبع هذا يفضي إلى علي العلم ورفيع الذكر، ورجع الكلام : فمعنى انتويت : افتعلت حقيقة ذاتي وقراره نفسي.

والذكر ذكران كما تقدَّم من الكلام في التقوى والعلم وجميع معاني العبد، فذكر أدنى ، وهو ذكر العموم من المؤمين، وذكر أعلى : وهو خاص للمخصوص من عباد الله جلَّ ذكره، وهو الذكر الكبير، ثم جملة الذكر توجد في مَوطنين، ذكر عند الطاعة، وذكر عند المعصية.

فالأول : عنه تكون المحبة، ومنه مبعثها.
والثاني : تكون عنه الخشية، وهو ينبوعها.

قال الله عز من قائل : {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46] أي : جنة لغلبة هواه وكسر شهوته، وجنة لطاعة ربه، وقد جاء الوعد بالجزاء على الذكر مما هو خارج عن المعقول حنى ينحصر المعتقد فيه إلى التسليم لوعد الله جلَّ ذكره، وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر جلَّ جلاله أكبر جزاء مما لا غاية له تنحصر ولا نهاية تبلغ.

يقول الله جل ذكره : (إِذَا ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِذَا ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٌ مِنْ مَلَئِهِ وَأَطْيَب). فذكر الله أكبر الأعمال على كل وجه، والله جل جلاله ذاكر عبده ليذكره، فإذا ذكره أيضًا بجزاء ما ذكره.

نفحات الطريق

مبادئ التصوف : ذكر الله.

لذلك جعل الصوفية الذكر: العمدة في الطريق والرُّكن الركين في السير والسلوك، والأساس المتين في التخلية والتحلية والترقي، وجميع الخصال المحمودة عندهم راجعة إلى الذكر ومنشؤها عن الذكر؛ مِن ذلك قول الإمام أبو القاسم القشيري: “الذكر ركن قوي في طريق الحق سبحانه…

قالابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه مما كتب به لبعض أخوانه :

(أما بعد فإن البدايات مجلاة النهايات)

قلت : البدايات ما يظهر على المريد في أوَّلَ دُخوله من مجاهدة ومكابدة وصدق وتصديق وهو مظهر ومجلاة للنهايات، أي يتجلى فيها ما يكون في النهايات، فمن أشرقت بدايته أشرقت نهايته، فمن رأيناه جادًّا في طلب الحق باذلاً نفسه وفلسه وروحه وعزه وجاهه ابتغاء الوصول إلى التحقق بالعوبدية والقيام بوظائف الربوبية علمنا إشراق نهايته بالوصول إلى محبوبه، وإذا رأيناه مقصِّراً في ذلك علمنا قصوره عما هنالك وأنشدوا :

بقدرِ الكدِّ تُكْتَسَبُ المَعَالِي     وَمَنْ طَلبَ العُلَى سَهِرَ الّليالي
تُريدُ العزَّ ثمَّ تنامُ ليلاً          يغوصُ البحرَ مَنْ طَلَبَ اللّئالي
وبالجملة، من رأيته صادق العزم في البداية فاعلم أنه من أهل العناية، ومن كان في سلوكه معتمداً على الله ومفوضاً أمره إلى الله كانت غاية سلوكه الوصول إلى الله كما نبَّهَ عليه بقوله :

(ومن كانت بالله بدايته كانت إليه نهايته)

البداية بالله هي أن لا يرى لنفسه حولاً ولا قوَّةً لا في عمل ولا في حال ولا في مجاهدة ولا مكابدة بل ما يبرز منها من الأعمال أو من الأحوال، رآه منَّةً من الله وهدية إليه فإن كان هكذا فقد صحَّت بالله بدايته وإليه تكون نهايته، ومما يتأكد النظر إليه في البداية تصحيح ما يفتقر إليه في سلوكه من علم الشريعة وعلم الطريقة، فالعمل بلا علم جناية والعلم عمل وسيلة بلا غاية.

إيقاظ الهمم في شرح الحكم

نفحات الطريق

إيقاظ الهمم في شرح الحكم -1

أما بعد كل شيء وقبله ومعه. فعلم التصوف من أجل العلوم قدراً. وأعظمها محلاً وفخراً. وأسناها شمساً وبدراً. وكيف لا وهو لباب الشريعة. ومنهاج الطريقة. ومنه تشرق أنوار الحقيقة. وكان أعظم ما صنف فيه الحكم العطائية. التي هي مواهب لدنية، وأسرار ربانية.