?مخطط توضيحي لما ورد في خطاب السيد الإمام الخامنئي دام ظله في شأن الوضع في سوريا.
?https://t.me/mumhadun/660

أهمية التسليم في نصرة صاحب الزمان.

إن أنصار أهل البيت عموماً يمتازون بعدة صفات، وبفضلها استحقوا نصرة أهل البيت دون غيرهم، كالورع والاجتهاد والعفة والإخلاص..
لكن لعل أهم ما يميزهم عن غيرهم بل يميز بعضهم عن بعض هو التسليم المطلق لإمام زمانهم، فكلما زاد تسليمهم زاد قربهم من إمام زمانهم، والعكس صحيح.
ومعنى التسليم: هو الطاعة والاتباع لكل ما يأمر به الإمام سواء فهمنا سببه وحكمته أم لا، وسواء اقتنعنا به أم لا، علينا الاتباع المطلق من دون التردد أو انتظار التفسير والشرح للأمر أو طلب فهمه، نعم، الإمام ربما يفسر أحياناً أوامره وتوجيهاته لعامة الناس، لكن بلا شك أن من يطلب التفسير قبل التنفيذ لن يكون في المرتبة الأولى عند الإمام.
أي باختصار، علينا أن نكون مثل عبد الله بن يعفور، ففي الرواية عن عبد الله بن أبي يعفور، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حرام وهذا حلال، لشهدت أن الذي قلت حلال حلال، وان الذي قلت حرام حرام، فقال: رحمك الله رحمك الله.
اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٥١٨

فمن الواضح أن عبد الله بن يعفور لا يعرف لماذا الإمام يحلل نصف الرمانة ويحرم النصف الآخر، بل لو رجع إلى ذهنه وفكر فيها فأنه لا يكاد يجد تفسيراً مقبولاً لذلك، فهي رمانة واحدة وقسمت نصفين، وكل نصف يشبه الآخر في كل خصوصياته، رغم هذا أقر وبكل وضوح أن الإمام لو فعل ذلك وحرم نصف وحلل النصف الآخر، لأحل ما أحل الإمام وحرم ما حرم الإمام!
لذلك ترحم عليه الإمام وأثنى عليه.
وما هذا إلا مثال واحد من العديد من الأمثلة للتسليم التام الموجود عند أصحاب الأئمة، فينبغي الاقتداء به والتأسي به في نصرة صاحب الزمان.

وأن من مصاديق التسليم لصاحب الزمان في زمن الغيبة، هو التسليم والقبول بما روي عنهم عليه السلام بنفس الشكل الذي ذكرناه أعلاه، فقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من سره أن يستكمل الايمان كله فليقل: القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد، فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني.

ومن الواضح أن المقصود بالرواية ليس هو القول اللساني، بل العمل بذلك والجري عليه، لذلك، أي تشكيك أو اعتراض على ما روي عنهم من أحكام أو عقائد في الغيبة، قد يجعل المؤمن ليس من أهل التسليم والاتباع التام لصاحب الزمان عند الظهور.

اليهود والإعلام:
عندما انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في (بال) كانت صورة اليهودي في نظر الرأي العام العالمي صورة كريهة؛ فقد كان رمزاً للجشع والطمع، والمكر والخُبث، والأنانية والحقد، وكان اليهود في كل مكان يوجدون فيه موضع احتقار الناس وكراهيتهم؛ بسبب احتكارهم لمعظم الفعاليات الاقتصادية التي تتحكم في أقوات الناس، وكانت الشخصية اليهودية الكريهة مثار التنُّدر والتهكم في المجتمعات الأوربية قاطبة، وكان الشعراء والأدباء يكرسون كراهية الناس للشخصية اليهودية في الكثير من شعرهم وإنتاجهم الأدبي، وكانت رواية (تاجر البندقية) لشكسبير، التي يمثل فيها التاجر شيلوك الشخصية اليهودية الجشعة الحاقدة، أبرز مثالٍ على ذلك.

وقد أبدى زعماء بني صهيون اهتماماً كبيراً بدراسة ظاهرة انتشار موجة الكراهية للشخصية اليهودية.. فرأوا أنّ السيطرة على وسائل الإعلام -وخاصة التي كانت أقوى قنوات الاتصال الجماهيري آنذاك- ستُعطيهم مجالاً واسعاً لعملية غسل الدماغ وقلب الحقائق، وتمخّضت آرائهم عن عدة قراراتٍ أدرجت تحت البند الثاني عشر من مقررات المؤتمر الصهيوني الأول وهي التالية:

١ـ أن القنوات (أي وسائل الإعلام) التي يجد فيها الفكر الإنساني ترجماناً يجب أن تكون خالصة في أيدينا. إنّ أي نوع من أنواع النشر أو الطباعة يجب أن يكون تحت سيطرتنا، الأدب والصحافة هما أعظم قوتين إعلاميتين وتعليميتين خطرتين، ويجب أن تكونا تحت سيطرتنا.

٢ـ يجب ألا يكون لأعدائنا وسائل صحفية يعبّرون فيها عن آرائهم، وإذا وجدت فلا بدّ من التضييق عليها بجميع الوسائل؛ لكي نمنعها من مهاجمتنا.

