قال فهمي هويدي: إما أن تكون مقاوما وإما أن تكون صهيونيا.
قلت:المقاومة تكون لكل أعداء الأمة وليست لعدو دون آخر فمقاومة عدو ومصاحبة آخر هذه دليل على مصلحية المقاومة لا عقائديتها.
كأهل الكتاب يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض.

محور المقاومة يأكل ضرب من اليهود فيرد بضرب سوريا .
لأنهم يروننا ضعفاء لكن لا يعلمون أن الله معنا.
والله ما أرى ضرب اليهود لهم إلا تسخيرا من الله لأجلنا
ولعل هذا من معاني قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)

منذ فترة في الغرف المغلقة قد حذرت مما يُحاك للثورة السورية من خلال مشروع التشيع السياسي الذي بدأته إيران منذ فترة طويلة واعتمدت على جماعات وشخصيات إسلامية لتمرير سرديتها لتدخل محورها في المنطقة، وإيران عندها خبرة وقدرات كبيرة على تطويع جماعات وشخصيات إسلامية تساعدها على فرض هذه السردية التي تفضي لشرعنة أحتلالها للعراق وسوريا واليمن… وبدأت التحركات تنشط بعد طوفان الأقصى لاستغلال هذه المعركة وإعادة تلميع محورها ومسح جرائمه في سوريا والعراق واليمن، ومسح عمالة المحور لأمريكا وروسيا بعد أن ساعدت على احتلال العراق وسوريا وتخادمت مع المحتل لتحقيق سيطرتها على العراق وسوريا، وليس هناك فرصة أفضل من معركة طوفان الأقصى لمسح التاريخ القريب القذر لمحور إيران في سوريا والعراق واليمن، ومسح اتفاقاتهم مع أمريكا وروسيا وفرض سردية أن محور إيران هو محور المقاومة في كل المنطقة، بل حسن نصر اللات كذب علنا وزور التاريخ وقال أن الرافضة من قاوم المحتل الأمريكي في العراق بينما هم من دخل على الدبابات الأمريكية…
وكانت بداية هذه التحركات من اسطنبول، وكانت من خلال جلسات قام به إيرانيون مع يتيوبرات ومشايخ ومثقفين وجماعة صالونات تركيا وقطر، والجلسات قدمت الدعم وأشياء أخرى، ورحمة من الله بهذه الأمة ويالثورة السورية، فضحهم من كان منهم ومن وسطهم، وهذه الأخبار أكيدة صحيحة، وهذه الجلسات نشطت بعد الطوفان، لكن بدايتها كانت منذ لهم سنتين تقريبا، وحدثت لقاءات مع الإسلاميين العرب في تركيا، ودارت نقاشات حول سردية إيران في تدخلها في سوريا والمنطقة وتشكيل محور القدس والاجتماع والتحالف على قتال الصهاينة، ومع معركة الطوفان صارت سردية قوية اقتنع بها كثير من جماعة صالونات أسطنبول وبعض طلبة العلم أو العلماء المتأثرين بالسردية الإيرانية التي سمعوها خلال اللقاءات فيما بينهم، وبدأنا نلاحظ تحرك إعلامي منظم أساسه خرج من تركيا يتبنى سردية ؛
أننا مسلمون والرافضة مبتدعة لكنهم مسلمين، وعدونا واحد هو إسرائيل وأمريكا، والخلافات فيما بيننا ممكن أن تؤجل ... إلخ
وخرجت البيانات من بعض العلماء تدعم هذه السردية للأسف…
لذلك كان لزاما أن يحدث تحرك مضاد لهذه السردية ومنع تزوير التاريخ وتسليم الأمة لدولة عبيدية جديدة تبدل دين الناس وتقضي على وجود الإسلام السني في المنطقة.
وللعلم إيران دولة إقليمية وليس سهلة، وقادرة على تطويع جماعات كبيرة مثل الإخوان، بل واستطاعت أن تجد صيغة تفاهم مع جماعات جهادية لمصلحة عدم ضربها مقابل تسهيلات للحركة.. فما بالك بأفراد وشخصيات مهجرة وتعيش تيهاً منهجياً وتعاني هزيمة فكرية… ومن كان متابعاً لسياسة إيران بعد ٢٠٠١ وحتى ما قبلها سيجد أن إيران تعمل منذ عقود على أن تكون مأوى الإسلاميين المعارضين للأنظمة او للحركات الإسلامية كي تحقق شرعية دخولها للمنطقة…
إذاً، أي قضية في منطقتنا هي عند إيران وسيلة لتحقق اختراق في الأمة، والتشيع السياسي هو الاختراق الذي يمكن أن ينجح، إذ الاختراق المذهبي يخلق عداوة وحصانة… لذلك كانت القضية الفلسطينية هي الرافعة والأساس لتمدد مشروع إيران في المنطقة ، وتعثر وانكشف مع الثورة السورية، فجاءت معركة طوفان الأقصى فرصة ذهبية لتثبيت السردية ولتطهير محور إيران من جرائمه في سوريا والعراق واليمن ، ولكن حجم الجرائم وبشاعة القتل وعمق الجرح حال بينهم وبين هذا، بل أثر على قدسية القضية الفلسطينية، وأسقط شخصيات وجماعة صالونات اسطنبول…

