?| مـوسوعــة الأخـلاق |?

Description
هدف القناة :
للتعريف بالأخلاق الإسلامية المحمودة والتحذير من الأخلاق المذمومة في ظل أنتشار الفساد والإنحلال الأخلاقي ،
☑️ فساهم أخي الحبيب في نشرها بين الناس نسأل الله لنا ولك القَبول .
أخوكم في الله من الشام ،
للمناصحة : @Abo_baker_al_edilbi
We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 year, 5 months ago

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 3 months ago

Last updated 1 month, 1 week ago

3 weeks, 5 days ago

الكاتب: إسلام ويب
التصنيف:شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم.

أمور أقسم عليها النبي صلى الله عليه وسلم

القَسَم والحلِف بمعنى واحد، ويُقْصَد به (القسم) تأكيد وتقوية معنى يراد غرسه في نفس المستمع، ويُؤْتَى به لدفع إنكار المنكرين، أو إزالة شكِّ الشاكين، أو لبيان عِظَم المُقْسَم عليه، قال الزركشي: "(القَسَم) إنما جيء به لتوكيد المقسم عليه"، وقال الآلوسي: "(القَسَم) يتضمن الإخبار عن تعظيم المُُقْسَم به، وأن الإقسام بالشيء إعظام له". والنبي صلوات الله وسلامه عليه كان تارة يحلف بقوله: (والذي نفسي بيده)، وأخرى يقول: (والذي نفس محمد بيده) ومرة أخرى يحلف بقوله: (والله)، (والله الذي لا إله غيره).. فلا ضير في تعدد صيغ الحلف مادام أن الحلف يكون بالله تعالى، إذ أن الحلف بغير الله شرك بالله عز وجل، فقد سمِعَ عبد الله بن عمر رضي الله عنه رجلاً يحلف ويقول: لا والكعبة، فقال له: (إنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حلف بغير الله قد أشرك) رواه أبو داود وصححه الألباني.
والناظر في السيرة النبوية يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم أقسم على بعض الأمور للتأكيد عليها وبيان أهميتها، ومن ذلك:

رؤية المؤمنين لربهم في الجنة:
أقسم النبي صلى الله عليه وسلم على رؤية المؤمنين لربهم عز وجل في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (هل تُضارون في رُؤية الشَّمسِ في الظهيرة، ليست في سحابة؟ قالوا: لا، قال: فهل تضارُون في رؤيةِ القمر ليلة البدر، ليس في سحابة؟ قالوا: لا، قال: فوالذي نفسي بيدِه! لا تُضارون في رُؤيةِ ربِّكم إلا كما تُضارُون في رؤيةِ أحدِهما (الشمس والقمر)) رواه مسلم.

حوض النبي صلى الله عليه وسلم:
مِنْ خصائص نبينا صلى الله عليه وسلم وفضائله الكوثر، وهو المراد في قول الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}(الكوثر:1)، والكوثر نهر عظيم وعده الله به في الجنة، وهو يصب في حوضٍ له صلى الله عليه وسلم، فهو مادة الحوض كما قال ابن حجر في الفتح. وهذا الحوض من مكرمات نبينا عليه الصلاة والسلام في الآخرة، وقد جاء في صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم أخبر بوجود هذا الحوض الآن، وقد أقسم على ذلك، لعظم شأن هذا الحوض، وأهمية تعريف الأمة به، حتى يأخذوا بأسباب الورود عليه، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلّى على أهل أُحُد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: (إني فَرَطُكُم (سابقكم)، وأنا شهيدٌ عليكم، وإني والله لأنظر إلى حَوضي الآن). وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني على الحوض حتى أنظر من يَرِدُ عليَّ منكم، وسيؤخذ أناس دوني، فأقول: يا ربِّ! مِنِّي ومن أُمَّتِي، فيقال: هل شعرتَ ما عملوا بعدك؟ والله! ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم) رواه البخاري.