٣ـ لن يصل طرفٌ من خبر إلى المجتمع من غير أن يمر علينا؛ فالأخبار تتسلمها وكالات قليلة تتركز فيها الأخبار من كل أنحاء العالم، وحينما نسيطر عليها، لن تنشر إلا ما نختاره نحن من هذه الأخبار.

٤ـ لا بدّ لنا من الهيمنة على الصحافة،الدورية؛ حتى تصبح طوع بناننا، تُهيج عواطف الناس حين نريد، وتثير المجادلات الحزبية الأنانية التي تخدم مصالحنا حين نريد، ونسيطر بواسطتها على العقل الإنساني.

قوى الشرّ واستراتيجيات إقصاء العقل، أيمن المصري ص ٨٥ـ ٨٧

النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية.pdf

السيد السيستاني والحكومة الدينية!
هناك بعض الناس يتصورون أن السيد السيستاني علمانيًا، وأن دينه وأفكاره ورؤاه تتوافق مع جهالاتهم في الشأن السياسي، وأنه لا يؤمن بحاكمية الإسلام على سائر الناس تلك العقيدة التي يؤمن بها سائر الفقهاء وأن الحكم لله تعالى أولاً وآخرًا.

مع أنه في كتبه واستدلالاته الفقهية يرى أنّ الفقيه العالم بالحلال والحرام أولى الناس بسياسة الناس وهو القدر المتيقن المتعين في حكمهم وفق الشريعة الإسلامية، إلا أنه يشترط في حكمه أن يكون له قبولاً اجتماعيًا وأن يكون منتخبًا من قبل الناس.

إذ قال السيد السيستاني بعد رده على شبهة تعطيل الأحكام بعد القول بعدم الولاية المطلقة للفقيه واختياره الولاية الحسبية: (فعلى هذا الاحتمال لا يبقى مورد لتجميد الأحكام المذكورة، وليست الولاية ثابتة لكل فقيه، بل للفقيه المنتخب من قبل الناس) [الاجتهاد والتقليد والاحتياط ص ١٢٨].

ذلك لأن الولاية الحسبية عنده في: (الأمور التي يُحرز مطلوبيتها من وجهة نظر الشارع وأنّ الشارع لا يرضى بتركها، وأما إذا احتمل أنّ الشارع يرضى بتركها، فلا تكون من الأمور الحسبية) [الاجتهاد والتقليد والاحتياط ص ١٢٦].

وسياسة البلاد وفق الحكم والشرع الإسلامي وتعاليمه يمكن أن تدخل في الولاية الحسبية كما صرح الشيخ جواد التبريزي قائلاً: (والذي نقول به هو أنّ الولاية على الأمور الحسبية بنطاقها الواسع، وهي كل ما علم أنّ الشارع يطلبه ولم يعين له مكلفًا خاصًا، ومنها بل أهمها إدارة نظامةالبلاد وتهيئة المعدات والاستعدادات للدفاع عنها، فإنها ثابتة للفقيه الجامع للشرائط) [صراط النجاة ج ١ ص ١٠].

ولكن الذي يمنع من إقامة حكم الإسلام تآمر القوى العالمية التي تتربص بالإسلام الدوائر، وإلا لو كانت الأمور مهيئة لكان الفقهاء هم الحكام الفعليين لسائر البلاد.

وفي هذا الصدد يقول السيد السيستاني: (نعم لو كان الأمر خارجًا من أيدي الأمويين والعباسيين وكان بيد أئمتنا (عليهم السلام) لجعلوا مجاري الأمور بيد العلماء بالله، ولكانت ترد عليهم الأوامر الحكومية، وتصدر عنهم وكانوا هم المرجع، وهذا كما أشرنا أمر طبيعي لا يقبل الشكّ) [الاجتهاد والتقليد والاحتياط ص ١١٣].

وقد صرح الشيخ الأيرواني بالعائق المذكور بعد أن أكد على أن إقامة حكم الإسلام مسألة يقول بها جميع الفقهاء ولا ترتبط بولاية الفقيه خاصة، وقال بعد ذلك: (**أنّه يلزم على الفقيه أن يدرس الوضع من حيث الزمان والمكان والظروف من جميع الجهات، فإذا أراد أن يقوم بتشكيل حكومة إسلامية فينبغي أن يلاحظ أنّه هل يوجد مناصرون يعملون بإخلاص ولا يكون فعلهم -إذا تسلموا مناصب الأمور- سببًا للتشنيع على الإسلام والمذهب…

وربما ينتهي إلى أنّه لا يمكن -لأجل عدم وجود أنصار يعملون بجد وإخلاص، أو لوجود الأعداء في الداخل والخارج، أو لعناوين ثانوية أخرى، ولكن بالتالي لو أمكن ذلك من دون أن يلزم محذور لكان عليه أن يُقيم حكومة، وتكون له حينئذٍ الولاية**) [جامع الفوائد الغروية ص ٣٥ - ٣٦].

علاوة على ذلك فإن السيد السيستاني بالرغم من أنه لم يمارس السلطة فعلاً إلا أنه أصدر الكثير من الأوامر والإرشادات السياسية جمعت في كتاب كامل بعنوان: (النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية) في ٥٨٩ صفحة، وليس الأمر كما يروج هذا المهرج من أنه مكتفٍ بالمواعظ الأخلاقية والعبادية!