سميه علياً :
عن مولاتنا السيدة فاطمة بنت أسد عليها السلام :
(فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ ، هَتَفَ بِي هَاتِفٌ يَا فَاطِمَةُ سَمِّيهِ‏ عَلِيّاً ، فَهُوَ عَلِيٌّ وَاللَّهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى ، يَقُولُ : إِنِّي شَقَقْتُ اسْمَهُ مِنِ اسْمِي‏) (1) .
بيان :
العلي من أسماء الله الحسنى ومعناه المتصف بالعلو ، والعلو ضد السفل وهو في اللغة : الرفعة من حيث هو من دون نظر إلى كونه سافلاً من قبل (1) .
وقد اشتق الباري تبارك وتعالى اسم الأمير روحي فداه من اسمه ، جاء في حديث الأشباح عن النبي الأعظم روحي فداه : «أَنَا الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِي‏» (3) .
وهذا الاشتقاق له حيثية يقوم على أساسها ، وهي حيثية لابد من التعاطي معها بدقة ، فالأسماء الإلهية هي حقائق ثابتة للحق تعالى تدل على معاني حقيقية ثابتة له سبحانه : «لَهُ أَسْمَاءٌ وَصِفَاتٌ فِي كِتَابِهِ وَأَسْمَاؤُهُ وَصِفَاتُهُ هِيَ هُو» (4) .
فهي هو باعتبار حكايتها عنه جل وعلى ، فالله اسم يدل على وصف يتصف به في مقام الذات ، والخالق اسم يدل على وصف يتصف به في مقام الفعل ، فهي هو من هذا الوجه ، أي من حيث معانيها لا من حيث ألفاظها ، وإليه أشار مولانا الصادق روحي فداه : «وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنَى دُونَ الِاسْمِ فَذَاكَ التَّوْحِيد» (5) .
فإذا تقرر هذا في ذهنك فاعلم أن حيثية الاشتقاق الاسمي هي حيثية المعنى لا حيثية اللفظ بما هو لفظ ، فيكون المراد من اشتقاق اسم الوصي روحي فداه من اسمه هو اشتقاق المعنى ، فالله هو العلي في ذاته وصفاته ، والمرتضى علي في ذاته وصفاته .
أما أنه علي في ذاته فإليه أشارت جملة من الأخبار منها :
عن مولانا أبي الحسن الكاظم روحي فداه : «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ نُورَ مُحَمَّدٍ ص مِنْ نُورٍ اخْتَرَعَهُ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ وَهُوَ نُورُ لَاهُوتِيَّتِهِ الَّذِي ابْتَدَأَ مِنْ لَاهٍ أَيْ مِنْ إِلَهِيَّتِهِ مِنْ أَيْنِيَّتِهِ الَّذِي ابْتَدَأَ مِنْهُ وَتَجَلَّى لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ع بِهِ فِي طُورِ سَيْنَاءَ فَمَا اسْتَقَرَّ لَهُ وَلَا طَاقَ مُوسَى لِرُؤْيَتِهِ وَلَا ثَبَتَ لَهُ حَتَّى خَرَّ صَاعِقاً مَغْشِيّاً عَلَيْهِ وَكَانَ ذَلِكَ النُّورُ مُحَمَّداً ص فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ مُحَمَّداً مِنْهُ قَسَّمَ ذَلِكَ النُّورِ شَطْرَيْنِ فَخَلَقَ مِنَ الشَّطْرِ الْأَوَّلِ مُحَمَّداً وَمِنَ الشَّطْرِ الْآخَرِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَلَمْ يَخْلُقْ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ غَيْرَهُمَا خَلَقَهُمَا اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِمَا بِنَفْسِهِ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ وَصَوَّرَهُمَا عَلَى صُورَتِهِمَا» (6) .
فوجوده الأقدس فوق مرتبة الخلق دون مرتبة الخالق ، وهذا ما صرح به القرآن الكريم في قوله تعالى لإبليس لما امتنع من السجود : (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِين) (7) .
والمراد من العالين هم سادة الخلق روحي فداهم كما عن مولانا النبي الأعظم روحي فداه وقد سأل عن العالين فقال : «أَنَا وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ كُنَّا فِي سُرَادِقِ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُ وَلَمْ يُؤْمَرُوا بِالسُّجُودِ إِلَّا لِأَجْلِنَا فَسَجَدَتِ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَسْجُدَ فَقَالَ لَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِين‏» 8 .

وأما صفاته ففي ما نقله المؤرخون كفاية لمن رام الهداية .

وللكلام تتمة ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصدوق ، علل الشائع : ج1 ، ص163 .
(2) المصطفوي ، التحقيق في كلمات القرآن : ج8 ، ص214 .
(3) التفسير المنسوب للإمام العسكري (ع) : ص220 .
(4) الكليني ، الكافي : ج1 ، ص116 .
(5) المصدر نفسه : ج1 ، ص87 .
(6) الاسترابادي ، تأويل الآيات الظاهرة : ص393 .
(7) ص : 75 .
8 الاسترابادي ، تأويل الآيات الظاهرة : ص498 .
https://t.me/alzhabi14

في أمالي الطوسي ، عن مولانا الإمام الصادق روحي فداه عن آبائه الطاهرين عليهم افضل صلوات المصلين :
ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ (ص وآله) ، فَلَمَّا دَخَلَ اهْتَزَّ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) وَضَحِكَ فِي وَجْهِهِ، وَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
قال : ثُمَّ تَنَحْنَحَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقَالَ :
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص وآله) : قَدْ أَفْلَحُوا بِكَ‏ ، وَقَرَأَ تَمَامَ الْآيَاتِ إِلَى قَوْلِهِ : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص وآله): أَنْتَ وَاللَّهِ أَمِيرُهُمْ ، تَمِيرُهُمْ مِنْ عُلُومِكَ فَيَمْتَارُونَ، وَأَنْتَ وَاللَّهِ دَلِيلُهُمُ وَبِكَ يَهْتَدُونَ .
https://t.me/alzhabi14

? https://t.me/alzhabi14

نهج البلاغة ، عن مولانا أمير المؤمنين روحي فداه :
«أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ ، وَمُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ ، فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَبَرِئَ ، وَمَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ ، وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ ، وَمَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّيْفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَكَلِمَةُ الظَّالِمِينَ هِيَ السُّفْلَى فَذَلِكَ الَّذِي أَصَابَ سَبِيلَ الْهُدَى ، وَقَامَ عَلَى الطَّرِيقِ ، وَنَوَّرَ فِي قَلْبِهِ الْيَقِين‏» .

https://t.me/alzhabi14

الكافي ، عن مولانا الامام الصادق روحي فداه :
هَلْ تَعْرِفُونَ طُولَ الْبَلَاءِ مِنْ قِصَرِهِ ؟
قلنا : لَا .
قال : إِذَا أُلْهِمَ أَحَدُكُمُ الدُّعَاءَ عِنْدَ الْبَلَاءِ فَاعْلَمُوا أَنَّ الْبَلَاءَ قَصِيرٌ .

https://t.me/alzhabi14