أودُّ أن أكتُب.. عن الرَّصيف المُنهك وأزهار الياسمين عن قُصاصاتِ الرسائل التي أحرقتها حرارة الفَقد عن الوعودِ الكاذبةِ والخسارات وعينيه! أودُّ أن أكتُب.. عن السماءِ والقمر لكن قلمي واهِن، كقلبي تماماً!?

كيف للأماكن التي يحتَّمُ عليها أن تكون مصدراً للأمان
الحُب
القُبول
كيف لها أن تغدو بهذه الغِلظة!

حُبٌّ مَسمُوم..

تحيَّن ساعتها الأخيرة المُباركة
جهِّز رُزمة من الدعوات أطلقها بقلب صادق ويقين قاطع أن رميك لا مَحالة صائب، وأن ربَّ هذا العالَم شديد القُدرة والرَّحمة، سميع عليم.

صباح جُمعة لطيف
ليوم الجُمعة في نفسي وقعٌ مختلف ومميَّز، ولِصباحه أيضاً
هدوءه، رقَّة نسمته حتى صوت عصافيره!

أكثر من الصَّلاة على حبيبك وتخفَّف في هذا اليوم من الأحمال وخذ قسط راحةٍ من الركض وراء الحياة أُسبوعاً كاملاً

الكتابة
-وسيلتي الوحيدة للتنّهد وإعلان الحزن والصُّراخ بصمت-
تأبى أن تساعدني

تخنقُنِي الكَلمات
ولا تسَعُني اللُّغة لأتنفس!

رمضان الماضي الذي تلوحُ لي ذكرياته -الرَّقيقة- كأنَّها منذ شهرٍ أو أقل، تجهيز الزينة والإنارة ولأول مرة تجربة إعداد الطعام لوحدي وشعور التعب اللَّذيذ المُرافق له.
صلاة التراويح في المسجد المُجاور وأصوات القُرَّاء الملائكية المليئة بالخشوع.
كانت الحياة جميلة حقاً، بالتأكيد تتخللها بعض الأحزان التي كانت في وقتها عظيمةً تستدعي دموع منتصف الليل
لكن من يُقارن أحزان الماضي الجميل ومآسيه بأحزان اليوم!
كل الأشياء التي كانت عاديَّة وقتها، الآن هيَ إلى الكمال أقرب، وهذه هي النعمة التي حِزناها من النقمة، نعمة استشعار النِّعم!
لولا ما مررنا به، من كان يرى أنَّ الفراش الوثير والقوت الدافئ والبيت النظيف نعمة!
كُنَّا نلهثُ وراء المزيد غافلين عن الشكر لما بين أيدينا حتى سُلبناه!

رمضانُ هذا العام
في محاولات لصُنعِ ذكرياتٍ رقيقة أُخرى مع أُناس جُدد، وتقدير النِّعم الصغيرة قبل الكبيرة وشكر اللَّه عليها بقلوبنا قبل ألسنتنا.
يارب
أن تُزيِّن قلوبنا بالرضا والحمد
ترزُقنا سكينة النفس واليقين بك
وتحفَّنا بلُطفك
يارب
وأن تجمعنا في أفضل الأحوال
تدبِّر أمرنا وتهدينا لمساراتٍ أرحب
أن تهبنا قربك وحُبَّك وتقبلَ أعمالنا وتفتح لنا برحمتك أبواب جِنانك.