التحليل السياسي مهنة الجميع وفعل السياسة مهنة البعض

ذلك لأن الحديث عن السياسة وتحليلها وان كان بشكل عشوائي أصبح متاحًا للعامة وغيرهم بحيث يتكلم الناس في المقاهي والمجالس ومنصات التواصل الاجتماعي عن كل شيء يتعلق بالشأن السياسي
دون الالتزام بمعايير دقيقة أو التخصص في هذا المجال او ادراك للوازم هذا المجال والعلوم المرتبطة به وهذا يعكس رغبة الانسان المعاصر في التدخل بكل شيء تجاه القضايا العامة والخاصة حتى وإن افتقروا إلى الأدوات العلمية أو المعرفة العميقة
ناهيك عن تاثير الحداثة والعولمة في هذا الشأن

في المقابل فعل السياسة يتطلب خبرة ومهارة وتخصصًا لأن السياسيين هم من يتحملون عبء صناعة القرارات وإدارة الأزمات وتحقيق المصالح العامة على المدى القصير والبعيد وهكذا يبقى التحليل متاحًا للجميع بينما تبقى ممارسة السياسة مهنة نخبوية

لكن الواقع السياسي المعاصر
يكشف أن السياسة أصبحت تتأثر بشكل كبير بآراء العامة والرويبضة وتوجهاتهم المتشضية خاصة
في ظل الحكم الديمقراطي
ومع تنامي دور وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي التي تضخم أصوات غير المتخصصين وتوجه القرارات أحيانًا بناء على ضغط الشارع او أدلجة من القوى الاخرى المعادية

ناهِيك عن التأثير السلبي على الطلاب أنفسهم بالأخص طلاب السادس المقبلين على الجامعة حيث يتم وضعهم في خانة ضيقة من النجاح وبضغط عائلي مجتمعي أيضًا.

ويصبح النجاح مرادفًا للمعدلات المرتفعة أو الالتحاق ببعض الأقسام وإذا لم يتمكنوا من تحقيق هذه المعايير الأكاديمية المحددة يُحكم عليهم بالفشل وانتهاء شبه تام لمسيرة الحياة!

مما يؤدي إلى آثار نفسية عميقة وقد تتطور إلى سلوكية شديدة مثل الإحباط والشعور بعدم الكفاءة والحقد والحسد على الأقـران المدرجين ضمن هذه الأقسام.

هذا النهج والنظرة بين المجتمع والأسرة والفرد نفسه تهمل التنوع في القدرات والمهارات الفردية وتتجاهل أن للنجاح أوجه متعددة لا تقتصر على الجانب الأكاديمي فقط مثل المهارات العملية أو الإنجازات في مجالات أخرى تدرج ضمن الصناعة الخاصة بالفرد، كما يكرس ثقافة تنافسية غير صحية تقيس قيمة الطالب فقط بناءً على إنجازاته الأكاديمية دون مراعاة بقية جوانب شخصيته وقدراته.

أو دون مراعاة فهم أن “النجاح لا يرتبط بما يحققه الفرد لنفسه فقط إنما للغير أيضًا وأن النجاح الحقيقي هو الكفاءة في ما تنجزه مهما كان بسيطًا.”

“إذا لم تستطع الحصول على ما تريده، فهذب نفسك وعلمها ألا ترغب فيه.” هذه قاعدة فكرية تهمل في معطيات الناس الان لتركيزهم أن ما يريدونه هو فقط ما يستحقونه وغيره هباء، ويهمل في هذا السياق ما يملك الإنسان وما هو واقعي وما هو مقدر. وفكرة الاستحقاق المبالغة تعتمد…

**قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : “كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول”.

تدهور السلوكيات وعدم تحمل المسؤولية وفقدان الأمانة هي عوامل تؤثر بشكل أكبر على استمرارية العلاقة الزوجية مقارنة بمشاعر الحب،فهي ترتبط بالالتزام والوفاء بالوعود والقدرة على التعايش بواقعية بعيدًا عن العواطف التي قد تكون مؤقتة وتنحسر مع مرور الزمن.**

أبو عبيدة : هذا يومٌ استثنائي في تاريخ الصراع تقاطعت فيه نيران مقاومي الأمة في سماء فلسطين، وتعرّضت فيه (تل أبيب) لضربات المجاهدين من اليمن ولبنان وفلسطين وإيران وهذه دعوة لكل أحرار الأمة بأن يجعلوا لهم سهماً في تحرير فلسطين

إن عالم السينما بكل ما يحمله من مسلسلات وأفلام ليس سوى ساحة تجارية تسعى إلى تحقيق الكماليات التي تطمح إليها النفس البشرية، و غالبًا على حساب الحاجات الأساسية التي تشكل جوهر وجودنا.