يقضي الشيخ حياته كلها يحذّر من الفتن ما ظهر منها وما بطن، فإذا جاءت الفتنة الظاهرة كان أول ساقط في الحفرة، وأول فاتن ومفتون.
اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء، ومن الزلل في القول والعمل.
اللهم نشهدك أننا نعبدك بالدين الذي أنزلته؛ لا بالدين الذي فصّلته الضرورات الوهمية، والتوازنات الحزبية، والمشاعر الزائفة، والمصالح القاصرة العابثة.
فلنحذر صنمين: صنم مصلحة الدعوة وصنم مصالح الجماعة.

العالم من يواجه الواقع ويبين حكم الله الذي يراه في النوازل لأن الله جعله قدوة للناس وموجها لهم.
وليس العالم من يختار العزلة وقت المعمعة والهروب وقت النفير والسكوت في زمن الكلام.
مصيبتنا في كثير من مشايخنا هو إيثار الراحة الشخصية والسلامة من خلال السكوت والعزلة وهذا ليس اعتزالا للفتنة بل هروب من المواجهة وليس ورعا بل جبن وخور وليس تغليبا لمصلحة على مفسدة بل تغليب لهوى على تضحية.
ليت من يريد الاعتزال أن يعتزل للأبد ويترك الساحة لأهلها
فيكفي ما قذفوا فيها من شبه وانحرافات

السقوط في منزلق التنازلات انت تملك فيه الخطوة الأولى فقط وبعدها تصبح مسيرا في السقوط لا مخيرا ولن يكون بيدك قرار التوقف والرجوع وإن أردته

محور اسطنبول الذي تم تشكيله من مدة (بجهود حمساوية) وتحديدا بجهود اسماعيل هنية لدعم المشروع الإيراني والعمل خلفه وإقناع الشخصيات الإسلامية لتبني هذا الخيار مع شيطنة الثورة السورية وانها غير عادلة واصلا كانت خاطئة.
هذا المشروع ليس سرا وإن كان فشل بالعموم لكن نجح عرابوه في استقطاب أدوات له وهم الذين ترونهم يغردون ويدندنون حول هذه النقطة.
بالنسبة لنا نقول لهم لستم أول الساقطين ولن تكونوا آخرهم ولستم أول من باع أهل السنة ووقع في فخ إيران وإن شاء الله تكونون آخرهم.
جهادنا ماض وطريقنا واضح، إن نصرنا الله فله الحمد أولا وآخرا وإن حرمنا النصر فحسبنا شرف الجهاد وكرامة الثبات.
أما أنتم فخسرتم أهل السنة ولن تربحوا الشيعة وأبشركم مشروع إيران ومن والها إلى زوال وإنما هي الأنفاس الأخيرة ولا خير فيمن يقف مع من يقذف أم نبيه بالزنا ويشتم أباها صديق الأمة وينحر أهل السنة منذ الف عام.
لكن سبحان الله غباء بعض أهل السنة عجيب لا نتعلم من التاريخ

حرب بالوكالة
هكذا يصف أنصار المحور الإيراني الذين منذ عقود وهم حطب للمشروع الإيراني وجنود بالوكالة له.
يحذرون من اندلاع معركة محتملة في الشمال السوري لتحرير أراضينا من الأسد ويجعلونها في خدمة إسرائيل.
يعني تقوية جبهة حزب اللات ليذبحنا إيمان وجهاد وعدل.
واستغلال ضعفه لتحرير أرضنا خيانة وخدمة لإسرائيل.
قاتل الله الحزبية والفكر المائع الهش.
لايوجد أحد يخدم أعداء السنة والأمة أمثالكم ولا يوجد من يقوي جبهات الظلم أمثالكم.
منذ عقود وأنتم التيس المستعار الذي تحلل فيه إيران جرائمها ومنديل الخيانة الذي تمسح بها عارها.

وقفات مع مقتل حسن نصر اللات
خطبة الجمعة غدا إن شاء الله في جامع الحسين في إدلب

(إنما المؤمنون إخوة)
الإيمان هو السمط الناظم للمؤمنين.
والاخوة لها حقوق.
لكن مرت في التاريخ معاول فهدمتها.
(أخوة الإيمان ومعاول الهدم ) عنوان خطبتنا اليوم ان شاء الله في الجامع الكبير في إدلب