عَن أَبِي عَبدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عَلَيهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: مَن قَالَ فِي كُلِّ يَومٍ سَبعَ مَرَّاتٍ "الحَمدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ نِعمَةٍ كَانَت أَو هِيَ كَائِنَةٌ" فَقَد أَدَّى شُكرَ مَا مَضَى وَشُكرَ مَا بَقِيَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٤ - الصفحة ٢

والله ما قلعت باب خيبر ورميت به خلف ظهري أربعين ذراعا بقوة جسدية ولا حركة غذائية، لكني أيدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور ربها مضيئة، وأنا من أحمد كالصنو من الصنو والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها ولو أمكنتني الفرصة من رقابها لما بقيت عليها .

وَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا تَكَشَّفَتْ عَنْكَ جَلَابِيبُ مَا أَنْتَ فِيه، مِنْ دُنيَا قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِينَتِهَا، وَخَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا، دَعَتْكَ فَأَجَبْتَهَا، وَقَادَتْكَ فَاتَّبَعْتَهَا، وَأَمَرَتْكَ فَأَطَعْتَهَا؟ وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَقِفَكَ…

وَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا تَكَشَّفَتْ عَنْكَ جَلَابِيبُ مَا أَنْتَ فِيه، مِنْ دُنيَا قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِينَتِهَا، وَخَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا، دَعَتْكَ فَأَجَبْتَهَا، وَقَادَتْكَ فَاتَّبَعْتَهَا، وَأَمَرَتْكَ فَأَطَعْتَهَا؟ وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَقِفَكَ وَاقِفٌ عَلَى مَا لَا يُنْجِيكَ مِنْهُ مِجَنٌّ، فَاقْعَسْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، وَخُذْ أُهْبَةَ الْحِسَابِ، وَشَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ، وَلَا تُـمَكِّنِ الْغُوَاةَ مِنْ سَمْعِكَ. وَإِلَّا تَفْعَلْ، أُعْلِمْكَ مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِنَّكَ مُتْرَفٌ، قَدْ أَخَذَ الشَّيْطَانُ مِنْكَ مَأْخَذَهُ، وَبَلَغَ فِيكَ أَمَلَهُ، وَجَرَى مِنْكَ مَجْرَى الرُّوحِ وَالدَّمِ.

وَمَتَى كُنْتُمْ يَا مُعَاوِيَةُ سَاسَةَ الرَّعِيَّةِ وَوُلَاةَ أَمْرِ الْأُمَّةِ بِغَيْرِ قَدَمٍ سَابِقٍ، وَلَا شَرَفٍ بَاسِقٍ؟ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ لُزُومِ سَوَابِقِ الشَّقَاءِ. وَأُحَذِّرُكَ أَنْ تَكُونَ مُتَمَادِياً فِي غِرَّةِ الْأُمْنِيَّةِ، مُخْتَلِفَ الْعَلَانِيَةِ وَالسَّرِيرَةِ. وَقَدْ دَعَوْتَ إِلَى الْحَرْبِ، فَدَعِ النَّاسَ جَانِباً، وَاخْرُجْ إِلَيَّ، وَأَعْفِ الْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْقِتَالِ، لِتَعْلَمَ أَيُّنَا الْمَرِينُ عَلَى قَلْبِهِ، وَالْمُغَطَّى عَلَى بَصَرِهِ، فَأَنَا أَبُو حَسَنٍ، قَاتِلُ جَدِّكَ وَأَخِيكَ وَخَالِكَ شَدْخاً يَوْمَ بَدْرٍ، وَذَلِكَ السَّيْفُ مَعِي، وَبِذَلِكَ الْقَلْبِ أَلْقَى عَدُوِّي، مَا اسْتَبْدَلْتُ دِيناً، وَلَا اسْتَحْدَثْتُ نَبِيّاً، وَإِنِّي لَعَلَى الْمِنْهَاجِ الَّذِي تَرَكْتُمُوهُ طَائِعِينَ، وَدَخَلْتُمْ فِيهِ مُكْرَهِينَ.

