"يا رب"
هكذا أقولها، بكلِّ ضعفٍ وقِلة حيلة،
أتنهد وأنا أرسلها لعنان السماء.

"يا رب"
أقولها وأصمت ويتطاير الكلام مباشرةً،
أقولها فأشرد بعيدًا وأنا أتمنى لو أن يُجبَر قلبي.

"يا رب"
أنطق بها وأنا بداخلي جبالٌ صارمة تنتظر من يجعلها تسيل بدفء كلماته،
وأنا أعلم أنَّك وحدك من تستطيع أن تتفهمني وتتفهم كلُّ ما بداخلي من أشياءٍ تُقال وأشياء لا تُقال.

"يا رب"
أرددها وأنا أرتجف
وأتمنى أن تمسني رحمتك،
رحمتك التي ساعت كلُّ شيء يا رب
أطمع بها،
أطمع بالإطمئنان وهذه أبسط حقوقي.

"يا رب"
ناول قلبي مُناه.

| رنَـا أحـمَـد.

أحيانًا
أود لو أن أكون فراشة
أسير خلف رحيقك دائمًا
أود لو أكون فراشة
لأجلك يا حبيبي.

| رنَـا أحـمَـد.

يُقال أن المرء يحتاج واحد وعشرون يومًا ليعتاد عادة أو ليتبنى عادة جديدة أو يمضي أمرًا كان ينهشه الحزن وهو يفكر به
لكنني الآن..
مرَّ أربع أشهُر وأنت ما زلت عالق بي،
كنت أعد الأيام على أصابعي وأنتظر واحد وعشرون يومًا لأقول أنني إجتزتك ومررت من أمامك دون أن أبالي،
لكنني تفاجأت اليوم بعدما وجدتني أعد اليوم المئة والخمسون وبعض الساعات والدقائق،
تفاجأت حينما وجدت الأيام تمر لكنك لا تمر،
أنت عالق بداخلي،
انتظرت مرارًا،
انتظرت الأيام حتى تمر وأجدك تلاشيت معها،
لكنني في كلِّ مرة أجد جزءً مني تلاشى وأنت ما زلت بداخلي،
أعتقد أن الإنسان يحتاج عمرًا كاملًا ليعتاد بقائه دون جزء منه،
ويحتاج عمرًا فوق عمره ليستطيع البقاء وحده بعدما كان وجود أحدهم بمثابة كل شيء لديه
وحينما رحل لم يعد لأي شيء قيمة.

| رنَـا أحـمَـد.

ستذهب واحدة وتأتي غيرها،
ستغادِر امرأة
وأُخرى تغادِرك،
لكنّي أقسم لك..
أنّك لو مضيت حياتك كلّها
لتبحث عن امرأةٍ تحوي على نِصف حناني وحُبي لك لن تجد.

أقسم لك..
لو عاشرتَ الجميلة
وقبّلت الشقراء
وعزفَت لك تلك المرأة الّتي نظرت في عيني بمكرٍ،
وارتمى بعناقك كلُّ نساء العالَم؛
فلن يحويك قلبًا كقلبي ولن يتفهمك أحد مِثلي.

لن تأبه إحداهُن لأمرِ كُرهك الشديد للشاي وعشقك للقهوة،
ولا لحذائك المفضل،
لن تحزن واحدةً على حزنك
ولن تحمل آهاتك وعِللك وتسير مُثقّلة بهم،
لن تستيقظ طوال الليل لتفكر في كيفية إسعادك وطريقة لتزيل حُزنك الكامن فوق قلبك.
لن تسقط بذراع امرأة وأنت تعلم أن قلبك المضطرب هذا سيعود له الأمل من جديد.

أقسم لك..
لو خالَطتّ نساء العالم
وآوتك كلّ المنازل والأحضان؛
لن تسقط بين ذراعٍ
يحبك بصدق ويتمنى لو يُنتزع كلّ الحزن الكامن بك ليسكن به
كذراعي.

| رنا أحمد.

يستحق المرء منّا
أن يجد هناك مَن يحاول لأجله،
يستحق المرء
أن يرى نفسه إنجاز
وهناك مَن يحارب لأجل الحصول عليه،
يستحق المرء أن يشعر
أنه مرغوب
ووجوده يشكل فارقًا
في حياة مَن يحب.

| رنَـا أحـمَـد.

