الفيلسوف الجديد

Description
الفيلسوف الجديد: من أجل إجتهادٍ فلسفي.


- مقالات
- أبحاث
- دراسات
- كتب فلسفيّة



للتواصل معي
@dan_mh

للكتب والمصادر الفلسفية
@philosophybookss

باروخ سبينوزا
@spinoza_2021

نيتشه
@Nietzsche1

كامو
@Camus_Al

دليل قنواتنا
@audiobooks_new
We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 2 weeks ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 1 month, 2 weeks ago

- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 2 months, 1 week ago

1 week, 4 days ago

هل تورطت مثلي وقررت قراءة كتاب " رسالة منطقية فلسفية " اسمح لي ان احدثك عن معاناتي ، في منتصف السبعينيات يقع بيدي كتاب بعنوان " لدفيج فتجنشتين " تاليف عزمي إسلام ، وهو الكتاب رقم " 19 " في سلسلة نوابغ الفكر الغربي التي كانت تصدر عن دار المعارف المصرية آنذاك . كان الاسم غريبا ومثيرا في نفس الوقت ، دفعني الفضول لاقتناء الكتاب ، وعندما وصلت الى البيت كنت متلهفا لمعرفة اسرار المدعو " فتجنشتين " ، في ذلك الوقت أدرجت لنفسي ، نظاما للقراءة كانت كتب الفلسفة جزء من هذا النظام ، اغوص في تاريخ اصحابها ، اتمتع بما يتيسر لي فهمه ، واصارع احيانا كتباً ملغزة بالمصطلحات ، وكنت أجد بعض الاصدقاء لا يقرأون كتب الفلسفة ، لأنها مملة حسب تعبيرهم ، لا يمكن متابعة قراءتها ، وتتعارض لغتها مع متعة القراءة التي يبحثون عنها ، في بعض الاحيان اوافقهم الرأي ، خصوصا عندما اجد نفسي مع كتب محيرة مثل هذا الكتاب الذي يخبرني مؤلفه عزمي إسلام ان صاحبنا " فتجنشتين " من جماعة الفلسفة للفلسفة ، وليس للفضوليين من امثالي ، فقد كان يصر على ان عمل الفيلسوف هو أن يكون فيلسوفا للفيلسوف . كانت هذه الجمل اشبه بالاحجية بالنسبة لي ، بعدها يوصيني مؤلف الكتاب ان اكون حذرا وانا ادخل عالم فيتغنشتاين الغريب الاطوار الذي ترك مدينته بعد ان تأثر عميقا بكتابات تولستوي عن الاخلاق والدين ، فقرر السكن في الريف .

