تقديم المحتوى قد يُكسبك مالاً ومتابعين ومشاهدات وشهرة وقد يكسبك سيئات أيضًا إن كان ما تقدمه في غير ما يرضي الله.

ذنوب الهوى..

تَنْسَاقُ نَفْـسِــيَ حَيْثُ القَلْبَ يُرغِمُنِي
والقَلْبُ بالذنـبِ مَوقُــوفٌ عَلَى وَهَنِ.

بِالأَمْـــــــــــسِ أَرفُضُهُ واليَــومَ أَقْبَلُهُ
بِالأَمْسِ آمُـــــرُهُ واليَـــــــوْمَ يَأمُرُنِي.

لَقَّــــــــنْتَهُ الصَّــــــبْرَ أيّــامًــا أهَذِّبُهُ
فَصَــــــــدَّنِي وَكَــــأنَّ الصَّبْرَ لَمْ يَكُنِ

ثُمَّ اعْتَلَى... مَوْجَــةَ الأَهْواءِ مُــنْشَغِلًا
والذَّنْـبُ قَدْ بَاتَ حَــــدَّ العَيْنِ والأُذِنِ

أَحْيَـــــــيْتُ لَيْلِيَ بالعِصْـــيَانِ مُفْتَتِنًا
دُونَ اكْتِــــرَاثٍ بِـمَا في الآَيِ والسُّنَنِ.

مَاصُـــــــمْتُ يَـومًا ولا صَلّيتُ مُتَّعِظًا
فَضَــــاعِتِ النَّفْـسُ بَيْنَ اللَّهْوِ والدَّدَنِ

مَا فَاءَ يــومٌ و فِـيهِ الصَّــدْرُ مُنْشَرِحٌ
ولا خَــــلَا اللَــيْلُ مِنْ هَمٍّ ومِنْ حَزَنِ

وَلا تَــــذَكَرّتُ قَــبْرًا سَـــــوفَ أَسْكُنُهُ
أَوَانَ تُــــسْتَـبْدَلُ الأَثْــــــوابُ بِالكَفَنِ

وكلُّ نفــسٍ لِأُخْــــراهَا تُعِدُّ …فَــمَا؟؟
أَعْدَدْتِ يا نَــــفْسُ غَيرَ الإثمِ والفِتَنِ

وَالمـَـــــوتُ كَأْسٌ وَكُلَّ الخَلْقِ وَارِدَةٌ
يَاوَيـــحَ قَلْــــبٍ بسُوءِ الفِعْلِ مُرتَهِنِ.

مَاذَا إِذَا بِتُّ يا نَفْـسِي عـَلى أَمَـــلٍ؟؟
فِي بَسـْـــطَةٍ مَــعَ خِـلٍّ كَانَ يؤنِسِنِي.

لَكِـــــــنَّهُ القَدَرُ الحَــــتْمِيُّ شَاءَ بـِــأَنْ
أََسْتَوْدِعُ الأَهْلَ والأَحْـبَابَ في وَطَنِي

وتَصْـــــــــعَدُ الرُّوحُ مِعــرَاجًا لِبَارِئِها
وأَدْمـُــعُ الأَهْـــــلِ بَحْرٌ كادَ يُغْرِقُنِي.

ويُصْــبِحُ الكَـفْنُ لي ثَوْبًا فَوَا أسَفٍ
عَلى رَحِـــــــــيلٍ بلَا زَادٍ ولا مُؤَنِ

وذَاكَ يَـومٌ عظِـيمُ الهَــــوْلِ مُضْطَرِبٌ
وَفِيهِ نَلْـــــقَى العَـزِيزُ الحَقُّ ذُو المِنَنِ

مَاذا أقُــــــــــــــولُ إذَا قَابَلْتُـهُ فَزِعًا؟
والذَّنْـبُ في عُنُـــقِي أفْــعًى تُطُوِّقِنِي

لا والِدٌ سَـوْفَ يُنْهي غُـــــصَّـةً خَنَقَتْ
ولا خَلِــيلٌ أَرَاهُ اليَــــــــومَ يَنْـــفَعُنِي.

يانَفْـسُ هُبِّي إلى الرَّحْمَانِ واعتَصِمِي
وعَانِـقِي اللَّيْلَ بالقُــــــرْآنِ لا الوَسَـنِ.

واسْتَغْــــفِري اللَّهَ مِـن إِثْمٍ يُــرَاوِدِنِي
وَاْسْتَلْطِفِي صُحٔـبَة الأخَـيَارِ في عَدَنِ

يا خَالِقَ الإِنْــسَ مِنْ طِينٍ ومِـن عَلَقٍ
يَا عـَــــالمًا بِخَــــــــفَايَا السِرِّ و العَلَنِ.