هذه الأعمال ليست مجرد قصص تروى بل هي أيضًا مرآة تعكس أفكار المجتمعات والأيديولوجيات المتباينة، فتسرد تجارب مختلفة وتعبر عن رؤى متعددة.

عندما تستعرض فيلمًا أو مسلسلًا تذكر أن الأحداث التي تعرضها ليست سوى تجسيد لما هو غير ضروري في الحياة، مما قد يشوش على أولوياتك الأساسية،بدلًا من أن تؤثر تلك الأحداث على الضروريات الحياتية الخاصة بك حاول أن تتخذ موقفًا نقديًا،و قم بتحليل العوامل التي تساهم في نجاح العمل الفني، ودرس الإطار الفكري الذي يتبناه وكيف يتناغم مع باقي الأعمال السينمائية.

من خلال هذا المنهج التحليلي يمكنك الكشف عن الأسباب والغايات التي تدفع وراء التعبير السينمائي و هذا لا يفتح لك نافذة على عالم السينما فحسب، بل يتيح لك أيضًا فهمًا أعمق لكيفية تأثيرها على الإنسان والمجتمع، مما يعزز قدرتك على التمييز بين الخيال والواقع ويساعدك في استيعاب كيف يمكن أن تشكل هذه الفنون رؤيتنا للعالم من حولنا.

انتهت المجتمعات الحديثة إلى الالتزام باخلاقيات العبيد وأي محاولة تصدي او مغايرة من اي جهة ردكالية لهذه السردية الاخلاقية الطاغية،
ستلاقي استهجان من جميع الأطراف
ابتداء من أصحاب الدين وانتهاء بالليبراليين وبما أن محاولات التصدي تملك مشابهة لبعض هذه الأطراف من أصول ومعطيات فسوف تزيد من صعوبة التحدي وتضعفه في نفوس الناس، ولكن الشيء المهم في طغيان هذه الأخلاق أن استمرارية استعراضها سوف تنتهي عند الأزمات وتكشف عن ضعفها وخداعها في النفوس وعن تفككها وانيابها في التنظيم باعتبار ان تلك الأخلاق لم تكن خارجة عن قوة إنما عن ضعف في القوة،
ونهاية الأمر انحطاط كل شيء والحلول تتجه إلى خسائر اكبر على جميع الجهات مع تأخير طفيف ينتهي الى عدم إيجاد الحلول، وهو المطلوب وهو الحاصل والذي سيؤدي لنهاية حتمية لتلك الاخلاقيات مع سفك في كل شيء بشكل مضاعف وهذه بشارة الرجعيين.

قال تعالى ((وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ))

(ولما كانت الشجاعة خلقا كريما من أخلاق النفس ترتب عليها أربعة أمور وهي مظهرها وثمرتها الإقدام في موضع الإقدام والإحجام في موضع الإحجام والثبات في موضع الثبات والزوال في موضع الزوال. وضد ذلك مخل بالشجاعة وهو إما جبن وإما تهور وإما خفة وطيش).

(وإذا اجتمع في الرجل الرأي والشجاعة فهو الذي يصلح لتدبير الجيوش وسياسة أمر الحرب.والناس ثلاثة رجل ونصف رجل ولا شيء فالرجل من اجتمع له أصالة الرأي والشجاعة فهذا الرجل الكامل كما قال  المتنبي:
الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ
هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ حُرّةٍ
بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ

ونصف الرجل وهو من انفرد بأحد الوصفين دون الآخر والذي هو لا شيء من عري من الوصفين جميعا)

(وصحة الرأي لقاح الشجاعة فإذا اجتمعا كان النصر والظفر وإن قعدا فالخذلان والخيبة وإن وجد الرأي بلا شجاعة فالجبن والعجز وإن حصلت الشجاعة بلا رأي فالتهور والعطب والصبر لقاح البصيرة فإذا اجتمعا فالخير في اجتماعهما قال الحسن إذا شئت أن ترى بصيرا لا صبر له رأيته وإذا شئت أن ترى صابرا لا بصيرة له رأيته فإذا رأيت صابرا بصيرا فذاك)

((الفروسية)) لابن القيم (ص٥٠٥).
((الفوائد)) لابن القيم (ص ٢٠٠).