حُرمة الصحابة، وبيان فضلهم، وعدم جواز التعرض لهم:
التعرض لأحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالإيذاء والانتقاص في غاية الخطر، وهذه المسألة مما ابتدعها أهل البدع والزندقة، للوصول إلى إسقاط السُنة، ومِنْ ثم فقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة أصحابه رضوان الله عليهم، وعدم جواز التعرض لهم، فقال: (لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مُدَّ أحدهم، ولا نصيفه) رواه مسلم. والمُد، جمع اليدين، فما أنفقه الصحابي بملء يديه، أو نصف ذلك، أفضل من نفقة أحدنا بمقدار جبل أحد. قال أبو زرعة الرازي ـ وهو من علماء الحديث المتقدمين ـ: "إذا رأيتَ الرجل ينتقص أحداً مِن أصحاب رسول الله، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرح به ألصق، والحكم عليه بالَزْندقة والضلالة والكذب والفساد، هو الأقوم الأحق".

وجوب محبة المؤمنين:
محبة المؤمنين لبعضهم واجبة، وكل ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ومن الأشياء التي توصل إلى المحبة بين المسلمين: إفشاء السلام، فهو مفتاح المودة، وسبب الألفة، وإظهار لشعار من شعائر الدين، مع ما فيه من التواضع، ورعاية حرمة المسلمين، وإدخال السرور عليهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والَّذي نَفسِي بيده، لا تدخلونَ الجنَّة حتَّى تُؤمنوا، ولا تُؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أوَلَا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحابَبتُم؟ أفشوا السَّلامَ بينَكُم) رواه مسلم.

3 weeks, 5 days ago

*? حـــــــديث اليـــــــوم ?*

حديث : أرأيت إذا صليت المكتوبات

➢ عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما ، أن رجلا سأل رسول الله عليه وسلم فقال : أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد على ذلك شيئا ، أأدخل الجنة ؟ ، قال : ( نعم ) رواه مسلم .

ومعنى حرّمت الحرام : اجتنبته ، ومعنى أحللت الحلال : فعلته معتقدا حلّه .

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

*? #شــــــرح_الـحــديـث ?*

لما أرسل الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ، جعل الغاية من ابتعاثه الرحمة بالخلق ، والإرشاد إلى أقصر الطرق الموصلة إلى رضى الربّ ، وإذا رأينا قوله تعالى : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } ( الحج : 107 ) ، تداعى إلى أذهاننا الكثير من الصور التي تؤكّد هذا المعنى ، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يدّخر جهدا في إنقاذ البشرية من الضلال ، وتبصيرهم بالهدى والحق .

وتحقيق هذا الهدف يتطلّب الإدراك التام لما عليه البشر من تنوّع في القدرات والطاقات ، إذ من المعلوم أن الناس ليسوا على شاكلة واحدة في ذلك ، بل يتفاوتون تفاوتا كبيرا ، فلئن كان في الصحابة من أمثال الصدّيق و الفاروق وغيرهم من قادات الأمة الذين جاوزت همتهم قمم الجبال وأعالي السحاب ، فإن منهم - في المقابل - الأعرابي في البادية ، والمرأة الضعيفة ، وكبير السنّ ، وغيرهم ممن هم أدنى همّة وأقل طموحا من أولئك الصفوة .

ولذلك نرى - في الحديث الذي نتناوله - هذا الصحابي ، وقد أتى ليسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سؤال المشتاق إلى ما أعده الله تعالى لعباده المتقين في الجنة ، ومسترشدا عن أقصر الطرق التي تبلغه منازلها ، فقال : " أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد على ذلك شيئا ، أأدخل الجنة ؟ ".

إن هذا السؤال قد ورد على ألسنة عدد من الصحابة رضوان الله عليهم بأشكال متعددة ، وعبارات متنوعة ، فقد ورد في صحيح البخاري و مسلم ، أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس صلوات في اليوم والليلة ) ، فقال : هل علي غيرها ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وصيام رمضان ) ، قال : هل علي غيره ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة ، قال : هل علي غيرها ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، قال : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفلح إن صدق ) ، وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة ؟ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم ) رواه البخاري .

ومما لا ريب فيه أن السائل الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي نحن بصدده - كان دقيقا في اختياره للمنهج الذي رسمه لنفسه ؛ فإنه قد ذكر الصلوات المكتوبات ، وهي أعظم أمور الدين بعد الشهادتين ، بل إن تاركها بالكلية خارج عن ملة الإسلام ، كما جاء في الحديث الصحيح : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ) .

