‏"مُكابدتك الشاقّة في ترك محبوبٍ لا يرضاه الله، وتجلّدك في الابتعاد عنه وأنت تدرك قسوة الأمر على نفسك؛ تأكّد بأن الله لن يتركك بعد ذلك إذا رأى منك الصدق بل سيجازيك ويعوّضك، ودائماً ما يأتي عوض الله متتابعاً فيُنسيك الألم بعد لحظة الترك ويُسكن قلبك لذّة الأنس به تعالى"

لا تنسوا أذكار المساء..

الليل مخيف، وهو مسرح أهل الشرور والأذية؛ فلا تلومن إلا نفسك إن نسيت أذكارك فوجدت نفسك صريع شيطان، أو أسير ذنب، أو لديغ حشرة، أو ضحية بطش ظالم، أو متورطًا بمظلمة

عن الحسن أنه قال: " إذا نظر الشيطان فرآك مداومًا في طاعة اللّـه بغاك وبغاك، فإذا رآك مداومًا مَلّكَ ورفضك، وإذا كنت مرة هكذا، ومرة هكذا طمع فيك".

- الزهد لابن المبارك.

ㅤ
وفي أعيننا لمعة امتنان تجاه كل الذين أنصفونا وعرفوا قدرنا ولاحظوا كل الجميل الذي بنا، وتحت هذه اللمعة ومضة حزن عتيقة وباقية، وهي من أثر الذين أحببناهم كل الحب، ولم يروا فينا أبدًا كل الذي كان سهلًا على الغرباء أن يروه ويعترفوا به.

? محمود توفيق.

القلب سر الصلاح!

يقول الشيخ أحمد السيد في حديثه عن مرض الإباحيات:

" أساس مشكلة إتباع الإنسان للشهوات سببٌ قلبي حتى وإن تواجدت الفتن من حوله؛ فالأساس يكون في الغالب بمرض القلب، ومن يتأمل في كتاب الله في سياق مرض القلب علِم أن بعض الآيات التي يذكر بها أمراض القلب يكون القصد منها إتباع الشهوات، وبعضها إتباع الشبهات والنفاق، فالقلب يمرض وكل من رأى في قلبه خفّة بالإيمان وسهولة بالتأثر بالشهوات عليه أن يعلم أنه إذا كتب الله له شفاء قلبه؛ فسيخرج من كثير من الأمور التي كانت براقة في عينيه خروجًا سهلًا يسيرًا لا يؤثر في نفسه شيء.
إذا قذف الله في القلب الإيمان وحقيقة العبودية فإن أول من يلاحظ ذلك ويلمسه هو الإنسان المؤمن نفسه؛ بحيث يفهم أن كثيرًا مما كان يتأثر به ويزعجه ويؤزه إلى الذنوب والمعاصي قد تبدل وتغير، بل تجد أن الإيمان يثقله ويجعله في حالة من الاستقامة ما لا يكون عند الإنسان خفيف الإيمان وسريع التأثر.
وحتى يصل الإنسان إلى هذه المرحلة التي يُعالج بها مرض القلب، وما يتبع المرض من تعلق، أو إدمان النظر إلى المشاهد المحرمة، والعلاقات، وما إلى ذلك مما يبتلى به الإنسان في قلبه، فعليه أن يوجه عملية الإصلاح إلى صميم قلبه، وذلك يكون بالإخبات إلى الله والذل له، والاعتراف له سبحانه وتعالى بشدة الافتقار إليه، والإيمان التام أن لا وصول إلى الله ومرضاته إلا به، والدعاء بالصلاح وأن يؤتي النفس زكاها وتقواها، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يقول في دعائه: "اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها." ثم بعد هذه الحالة من الإنكسار والذل بين يدي الله، لا بد أن يرافقها بحالة من التقوى -التي يتقي فيها هذه الذنوب والشهوات- ومن المحاذرة؛ فيري الله منه خيرًا، فيجمع بين حالة الإنكسار؛ لإصلاح قلبه، وبين التقوى؛ لاجتناب مسببات مرض القلب من المعاصي.

