تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ
هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
في كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ
مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ
فَنَحنُ المَعَالِي وَنَحنُ الأعَالِي
وَنَحنُ الشُّمُوخُ إذَا مَا نَظَرْ
إذا كنت تَجفُونِي وأنت ذخيرتي
وموضعُ حاجاتي فما أنا صانعُ
وأنا الذي فُقتُ الجِبالِ بطولِها
ورَكبتُ امواجَ البحارِ طِوالا
وشرَّبتُ من نهرِ المعزَّةِ رشفةً
وأخذتُ مِن طولِ الجِبالِ جِبالا
أُنَاجِيكَ يَا مَوْجُودُ فِي كُلِّ مَكَانٍ
لَعَلَّكَ تَسْمَعُ نِدَائِي فَقَدْ عَظُمَ
جُرْمي وَقَلَّ حَيائِي .
كَصاحِبِ الحُوتِ مَقطُوعاً بهِ الحِيَّلُ
إليكَ ألجَا وأستجدي وأبتَهِلُ
مَالي سِواكَ مُعينا هَاديًا أبدًا
أرشِد فؤادّي فقَد تاهَت بهِ السُبُّلُ
وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى
أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ
حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى
هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ
غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما
أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ
أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا
فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