كثيرة هي المسارات التي تعيد التفكير فيها، وأحداث اليوم لن تنتظر منك إطالة التّفكير وإدمان الخطّة دون خطوة، ولن تُعطيك فرصة إعادة النّظر بعد وقوع الحدث، وعليه؛ إن راجَعتَ سَيرَك، ونَظَرتَ أمرَك فتَوَكَّل، وأتمَم الأمر قبل ألّا يتمّ.

لكلّ أنثى تريد أن تكون أمّ..
أمّ لقادة..
أمّ لأحرار وشهداء..
أمّ لعلماء ورجال..

`
ثغورُ الأمّة اليوم كثيرة.. لكنَّ الأمّةَ تتناوبُ، وكُلٌّ على ثَغره، وسيسألُ اللهُ كلَّ واحدٍ منّا عن الثغرِ الذي مكّنه منه!

«هُنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهُنّ»
«وجعل منها زوجها ليسكن إليها»
«لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»
«خلقكم من نفسٍ واحدةٍ»
«وعاشروهن بالمعروف»
«ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف»

الحياة الزوجية سكن وهدوء ومودة ورحمة، ليست حربا ولا عداوة ولا معركة ولا خصومة ينتظر فيها كل طرف خطأ الآخر، والذي يدخل بهذه النفسية - نفسية الخصم أو المتربص - لا يسعد في حياته ولا يستقيم بيته.

الشيخ عمرو شاهين

روي أنّ عمر بن الخطّاب - رضي اللّه عنه وأرضاه - مرّ بقوم يرمون فاستقبح رميهم.

كان سيّدُنا عمرُ رضي اللّه عنه يكره اللّحن في اللّغةِ كثيرًا (القراءة بخلاف الصّواب)، ورد عنه أنه مرّ يومًا بقوم يرمُون ولا يُصيبون، فقرّعهم ووبّخهم، فأرادوا أن يُسوّغوا له خطأَهم في الرَّمْي، فأخطَؤوا في اللّغة عندما قالوا له: إنّا قومٌ متعلّمين، بدل أن يقولوا: إنّا قوم متعلّمون".
فغضب سيّدُنا عمرُ رضي اللّه عنه وقال: واللّه لَخَطَؤُكم في لسانِكم أشدُّ عليَّ من خطئِكم في رمْيِكم، سمعْتُ رسولَ اللّه صلّى اللّه عليه وسلَّمَ يقولُ: رحم اللّه امرَأً أصْلحَ من لسانه.

#فوائد_لغوية.

ما بين الموت والحياة كلمة كن!
وما بين الحياة والموت طرفة عين!
ولكن؛ ما الذي ستراه حين تفتح عينيك بعد طرفتهما...

بكلمة كُن..
كنتَ أنت وكنتُ أنا..
كنت بإرادتك وقدراتك.. بصبرك وضعفك.. بقدرك ورزقك.. بغفلتك وصحوتك.. بحسناتك وسيئاتك..
كنت وهُديت السّبيل.. إمّا شاكرًا وإمّا كفورًا..
بكلمة كُن..
أصبحت خليفة في الأرض..
حملتَ الأمانة..
تقلّدت الرّاية..
ألم تكُن على الفطرة؟
ألم يسلّمك أبواكَ ويعرّفاك الوجهة؟
إذًا ماذا بعد كُن!

هل ستكون كما أراد لكَ مولاك..
عبدٌ لله، نفسٌ حرّة، تشهد أن لا إله إلا هو..
تشهدها بذرّاتك..
لا رازق إلا هو، لا جبّار إلا هو، لا رحمن إلا هو..
وتشهد أنّ محمّد عبده ورسوله..
أتاكَ بحبل نجاتك.. وكانَ لكَ رحمة مهداة..
هل ستكون على قدر الأمانة التي حملت..!
ستقف عند حدود اللّه..! ستأمر بما أمر وتنهى عمّا نهى..! ستجاهد لتكون كلمة اللّه هي العليا..!
ستصبح قرآنًا يمشي على الأرض..! عونًا على نوائب الدّهر..! جارًا لمن استجار وغوثًا لمن استغاث..!

أم أعاذك اللّه ستترك ثغرك..
وتقعُد دهرك..
تصاحب متعتك وتهجر طاعتك..

ذكّر نفسكَ قبل أن يأتيَ يوم لا ذكرى فيه إلا لمن آمن وكسب في إيمانه خيرًا..
ذكّر نفسك فقد عمّرت ما يتذكّر فيه من تذكّر، وجاءك النذير..

بكلمة كُن..
كُنتَ أنت وكُنت أنا..
وما هي إلا طرفة عين..
وبكلمة كُن..
لن تكون..
ولن أكون..
إلّا ما حفظت عنّا ملائكة وعيون..

عام جديد نحاول أن نكفّر فيه ما مضى ونكون كما توجّب علينا أن نكون!

26/6/2003
26/6/2024