"اكتبي عن شئ سِوى الحب"

هذا ما يقولون
"أن أكتب عمَّا هو أصعب من الحب"
وهل أصعب من الحب إلا الحرب!
الجميع يستطيع أن يكتب عن الحب
عن كم هو دافئ ورقيق وعذب
لكن الحرب
صدقيني
لا أحد يستطيع أن يكتب عن الحرب ما لم يجربها
لا أحد يستطيع أن يكتب عن الحرب أبداً

منذ قُرابة العامين -وبعد خوض الحرب لمرتين- وأنا أحاول أن أكتب عنها
كتبتُ أنني خائفة
كتبتُ أنني أتآكل
كتبتُ أن جراحيَ غائرة
كتبتُ أن الأيام ثقيلة
كتبتُ أن الاستمرار صار عسيراً
كتبتُ أن قلبيَ واهن
لكنني لم استطع حقاً أن أكتب ببراعة عن الحرب
عن حقيقة أنها أمرٌ لا يتوقف عن كونه شاق ومؤلم

عندما تنتهي الحرب وتتوقفُ الكوابيس عن مطاردتي، عندها أعدكِ يا عزيزتي أن أكتب عن الحب دائماً

اربِّي حزني
كطفلٍ صغير

أبدِّدُ حزني بكلماتٍ باهتة ونصٍ غير مكتمل

إلهي وحبيبي
يا خالقَ الجمال في الأكوان
وزارع الدَّهشة في القُلوب
أدعوك
ألَّا تفقد الصباحاتُ النَّدية
والسَّماءُ الملبَّدةُ بالغيوم
وشدو الطيور
وليالي اكتمال القمر
والأيام الماطِرة
أدعوك ألَّا تفقد هذه الأشياء وهجها في قلبي.

لو أن الأيام ألطف
والحزن أخف
واللغة أكثر سلاسة

الكتابة -وسيلتي الوحيدة للتنّهد وإعلان الحزن والصُّراخ بصمت- تأبى أن تساعدني

أودُّ أن أكتُب.. عن الرَّصيف المُنهك وأزهار الياسمين عن قُصاصاتِ الرسائل التي أحرقتها حرارة الفَقد عن الوعودِ الكاذبةِ والخسارات وعينيه! أودُّ أن أكتُب.. عن السماءِ والقمر لكن قلمي واهِن، كقلبي تماماً!?

كيف للأماكن التي يحتَّمُ عليها أن تكون مصدراً للأمان
الحُب
القُبول
كيف لها أن تغدو بهذه الغِلظة!

حُبٌّ مَسمُوم..