تحكي لنا صديقةٌ اليوم موقفًا استفزّها جدًّا من بعض الزملاء، وأخذ منّا الضحك حتى دمعت أعيننا.. في الأصل كان الموقف مستفزًّا وربما محزنا.. قلت لها لما رأيت إغراق الأخرى في الضحك: (هتمسكها عليكِ سنة)، قالت المشار إليها مدافِعة: لا والله، أنا عاجبني كيف نستخرج الضحك من عمق الموقف!

تذكرت عبارتها الآن، ولكن بطريقةٍ أخرى.. يثير عجبي كيف ينتزعنا الضحك من صلب الموقف :))

لله الحمد والمنّة.

إلهي وسيدي وخالقي، يا مالك أمري ومدبره، يا صاحب شأني ومصرفه، يا رحيم فؤادي ومقلبه، يا أنيس روحي ونجوى مقلتي وأسى نفسي وسرّ ضميري وسِتري..
يا رحمن الدنيا والآخرة، يا قيوم السماوات والأرض، يا بارئ الخير والشر، وهادي المفرد العاني السبيل.
يا مصطفي من شئتَ من عبادك، يا باعثَ الخلقَ بالحق، يا هدْأة الوسَن في أعين المتعبين، وتربيتة الحجارة على ظهور المظلومين، وتربص الجدران بدخائل الظالمين..
يا صاحب الملكوت والجبروت والعظمة، يا أوّل كلّ أمرٍ وآخره، يا ذا الشان والفضل والحكمة..

يا عظيمًا كتب على نفسه الرحمة، ومالكًا كتب على نفسه العزة، يا حنّان، يا منان، يا ذا الألطاف والنِعم.. ارحمني.. عبيْدًا لا يرحم نفسه!

١٩ يناير ٢٥.

#إفصاح

[إن العاقلَ لا يعدِلُ بالإخوانِ شيئًا]

لم أعرف فاروق جويدة من قبل إلا بغزله وغزارة كلماته المعبرة، عرفته أول ما عرفته من ديوانه "في عينيك عنواني"، فإذا هو شاعرٌ رقيق فياض المشاعر، عذب الكلمات، شجي الألحان والعبرات، تكاد لا تخلو قصائده من حزنٍ خفيّ، كعادة الشعراء. وربما كان هذا الحزن في شعره على…

لو أن وجَهك زارني من ألفِ عام..

لو أن وجَهك زارني من ألفِ عام..

حلوُ الفكاهة مرُّ الجدّ قد مُزجتْ
بقسوةِ البأسِ فيه رِقّةُ الغزلِ'))

[ويقول قومٌ سعدُه لا عقلُه
خيرُ السعادةِ ما حماها العاقلُ]

وألمَحُ من بعيدٍ ألفَ نارٍ
فأحضنُها وتُغريني المَخاطر :))