#فتغنشتاين

1 week, 4 days ago

ويكتب رسل في يومياته:" فتغنشتاين على حافة انهيار عصبي، وليس بعيدا عن الانتحار " .
كتب اول مؤلفاته في دفتر صغير ، وسط ضجيج الآلات والتعب وتقلبات الجو ، كانت غايته من الكتاب هو ايجاد حلاً لمشكلته مع الفلسفة ، التي أصرّ على ان الجوهري فيه هو علاقة اللغة بحل مسائل الفلسفة والمنطق ، فالجمل المجردة من المعنى وحدها تصف وقائع واحداثا تجري في العالم ، لكن على اي شيء يتركز العالم ذاته ، نسيجا وحضورا هذا هو ما يبقى التعبير عنه مستحيلا : " اذا كان لابدّ من ان أجيب على سؤال ما الأخضر الذي يطرحه شخص لا يعرف عن الأخضر شيئا فلا يمكنني الا ان اقول ، هو هذا وانا أشير الى شيء اخضر بامكاننا ان نشير بالبنان الى هذا الواقع الخارج عن اللغة وان نبرهنه لكننا لا نستطيع التعبير عنه " . يُسمي فيتغنشتاين هذا الواقع بالمجازي ، والخطأ الأكبر شيوعاً هو ارادة التعبير عن هذا المجازي الذي لا يوصف، لذا يضع مقابل هذا الوهم قاعدة تقول : " ينبغي اخفاء ما لانستطيع قوله" .
اعطى اندلاع الحرب العالمية الاولى في العام 1914 فتغنشتاين منفذا لرغبته في الموت ، لقد تطوع بسرعة في الجيش ، على الرغم من وضعه الصحي ، وتراه يكتب بعد سنوات : " ذهبت الى الحرب على امل ان يحميني الموت في المعارك من فكرة الانتحار " ، شارك في الحرب بكل قواه ، وكان من المرشحين لنيل الاوسمة عدة مرات ، ونراه يمجد الحرب في قصيدة قصيرة ، ويرسل الى استاذه برتراند رسل ، رسالة يسخر فيها من دعواته للسلم ، لكن نراه يكتب بعد سنوات :" وجدت نفسي مثل العديد
في الأسر ينتهي من كتابه الأطروحة ، وبعد اطلاق سراحه عام 1919 يعود الى اسرته في فيينا ، محملا بافكا شوبنهور المحبطة ، أمضى ست سنوات في وظيفة معلم القرية ، قطعها عام 1926 بشكل مفاجىء ، ليعود الى فيينا حيث احتفت به " الجمعية الفلسفية في فيينا " التي اعتبرت كتابه " الاطروحة " لوحاً فلسفيا مقدسا ، وكان اعضاء الجمعية ينتظرون بشغف حضور فيلسوفهم الكبير ، لكنه خيّب املهم حيث ذهب ليعمل بستانياً في احد الاديرة قرب فيينا ، كان يفكر بالالتحاق بالرهبان ، لكن رئيس الدير رفض طلبه ، لشكوكه بتصرفات فتغنشتاين التي كان يراى انها غربية وبعيدة عن الدين ، عام 1929 تقرر جامعة كمبردج اعادته اليها ، هناك استطاع بسهولة ان يؤثر باساتذته من جديد وقد وصف رسل الاطروحة بانها عمل شخص عبقري ، ومع حصوله على شهادة الدكتوراه حصل على منحة محاضر ، ظل فتغنشتاين في كمبريدج حتى عام 1936 ثم رحل الى النرويج حيث تفرغ لمدة عام في تاليف كتابه " ابحاث فلسفية " ثم عاد الى كمبردج ليخلف الفيلسوف مور على كرسي الفلسفة ، ولما نشبت الحرب العالمية الثانية شارك فيها فعمل في احد المعامل الطبية ، وعاوده القلق من جديد لنراه يعتزل كرسي الفلسفة عام 1947 ليستقر في مزرعة بالريف الايرلندي حيث عاش في وحدة تامة ، وهناك اكمل الجزء الثاني من كتابه ابحاث فلسفية.
مرض فتغنشتاين في تلك الفترة مرضا شديدا ، وتبين عام 1949 انه كان يعاني من مرض السرطان ليتوفى في 29 ايار عام 1951 وكان اخر عبارة قالها لممرضته :" قولي لهم انني قد عشت حياة رائعة ".
لماذا العودة الى فيلسوف صعب مثل فتغنشتاين ؟ ونحن نريد من الفلسفة ان تحُسن تفكيرنا في الحياة ، لان الفلسفة نفسها لم تتمكن من تجاوزه برغم صعوبة كتاباته ، حيث تستعد بريطانيا لاقامة ندوة فلسفية عالمية عنه ، فيما تفتتح فيينا معرضا عن اعماله وحياته ، في الوقت الذي ستصدر فيه عدد من الجامعات طبعة جديدة من كتابه " رسالة منطقية فلسفية " . كانت الرسالة قد نشرت للمرة الاولى باللغة الالمانية في المجلة الفلسفية ، لكنها لم تلق الاهتمام إلا ان قام برتراند رسل بتكليف بعض طلبته بترجمتها الى الانكليزية لتصدر في كتاب ، كتب المقدمة له رسل شرح فيها فلسفة فتغنشتاين مع تسليط الضوء على المصطلحات التي ضمتها الرسالة .. هكذا يعود فتغنشتاين من جديد ، ويتم تسليط الضوء على مهمة الفلسفة التي كان يراها على قدر من التعقيد يكفي لايقاع الحيرة والارتباك ما لم توجد بعض الخيوط التي يمكن تعقبها خلال متاهة الوجود البشري ، إن مراجعة للتاريخ الطبيعي للانسان يكشف لنا عما هو الانسان اليوم .
يوصينا فتغنشتاين ان نقترب من الفلسفة ليس من اجل ايجاد اجابة للاسئلة التي تشغلنا ، بل من أجل الأسئلة نفسها ، لأن هذه الأسئلة توسع تصورنا لما هو ممكن ، وتثري خيالنا الفكري .
.في نهاية المناقشة ستوصي اللجنة في تقريرها الموقع من قبل برتراند رسل وجورج مور بان اطروحة الدكتوره المقدمة من السيد فنغشتاين هي من صُنع عبقري " .

