‏رغم الوداع المرّ والواقع الشين
‏وذنوبي اللي كل ليـل اقترفها

‏ودي أشوف شلون ضحكتك هالحين
‏تغيّرت؟ ولّا مثل ما اعرفها؟

‏"يارب تعرفني .. وتعرف نواياي
‏وتعرف جميع ظروفي المُستبده

‏أحيان أصيب الرأي و أضيّع الرأي
‏و احيانًا أفتح باب، و أحيان أسده

‏أحاول أمشي بإتجاهك يا مولاي
‏وتسرقني الأيام في خضم شِده

‏عاملني بلُطفك وعطفك و رجواي
‏ليا انحرف قلبي عن الحق .. رده"

‏"يارب انا عبدك وفي قلبي خشوع
‏و التجي بك كل ما ضاقت وساع السبل

‏كيف يلحقني من الوقت والأيام روع ؟
‏و أنت مدّاتك سحابة، وفزعاتك وَبـل"

‏"تمادت ليلة الفرقى وأنا قلبي ركيك أوتاد
‏تتله لوعة الفرقى وأناجي الصبح ياتيني

‏أنا وشلون أبي أسلى وأعن من السرور جياد
‏ليا شفت المدى هوّد ظلامه بينك وبيني

‏من أوجاع المنافي ماقدرت أجفل ولا أعتاد
‏تبعتك لين ماتهت الطريق وضعت من حيني

‏إذا عتادي وجع غربه، تخيرت القصيد بلاد
‏حبيبي والبلاد اللي بدونك ماتبي عيني

‏تعبت أخالف ظنوني وأشوف الظن بي روّاد
‏تعبت أسأل ورا الدنيا ولا أخذ غير تخميني

‏مشيت ولا معي غير القصايد لا أنجرحت ضماد
‏ورغم أني مشيت بميسم الهجران تكويني

‏وأنا لليوم أبي غفوه مثل غفوة طفل بمهاد
‏قبل يوم الوداع يمرني، والصبح ياتيني"
‏-محمد منيف

‏عودت نفسي ما أتحسف على شي
‏لأن العمر ما يحتمل للحسايف

‏بعيش لحظات الفرح دامني حي
‏وبزرع الضحكه بجرد الشفايف

‏ولا ألحق الشرهات شي ماهو لي
‏ولا عدت اجزع من فراق الولايف

‏إن غاب غالي فالحزن باخذ شوي
‏أيام .. وتروح علومه طرايف

‏موصي قلبي لا شفت الخطا عيّ
‏ اما تعدلها .. أو تصد عايف

‏يا وجودي بس يوم وجيهنا ضحّاكه
‏قبل تطلق هالحياه ظروفها المنفلته

‏ولاحت لي مواري وجهك الخلاّب
‏وذكرت إني بعد ذاك الشقا، غادة!

‏ندهتك باللي أحفظه من الألقاب
‏وش اللي ما يليق بسيّد السادة؟

‏ما رحت في غيابك أبحّث عنك وابعث لك رسول
‏ولا نشدت الساهرين اللي تحت ضو القمر

‏أنا أدري إنك في ذرى ربعك متعبة الخيول
‏تلاعب الاغصان من حولك وتقطف من ثمر

‏لا يزعجك بعدي عن عيونك، لو إن بعدي يطول
‏مابعد، دمعات الفراق إلا العناق المستمر

‏تمرّ الناس وتدور اللّيَالي وأنت شرب، وزاد
‏وأنا أدري وأنت تدري عن نَزاهَة قلبي وْغِلّه

‏يهون الدرب ما هان الغريب اللي بدون بلاد
‏ترى لو ما سكنك يشوف فيك الدار، والحِلّة

‏على إنّي قبلك أمِلّ الرتابة، وأكرَه المعتاد
‏أنا وجهك لو أملّ البلد، والنّاس.. ما أملّه.

‏للزمن معراج نفْس ـــ وللّيالي عنفوان
‏لو توسَّلها على فْتات الدقايق، ما تعوْد

‏عن دهاليز السنين الجرد، وعيون الزمان
‏مرَّني غيثك عقب ما دفّ غيم الوسم نود

‏إن ذخرتك بالحكي من خوف للجدران أذان؛
‏سولفت عنْك "المواعيد القديمة" للورود

‏وإن تكاثرْك السهر وإستنكرك وجه المكان؛
‏جبت له من ماضي الذكرى مواقيف وشهود

‏مرحبا يا أول هطول الما على شْفاة الظمان
‏جعل صبحٍ ما يجود بْضحكتك ما له وجود

‏عاد عيدك بين عوسجة الصدر والقحويان
‏مرتعٍ ما يعرفه شاوي ـــ ولا ترعاه ذود

‏مستعد أعذرْك من عمر الترف لين الهوان
‏ألّا في حقرانك أحلامي، وخذلان الوعود !

‏ما عذرت الزير في خَذْل امرؤ القيس إبن أبان
‏كيف تنفيني طواريف البلد، وأنت الحدود؟

‏قرِّب كْفوفك وأنا لا ضاق بي صدر الموان
‏مستعد أبحر معك بين المنايا، والخلود