«ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان؛ شُرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن..
قال سلمة بن كهيل -رحمه اللّٰه- : "كان يقال شهر شعبان شهر القُراء"، وكان عمرو بن قيس الملائي -رحمه اللّٰه- إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن"».

[لطائف المعارف، ابن رجب (١٣٥)]

‏..كيدُ الأقربين، ثم بئر مظلمة، ووحشة غُربة ،و سجنٌ بعيد ، وغيرها من الأحداث التي ظاهرها الألم وباطنها طريقاً إلى خزائن الأرض ! هكذا لُطف الله يأتي فوق ما تدركه عقولنا فطِب نفسًا بتدبيره ولو آلمتك الأقدار! ﴿والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾

التّسبيح والسُّجود علاج قُرآني لأدواء النّفس، ذكره الله تعالى في قوله: ﴿ولقَد نعلمُ أنَّك يضيق صدرك بما يقولون﴾*﴿فسبِّح بحمد ربّك وكُن مّنَ السَّاجدين﴾.. فالنّفس تضيق وتنشرح بسبب (الكلام)، وهذا من حقائق القرآن التي ذُكرت، ومن رحمة الله بعباده؛ أنّه قَرن الدَّاء الذي يُصيب النّفس من الأكدار القوليّة، بالدواء السّماوي الذي يُجلي عنها الهموم الأرضيّة، والتسبيح فيه نجاة، وأقرب ما يكون العبد من ربّه؛ لحظة سجوده، جمع بينهما سبحانه في آية تختصر عناء البحث على العبد بالذهاب لمسالك أهل الأرض وطرق أبوابهم، بالتَّسبيح والسّجود؛ ينشرح الصَّدر، يزول عنه كدر اللغو، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.