?من شرح كتاب تلبيس إبليس?

( وَاجِبُ العَقلِ وَحَدُّهُ مَعَ أدِلَّةِ الشَّرعِ )

لِأَبِي صَفوَانَ
عَمْرُو آلِ شِتَا الدِّمْيَاطِيُّ
   غفر الله له ولوالديه ولمشايخه

@amrshet44

#قضايا_منهجية

?إياكم والغيبة المحرمة وعليكم بحفظ اللسان عنها?

_قال الله تعالى:{وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ  رَّحِيمٌ}. الحجرات:١٢.

_#قلت:
هذه الآية الكريمة؛ تضمنت النهي عن الغيبة مع التشديد على ذلك لقبح هذا الفعل في النفوس.

وقد جاء تعريفها في الشرع بأنها:
(ذكرك  أخاك المسلم بما يكره، وإن كان فيه ماذكرت).

_قال الحافظ ابن كثير _رحمه الله _:
(والغيبة محرمة بالإجماع، ولا يستثنى من ذلك إلا ما رجحت مصلحته، كما في الجرح والتعديل والنصيحة.

_كقوله ﷺ لما استأذن عليه ذلك الرجل الفاجر: "ائذنوا له بئس أخو العشيرة".

_وكقوله ﷺ لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وقد خطبها معاوية، وأبو جهم: "أما معاوية فصعلوك ، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه".

وما جرى مجرى ذلك، ثم بقيتها على التحريم الشديد، وقد ورد فيها الزجر الأكيد، ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت، كما قال عز وجل:
{أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}.

#أي: كما تكرهون هذا طبعا، فاكرهوا ذاك شرعا، فإن عقوبته أشد من هذا.

وهذا من التنفير عنها، والتحذير منها. كما قال ﷺ في العائد في هبته: " كالكلب يقيء ثم يرجع في قيئه".

وقد قال: " ليس منا مثل السوء").انتهى.

?انظر تفسير ابن كثير.

#قلت:
فما كان للمصلحة ونصح المسلمين لايعد من الغيبة المحرمة التي وردت في الآية؛ بدليل نصوص السنة على ذلك.

وقد نَصَّ العلماءُ على ستةِ أمورٍ استثنتها الشريعة من التحريم ؛ جُمِعت في بيتين من الشِعرِ على النحو التالي :

والقدح ليس بغيبة في ستة
متظلم، ومعرف، ومحذر

ومُجَاهِرٍ فِسقاً ومُستفتٍ ومَن
طلبَ الإعانةَ في إزالةِ منكرِ

_فلا ينكر على من حذَّر من أهل البدع والفسوق؛ وذكر معايبهم للناس؛ فإن ذلك أصل شرعي امتدحته الشريعة ؛ وليس كما يقول أهل التمييع وأصحاب الأهواء أنه من الغيبة المحرمة ؛ وقد أرادوا بذلك تنفير الناس عن الحق الذي جاء به منهج السلف الصالح ؛ فلا يلفت لقولهم الماكر الغاش للمسلمين مهما بلغ ؛ فإن العبرة بما عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "أتدرون ما الغيبة؟"

❍ قالوا: الله ورسوله أعلم.

#قال: "ذكرك أخاك بما يكره".

_قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟.

#قال: "إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".

?رواه مسلم في صحيحه.

_دل هذا الحديث على عدة مسائل:

الأولى: أن حقيقة الغيبة هي ذكر الإنسان بما فيه من المكروه من غير ضرورة شرعية ومصلحة راجحة.

الثانية: أنه لو كان ما قيل حقٌ فهو غيبة ؛ وإن لم يكن حقٌ فهو بهتانٌ وكبيرة من كبائر الذنوب.

الثالثة: أن البُهتان أعظم إثماً من الغيبة ؛ لأنه جَمعٌ بين الكذب والغيبة ؛ وهما كبيرتان عظيمتان شدد الشرع في النهي عنهما منفصلين فكيف إذا اجتمعا؟!!.

الرابعة: أن البهتانَ فعلٌ خبيثٌ وخِصلةٌ من خِصال المنافقين ؛ كما بين الله ذلك في قصة حادثة الإفك من سورة النور ؛ والذي تولى كبرهُ رأسُ المنافقين عبدالله بن أبي ابن سلول فيما افتراه على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها المُبرَّأةُ من كل سوء.

الخامسة: أن البهتان أمره خطير جدا يجب الحذر منه لاجتماع الغيبة والكذب فيه ؛ ولذلك سماه ربُّ العزةِ تبارك وتعالى:{إفك}؛ فقال جل جلاله:{سبحانك هذا بهتان عظيم}.

_وعن معاذٍ رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟

#قال:" لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه:.................."
فأوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث وصايا؛ ثم #قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله! ".

_قلت: بلى يا رسول الله.

فأخذ بلسانه #فقال: " كف عليك هذا ".

_قلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟!!

#فقال: " ثكلتك أمك! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟".

? رواه الترمذي بسند صحيح.

_فعلينا عباد الله أن نتقي الله في ألسنتا وأن نحفظ حقوق المسلمين التي جعلها الله لهم من سلامة أعراضهم من السلب وغيرها إلا من ضرورةٍ شرعية ومصلحةٍ راجحةٍ جائت بها نصوص الوحي.

غفر الله لنا ولكم ووقانا وإياكم شر أنفسنا وسيئآت أعمالنا ؛ وأن يعيذنا وإياكم من خطر اللسان وأن نقول في مسلمٍ ماليس فيه.

?كتبه/ #عمرو_آل_شتا_الدمياطي.
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه

?