1 week, 4 days ago

هل تورطت بقراءة هذا الكتاب ؟
علي حسين

" لا تهتما كثيراً ، اعلم انكما لن تفهما " بهذه الجملة انتهى في الثامن عشر من تموز 1929 في كامبريدج في انكلترا ، فحص الدكتوراه الشفهي الأكثر غرابة في تاريخ الفلسفة ، حيث وقف امام لجنة المناقشة التي تألفت من برتراند لرسل وجورج مور ، رجل في الاربعين من عمره ترك ثروة عائلته وامضى سنوات يعمل مدرسا في مدرسة ابتدائيةة كان يدعى لودفيغ فنغشتاين ، ولم يكن غريبا على الجامعة ، حيث كان من قبل يدرس على يد برتراند رسل ، وكان معروفا بين الطلبة بحدة ذكاءه وعبقريته .
كان فيتغنشتاين يطرح دائما سؤال : أي جدوى لدراسة الفلسفة ؟ " ويجد ان الفلسفة تتحول الى عبء عندما تمكنك من الحديث :" عن بعض المسائل العويصة في المنطق .. وإذا لم تُحَسن تفكيرك في المسائل الهامة للحياة اليومية " – الاستشارة الفلسفية ترجمة عادل مصطفى – .
العام 1922 يصدر فيتغنشتاين كتابه " رسالة منطقية فلسفية " ، قال لاحد اصدقاءه :" إن ما لا نستطيع التحدث عنه ينبغي ان نتركه للصمت ، وسنجده يغادر انكلترا ليعود الى مدينته فينا ، وخلال السنوات الفاصلة بين الحرب العالمية الاولى والثانية مارس العديد من الاعمال ، ولم يصغ لنداءات تلامذته للعودة الى الفلسفة ، حيث واجه بقرار مفاجئ وهو رغبته بأن يصبح معلماً في إحدى المدارس الابتدائية ، بعد ان قرر ان يمنح نصيبه الكبير من ثروة والده المتوفى الى اشقائه ، ولم يكن برتراند رسل معجبا بهذا الزهد والتخلي عن الثروة وقد قال له :" مليونير ويعمل معلما في قرية ، بالتاكيد مثل هذا الشخص اما منحرف او أحمق " . " اعتقد فيتغنشتاين بعد ان اصدر كتابه " رسالة منطقية للفلسفة " – ترجمه الى العربية عزمي اسلام – ان المشكلات الكبرى في الفلسفة قد حلت حيث كتب في مقدمة كتابه :" إن الافكار التي سيقت هنا يستحيل الشك في صدقها ، ولذا فإنني اعتقد ان كل ما هو اساسي في مشكلات الفلسفة قد تم حله نهائيا " . ولانه كان امينا مع نفسه فقد اكتشف عام 1929 خطأ بعض تصوراته وان عليه ان يعيد النظر في موقفه الفلسفي وان يبدأ من جديد وهذا ما فعله ، فقد عاد مرة اخرى الى كمبردج ليمارس عمله الفلسفي من جديد ، وهذه المرة سيكون مزودا بسؤال جديد عن الفلسفة واللغة ، معلنا ان السنوات التي قضاها في تدريس الاطفال منحته تصور جديد للفلسفة ، ولهذا نجده في كتابه " تحقيقات فلسفية " – ترجمه عبد الرزاق بنور – يكتشف ان افكاره في الرسالة المنطقية كانت افكارا خاطئة :" لقد اتيحت لي منذ اربع سنوات مضت ان اعيد قراءة كتابي الاول ) رسالة منطقية فلسفية ) لكي اشرح ما فيه من افكار الى شخص ما . وقد بدا لي فجأة انني يجب ان اطبع هذه الافكار القديمة والافكار الجديدة معا ، لأن هذه الافكار الاخيرة لا يمكن فهمها فهما صحيحا إلا إذا تمت المقابلة بينها وبين طريقتي القديمة في التفكير .. فمنذ ان بدأت اعود للاشتغال بالفلسفة مرة ثانية ، اضطررت ان اتبين أخطاء جسيمة فيما كتبته في الكتاب الاول " – لدفيج فتجنشتين تاليف عزمي اسلام –
يعود فنغشتاين ولكن هذه المرة ليطالب الفلاسفة نسيان تاريخ الفلسفة والالتفات الى الاشكال المعقدة لحياتنا من اجل ان يدركو ما هو الانسان ؟
كان فيتغنشتاين يتذكر دوما مقولة نيتشه: "أصل نفسك حربا لا هوادة فيها ولا تهتم بالخسائر والأرباح، فهذا من شأن الحقيقة لا من شأنك أنت. وإذا أردت الراحة فاعتقد وإن أردت أن تكون من حواريي الحقيقة فاسأل".
ولد لودفيغ فتغنشتاين في فيينا عام 1889 لعائلة تعشق الموسيقى ، كان بيتهم الكبير يضم سبع آلات بيانو ، جميع افراد العائلة عازفون مهرة ، ومن اجل شقيقه الاكبر سوف يؤلف الموسيقي الشهير موريس رافيل مقطوعته الشهيرة " بوليرو " ، وكان الموسيقار براهامز صديقا حميما لوالده مثله مثل العديد من الرسامين والموسيقيين والادباء ، الذين كان يعج بهم القصر كل مساء ، الاب كارل ثري جدا ، صاحب مصاهر للحديد
في الرابعة عشرة من عمره اخترع ماكنة خياطة تعمل بطريقة الدواليب ، كان احد زملائه في الصف واسمه ادلوف هتلر ، معجباً بأفكاره العلمية وطموحاته وذات يوم قال له : " أتمنى ان نصنع انا وانت سلاحا خارقا " ، بعد سنوات سيتذكر هذا التلميذ وهو يشاهده يخطب بالملايين ويعلن الحرب على اوروبا. في سن العشرين باشر دراساته في مجال الهندسة ، وسافر الى مانشستر ليدرس هندسة الطيران ، فبدأت الرياضيات تستهويه ، كما ستستهويه بعد حين مسائل المنطق والفلسفة ، وسوف يتابع في كمبردج دروس برتراند رسل ، تحول بعدهانحو الفلسفة ، فاقم الصراع مع والده الذي كان يجد فيها مهنة غير مفيدة للعائلة ، الامر الذي زاد من مرض العصاب الذي كان يلم به بين الحين والآخر ، وذات يوم سأل رسل تلميذه فتغنشتين عندما رآه بحالة دائمة من القلق : " هل تفكر بالمنطق ام بخطاياتك " ؟ وأجابه بكليهما عندها اصبح رسل قلقاً على تلميذه الذي كان يرى فيه خليفته له ، من ان يتجه نحو الجنون ،

