الفارق الذي وضع المسلمين على الطرف الآخر من المعادلة في الحروب هو تزيين المأساة، وإيجاد مصبّر في نهاية الطّريق، وتغيير مسمّيات المآسي لدى العدو، فالمسلم مُسلّم بروحه ودينه وعرضه ويده لأجل اللّه، المسلم لا يموت، لا سيما في هذا الوقت لا يموت أبدًا، يستشهد مرّات كثيرة في مرّة، مقاتل لإعلاء كلمة اللّه والمسيّرات تغزوه جوًّا والنّار تلتهمه حيًا والبحر يبّجره ليفوح مسكه طيبًا والأرض تغار من نفسها فتجزّأه ويبقى دينه زيًّا تلبسه كلما غزاها حقيرًا متزيّنًا، بكلمات حكّام عربٍ بتصفيقٍ دمويًّا، وما يثير الجدل، كيف تصوّب عينك ظلمة أعينهم وصاحبها درزيًّا!
وبذّر ما يكفي من الكلمات ليقول أنّه من نسلِ نبيًّا، وامرأته كبقرة في قرآننا صفراء ناصعة تسرّ النّاظرين، وأجلسها في طاولة مع الحكّام المخنّثين، وعربيًّا مسلمًا تحت الأقدام لا يجرؤ على الأنين، أهذا مسلمًا كالغزيّ الذي لنا أخًّا في الدّين!
تبًا لعروبتكم وكفركم المزيّن بالإسلام، فأنتم خنتم غزّة، ألن تخونوا الشّام؟
وفي أعناقكم تحنيكم الآثام، ومن حرقتي على حالنا لا أنام، وقلنا لن تطول كثيرًا، ولكنها فاقت العام، وأجسادهم النّحيلة تكتب التّاريخ كالأقلام، وأنتم تحت الأقدام!
أم أنكم ترونهم أرقام؟
أم أنّكم أصنام؟
أجيبوا! ولو بخستم وخسئتم الكلام!
أجيبوا! ولو وضعتم لي الألغام، ولو استطعتم فوق جسدي لرفعتم الأعلام، ولكنّي في ترابي مُهام، مهما حاولتم لا أضام، لم توقفكم عبراتنا لأيّام، أتوقف طريقكم جثث النّيام؟
تبًا لكم يا من تزيّنون القهر بالفخر، من كان يقصف اليوم نحَر، ومن منكم أنجز كان عدوكم جحَر، والآخر كالفأر يختبئ في جُحر، والغالبيّة لا تعلم ما يجري كالغارق في البحر، وآخرٌ دابّة كالحكّام ينقصه وبر، ياربّ الحمد لك لم تضع النّصر في يدِ بشر، فبعضهم تائه وبعضهم بقر، ينظر في جثثنا كالبهيم وأشكّ أنّه نظر، ولكنّنا باقون ولو تفجّر الماء من الحجر، وكدّنا الكدر، ومهما طالت وكان موتنا مؤتمر، ولو أتى الأمَرّ، باقون كالحجر ولو تفجّر لا يُضَرّ.
-رِماس مرتضى.

عملية جديدة في جباليا بالسكاكين! لم تعد هذه الأخبار تثير في نفوس الجماهير أشعار البطولة ومشاعر الاندهاش، ولا ينبغي من البداية أن تكون هكذا، وإنما أن تثير حسرةً كبرى، فالقوم قاتلوا بالصواريخ والبارود والقنابل والعبوات والقذائف والرواجم والقناصة والبنادق حتى وصلوا إلى الخناجر! والأمة في دعةٍ، والحكام في خيانة، والجوار في عار لزج مقيت! والله والله ما أعلمه أن الله لن يدعهم ولو بقي منهم واحد، كما لن يدع من خذلهم ولو كانوا مليار واحد!

الله يلعَن الاحتِلال مليون مرّة.

ياربّ غزّة ياربّ أهلها.

اللهم فرجًا لنا ولإخواننا المسلمين المستضعفين في سوريا، والسودان، واليمن، وفي شتى بقاع الأرض..

يا من شققت البحر لموسى برحمتك، وأخرجت يوسف من السجن بقدرتك، ونجيت يونس من بطن الحوت بقوتك، نسألك أن تلطف بأهل غزة وتنزل عليهم سحائب رحمتك !!

لتكن عيونكم على غزة، لا تملوا من أخبارها، ولا تتركوها في غمرة هذا الفرح وحدها !!

نسألك يا قويّ يا عزيز أن تنصر أهل غزّة، وأن ترفع البلاء عن شعبها الصابر، اللهمّ اجعل لهم نصرًا قريبًا من عندك، وأخرج الاحتلال من أرضهم بقوّتك وسلطانك، وأعد لهم أرضهم آمنة مطمئنة، يا ربّ انصرهم وثبّت أقدامهم، وارفع عنهم الظلم، وكن لهم سندًا وعونًا، يا ناصر المستضعفين، ويا جبار السماوات والأرض.

"دِمشقُ إنّ معي قلبًا أضيقُ به 
يكادُ من خَلَجاتِ الشّوق ينخَلِعُ"