أُسامِرُ ذِكرًا تمادَى بفكري
وفكري بِهِ قد تمادى جحيمي

أُراعي رفيقَ الغيابَ بلطفٍ
وراعي الغيابَ جَهولٌ بهمّي

تناسى ليالي النعيمَ وبدّلْ
بليلِ العناءِ ليالي النعيمِ

-صالح الزهراني

إني أرى شبحًا عيناهُ تسْألُني
أمَا اكتفيتَ منَ الأشواقِ إلزاما ؟

أمَا تعبتَ من الأيامِ تركُضُها ؟
أمَا تكفُّ على الاذهانِ أحْلاما ؟

تسلو وتحزَنُ والحالانَ واحدةٌ
من ذا الّذي بدّلَ الإشراقَ أظلاما ؟

أجبتُهُ .. وحروفُ البينِ أسكُبُها
شعرًا قراءتُهُٓ لحنٌ وأنغاما

كأنَّ ليليَ لا تسْري كواكِبَُهُ !
باقٍ على ظُلَمٍ ظلّتْ لأعواما

من كانَ يسكُنُني أُنسًا ومرحمةً
قد باتَ يسكُنُني شوقًا وأسقاما

مَوَاطِنٌ غابَ عنْها أصبحت يبسًا
عاثَ الفِراقُ بها واستوصَى آلاما

أبلغ سَلامي إلى من لا أُلاقيهِ
صافي الجبينَ وللعينينِ إطْعاما

-صالح الزهراني

ويكفيني عنِ النَّاسِ جميعًا
على طولِ البِعادِ وبالشتاتِ

ولو كانوا جماهيري حضورًا
وحولي مسرحًا والكلُّ آتِ

وأنتِ قد حوَاكِ البعدُ عنّي
وزمّلكِ الرّحيلُ عنِ الثّباتِ

سيكفيني بأن عيناكِ تنظر
كتاباتي وذكركِ في حياتي

-صالح الزهراني

لو شاءَ ربُّكَ أمرًا ليسَ ينصَرِفُ

إلّا وأمرُهُ كالإشراقِ بالظُلمِ

-صالح الزهراني

لابدَّ لابدَّ للأحزانِ تبديدُ

مثلَ الظّلامِ بنورِ الفجرِ مطرودُ

-صالح الزهراني

قالوا بأنَّ الداءَ عيشُكَ واحِدا
وطريقةٌ نحوَ الهلاكِ وَمضيعه

وأنَا وجدتُ بخلوتي وتبعُّدي
نفسي وغيرُها من أموريَ أربعه

وأهمُّها بعدَ الصلاةِ أبٌ و أُم
اللهُ أنزلهم بمنزِلةٍ معه

إنَّ الصَّلاةَ وقايةٌ وَتوَاصُلٌ
أحكي بهمِّكَ فالإلَهُ سيسمعه

أبوابُ خلقِهِ في الظلامِ مُغَلّقه
وَلَبَابُ ربَّكَ في انتظارِكَ تقرعه

حاذِر فما كل إمرءٍ مُتبسِّمٍ
يبدي البشاشةَ لا يُزمّلَ أقنِعة

لا تنتظر سودَ النوائبِ تكشفه
إنفي وجودَهُ من حياتِكَ وامنعه

وَخِتَامُها بعدَ الصلاةِ على النبي
أن لا تُصاحِبَ في زمانكَ إمَّعه

-صالح الزهراني

كلُّ الثناءِ لربٍّ قد كساكِ حلا
إذ ليسَ يشبَهُكِ بالأرضِ إنسانُ

ولا السماءُ بها ندٌّ ولا شَبَهٌ
سوّاكِ مُعجِزةً للخلقِ إفتانُ

ما إن يراكِ أمامَ العينَ مُبتَهِلٌ
حتّى تملّكَهُٓ ذُهلٌ وَوِجدانُ

-صالح الزهراني

فيقي فما الإصباحُ دونكِ مُقبِلٌ
ظُلماتُ ليليَ بالمكانِ قواطِنٌ

-صالح الزهراني