وَزَعَمْتَ أَنَّكَ جِئْتَ ثَائِراً بِدَمِ عُثْمَانَ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ حَيْثُ وَقَعَ دَمُ عُثْمَانَ، فَاطْلُبْهُ مِنْ هُنَاكَ إِنْ كُنْتَ طَالِباً. فَكَأَنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ تَضِجُّ مِنَ الْحَرْبِ إِذَا عَضَّتْكَ، ضَجِيجَ الْجِمَالِ بِالْأَثْقَالِ، وَكَأَنِّي بِجَمَاعَتِكَ تَدْعُونِي جَزَعاً مِنَ الضَّرْبِ الْمُتَتَابِعِ، وَالْقَضَاءِ الْوَاقِعِ، وَمَصَارِعَ بَعْدَ مَصَارِعَ، إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، وَهِيَ كَافِرَةٌ جَاحِدَةٌ، أَوْ مُبَايِعَةٌ حَائِدَةٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد
- ج ١٥ - الصفحة ٧٩

عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ قال:

صَلَّى بنا رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) صلاةَ العصرِ، فلمَّا انتهى من الصلاةِ جلسَ في مكانِهِ، والناسُ حولَهُ. وبينما هم كذلك، أقبل شيخٌ من العربِ المهاجرينَ، تبدو عليه علاماتُ الكِبَرِ والضَّعف، حتى إنَّه يكادُ لا يستطيعُ المشي. فتوجَّه إليه رسولُ اللهِ وسأله: "ما بكَ يا شيخ؟" فقال الشيخ: "يا نبيَّ الله، أنا جائعٌ فأطعمني، وعارٍ الجسدِ فاكسني، وفقيرٌ فساعدني."

فقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): "ليسَ لديَّ شيءٌ الآن، ولكن مَن يدلُّ على الخيرِ كمن يفعله. اذهب إلى بيتِ مَن يحبُّ اللهَ ورسولَه، ويحبُّه اللهُ ورسولُه، ويُؤثِرُ اللهَ على نفسه. اذهب إلى بيتِ فاطمةَ." وكان بيتُ فاطمةَ (عليها السلام) قريبًا من بيتِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله). ثم قال: "يا بلال، خذه إلى بيتِ فاطمةَ."

فذهب الأعرابيُّ مع بلال، ولمَّا وصل إلى بابِ فاطمةَ (عليها السلام)، نادى بصوتٍ عالٍ: "السلام عليكم يا أهلَ بيتِ النبوَّةِ، ومكانَ نزولِ الملائكةِ، ومنزلَ جبرئيلَ الأمينِ بوحيٍ من اللهِ ربِّ العالمين." فردَّت فاطمةُ (عليها السلام): "وعليكَ السلام، مَن أنتَ؟"

قال الأعرابيُّ: "أنا شيخٌ من العربِ، جئتُ مهاجرًا إلى أبيكِ سيِّدِ البشرِ، وأنا الآن جائعٌ وعارٍ الجسدِ. فارحمني يرحمْكِ اللهُ."

وكانت فاطمةُ (عليها السلام) وزوجُها عليٌّ (عليه السلام) في تلك الأيامِ لم يأكلا شيئًا لمدةِ ثلاثةِ أيامٍ، وكان رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) يعلمُ بحالهما. فذهبت فاطمةُ (عليها السلام) إلى جلدِ كبشٍ كان ينام عليه الحسنُ والحسينُ (عليهما السلام) وقالت: "خذْ هذا، لعلَّ اللهَ يرزقُك ما هو خيرٌ منه."

قال الأعرابيُّ: "يا بنتَ محمدٍ، أنا جائعٌ وأنتِ تعطيني جلدَ كبشٍ؟ ماذا أفعلُ به وأنا أعاني من الجوعِ؟"

فذهبت فاطمةُ (عليها السلام) وقطعت عقدًا كان في عنقِها، وأهدته إليه وقالت: "خذْ هذا وبِعْهُ، لعلَّ اللهَ أن يعوِّضَك خيرًا منه."

أخذ الأعرابيُّ العقدَ وذهب إلى مسجدِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله)، وقال: "يا رسولَ الله، أعطتني فاطمةُ هذا العقدَ وقالت لي أن أبيعَه."

فبكى رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) وقال: "وكيف لا يصنعُ اللهُ لك خيرًا وقد أعطتكه فاطمةُ بنتُ محمدٍ، سيِّدةُ بناتِ آدمَ."