2 months, 3 weeks ago

- المجلة : لقد اشتغلتَ كثيرا على مفهوم "المرونة". كيف يُمكن لعلاقة الأطفال بالعالم أن تتطور ، خصوصا إذا كانوا يفتقدون إلى أسس تابثة من أجل تكوين أنفسهم؟

- بوريس سيرولنيك : كل طفل يُطَوِّرُ أنواعا من التصرفات، تحت تأثير إكراه مزدوج. فنزوته الجينية تجعله يتجه نحو الآخر، غير أن استجابة الآخر هي التي تسند تطوره. إذا كان المسند ثابتا، عندما يطرأ حادث، فإن الطفل يتأقلم معه ويرد عليه بالاعتماد على قائمة التصرفات المكتسبة سابقا. عكس ذلك، فإن الأطفال الذين واجهوا صعوبات أعاقت تطورهم، يكونون غالبا منطوين على أنفسهم ومتمركزين. فهم يُطورون القليل من التعاطف. علاقتهم بالعالم محدودة.

تُوجد خدعة، معروفة لكن بليغة، تعرض الوضعية التالية : شخص بالغ يقوم بإعادة تركيب لعبة آلية - علما أن المُخْتَبِر قد تدبر أمره مسبقا حتى لا تعمل اللعبة. ماذا نلاحظ حين يبدأ الشخص البالغ بالتظاهر بالبكاء؟ أمام دموعه المُصطنعة تفاعل أغلب الأطفال من خلال ملاطفته، أو من خلال السعي أن تُصلَح اللعبة. بعض الأطفال ظلوا غير مُكترثين. أخيرا بعضهم قام بضربه! ذلك أن الطفل يُفسر أيضا العالم وفقا لنوع تَعَلُّقِه.

في الدراسات التي أُجريت حول التعلق، نعتقد أن الكائن يتطور بشكل مستمر من المهد إلى اللحد. ما نقوم بمَفْهَمَتِه تحت مصطلح المرونة هو عكس الحتمية المُقَدَّرة. قد يكون مصير علاقة أولى الفشل. لكن إذا كان الطفل يتوفر على العديد من أشكال التعلق (أجداد، مُدرسين، مؤسسات)، فإنه يجد مَسَاند أخرى للتطور. وبالتالي فإن علاقة جديدة بالعالم تنبثق وتُعبر عن نفسها.

Sciences humaines, HS, la psychlogie de l'enfant en 30 questions
(ترجمة يوسف اسحيردة)

2 months, 3 weeks ago

ومع ذلك، فإن دمج الإرادة في قصة «الظل، الظلام» يعني أيضًا تعديلًا مفهوميًا. في فلسفة شوبنهاور، فإن الكشف عن وجود الإرادة لا يعني اختفاء الذات بشكل فوري. بل على العكس، يطلب المفكر الألماني، كأسمى مهمة أخلاقية، إنكار الذات بهدف إلغاء الإرادة، كوسيلة وحيدة لتهدئة رغباتها وبالتالي إنهاء المعاناة التي تعبر، بشكل عالمي، الحياة البشرية. ولكن، بمجرد إلغاء الإرادة، يُحذف العالم أيضًا. بكلمات شوبنهاور: «نعترف أن ما يبقى بعد الإلغاء الكامل للإرادة ليس […] سوى العدم. ولكن من الصحيح أيضًا أنه لأولئك الذين تحولت إرادتهم وتم إنكارها، فإن عالمنا هذا بكل شموسه ومجراته لا يعني أيضًا شيئًا سوى… العدم».

إن تعديل الإرادة، التي تحولت الآن إلى ظلام، يشير إلى أنه، بينما يقود اكتشاف شوبنهاور الإرادة الأصلية التي تحرك كل كائن إلى طلب نفيها — وهو النفي الذي، بمجرد تحقيقه، يقضي على العالم المعطى للذات — فإن في أدب ليغوتي، يؤدي اكتشاف وجود الظلام الذي تختبره الشخصيات، والذين في النهاية يغمرهم تمامًا هذا الكائن، إلى التأكيد، بشكل متناقض، على الطابع الوهمي لذاتهم. مع شوبنهاور، يُلغى العالم عندما تُمحى الإرادة من خلال النفي الجذري لرغبات الذات؛ أما مع ليغوتي، فإن العكس يحدث، ويُعدل الأمر: يتم القضاء على الذات عندما تظهر لاواقعيتها الأنطولوجية، بعد أن يتم اكتشاف الظلام وُيختبر، بطريقة فورية، من خلال الأعضاء الحسية. ليس أمام شخصيات «الظل، الظلام» إلا أن تتصرف، كخبرات بلا ذات، وفقًا للأوامر البيولوجية للكائن العضوي، مُحَكَّمة من قِبل دُمية خيطية، التي هي، في النهاية، ليست أكثر من قوة عمياء تتسع بلا تراجع.

