ندعم خيار الشعب السوري ونقف ضد أي شكل من أشكال الاقتتال الداخلي.

بعد سيطرة التهدئة على المشهد الحالي بما في ذلك الجبهة الفلسطينية تبقى الجبهة اليمانية مشتعلة بشكل شبه يومي وأضحت تمثل تهديداً حقيقياً للكيان الإسرائيلي وتجاوزت كونها جبهة إسناد ومشاغلة، بعد عدة محاولات أمريكية - بريطانية - إسرائيلية باءت بالفشل للرد وكبح جماح الحوثيين اعطوا الإسرائيليين الأولوية للدفاع وتحسين قدرات الدفاع الجوي ضد الصواريخ البالستية خصوصاً من اليمن أولاً ثم يفكرون في كيفية الرد على اليمن، وفي خضم هذا التفكير توصلوا لنتيجة مفادها الفشل الحتمي للرد الإسرائيلي وحده دون تنسيقٍ وتعاون مع الأمريكان خصوصاً وأنهم كانوا يعاملون الجبهة اليمانية معاملة التنظيم المسلح مع أنها أقرب لكونها دولة تمتلك مؤسسات وجيش نظامي، على هذا الأساس تم وضع أربعة أهداف رئيسية :
القيادة
البنية التحتية
نظام إنتاج الأسلحة
نظام توريد الأسلحة
ولكن المشكلة الأبرز التي تواجه التحالف الأمريكي - الإسرائيلي هي الضعف الإستخباري تجاه الحوثيين لعدة أسباب أهمها البيئة وصعوبة تجنيد العملاء .

♦️معركة طوفان الاقصى ، مثلت اول تجربة قتالية للمقاومة العراقية ضدَ إسرائيل ، بعدَ ان كانت محصورة بالامريكان فقط ، ورغمّ انّ المقاومة العراقية تتمتعُ بقوة السلاح والعدد
إلا أنها تجنبت الاشتباك بشكل مفتوح واكبر ، لأسباب عدة تتعلق بالحفاظِ على المنجزات الاستراتجية ، فضلاً عن مراعاة الوضعِ الداخلي العراقي الهشِ والمتوتر ، لذلك اي مُقارنة سلبية بين الحوثيين والمقاومة العراقية تهدف الى الانتقاصِ من العراق هيّ مقارنة حمقاء بعيدة عن الواقع ، لانّ كل طرف في محور المقاومة يعملُ بما يُناسب ظروفه ، فاليمن صاحب القدرة العسكرية والحاضنةالشعبية والموقع الجغرافي يختلف كليا عن العراق ، المُحتل من قبل امريكا ، والمُفتقد للحاضنة ِ الشعبية المقاومة ، الازمات الداخلية الخطرة ، كلّ هذهِ الامور تجبر المقاومة على إتخاذ تدابير صحيحة للعملِ المقاوم تمنع الانهيار ، وتؤدي واجبها بوقت واحد في وحدة الساحات وقد نجحت بذلك ، ..

في محاضرة له عام ٢٠٠٩ في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، قال وزير الأمن القومي ورئيس الشاباك الأسبق، ورئيس لجنة الأمن في الكنيست حاليًا، وأحد أعضاء حزب “الليكود” الذي يقوده نتنياهو، آفي ديختر:

“ليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف في العراق، بل وأكثر مما خططنا له وأعددنا في هذا الخصوص. ويجب استحضار ما كنا نريد أن نفعله وننجزه في العراق منذ بداية تدخلنا في الوضع العراقي في بداية عقد السبعينات من القرن العشرين. هدفنا الإستراتيجي كان وما زال عدم السماح لهذا البلد أن يعود إلى ممارسة دور عربي وإقليمي، لأننا أول المتضررين من هذا الدور. لذلك نعمل على إيجاد ضمانة لبقاء العراق خارج دائرة الدول المؤثرة. نحن نتفاوض مع الأمريكان من أجل قطع الطريق أمام عودة العراق ليكون دولة مواجهة مع إسرائيل، والإدارة الأمريكية حريصة على ضمان مصالحنا وعلى توفير هذه الضمانات عبر وسائل مختلفة. المعادلة الحاكمة في حركتنا الإستراتيجية في البيئة العربية تنطلق من مزيد من تقويض حزمة القدرات العربية في دولها الرئيسة، من أجل تحقيق المزيد من الأمن القومي الإسرائيلي. إن العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد متحد، وخيارنا الإستراتيجي الآن ينصب بقوة على إبقائه مجزّءًا، كما أن تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية يشكل أهمية إستراتيجية للأمن الإسرائيلي في المرحلة القادمة”.

