*▪️الإجابة:*

الشرك هو أن تجعل لله نداً وهو خلقك، وأن تتخذه من دونه إلهاً أي معبوداً.

فهذا التوصيف المكتوب خاطئ في أصله، فمن ابتغى علاجاً أو تداوياً بما يسمى "الطاقة" وهي مفهوم غير محدد، أو ببعض الأحجار الكريمة لمظنة خاصية ما طبيعية فيها من جنس الطبائعيات؛ فلا أدري أين الشرك والكفر هنا!

ولا حتى أرى ذلك ذريعة لهذا فنأمر الناس بسدها عملاً بالقاعدة الفقهية "سد الذرائع".

وغاية ما يكون ذريعة للإيمان بالجن وقدراتهم أن يتوهم المتداوي، أو يوهمه من يداويه، أو تسول له الشياطين؛ أن هذه طاقة الجن سلبية أو إيجابية، فهذا إن اعتقد بذلك فقد يدخل في قوله تعالى: (بل كنتم تعبدون الجن)، وهذا مدخل بعيد نسبياً.

وكما أنني شخصياً من أكثر الناس بغضاً للشرك والبدعة وأشدهم كراهية لملء القلوب أو مزاحمتها بحب غير الله أو ابتغاءه أو الخوف منه؛ إلا أنني أبغض وأكره كذلك الذين يحولون كل شيء إلى شرك وبدعة من غير شيء، إلا جهلاً منهم بالتوحيد، وهوساً في عقولهم غير منضبط، وريباً في قلوبهم.

وأما من يضل بسبب ذلك أو يشك في دينه فإنما ذلك لضعف في إيمانه ودينه ومعرفته بربه ﷻ ونبيه ﷺ، قال تعالى ذكره: (لقد ابتغوا الفتنة من قبل) وقال سبحانه: (ولكنكم فتنتم أنفسكم).

وحاصل الأمر في موضوع الطاقة والأحجار الكريمة وغيرها، أنها علوم غير مؤكدة ولا مستيقنة، وتحتاج إلى إعمال الأصول العلمية التجريبية التي أسسها وتريدها علماؤنا المسلمون الأول رضي الله عنهم، وكذلك الدراسات الفيزيائية والكيميائية وربما البيولوجية على المرضى عينات البحث؛ والخروج بنتائج إحصائية وتجريبية وتعينيية تثبت أو تنفي بعض خصائصها، ولا أشرك ويشرك شركاً فهو مشرك ولا يحزنون.

وكما أنني أرى أن كثير ما يقدمونه في ما يسمى بعلوم الطاقة غير مثبت على الأقل إلا أن فيها نسبة من الصواب ما تم تجريده عن المعتقدات الفاسدة، ولا أرى أن كل ما يقال فيه فاسد أو غير صحيح، وإنما هو في جزء منه غيبي لا نراه ولا نعرفه يقيناً ويصعب إثبات هذه النسبة من الصواب.

والأحجار الكريمة فيها من الخصائص ما قد يفيد ويضر، مثلها كسائر الطبائعيات.

وإنما نسبت تلك الشعوب هذه الخصائص إلى آلهتهم لا لكونها مخصوصة لهذه الآلهة والأوثان والأصنام أو الجن، وإنما هي خصائص في كون الله وخلقه جعلها الله لبعض المواد، أو طاقات خلقها الله فينا لكنها تتفاوت من شخص إلى آخر، ونسبوها لآلهتهم الباطلة، كما نسبوا إليها الخلق والنفع والضر وغيرها مما لا ينبغي إلا لله تعالى.

وسأضرب مثالاً لذلك:
فالسحرة مثلاً أعاذنا الله وكل مسلم من شرورهم؛ يستخدمون أعشاباً ومواد طبيعية بصفات معينة في أوقات معينة وبكيفيات معينة، وليس ذلك عبثاً، وإنما لأثر تلك الأشياء في أوقاتها وبطريقة إعدادها؛ على تسخير أنواع معينة مخصوصة من الجن، كل حسب تخصصه وقدراته.

كأن يطلب الساحر دماً من حيوان معين في وقت محاق القمر وعشبة الرجلة مثلاً أو عين العفريت أو نحوها، ويقوم بإحراق تلك العشبة في بخور بلدي ووضع تلك الدماء عليها، وذلك لأن هذه الأمور تسخر له الجن القادر على إحداث نوع معين من المرض أو السحر، كسحر التخذيل -الشلل- مثلاً عافانا الله والمسلمين، أو سحر التعطيل أو سحر الربط "العقد" أو سحر المرض كالسرطان أو الفيروس مثلاً وهكذا.

فليست كل الجن سواء ولا كلها قادرة على إحداث كل شيء، بل هم أنواع وأجناس وكل منها له مميزات وخصائص وصفات وقدرات خلقها الله.

وفي علاجها ومداوتها أيضاً قد نستخدم القسط الهندي أو تفاح الجن "الكزبرة" أو حجر النار، أو الخزام أو الحديد الجديد الذي لم يستخدم إذا كان بارداً أحياناً أو إذا كان محمياً بالنار -لا أعني الكي- وغيرها من الطبائعيات التي ثبتت لدينا بالتجربة.

وليس ذلك شركاً ولا قريباً منه بل هو من التداوي المشروع، وقد ثبت عند البعض أو تناقله الحكماء، ولم يثبت عند غيرهم، والتجربة خير برهان، وذلك يدخل في قوله ﷺ: (اعرِضوا عليَّ رُقاكم . لا بأسَ بالرُّقى ما لم يكن فيه شِركٌ).

#فتاوى

*▪️رابط الاشتراك في صفحة إستشارات إجتماعية تحت إشراف د. خالد سعيد :*
https://www.facebook.com/DrKhaledSaidConsulting/

*▪️رابط الاشتراك في القناة على تليجرام :*

?https://t.me/GhorbatAldeen

‏قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:

أنتم في زمان يقود الحق الهوى،

وسيأتي زمان يقود الهوى الحق،

فنعوذ بالله من ذلك الزمان .

? الجامع لأحكام القرآن (٢٠٨-٩)

?https://t.me/GhorbatAldeen