هكذا، لا ينشأ الرعب في أدب ليغوتي من استحضار أحداث تاريخية كارثية، قادرة على تدمير معنى الحضارة نفسها، ولا من الإشارة إلى الأفعال العنيفة والشريرة لشخصيات معينة، كما أنه لا يكمن في وجود الوحوش اللاإنسانية، بل ينشأ من اكتشاف حقائق تشكل العالم والحياة البشرية أمامها والتي لا مفر منها. هذا الاكتشاف، في «الظل، الظلام»، يُسمى الكابوس المطلق: «تلك الظلمة اللامتناهية والآخذة في النمو التي كانت انتصارها الوحيد والأخير هو الاستمرار في الوجود […]، وهي جسد لا نهائي من الظلام الذي ينشط نفسه ويغذيه بنفسه بنجاح أبدي […]. لم يستطع غروسفوغل مقاومته أو خيانته، على الرغم من أنها كانت كابوسًا مطلقًا، الكابوس الفيزيائي-الميتافيزيقي النهائي».

2 months, 3 weeks ago

لا فنان ولا مبدع من أي نوع، بل مجرد كتلة من اللحم، وشبكة من الأنسجة والعظام وما إلى ذلك، تعاني من آلام اضطراب في الجهاز الهضمي، وأن أي شيء لا ينبع من هذه الحقائق، خاصة إنتاج الأعمال الفنية، هو غير واقعي وعميقًا وخاطئًا. وفي الوقت نفسه، كنت أيضًا واعيًا بالقوة التي كانت وراء رغبتي القوية في أن أفعل شيئًا وأكون شيئًا، وبالتحديد، رغبتي في خلق أعمال فنية زائفة وغير واقعية. بمعنى آخر، أصبحت واعيًا بما كان في الواقع يُحرك جسدي. […] لقد تحقق هذا الوعي بالقوة التي كانت تُحرك جسدي ورغباته عبر الوسيلة الوحيدة الممكنة: عبر الجسد نفسه وأعضائه الحسية. هذه هي الطريقة الدقيقة التي يعمل بها عالم الأجسام غير البشرية دائمًا، ويفعل ذلك بشكل أفضل بكثير من عالم الأجسام البشرية، الذي دائمًا ما تعترضه كل تلك الخرافات التي نخترعها عن وجود عقول وأرواح وذوات».

فيما بعد، في السرد، يتم اكتشاف أن القوة المحركة، الظلام الذي يعبر كل شيء، هو سبب الإيمان بالذات: حيلة نشأت بالصدفة من جراء أفعال هذه الكائنات التي تستخدم جميع الأجسام لتكثيف نفسها. الإيمان بالذات يعتمد، بدوره، على العمل الفني النهائي الذي تخلقه الظلمة: الكلمات. تماشيًا مع الأطروحة المتشائمة حول واقع القوة المحركة ولامعقولية ما يُفعّل بها، يُعبّر في هذه القصة عن أن الذوات ليست حقائق في العالم، بل هي ستائر وأقنعة وأقنعة للظلام، «الذي هو داخل كل شيء ويغزو الأشياء من أعماقها… ظلام لا يُقهَر بلا جوهر […] الذي يحرك جميع الأشياء في هذا العالم، بما في ذلك تلك الأشياء التي نسميها أجسادنا».

أمام اكتشاف وجود الظلام، الذي يصبح تدريجيًا حاضرًا في مجموعة الفنانين والمثقفين الذين زاروا كرامبتون، يُكرر أحد هؤلاء الشخصيات، مؤلف المعاهدة الغريبة: «تحقيق في المؤامرة ضد النوع البشري» — وهو عنوان وهمي سيستخدمه ليغوتي لتسمية مقاله الشهير— أنه في دراساته، وجد استنتاجات تتفق مع تجارب غروسفوغل. يشرح هذا الشخص قائلاً:

«بسبب وجود الكلمات، نظن أن هناك عقلًا، وأن نوعًا من الروح أو الذات موجود. هذه هي ببساطة واحدة من طبقات التغطية اللانهائية. لا يوجد عقل كان قادرًا على كتابة 'تحقيق في المؤامرة ضد النوع البشري'… لا يوجد عقل يمكنه كتابة مثل هذا الكتاب، ولا عقل يمكنه قراءته. لا يوجد أحد على الإطلاق يمكنه قول أي شيء عن هذه الحقيقة الأساسية للوجود، ولا أحد يمكنه أن يخون هذه الحقيقة. ولا يوجد أحد يمكن التواصل معه».

هنا، نجد تأكيدًا ذا طابع إلغائي يعتمد على وجود الكائن المسمى بالظل، الظلام. يتكون هذا التأكيد من تسليط الضوء على لامعقولية الذات، وإلغاء وجودها، إذ لا يوجد عقل إلا كستار للقوة المحركة التي تتماشى مع مفهوم الإرادة في فلسفة شوبنهاور. إن غياب الذات الأنطولوجي، وهي أطروحة على الأقل متناقضة، والتي يعدها بعض الفلاسفة أمرًا لا يمكن التفكير فيه، تؤدي، في القصة، إلى وجود مستحيل لكتاب، من جهة، قادر على توضيح جوانب أساسية ومرعبة من الواقع، ومن جهة أخرى، لا يمكن أن يكون قد كُتب قط، لأن أحد هذه الجوانب هو أن الذوات التي كان يمكن أن تكتب هذا الكتاب هي مجرد أحلام وتفاهات تفتقر إلى التماسك.