تنتشر في وسائل الإعلام وبعض المنصات أخبار تفيد بأن جهات إقليمية ودولية تطالب بحل الحشد الشعبي. وهنا، لا أقول إن هذا الأمر مجرد كذب، بل هو حقيقة، لكنها أقرب الى الوهم المستحيل تحقيقه. هذا الطرح ليس سوى ورقة ضغط وابتزاز سياسي تُستخدم ضد القوى الشيعية الداعمة للحشد الشعبي، تلك القوى التي تواجه خيارًا مصيريًا: إما حل الحشد الشعبي وتفكيك بنيته، أو تذويب فصائل المقاومة وإلغاء قدرتها على تهديد المصالح الأميركية والقوى الإقليمية الأخرى. ومن الواضح أن الهدف الحقيقي من إثارة هذا الملف هو الخيار الثاني، الذي يسعى لإضعاف المقاومة وإنهاء دورها الحيوي تحت غطاء حملات إعلامية وسياسية مدروسة.
الحشد الشعبي ليس مجرد تشكيل عسكري، بل هو قوات رسمية تمثل أطيافًا متعددة من القوى العراقية. حتى الولايات المتحدة، خاصة في ظل غياب قادة يستطيعون توحيد قرار هذه القوات مثل الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، لا تجد حرجًا في تقبل وجود قوة كهذه، بشرط أن تفقد طابعها العقائدي وتتحول الى هيئة شبيهة بالجيش أو الشرطة العراقية.
لكن التهديد الأكبر للحشد الشعبي لا يأتي فقط من الخارج أو من القوى التي تسعى لإضعافه، بل من الداخل. هناك محاولات متعمدة لتذويب هويته العقائدية، مدفوعة بعقدة النقص لدى البعض، الذين يسعون وراء الرتب العسكرية التقليدية، ويطمحون لتغليب الطابع الرسمي البيروقراطي على طبيعته الأصيلة. هذه العقدة، التي تهدف الى استرضاء الشارع أو التشبه بالأجهزة الأمنية الأخرى، تمثل الخطر الحقيقي على الحشد الشعبي.
التحدي الذي يواجه الحشد اليوم ليس مجرد مؤامرة خارجية، بل معركة داخلية تهدد بتحويله من قوة عقائدية تحمي النظام الى مؤسسة تقليدية تفقد روحها وهويتها.

الشخص الجالس بجوار الشهيد المهندس هو أبو مصطفى الشيباني، المعروف لدى الأمريكيين بكونه قائد شبكة الشيباني المتخصصة في تهريب السلاح الى القوى الشيعية المسلحة. هذه الشبكة كانت مسؤولة عن العديد من الهجمات ضد القوات الأمريكية والبريطانية، أبرزها تفجير وقع في يوليو ٢٠٠٥ في البصرة، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود بريطانيين، بالإضافة الى هجمات أخرى. بحلول نهاية عام ٢٠٠٥، أصبح الشيباني أحد القادة الشيعة القلائل الذين تم إدراجهم على قائمة أهم المطلوبين، حيث كان يحتل المرتبة ٢٤ من بين ٤١ شخصاً، ورُصدت مكافأة قدرها ٢٠٠ ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه. لعب الشيباني دوراً بارزاً في تنظيم المجاميع الخاصة، وإرسال أفرادها الى دورات تدريبية. لاحقاً، ساهم مع الشهيد المهندس في تأسيس كتائب حزب الله عام ٢٠٠٧، وأشرف على مئات الهجمات ضد قوات الاحتلال. ورغم الملاحقة المستمرة لشبكته على الحدود واعتقال شقيقه، واصل الشيباني تزويد المجاميع الأخرى بالسلاح.
في يناير ٢٠٠٨، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الشيباني الى جانب عدد من زعماء الفصائل الشيعية في العراق. وفي يوليو من نفس العام، أُدرج اسمه على اللائحة الأمريكية لـ”الكيانات الإرهابية العالمية ذات التصنيف الخاص”.بعد انسحاب القوات الأمريكية، ومع تصاعد أحداث الحرب في سوريا، شارك الشيباني في تأسيس كتائب سيد الشهداء عام ٢٠١٣. وفي عام ٢٠١٤، تم تعيينه مستشاراً أمنياً لوزير الداخلية العراقي، واستمر في هذا المنصب حتى عام ٢٠١٦.
عاد اسم الشيباني الى الواجهة مجدداً مع حادثة اغتيال الشهيد المهندس بضربة المطار في ٢٠٢٠، حيث تم الإعلان عن استشهاد ابن أخيه، محمد الشيباني، الذي كان مرافقاً للمهندس.

