للحيضِ ألوانٌ وصفاتٌ، جمعتها مُرتبةً بقولي:

ألوانُه السَّوادُ، ثُمَّ الحُمرَةُ
فالشُّقرَةُ، الصُّفرَةُ، ثُمَّ الكُدرَةُ

والثِّخَنُ النَّتْنُ معاً، أو واحِدُ
صِفاتُهُ والرَّابِعُ التَّجَرُّدُ.

والمَعنَى:
أنَّ للحيضِ خمسةَ ألوانٍ هي: السَّوادُ، وهو أقواها، فالحُمرة، فالشُّقرة، فالصُّفرَة، فالكُدرة، وكلُّ لونٍ أقوى مما بعدَه.

ولكل لونٍ من هذه الألوان صفاتٌ أربعَة.
١- الثِّخنُ والنَّتْن معاً
٢- الثخن فقط
٣- النتنُ فقط (وهذه الصفة والتي قبلها داخلان في قولي: أو واحِدُ).
٤- التجرُّد عنهما

ومن فوائد معرفة هذه الأمور:
- حصولُ التمييزِ للمستحاضة بمعرفتها.
- معرفة الإقبال والإدبار، ومما يناط بهما قدرُ الكفارة المندوبة للمُجامع في الحيض.

(القائلُ بالصَّحيح لا يقطَعُ النَّظر عن الضَّعيف) [١] هذه العبارَة دالَّةٌ على دِقَّةِ الفُقهاءِ في بِناءِ الأحكام، وورعهم فيها، واحترامِهم لأقوال غيرِهم وإن بعدت، ومعناها: أنّ الفقيه لا يرمِي القولَ الضَّعيف بل يستصحِبُه دائماً أثناء تنزيل الأحكام على الفروع…

(الاختصار بين العوائد والغوائل) إنَّ من المظاهِر الشائعة في متون العلمِ بمختلف فنونها = ظاهِرة التعقيد، والإغماض، حتى صارت بعض المتون ضرباً من علوم العمايات، ما أدَّى إلى نتيجَتينِ متباعدتين في طلابها: فئةٌ أعرضَت عنها، وأخرى نبغَت فيها. ولم تكُن شكاية الطلابِ…

أفادَ عددٌ من الأفاضِل أنَّ (الفُصول البديعَة في أصول الشريعَة) لمحمود أفندِي، مُختصَرُ جمع الجوامِع للتاجِ، والصَّحيحُ أنَّ الفُصُول أوسَعُ من الجمعِ، فهو كالتقريبِ لعِبارتِه، مع التنكيت من شرحِ المحلِّي، ويدُلُّ عليه استخدامُه للفظ (التلخيص) وهو التبيينُ والتقريب، كما في اللِّسان، ويطلق أيضاً على الاختصار، لكنَّ المراد هنا الأول لما عرَفت.

لفتَة:

مسائلُ فقهِ السنة للسيد سابق -رحمه الله- حسب إحصاء د. محمد عوامة تبلُغُ (٣٥٦٤) مسألة، وهو مطبوعٌ في ثلاثة مجلَّدات.

ومسائل منهاج الطالبين للإمام النَّووي -رحمه الله- حسب إحصاء ابن قاضي شُهبة -رحمه الله- تبلغ (٢٤٠٠٠) مسألة بالمنطوق، وهو مطبوع في مجلَّدٍ واحدٍ.

نُسخَة مُصحَّحة من (ذات الأمثال) وفكها.

رِياءُ أهل الدِّينِ بالقول:

(ورياء أهل الدين:
بالوعظ والتذكير، والنطق بالحكمة، وحفظ الأخبار والآثار؛ لأجل الاستعمال في المحاورة، وإظهارا لغزارة العلم، ودلالة على شدة العناية بأحوال السلف الصالحين، وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمشهد الخلق، وإظهار الغضب للمنكرات، وإظهار الأسف على مقارفة الناس للمعاصي، وتضعيف الصوت في الكلام وترقيق الصوت بقراءة القرآن؛ ليدل بذلك على الخوف والحزن، وادعاء حفظ الحديث ولقاء الشيوخ والدق على من يروي الحديث ببيان خلل في لفظه، ليعرف أنه بصير بالأحاديث، والمبادرة إلى أن الحديث صحيح أو غير صحيح؛ لإظهار الفضل فيه، والمجادلة على قصد إفحام الخصم؛ ليظهر للناس قوته علم الدين.
والرياء بالقول كثير وأنواعه لا تنحصر.)

الغزالي | الإحياء.

بعثرة الدجاجة.

من طريف ما يُحكى عن البدر البشتكي الشاعر أنه قال للكمال الدميري حين شرح ابن ماجه: سمه بعثرة الدجاجة.

وكان حين سمى البلقيني (الفوائد المنتهضة على الرافعي والروضة)، يقول: والرَّوَضة بفتح الواو؛ ليكون موازيا للمنتهضة، ولذا غير البلقيني التسمية إلى المحضة، بل كان يقول: لما لم يكن للشيطان سبيل للبلقيني حسن له نظم الشعر فأتى بما يضحك منه :)

ذكره السخاوي في الضوء.