وقد شرح الناقد الثقافي مارك فيشر أن «إحساس الرعب ينشأ إذا كان هناك وجود حيث لا ينبغي أن يكون هناك شيء، أو إذا لم يكن هناك وجود حيث يجب أن يكون هناك شيء». وفي هذا السياق، يظهر وجود الذات كوجود مخيف لأن القوة المحركة، الظلام، هي الوحيدة التي تمكن من ظهورها. لن تكون العقول هناك لو لم يكن النظام الطبيعي قد احتله الظلام. دون فعل هذه الكائنات، لن تظهر الذوات حتى كخرافات، حيث إنها «الظل الذي يغزو كل شيء (ويجعل الأشياء ما لم تكن لتكونه) والظلام الذي يحرك كل شيء (ويجعل الأشياء تفعل ما لم تكن لتفعله)».

بناءً على ما تم تطويره أعلاه، يمكن القول إن الإرادة، المرتبطة بفلسفة شوبنهاور، وكذلك الظلال، الظلام، المرتبطة بأدب ليغوتي، تتطابق للأسباب التالية: كلاً من الإرادة والظلام هما قوى بدائية تفتقر إلى غاية أو هدف يتجاوز تأكيدها البسيط؛ قوة هذه الواقعية هي بحيث لا يوجد جسم أو ظاهرة يمكن أن تقاوم فعلها. علاوة على ذلك، في حالة شوبنهاور، فإن الأجسام نفسها هي موضوعات الإرادة. وهكذا، تعمل الإرادة والظلام على البشر، متمثلة في رغبات لا تُشبع إلا نادرًا، وحتى عندما يتم تلبية هذه الرغبات، لا تنفد القوة التي تحركها. فإذا كان شوبنهاور يرى أن البشر هم دمى لرغباتهم، وبالتالي لإرادتهم؛ فإن ليغوتي، الذي يبالغ في هذه الفكرة، يرى أن الهوية الشخصية وغاياتها هي تمويهات تنتجها الظلمة القوية التي، في النهاية، تُغطى بأغطية ذاتية ضئيلة.

2 months, 3 weeks ago

وعند السؤال عن كيف يمكن أن تؤكد الإرادة وجودها - في الحياة وتكاثرها - أو كيف يمكن إيقافها - في نفي الرغبة، حيث يُلغى العالم أيضًا - وعما سيكون عليه البشر إذا لم يكونوا إرادة للعيش، يجيب شوبنهاور بأن، في مثل هذه الحالات، «ظلامًا يظللنا» لأن الطبيعة الجوهرية للعالم لا يمكن معرفتها.

«... ذلك الظلام في الحياة لا يمكن محاولة كشفه؛ كأننا نراه معزولين عن ضوء بدائي، أو أن أفقنا محدود بحاجز خارجي، أو أن قوة روحنا لا تكفي لملاقاة عظمة الكائن؛ في مثل هذه التوضيحات، لا يصبح الظلام إلا نسبيًا، موجودًا فقط في علاقتنا بنا وبأسلوب معرفتنا. لكن لا، هو ظلام مطلق وأصلي؛ وهذا أمر سهل الفهم، إذا أخذنا في الاعتبار أن جوهر العالم العميق والأصلي ليس المعرفة، بل هو فقط الإرادة، شيء لا واعٍ. المعرفة عمومًا هي شيء ثانوي، حادث وعرضي؛ لذا، فإن ذلك الظلام ليس مجرد ظل عابر في منطقة النور، بل المعرفة هي النور وسط الظلام الأصلي واللامحدود، الذي تضيع فيه تلك النور. ولذلك، فإن هذه الظلمات تصبح أكثر رعبًا كلما كان هناك ضوء، إذ يكتشف هذا النور المزيد من النقاط في حدود الظلام».

تجربة محاطة بالظلام، تتعلق بمعنى وجود العالم كإرادة، بطبيعته الأعمق، هي الحال التي يعيش فيها البشر ومعرفتهم. التمثيل، كعالم الظواهر المدركة، المُعطى للوعي، الذي ينمو من خلاله العلم، هو النور الذي يكشف، سلبًا، وجود ظلام غامض، مطلق وأصلي. مع شوبنهاور، يُماثل الظلام إلى حد ما الإرادة، لكن أيضًا بما هو أبعد منها، شيء لا يمكن معرفته بالمطلق. وبينما تنبع صورة الظلام في فلسفة شوبنهاور من حدود التمثيل والمعرفة، في أدب ليغوتي، تظهر الكائنات المسمّاة بالظل والظلام كقوة بدائية وعميقة لا تُقهر، تُمثل، مثل الإرادة، ما يُحيي جميع الأجسام العضوية وغير العضوية، وتستخدمها لتنمية نفسها. أما بالنسبة للبشر، فإن هذه الكائنات تحفزهم على أن يكونوا ويقوموا بما لم يكونوا ليقوموا به لو لم تؤثر عليهم تلك القوة الأولية؛ تحثهم على أن يصدقوا أنهم ذوات، وتدفعهم لوضع خطط ونيات تتعلق بوجودات شخصية مفترضة. يظهر وجود هذا الظلام من خلال تجربة المرض والإدراكات الجسدية الأكثر مباشرة. للبدء في توضيح وجود مفهوم الإرادة في قصة «الظل، الظلام»، يمكن الإشارة إلى قرب ليغوتي من فكر شوبنهاور:

«شوبنهاور هو متشائم عظيم، من بين أسباب عديدة، لأنه يكشف عن سمة مميزة للخيال المتشائم. كما أشرنا، فإن أفكاره العميقة ترتبط ببنية فلسفية مركزها الإرادة، أو الإرادة للعيش: قوة عمياء، صمّاء، وصامتة، تُحرك البشر على حسابهم. […] مثل دمى تتحرك بخيط يُعطى لها من قبل قوة ما — سواء كانت الإرادة، القوة الحيوية، anima mundi، العمليات الفسيولوجية أو النفسية، الطبيعة أو أي شيء آخر — يستمر الكائن الحي في العمل كما يُؤمر حتى تنفد الخيوط. في الفلسفات المتشائمة، القوة وحدها هي الحقيقية، وليس الأشياء التي تُفعّل بها. إنها مجرد دمى، وإذا كانت واعية، قد تظن أنها كائنات مستقلة تعمل بمحض إرادتها».

واقع القوة التي تحرك حركات الأجسام غير العضوية وسلوك الأجسام العضوية، التي تجعل هذه الأخيرة دمى معقدة، هو محور قصة «الظل، الظلام». تتدور أحداث القصة حول مجموعة من الفنانين والمثقفين الذين يعيشون فشلًا نسبيًا، والذين يزورون مدينة كرامبتون الميتة، وهي منطقة حضرية رمادية وخاوية، مكانها غير محدد، بهدف حضور «رحلة فيزيائية-ميتافيزيقية» ينظمها الفنان راينر غروسفوغل. وعندما يحين الوقت، يعرض هذا الفنان لهم في منشأة صغيرة وغير مستقرة سلسلة من التماثيل الغريبة والجديدة التي حصل بها على نجاح كبير واعتراف واسع، في الوقت نفسه الذي يروي لهم تجربته مع مرض عضوي خطير عانى منه، وشفائه منه. ومع ذلك، فإن هذا الانهيار الجسدي، الذي سبقته انهيارات نفسية وعاطفية، كشف لغروسفوغل عن وجود كائن يُسميه الظل، الظلام، الذي غيّر بشكل جذري تجربته للعالم. «الشفاء المتحول» هو المصطلح الذي يستخدمه الفنان للإشارة إلى عملية شفاء مرضه، وكذلك إلى تجربة الكشف عن الكائن الذي يغيره بالكامل. يشمل شهادته عن الانهيار، الممتزجة بالتأكيدات الميتافيزيقية، ما يلي:

«ولكن عندما وجدت نفسي منهارًا على أرضية هذهاالمعرض الفني، ولاحقًا في المستشفى، أواجه تلك الآلام البطنية القاسية، غمرني شعور أنني واعٍ تمامًا لعدم وجود عقل أو خيال يمكنني استخدامه، أنه لم يكن هناك شيء يمكنني تسميته روحًا أو ذاتًا... كانت تلك الأشياء كلها بلا معنى وأحلام. أصبحت واعيًا […] أن الشيء الوحيد الذي يمتلك وجودًا هو جسدي هذا […] وأدركت حينها أن هذا الجسد ليس لديه شيء آخر يفعله سوى تجربة الألم الجسدي، وأنه لا يوجد شيء يمكن أن يكون بخلاف ما هو عليه...

2 months, 3 weeks ago
2 months, 4 weeks ago

معجم مكيافللي(1)

كأي مفكر كبير، لا يمكن قراءة مكيافللي دون ضبطٍ للمفاهيم التي يستخدمها باستمرار وتشكل نواة فلسفته السياسية. في هذا المنشور تجدون معجما كاملا لأهم المصطلحات والمفاهيم التي تؤثث فضاء ميكافللي السياسي.

الطالع (fortuna)

ترتيب غير متوقع وخارج عن السيطرة للأشياء في الزمن، والذي يحدد تصرف الناس والمجتمعات الإنسانية. غالبا ما يشير إليه مكيافللي باستخدام تعبير "متطلبات الزمن"، بمعنى الظروف.

القوة (forza)

فضاء مكيافللي السياسي يتميز بالصراع وغياب الاستقرار، حيث أن القوة، التي تُختصر في القوة العسكرية، تُصبح عاملا أساسيا وحاسما. ومع ذلك فمكيافللي يدعو إلى الاقتصاد في استخدام العنف والقوة وعدم الإفراط في اللجوء إليهما، رغم أنه يفعل ذلك انطلاقا مع اعتبارات سياسية وليست أخلاقية.