لن تحويك قارةً
ولن يأويك منزل،
لن يعطف عليك أطفال الشارع
بسبب ملابسك المهترئة
ولا لقلبك المتهالك،
لن ألتفت لأراك حينما أسمع اسمُك
ولن أرغب في معانقتك
كلَّما قرأت عن الدفء،
لن تكون مثال للإخلاص
ولا نموذجًا للوفاء،
ستنبذك حتّى الشجرة الّتي كانت تظللك،
وتُبعِدك الشوارع عنها،
ستستمع الجدران لأنينك ولن تشفق عليك،
ستنفر من يديك كلّ الأشياء
الّتي كانت تفر من العالَم إليك،
ستعود منحني الرأس
ذليل،
ولن يشفق عليك أحد؛
لأنّك فقط..
أفلتّ قلبًا كقلبي.

| رنا أحمد.

مساءُ الخير أو صباح الخير، لا أعلم متى ستقرأ رسالتي هذه إن كنت ستقرأها من الأساس، لكن لا بُد مِن قول بعض الكلمات البدائية التي لا تُعني لي شيء.

أمَّا بعد..
أريد أن أخبرك إنِّي بعد مقاومة شعوري، أفكاري، قلبي.. قررت إبعادك عن الذاكرة حتى أحيا كما أريد.
اليوم أنا هنا.. أقف على أعتاب قلبي أريد أن أخبرك بأشياءٍ عدّة، ولا أدري إن كنت سأستطِع قول كلُّ ما أريد أن أقوله أم سأغفل عن نقطةٍ ما، لكن لا بأس، سأتنهد وأخبرك بما ستكتبه يداي.

عزيز.. لن أضيف إليك ياء الملكية فأنت لم تعد ملكيّ بعد، لا أعلم إن كنت عزيزٌٍ لشخصٍ آخر أم لا، لكن سهَّلَ الله لك أمورك وطيَّب خاطرك وأبعدك عني.

أعترف إنِّي شعرت معك بأحاسيس مختلفة، مميزة، رائعة، أحاسيسٌ.. كنت ولأول مرة أشعر بها، شعرت معك بالأمان الَّذي قضيت عمري أبحث عنه في أعين الغرباء، وجدت بك القلب الَّذي احتضنني كثيرًا، عثرت على راحتي الَّتي كنت على وشك الكُّف عن المحاولة في البحث عنها، لكني حينما وجدتك.. شعرت إنِّي ولأول مرة قلبي مُطمئِن، شعرت بأنِّي امرأةٌ تستحق الحب، المجازفة، الأمان، وتستحق كلُّ الأشياء الجميلة، جعلتني أشعر بكلِّ شعورٍ كنت أتمنى أن يزورني، قلبي اطمئن معك، أفكاري هدأت، الأصوات بداخلي صمتت، كلماتك ربّتت على قلبي كثيرًا.

أحببتك بكلِّ جوارحي، لم أكُن أتخيل أن يصل بنا الحال إلى هُنا، لم أتخيل أن يبتعد كلانا عن الآخر ويسير بطريقٍ خلاف الآخر، تمضي أيامه السيئة والجميلة دون الركض إلى عناق الآخر، أن يستقر فؤادك بعيدًا عني وتنعم بأيامٍ هنيئةً تُحبها وأنا لست بها، لم أكُن أتخيل أن يصل بنا الحال إلى هُنا، أن يسلك كلُّ واحدٍ منّا شارعًا وهو مُفلت يدّ الآخر، لم أكُن أتخيل أن الشخص الَّذي قضيت أيامي مطمئنة بجانبه ولا أرغب بسواه نصبح غرباء، حتى صباح الخير بيننا ممتنعة!
الكلام البسيط غير مُباح، التلويحات مرفوضة، كلُّ شيءٍ يجمعنا يصبح غير مقبول! كيف يصبح المرء غريبًا هكذا عمَّن يُحب بعد أن كان لا يشعر بالدفء إلّا معه! كيف لقلبه أن يطمئن وهو لا يحيطه قلب الآخر!