لكن يجب أن نعي أن الدماء التي سُفكت، والجهود التي بُذلت، ليست إكرامًا لجهة أو شخص معين، بل هي في المقام الأول تكليف شرعي قبل أن تكون دفاعًا عن أمننا القومي أو إسنادًا لأحد. فمواجهة الكيان الصهيوني هي فريضة، وواجب لا خيار فيه. ولذلك، القضايا التي تناولتها فيما يخص سوريا، لم تمنعني مستقبلًا من الوقوف معهم في كل معركة ضد هذا الكيان الغاصب، بل لم تمنع حتى أولئك الذين وجهوا سهام أقوالهم ضدهم من أن يمدوا يد الدعم لهم.
حتى لو وقف الجولاني اليوم وأعلن بكل شجاعة أنه سيقاوم الكيان، فأنا أول المتطوعين للتشبيح له، وحتى من هم أصحاب القرار، حتى وهم يعلمون أن البندقية قد تُوجه يومًا ضدهم بعد أن تنقض على الكيان، فإنهم سيدعمونه.
علينا أن ننسى، وأن لا نسمح لأنفسنا بأن نشعر أن ما قُدم قد ضاع سدى. بل يجب أن نرفع أصواتنا ضد كل لسانٍ تطاول على الشهداء، ومن بينهم القائد العظيم يحيى السنوار، الذي قاد معركة الطوفان بكل شجاعة. هذا القائد، الذي أدرك أن مصير قضيته كان على المحك، لم يكن ملزمًا بالاستماع الى التحليلات الاستراتيجية التي لا تتجاوز التوقعات الفارغة لما ستؤول إليه المنطقة بعد الطوفان. بل بالعكس، جاء الطوفان ليثبت عجز تلك التحليلات.
إن من يتحمل مسؤولية ما حدث من ضربات وانكسارات هم أولئك الذين سعوا لتقليل تأثير نار الطوفان، تلك النار التي كانت ستحرق الكيان الصهيوني وتُحطم أوهامه. هؤلاء هم الذين يخافون من فخاخ الحروب، ويظنون أن النصر يتحقق فقط على طاولات المفاوضات في جنيف.

سلامًا لروحك، أبا إبراهيم.

الآن وبعد أن تلاشى بعض الغبار عن المشهد السوري، وبعد أن انتقدت بشار الأسد وجيشه منذ اليوم الأول لسقوط مدينة حلب بيد المعارضة، وهو ما لم يعجب الكثيرين، وتحدثت عن سوء إدارته وفشله في إعادة بناء علاقته بشعبه، أستطيع الآن أن أبوح بما في قلبي.
بعض النفايات الذين استفادوا من هذا النظام تجاوزوا كل عطاياه لهم، تحولوا اليوم الى ناشطين في حقوق الإنسان ورعاة للسجناء في صيدنايا.
تجاوزوا كل التضحيات التي قدمها حزب الله، ليصوبوا إليه الاتهامات بالخذلان. وأتوقع أنه لو فني كل حزب الله في معركة “طوفان الأقصى”، لقالوا إنهم قدموا لنا خدمات عظيمة بفنائهم وليس بجهودهم في المعركة.
هؤلاء أثاروا استغراب حتى الصهاينة، إذ بصقوا على اليد التي مدت لهم. تناسوا كل الصواريخ والأسلحة التي أُرسلت إليهم وكل قطرة دم سالت من أجل إيصالها. والآن عادوا ليعلمونا كيفية اختيار الحليف. لا تصدقوهم، هؤلاء ليس لديهم مشكلة مع بشار إن أصبح عميلًا.
هم كاذبون، يدّعون أن بشار قد سجن أحد قياداتهم في صيدنايا، ولكن ألم يسألوا أنفسهم لماذا سُجن؟ هم يعرفون السبب، لكنهم لا يجرؤون على الإفصاح عنه.
هذا القائد الذي يقولون إن بشار قد سجنه، كان النظام السوري يحتضنه ويوفر له الدعم في دمشق. ولكن مع اندلاع الأزمة السورية، اكتشف النظام أن هذا الشخص كان ينقل الأسلحة التي أُعطيت له الى المعارضة السورية!.
هل يعلم أحدكم أن الألغام التي كان يمنحها حزب الله لهم كان الحزب يجدها في جبهات حلب وحمص؟ حزب الله سكت وتغاضى من أجل الدماء التي بذلت في سبيل قضية فلسطين. أما النظام السوري فلم يسكت، وعاقبهم، ولذلك انقلبوا عليه وشنوا ضده أشرس الهجمات.
أنا شخصيًا، لو أعطاني بشار قطعة سلاح لأوجهها نحو الأمريكيين والإسرائيليين، لبررت له كل أفعاله مدى الحياة. لكن إن كانت الدماء لا “تغزر” كما يقول العراقيون، فهل تريدون لقطع السلاح والصواريخ والعبوات أن “تغزر”؟.