الحرية (libertà)

يعني مكيافللي بالحرية ، استقلالية دولة أو جسم سياسي. لكن التبني الكامل بالنسبة له يتعلق بالحرية الفردية، النابع من التقليد الجمهوري. فبحسب هذا المفهوم، الحرية هي وضعية يُخولها التواجد ضمن شكل من الحكومات المختلف عن الإمارة، والذي يسمح بمساواة مادية وقانونية نسبية، وكذلك بمشاركة المواطنين في المؤسسات والجيش.

الضرورة (necessità)

بالنسبة لمكيافللي، الضرورة هي وضعية تُجبر على القيام بتصرف معين. يُمكن أن يتعلق الأمر بظاهرة طبيعية أو مفروضة من طرف قوانين أو أعراف أو مؤسسات. ففي حين يُخفي الطالع الطريق، تُظهر الضرورة وِجهة التصرف الذي يجب القيام به. الشخص الفاضل هو الذي يعرف كيف يتأقلم مع الظروف من أجل أن يخرج منتصرا من هذه الوضعية.

الفرصة (occasione)

هي هدية الطالع التي تُعلي من حظوظ نجاح التحرك. هي تتميز بصعوبة تحديدها وقدرتها على المراوغة والانفلات. استغلال الفرصة يستدعي معرفة تمييز المكان والتوقيت المناسبين للتحرك، وعقد العزم على التصرف بصرامة ودون تردد أو تأخر.

الإمارة الجديدة

الموضوع المركزي في كتاب "الأمير" هو تحليل إنشاء الامارات الجديدة (والمختلطة) والمحافظة عليها، والتي هي المقابل السياسي للإمارات الوراثية والدينية. شرعية الامارة الجديدة تنبع من الأثر النافع القادرة على إحداثه لاحقا.

الإمارة المدنية

فيها تتمركز السلطة أيضا في يد شخص واحد، لكنه شخص تم اختياره من طرف الشعب من أجل الدفاع عن الصالح العام. في هذا النوع من الامارات (الجمهورية)، صعود الأمير إلى سدة الحكم واستمراره فيها يستبعد اللجوء الى القوةوالانحراف. إنه النموذج الذي يروق الكاتب كما نلاحظ ذلك في كتابه "خطاب حول العشرية الأولى لتيت ليف".

الواقعية السياسية (verità affetuale)

يمكن تلخيص الملامح الكبرى للواقعية السياسية عند مكيافللي في :

أولا : التشاؤم الانتروبولوجي الذي يعتبر الأهواء التدميرية عند الانسان بمثابة الثابت الذي يجب على كل فعل سياسي أن ينطلق منه ويأخذه بالحسبان.

ثانيا : اعتبار المجتمع والدولة بمثابة حقل صراعات مستمرة، سواء على المستوى الداخلي او الخاجي.

ثالثا : القبول بالطبيعة التراتبية لعلاقات القوة.

رابعا : في ميدان السياسة يجب القبول بالحقيقة التي مفادها أن لا وجود للقرار المثالي الذي لا تشوبه شائبة، المنزه عن السلبيات والأخطاء، ما يعني في نهاية التحليل القبول بارتكاب أقل الشرور.

اللقاء (riscontro)

هو المواجهة بين البشر والطالع. ونجاحه يتوقف على مدى التوافق بين تصرف الانسان والتصرف الذي تمليه دائما وأبدا الظروف. أمام الحتمية الواضحة لعالم يُغير الطالع معالمه ويهزه هزا في كل مرة، نجد أن مكيافللي لا يستسلم ويدعو إلى المقاومة والتحرك. "اللقاء" هو انسجام الإنسان مع الطابع المتقلب للظروف.

الفضيلة (vertu)

القدرة على تغليب الغايات الإنسانية على الظروف، أي القدرة على القيام بما تضعه الفرصة و ويضعه الطالع بين يدي الإنسان. بخلاف المفاهيم الكلاسيكية والمسيحية، الفضيلة المكيافللي ليست شكلا من السيطرة على الذات أو النية الحسنة أو السلامة الأخلاقية، ولكنها ضرب من المهارة التقنية. يتعلق الأمر بمزيج من الاحتراس والشجاعة، وحتى الشدة.

الجمهورية (reppublica)

هي نظام سياسي يتعارض مع الملكية. يتعلق الأمر، بحسب مكيافللي ،بالنظام السياسي القادر على الدفاع على الصالح العام والحرية. ومع ذلك فمكيافللي ليس جمهوريا مغرقا في المثالية : الجمهورية الأكثر فعالية لا يمكن إلا أن تكون نظاما يجاور فيه العنصر الشعبي العنصر الارستقراطي ويعارضه، والعكس صحيح، وحيث النظام القانوني يسمح بتوزيع للسلطة، وأيضا تواجد نظام للقوى المضادة.

(1) تم الاعتماد هذا المقال على العدد المخصص لمكيافللي في مجلة لوموند (2016)

ترجمة: يوسف إسحيردة

5 months, 3 weeks ago
We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 2 weeks ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 1 month, 2 weeks ago

- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 2 months, 1 week ago