سألت نفسي كثيرًا، أفكاري طوال الفترة الماضية لم تتركني، صراعي الداخلي لم ينتهي، كلُّ الأشياء كانت ترغمني على البكاء لكني لا أبكي!
والآن.. استطعت وأخيرًا التوصل إلى طرف هذه الأفكار المُميتة، توصلت لمرحلةٍ.. عانيت كثيرًا حتى وصلت لها، قطعت سبُلًا لا أرغبها، ركضت أميال على أملٍ أن أجدك بالأخير ولم أجدك، ظننت كثيرًا إنِّي عثرت عليك من جديد لكن بكلِّ مرّة تُصبح حلمًا أو كابوسًا لا أعلم، أستيقظ فَزعةً ونَفَسي سريع وأتصبَّب عرقًا، راودّتَني في حلمي كثيرًا وبكلِّ مرةٍ أستيقظ والرعب يأكلني، كيف بعد أن كنت أنت الفكرة -الوحيدة- الآمنة برأسي تصبح أكثر الأشياء الَّتي تتسبب في إخافتي!

دعك من كلامي هذا وركّز هُنا.. لن أكتب عنك من جديد، أعلم إنِّي قُلت هذا كثيرًا وفي كلِّ مرة أعود كالمشتاقة إلى روحها ولا أعثر عليها سوى بعد الكتابة لك، لكن أُعاهد نفسي إنِّي لن أفعل هذا مُجددًا، إن اشتقت لروحي فالأفضل ألّا أعثر عليها وتُأخَذ مِن هُنا على أن أجدها بالكتابة لك.

حُبّي لك كان صادقًا، لم أُزيِّف لك مشاعري ولم أعطيك حُبًّا أو اهتمامًا مُزيَّفًا، كنت أعطيك دون حسبان ما سيفيض مني، حتى وجدت بالأخير أن طاقتي كلَّها انتهت في سبيل إسعادك وحُبك، أحببتك بكلِّ صدق، وبمقدار ما أحببتك تعذبت، تعذبت بكلِّ ذرة حب كنت أحملها لك، والآن.. لا يوجعني تذكرك، أنا أعلم أن هذا دليلٌ على الحب الصادق الَّذي كنت أكِنّه لك، حُبي لك رغم انتهائه ولا يوجد سبيل للرجوع إلّا أنه كان أكثر شيء صائب حدث لي، أحببتك بروحِ المُحب جدًّا، والآن أريد أن أخلع سترة الحب هذه وألقيها من حيث بدأنا قصتنا، فتُنزَع من ذاكرتي كلِّ مشاعري، فلا يؤلمني قلبي ولا تُزعجني أفكاري.
أنا أحببتك، أحببتك جدًّا، لكن لا أريدك.

|١٨/٢/٢٠٢٣
| رنَـا أحـمَـد.

#إلى_عزيزي_الذي_لا_يقرأ. ¹¹

أحمل أحلامي
المفعمة بالكوابيس
خلفي وأسير
في طرقٍ
واعرة
بقدمي الناعمة
وقلبي الهش.

| رنَـا أحـمَـد.

أرجو أن تكون نهاية كلّ هذا وجهك،
وقتها صدقني
سيهون كلّ هذا التعب،
إن كانت نهايته
-فقط- أنت.

| رنَـا أحـمَـد.

اليوم.. كانت السماء جميلةً جدًّا، نظرت لها كثيرًا،
وتأملتها كثيرًا،
حاوطني طيفك،
تمنيت لو أنك هنا لأخبرك بشأن تلك الغيوم الَّتي داعبتني وأنا أتذكرك،
تمنيت لو أنك هنا لأختبئ من بشاعة العالَم بين ذراعيك،
لا أعلم لماذا عندما أنظر للسماء أتذكرك،
لكن رُبَّما هُناك شيء يقول لن تكوني بخير حتى تجتمعي مع مَن تُحبي ثانيةً،
رُبَّما تلك الغيوم غاضبةً لأنها تراني حزينة،
نسيت أن أُخبرك أن يوم فراقنا بكيت وأنا أنظر للسماء،
بكيت وأنا أنظر للغيوم وأقول لها أنِّي أُحبك،
رُبَّما هذه السماء شاهدةً على حُبي لك فبكلِّ مرة أنظر لها توَّد أن تُخبرني أني سأكون بخير عمَّا قريب وأنها تُحبني وستظل تحاوطني بدفئها دائمًا.

| رنَـا أحـمَـد.

#إلى_عزيزي_الذي_لا_يقرأ. ⁵