هذا الكذب والتدليس، وهذه المبالغات، لم تكن حكرًا على التنظيمات السلفية وحدها، بل امتدت لتشمل الحراكات المدنية، مثل حراك تشرين في العراق وحراك مهسا أميني في إيران. حيث تم توظيف مئات المنصات الإعلامية لبث أخبار زائفة، مثل الترويج لوجود قاسم سليماني برفقة عناصر إيرانية على جسر الجمهورية لقمع المتظاهرين في العراق، وفي إيران تم بث الأكاذيب حول أن القمع يتم على يد ميليشيات عراقية. وقد صادفتُ هذا الادعاء بنفسي في طهران خلال زياراتي بعد تلك الأحداث، عندما طرحه البعض علي شخصيًا.
في أوقات كهذه، يدرك الإنسان الواعي والمتابع للأحداث أنه لا يحتاج الى نفي رسمي من مؤسسة معينة ليتبين له كذب الخبر. فطريقة صياغة الخبر وتناوله المكثف تكشف بوضوح عن زيفه، وتؤكد أن وراءه جهات مشبوهة تسعى لزعزعة الشارع وإثارة الفتن.
ومن المهم أن نفهم أن محاولات التقليل أو تكذيب ما يُسمى “نظرية المؤامرة” هي في حد ذاتها مؤامرة، تُضاف الى مسلسل التضليل والافتراء.

إسرائيل، التي تصف من يحاربها اليوم بالمحور الشيعي، هي بالنسبة لنا العدو الاستراتيجي الذي يهدد أمننا. تمامًا كما تهددنا جماعات أخرى في المنطقة، من “شذاذ الآفاق” الذين يعملون ضد مصالحنا. ونحن لا نرى فيهم سوى أعداء يجب سحقهم، سواء كانوا من هذا الطرف أو ذاك.
لهذا السبب، أؤكد لكم أنني ألتقي معكم في وجه العدو المشترك، إسرائيل. أما بالنسبة لنا، فإن سوريا هي عمقنا الأمني والاستراتيجي، ولن نضحي بها أبدًا، حتى وإن كان ذلك طمعًا في مدح أو ثناء من أحد.

لكن لنكن صرحاء: كيف يمكن أن تدّعي نصرة المقاومة وأنت تدعم المجموعات التي تحرض على محور المقاومة في سوريا وتصب الزيت على نار الطائفية؟ كيف تروج للمقاومة ضد إسرائيل وأنت تساند من قاتلوا جنبًا الى جنب مع داعش والنصرة في سوريا؟ هل من المنطق أن تتعاطف مع من يسعى لتدمير محور المقاومة في المنطقة الذي هو خط الدفاع الأول ضد المشروع الصهيوني؟
الواقع أن هذه اللعبة المزدوجة لا تخدم إلا إسرائيل وأعداء الأمة. فكل كلمة تقال ضد محور المقاومة هي في الحقيقة مساعدة مباشرة للعدو الإسرائيلي، الذي يراقب بشغف هؤلاء الذين يروجون للطائفية ويشعلون الفتن بين المسلمين. البعض من هؤلاء الفلسطينيون الذين يظنون أن دعمهم للمعارضة السورية سيوفر لهم حرية أكبر في نصرة فلسطين، هم في الحقيقة يخدمون أجندات خارجية من حيث لا يعلمون تستهدف تقوية الاحتلال الإسرائيلي وتقسيم الأمة الى دويلات متناحرة.
لن يكون هناك تحرر لفلسطين إلا بوحدة المسلمين، وليس بتشتيتهم في معارك وهمية أو حرب طائفية ضارة. إذا كنت فلسطينيًا وتدعم المعارضة السورية التي تمولها القوى الغربية والصهيونية، فأنت في الحقيقة تعادي المحور الذي يقاتل من أجل فلسطين ويعطي دماءه في سبيل تحريرها. وحين يعلن التاريخ يومًا عن نصر فلسطين، لن تجد مكانًا لأولئك الذين أداروا ظهرهم لمعاداة إسرائيل واستمروا في دعم قوى تدمير الأمة باسم شعارات زائفة.