ما الفررق بين لص الكنيسة وحمار الكنيسة؟

كان يضع العمل الكنسي التبشيري هدفَ تبشير الناس وإدخالهم إلى المسيحية بغض النظر عن انتماءاتهم العقدية أو الجغرافية أو العرقية... بقي هذا الهدف واضح المعالم إلى أن اصطدم بوعي إسلامي يمتنع امتناعا ذاتياً من أن يضحك عليه القساوسة والرهبان... هذا الامتناع الذاتي ليس وضعا صُدفيا أو عشوائيا، بل هو مناعةٌ تولدت من جينوم ضخم المعاني تطفح به النصوص الشرعية الصحيحة، فالمسلم مهما كان بسيط الثقافة، لن يقفز أبداً إلى وهدة الحضيض، من عقيدة واضحة المباني والأركان إلى عقيدة كلها غموض وأسرار..
هذا العمل التبشيري الكنسي تجاه الإسلام تمثل في أحد أكبر ماكيناته وهي ماكينة الاستشراق، الذي هو محاولة لفهم الشرق أو بالأحرى محاولة لفهم الإسلام، أي إخراجه من عالم المجهول إلى عالم المعلوم.. بعد ذلك يأتي الاستعمار المباشر أو غير المباشر ليسير على الطريق التي مهدها له الاستشراق، فبدونه سيبقى الاستعمار مشلولا، معطل الحواس..
فلما كان الهدف الأول عصيا عن التسجيل، وبعد كل الفشل الذي مني به هذا التبشير الكنسي، جاؤوا في لباس قشيب، اسمه الاستشراق الجديد، غيروا المرمى والملعب واللاعبين، فصار الاستشراق الجديد أكبر همّه وهدفه الأولى أن يخرجوا المسلم من إسلامه فقط، فلم يعد مطلوبا من المسلم أن يتحول إلى مسيحي مخلص ولا يريدون منه أن يعيش الحياة المسيحية، فقط اخرج من هذا الدين وعليك الأمان..
الآن ندلف لسؤالك عزيزي، لص الكنيسة باختصار هو صعلوك من صعاليك الإلحاد الجديد، يسعى إلى أن يملأ الجيب ويعيش الحياة الدنيا بين منتجع ومنتجع، ومن حانة إلى حانة.. يتغيا المتاع الخفيف ولا يريد حياة شاقة ولا أن يحمل أعتابا، ماذا يفعل؟ يذهب إلى الكنيسة فيسرق بعض الشبهات.. ينشرها هنا وهناك، فتمتلئ الحسابات البنكية ويضمن السفريات المجانية... أمثال هؤلاء نجد فلوستيك وحامض عبد الصمد واللاشريف جابر والإخ رشيد...
أما حمار الكنيسة فهو الذي يحمل الحمل الثقيل، لا دنيا ولا آخرة، هو مخدوع تمت بردعته من طرف اللص، من حيث لا يدري، حمل السلعة دون أن يسأل عن المصدر، فصار يردد شبهات الكنيسة دون أن يدري أنه يلوك طعاما وضعه القمص زكريا بطرس في فمه، أمثال هؤلاء نجد الغنيمي وعلي حاتم وفلفولة وزولا... وطبقة الحمير هذه هي الأوسع لأن أسفل هؤلاء نجد حميرا من نوع آخر، أسميهم بروليتاريا الحمير وهو الذين يُبَردعون ويشتغلون دون درهم ولا دينار..
تاشفين الأصغر

‏عندما يجلس الفاتحون في ساحات المسجد الأقصى يتسامرون، ويتذاكرون أحداث "ما قبل التحرير"!

‏سيذكرون بطولات المقاومة وإقدام جندها،
‏ويعجبون كيف هيأ الله طوفان الأقصى ليحطم الكيان..

‏لعلهم يذكرون "المقاتل الأنيق"، و"ولعت"، وحلل يا دويري" وذاك الذي ألصق "شواظ" بالميركافاه! وقذائف الياسين..

‏سيذكرون صبر الصابرين، وصمود الصامدين.. ودماء الأبرياء التي أسقطتْ "إسرائيل"!

‏لعلهم يذكرون "روح الروح" و"معلش" و"هند"..

‏وسيلعنون- كذلك- أولئك الذين راهنوا على "إسرائيل"، فغرقوا معها!

‏سيسبحون متعجبين كيف أن التوفيق: أن يفتح لك الله باباً إلى الجهاد في سبيله والتضحية لأجل دينه .. ليحصل لك مجد الدنيا وفلاح الآخرة وسعادتها!

د. رافت المصري