الشأن كله في القلب، يقول ﷺ: "إن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء"؛ فصلاح القلب إنما هو من الله، ولا حل من مستنقع الذنوب إلا أن ينقذك الله سبحانه وتعالى بلطفه، وكذلك بالحرص على فعل الأسباب، ولكن الأمر كله لله.

ومن أكثر الذنوب انتشارًا في الوقت الحالي، وأشدها: متابعة الإباحيات؛ فهي عظيمة في ميزان الذنوب، تأسر من يلج فيها كالسجن المظلم، والقيد المتين الذي يعسر الإنفكاك عنه، ومن يقع في وحل الإباحية يُحرم الكثير من الخيرات، ولهذا على المرء أن يكسر هذا القيد بالإقبال على الله؛ فإذا جاهد نفسه في التخلص منها وصدق مع الله وصبر، ورأى منه سبحانه ذلك؛ سيبدل الشعور في قلبه من حب لها إلى كراهيتها الشعورية، بحيث لا يبحث عنها وإن خطرت في باله يشمئز، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان﴾ فالمراد بهذه الآية: أن يكره المرء المعصية ويمقتها مقتًا شديدًا، وهذه نتيجة تأتي بعد المجاهدة.
وللنجاة من سجن الإباحية، ستمر بثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: قرار، وتحتاج فيها إلى العزيمة الصادقة مع الله تعالى.
المرحلة الثانية: مجاهدة، وتحتاج فيها إلى كلمة واحدة، لا شيء سواها، ولكنها عزيزة: وهي الصبر، ولا مدة معلومة لهذه المرحلة، وكثير من الناس يكون إخفاقهم في التغلب على الإباحية بهذه المرحلة، ولكن ما يحمل الإنسان على تحمل هذه والصبر والمجاهدة فيها هو استحضار عظيم الجزاء في الآخرة، فلا جنّة بلا صبر، بل هي جزاء لمن صبروا، وكثيرًا ما يذكر ذلك في مواضع عدة في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا﴾، وقوله: ﴿أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما﴾.
المرحلة الثالثة: الفتح، وما تحتاجه فيها هو شكر الله تعالى على عطائه وعظيم فضله بما أمتن به عليك من هداية.

واعلم أنه من اجتهد في الانتباه لقضايا القلب ومقاماته، والمداومة على الحرص في ذلك، والابتعاد عن مواطن الفتن والشهوات؛ يوشك أن يفتح الله عليه، وإن فتح الله على المرء فلا تسل عما يتغير في حياته، وما يلقاه من نعيم ".

- أحمد السيد

الله المستعان، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم ارحم عبدك إسماعيل هنيّة وارفع درجته في الجنة.

"أن تُبتلى هذا شيء، وأن لا تُحسن التعبير عما يوجعك، فلا يشعر بك من حولك ومن أهم أقرب إليك، هذا إبتلاء آخر"

﴿فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾

"ومن قصُرَت همَّته عن الازديادِ من العملِ الصالحِ في الأشهُرِ الحُرُم؛
فليرحَم نفسَه بالكفِّ عَن المعاصي".

-ابنُ رَجب.

https://t.me/HananFoad

لا بد أن نعلم أن الآلة الحربية والأمنية والتجسسية المستعملة ضد أهلنا غزة هي أعلى وأقصى ما وصلت إليه البشريّة من القدرات التقنيّة، وأن مساحة غزة صغيرة جدا، وأن الحرب لها ثمانية أشهر، وأن الدمار الذي حصل كفيل بإخضاع أقوى الرجال.

ومع ذلك نحن نشاهد بأعيننا عجز المحتلين عن تحقيق هدفهم الأكبر من الحرب إلى الآن، ونشاهد أثر قوّة الإيمان بالله كيف تعمل في النفوس، ونوقن بإحاطة الله بكل شيء، فلا يحدث شيء إلا بإذنه،

وهذا من أعظم ما يحرر الأمة من حالة العجز والخور التي تعيشها، حين تثق بالله وحده وتتوكل عليه ولا تخاف أعداءه.