فقام عمارُ بنُ ياسرٍ (رضي الله عنه) وقال: "يا رسولَ الله، أتأذنُ لي بشراءِ العقدِ؟" فقال النبيُّ (صلى الله عليه وآله): "اشترِه يا عمار، فلو اشترك فيه الجنُّ والإنسُ جميعًا ما عذَّبهم اللهُ بالنارِ."

فقال عمارٌ للأعرابيِّ: "بكم تبيعُ العقدَ؟"

فقال الأعرابيُّ: "أريده مقابلَ شبعةٍ من الخبزِ واللحمِ، وثوبٍ أسترُ به جسدي، ودينارٍ يصلني إلى أهلي."

وكان عمارٌ قد باع نصيبَه من غنائمِ خيبرَ، فقال للأعرابيِّ: "سأعطيكَ عشرينَ دينارًا، ومئتي درهمٍ، وثوبًا يمانيًّا، وناقتينِ توصلك إلى أهلك، وشبعًا من الخبزِ واللحمِ."

فقال الأعرابيُّ: "ما أكرمكَ بالمالِ أيها الرجلُ." فأخذ عمارٌ الأعرابيَّ وأعطاه كلَّ ما وعدَه.

ثم عاد الأعرابيُّ إلى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) وقال: "يا رسولَ الله، شبعتُ وكسيتُ واستغنيتُ."

فقال له النبيُّ (صلى الله عليه وآله): "اشكرْ فاطمةَ على ما قدَّمتْه لكَ."

فقال الأعرابيُّ: "اللهمَّ أعطِ فاطمةَ ما لم تَرَهُ عينٌ، ولم تسمعْه أذنٌ."

فقال النبيُّ (صلى الله عليه وآله): "آمين، واعلموا أن اللهَ قد أعطى فاطمةَ في الدنيا ما لا يُعطى لغيرِها: أبوها رسولُ اللهِ، وزوجُها عليٌّ بنُ أبي طالبٍ، وأبناؤها الحسنُ والحسينُ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنةِ."

ثم عاد عمارٌ إلى العقدِ، فطيَّبَه بالمسكِ ولفَّه في بردةٍ يمانيَّةٍ، وكان لديه عبدٌ اسمه سهمٌ، فقال له: "خذْ هذا العقدَ وادفعْه إلى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله)، وأنتَ الآنَ حرٌّ."

فذهب سهمٌ إلى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) وأعطاه العقدَ، وقال له ما قاله عمارٌ. فأمره رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) أن يذهبَ به إلى فاطمةَ (عليها السلام) ويخبرَها بأنه أصبح حرًّا.

فذهب المملوكُ إلى فاطمةَ (عليها السلام)، وأعطاها العقدَ وأخبرها بما قاله رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله)، فأخذت فاطمةُ العقدَ وأعتقت المملوكَ.

ضحكَ المملوكُ، فقالت فاطمةُ: "ما يضحككَ؟" فقال: "أضحكني بركةُ هذا العقدِ؛ أشبعَ جائعًا، وكسى عريانًا، وأغنى فقيرًا، وأعتق عبدًا، ثم عاد إلى صاحبه."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٥٦

هَذَا الْمُحَرَّمُ قَدْ وافَاكَ مُنْتَدِبًا
يَدعُو، فَمَا لَكَ يا مَولايَ تَعتَذِرُ؟

يَدعُوكَ يا ثارَهُ فانْهَضْ بِرَايَتِهِ
إذْ لَمْ يَجِدْ غَيرَكُمْ لِلثَّأرِ مُنْتَصِرُ

١_ كتاب ?: فاجعة الطف - أبعادها ـ ثمراتها ـ توقيتها - السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم ( كتاب غاية في الروعة يتكلم عن الجوانب المهملة هذه الفاجعة )

٢_ كتاب ? : الصحيح من مقتل سيد الشهداء ( وهو كتاب مهم يتكون من اكثر من 1500 صفحة )

٣_ كتاب ?: مقتل ابي مخنف ( وهو من اقدم المقاتل واولها التي رويت حادثة يوم عاشوراء من الناس الذين حظروها او قريب عن حدوثها )

لا تنسون اعادة نشر هذه الكتب للناس ⚠️