اُمْـــنُنْ عَـــليَّ بِصَفْحٍ مِــنْكَ يا سَنَدي
أمْــــــحُو بِهِ زَلَّةً مِنْ سَـابِقِ الزَّمَــــنِ

مَنْ ذا الذي يَغْـــفِرُ الزَلاّتِ إن كُتِبَتْ؟
وَمَن سِواكَ إلَـــــهِي سَوفَ يَرحَمُنِي؟

والحَـمدُ للهِ في ضيقٍ وفي سِــــــعةٍ
والشُّكرُ للِّهِ في صَـــــــفْوٍ وفي شَجَنِ

ثُمَّ الصَّـــــلَاةُ عَلى العَــــدنَانِ سَيِّدِنَا
ماضَاءَ نَــجْمٌ عَلى الأريَـــافِ والمُدُنِ

عبد الحفيظ زكري

لحظة الوداع الوحيدة التي تكون جميلة، هي أن تودع ذنوبك وتودع تلك المعاصي التي كنت منغمس فيها، تلك المعاصي التي لطالما أفسد أوقاتك، ونغصت حياتك، وأربكت فكرك، وأضرت قلبك.

فأجمل لحظات الوداع أن يودع المرء ذنبا كان عليهِ مقيما ومعصية كان فيها منهمكًا ويُقبل على الله بتوبة نصوحٍ صادقة تجبّ ما قبلها وتمحي ما سلف، توبة تفرّ بها من الاكتئاب والحزن والوجع والندم المستمر والتحسّر والوحشة وضيق الصدر وظلمة القلب، إلى نور القلب وطمأنينته وانشراح الصدر وطيب الحياة والراحة البال.

مواقع التواصل اليوم فتحت أعين البعض ومكَّنتهم من التعليق على كلِّ شيء وأعطتهم حريةً لم يكونوا لينالولها لولاها، فتراهم ينتقدون أيّ موضوع، فتجد البعض خبيرًا سياسيا وهو لا يدرك من السياسة غير اسمها، وتجد البعض قد أصبح مفتيًا وفاهمًا في أمور الدِّين وهو لا يعرف الفرق بين فرض العين وفرض الكفاية، يتجرأ على الدِّين بجهله فيتيه ويُتيه معه النَّاس، وهناك من يلبس ثوب المحلل الرياضي وهو لا يعرف في الرياضة سوى أسماء الرياضات، وتجد من أصبح مدربا في تنمية شيءٍ ما ويسلب النَّاس أموالهم وهو لم ينمي ويهذب حتّى نفسه، وهناك من أصبح كاتبا وهو لم يقرأ كتابا...

الكلُّ تخصص وأمسك القلم وأخرج المنتقد الذي بداخله، وظن أنّه يمكنه التعليق على كلّ شيء وابداء رأيه في كل نازلة. فالله المستعان وإليه المشتكى...

في تعظيم حق الله عز وجل...

في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل تصدَّق، أخفى حتى لا تعلم شمالُه ما تنفق يمينُه» [متفق عليه].

لم يعلِّق الفضل العظيم على قدر الصدقة فيقول: (من تصدق بألف دينار) مثلاً.

ولم يعلِّقه بعظيم أثرها فيقول: (من تصدق على إنسان في مخمصة فأخرجه من مقاربة الموت إلى الحياة).

وهذان أمران يتعلق بهما الفضل في نصوص أخرى؛ ولكن في هذا النص علَّق الفضل على الإخفاء، الدال على قوة الإخلاص فحسب.

يعني وإن كانت الصدقة قليلة -على أن الناس يراءون بالمستكثَر في الغالب- وإن كان أثرها ليس بذاك؛ لكن قوة الإخلاص جعلت الثواب يبلغ ما بلغ، فحقُّ الله عز وجل فوق كل شيء.

قال تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين}.

وفي الصحيحين والمسند واللفظ له: «إن العبد إذا تصدق من طيِّب، تقبَّلها الله منه، وأخذها بيمينه، وربَّاها كما يُربِّي أحدكم مهرَه أو فصيلَه، وإن الرجل ليتصدق باللقمة، فتربو في يد الله -أو قال: في كف الله- حتى تكون مثل الجبل، فتصدقوا».

فهذه صدقة قليلة «لقمة» عظَّمها الإخلاص (حق الله) حتى صارت مثل الجبل أو أعظم، كما في رواية أخرى.

هذا معنى يدركه أهل الإيمان ويغفل عنه غيرهم، فتأمَّله.

‏وما كلُّ ما تُحِسُّـهُ واضِحًا في نَفْسكَ تسْتَطيعُ أن تُحسنَ الإبانَةَ عنهُ، ورحم اللّهُ إمامَنا الشّافعي؛ فقد قال عندما سُئِل عن مسْألةٍ: إنّي لأجدُ بيانَها في قلبي، ولكن ليس ينْطلقُ بها لِساني!.

محمود محمد شاكر.

أحاديث يحتاجها المتعالج من الإدمان ?