يا ملاذَ منّ تاهت بهِ السُّبُل، يا ملجأَ من ضاقت بهِ الحِيَل، يا بوصلةَ ونورَ مشكاتنا الدّائم، حالنا لا يخفى عليك، حنانيكَ يا حبيبنا حنانيك.

يا لِهذا البحر الذي لا شاطئَ له!

رَبَّنَا أَفْرِغ عَلَيْنَا صَبْرًا.

**سلامُ اللهِ على قلوبكم يا سلامَ روحي، كمّ أفتقدكم يا رِفاق، أفتقدُ أحاديثنا التي كانَت تمتدّ لساعاتٍ دونَ أنّ نشعر، أفتقدني وأنا مضاءَةٌ برؤيتكَم وسماعِ أصواتكم وقهقهاتكم، إنَّ التّوقَ لكم قدّ نالَ منّي، وقدّ أحكمَ قبضته على خافقي، فمتى يحينُ فكّ قيودكم وقيدي؟! أوّاهُ كمّ أنّ الشوق لَشاقّ وقدّ مزّقَ مضغتي، والرّوحُ منّ فرطِ التلوّعِ قدّ نضبتّ يا ينابيعَ سعادتي..

فكَّ الله بالعزّ قيدكم، حماكم الله وثبّتكم، وآنسَ وحشتي ووحشتكم..**

إنّ لمّ نكنّ خيوطًا لِجراحِ أمّتنا فنحنُ سبب في تأخّرِ التئامها، فليلزمّ كلٌّ منّا ثغره.

إنّنا بنو سفرٍ ها هُنا، والسّفرُ منهِكٌ منهِكّ، لكنّ عزاءُ الخافقِ المتصبّر بأنّ الرّاحةَ تنتظرنا هناك في مستقرٍّ سرمديّ، في الجنّة حيثُ لا شقاءَ ولا غُمّة.

حبيبَ أَمَتِك، إنَّ الأمرَ كلّه يكمن هنا، في مضغةِ يسار الصّدر، أصلحها، وبكَ علّقها، لا تدعها فريسةَ هذا الظلام الدّامس، هي مشكاة طريقي إليك، فبرحمتكَ ضمّها وبنوركَ أنِرها، لبيكَ قلبًا مُحِبًّا صَمدته إلى بابِك، لبيكَ ما خابَ منّ لاذَ إليك.

يا من أرواحهم في جَنْبيَّ ساكنة، يا منّ ليسوا بالقُرب لكنّهم بالقَلب، يا كثيري الحضور رغم شُحِّ اللقاء، بقدرِ تَوقي لكم بالدّعاءِ أدّثرُكم، وأضعافَ توقي هذا أحبّكم، حماكم اللهُ لي أينما حلّت خُطاكم، آنسَ اللهُ وحشتكم، فكَّ اللهُ بالعزِّ قيدكم?..

حسبنا الله هو نعم المولى ونعم الوكيل.

حبيبي يا خي ربي يهونها عليك ويثبتك، ويلعن هالاحتلالين.