*✍اللهم إنا نسألك في تلك الساعة المباركة أن تبارك لنا في شيخنا ومعلمنا وأبينا وأن تحفظه بحفظك ياخير حافظ وأنت أرحم الراحمين اللهم أعطه سؤله وارفع قدره في الدارين اللهم اجعل هذا العمل المبارك في ميزان حسناته ووالديه اللهم اجعل والديه من السعداء به وبعمله اللهم اجعله في ميزان حسناتهما اللهم ارحمهم وارحمهم والدينا وارحم موتانا جميعا وموتى المسلمين وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين*

*✍*رب العباد يريد منا أن نتضرع يعني نتذلل لله تبارك وتعالى فتلك عزة ، زكريا عليه السلام قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4)

🔖أما عيسى عليه السلام قال : قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)جمع هنا بين الألوهية والربوبية ،

🔖أما زكريا تذلل إلى الله بأمرين أن وهن العظم مني ، لماذا العظم فهو الأعمدة التي تقوم عليها الجسم ،  فالإنسان يستمد طاقته من ثلاثة مخازن في جسمه الدهون مخزن الطاقة الأول ، فإذا انتهى الجسم من الدهون ننتقل إلى المخزن الثاني وهو اللحم فإذا ماانتهى ينتقل إلى العظم ، أين ذهب اللحم ، الجسم استمد منه الطاقة  ، ثم بعد ذلك ينتقل إلى المخزن الأخير لم تعد هناك مخازن ، وهنا طلب زكريا بضعف فيه والضعف هو التذلل إلى الله عزوجل ، نتذلل بعجزنا وضعفنا ، يعني هو وصل قمة الضعف ،

🔖ولذلك الطفل يكون فيه ضعف ، لكن الكبير أحيانا لانستطيع إرضائه أبدا لأن جمع بين ضعف الطفل والشيبة ، فهو هنا بلغ قمة الضعف ، والأمر الآخر واشتعل الرأس شيبا ، يعني بلغ مرحلة الكبر التي يعجز فيها عن الإنجاب ، هنا تفصيل تابعوا معنا .

🔖يعني اشتعلت الرأس كلها شيبا ، واشتعال الرأس يدل على الكبر والعجز ، والضعف ، لأن الشيب يبدأ من اللحية ، لكن هذا ليس دليلا على الكبر لكن الرأس يدل على العجز

🔖توسل بأمر آخر ،وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) هذا يقين ، فيه دلالة أنك صاحب قلب إيماني ، الشقي من أصابته الشقوة ، معناها أنها ضد السعادة وهي الحرمان من المأمول وضلال السعي ، هذا أيضا يقين ثابت راسخ بأن الله هو القادر على إجابة الدعاء ، تذلل إلا الله عزوجل بضعفك ، يعني لن أحرم من المأمول ولن يضل سعيي ، الدعاء في رب قد تكون إخبارا أو طلبا ، إذا كانت للدعاء تحذف الياء رب ، وإذا كانت إخبار تثبت لاتحذف ربي ،

🔖ينفي أن يكون شقيا ، عنده يقين أن الله تبارك وتعالى لن يخيب له دعاء ،

✍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193)             المحور الأول في الدعاء ان نطلب من الله ان يرفع عنا ضرا أو شرا قائما بنا ، وتوفنا مع الأبرار ، تطلب من الله أن تختم حياتي بالخير يعني دوام الخير القائم بك ، المحور الثالث ، وآتنا ماوعدتنا على رسلك ، الخير المستقبلي ، ولاتخزنا أن يبعد عنك الشر المستقبلي .

✍وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5)خفت الذي يتولى الإمامة من بعد في بني إسرائيل فهنا لم يطلب الولد لدنيا، بل يطلب الولد للدين ، والسبب المانع من ناحيته أولا ثم من ناحية زوجه ، وهذا من الأدب في الحديث عن زوج الإنسان ، هو هنا يخاطب ربه فذكر المانع فيه ثم زوجه ، هب لي يدل على أن أمر إنجاب الولد هبة من الله تبارك وتعالى . لأن الهبة عطاء بلا مقابل ،

🔖الولاية هنا ليس في المال ولا في الدنيا إنما في النبوة والدعوة إلى الله تبارك وتعالى
يرثني فيها قراءتان ، ماالفائدة قراءة الجزم الفعل يرثني جواب الطلب فيكون المعني إن وهبتني وليا يرثني ، والقراءة الرفع الجملة إذا وقعت بعد النكرة تكون صفة ، وبعد المعارف أحوال ، يرثني في محل اسم فاعل فهب لي من لدنك وليا وارثا لي ، أو  يرثني صفة لوليا ، يعني يكون صالحا لأن يرثني ، فهو يطلب من الله تبارك وتعالى ان يعطيه وليا صالحا يرثه ، إذا طلبتم من الله الولد فاطلبوه أن يكون صالحا مصلحا ، يعني خال من العيوب وخاصة العيوب العقلية .

🔖نحتاجه صالحا حتى يدعو لي بعد وفاتي ، والدليل على صلاحك التزامك بدوام الدعاء لوالديك ، يلهث بالدعاء للوالدين هذا يدل على الصلاح.**

*✍*إذن ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ليس كلاما نقوله إنما نطلب من الله تبارك وتعالى أن ييسر لنا العمل الصالح الذي يوفقنا لأن نتجنب عذاب جهنم ؛ إن عذابها كان غراما ؛ الغرام الهلاك الملح الدائم ؛ ويطلق على الشر المستمر ؛ ولذلك قال الله تبارك وتعالى بعدها : إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) مكان الاستقرار مكان سيء ؛ قوة القرار بالنسبة لأهل جهنم ؛ والمقام اسم مكان الإقامة ؛ مكان الاستقرار ساءت ؛ والإقامة ساءت لمن يستقر ويقيم في جهنم ؛

المعنى الثاني لمغرمون : النقص والإصابة بمصيبة اجتاحت المغرم ؛ واحد مثلا هلك زرعه ؛ هلك له شيء فأصابته مصيبة أنقصت دخله فالمغرم هو الذي نقص من ثماره ؛ فالزرع عندما جعله الله تبارك وتعالى حطاما وفتته تفتيتا ؛ الزرع بعد أن يحصد من الأرض أطلق الله تبارك وتعالى ثلاثة أسماء .

المغرم غير المغرم ؛ المغرم بفتح الميم هو الذي يدفع فلوسا في مقابل شيء  ؛ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ (40) والغارم من المغرم ؛ الله تبارك وتعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم هل أنت سألتهم أجرا على اتباعك فهم مثقلون بسبب هذا المغرم ؟ الغارم من الأنواع الثمانية التي تعطى من الزكاة ؛

إذن 👈إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66)قصدوا الهلاك وإما النقص بسبب المصيبة التي اجتاحتهم .**