وبعد الصلاة ذكر صوم رمضان ، وهو أحد أركان الإسلام العظام ، و مما أجمع عليه المسلمون ، وقد رتّب الله عليه أجراً كبيراً ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه ) .

ثم أكّد التزامه التام بالوقوف عند حدود الله وشرائعه ، متمثلا بتحليل ما أحله الله في كتابه ، وبيّنه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ، واجتناب ما ورد في هذين المصدرين من المحرمات ، مكتفيا بما سبق ، غير مستزيد من الفضائل والمستحبات الواردة .

4 weeks ago

3 ـ السلام قبل الاستئذان:
عن ابن بريدة قال: (استأذن رجل على رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم على الباب، فقال: أأدخل؟ ثلاث مرات، وهو ينظر إليه، فلم يأذن له، ثم قال: السلام عليكم، أأدخل؟ فقال: ادخل، ثم قال: لو قمتَ إلى الليل تقول: أأدخل؟ ما أذِنْتُ لك، حتى تبدأ بالسلام) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه. وعن رِبْعي بن حِراش رضي الله عنه قال: حدثني رجل من بني عامر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: اخرجي فقولي له: قل: السلام عليكم، أأدخل، فإنه لم يحسن الاستئذان، قال: فسمعتُها قبل أن تخرج إلي الجارية، فقلت: السلام عليكم، أأدخل؟ فقال: وعليك، ادخل. قال: فدخلت) رواه أحمد وصححه الألباني.

قال الألباني: "وفيه دليل صريح على أن مِنْ أدب الاستئذان في الدخول البدء بالسلام قبل الاستئذان، وفي ذلك أحاديث أخرى بعضها أصرح مِنْ هذا.. ويؤيده ما رواه البخاري في أدبه بسند صحيح عن عطاء عن أبي هريرة فيمن يستأذن قبل أن يسلم قال: (لا يُؤْذن له حتى يبدأ بالسلام).

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان في تقديم السلام، قال الشنقيطي: "ولا يخفى أن ما صح فيه حديثان عن النبي صلى الله عليه وسلم مُقَدَّم على غيره، فلا ينبغي العدول عن تقديم السلام على الاستئذان، وتقديم الاستئناس ـ الذي هو الاستئذان ـ على السلام في قوله: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا}(النور:27)، لا يدل على تقديم الاستئذان، لأن العطف بالواو لا يقتضي الترتيب، وإنما يقتضي مطلق التشريك".

وقال ابن كثير: "وقال العوفي عن ابن عباس: الاستئناس: الاستئذان. وكذا قال غير واحد".

4 ـ الاستئذان ثلاث مرات:
الاستئذان يكون ثلاث مرات، ويقول المُسْتَأْذِن في كل واحدة منها: السلام عليكم، أأدخل؟ فإن لم يؤذَن له عند الثالثة فليرجع، ولا يزد على الثلاث، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كنتُ في مجلس من مجالس الأنصار إذ جاء أبو موسى رضي الله عنه كأنه مذعور، فقال: استأذنتُ على عمر ثلاثاً فلم يؤذَن لي، فرجعتُ، فقال: ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي فرجعت، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذَن له فليرجع) رواه البخاري.

وعن قتادة في معنى قوله تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا}(النور:27) قال: هو الاستئذان ثلاثاً". وقال ابن عبد البر في التمهيد: "وقال بعضهم: المرة الأولى من الاستئذان: استئذان، والمرة الثانية: مشورة، هل يؤذن في الدخول أمْ لا؟ والثالثة: علامة الرجوع، ولا يزيد على ذلك على ثلاث"، وقال القاضي أبو بكر بن العربي: "وحكمة التعداد في الاستئذان أن الأولى: استعلام، والثانية: تأكيد، والثالثة: إعذار".

5 ـ رجوع المستأذِن إذا لم يؤذَن له:
اعتذار صاحب البيت عن الإذن بدخول المستأذِن إما أن يكون اعتذاراً ضمنياً، وإما أن يكون صريحاً، وقد دلّ قول الله تبارك وتعالى: {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا}(النور:28) على حالة الاعتذار الضمني، فربما كان صاحب البيت موجوداً في البيت، لكنه لم يشأ أن يرد على المستأذِن، أو يفتح له الباب، فيصدق على المستأذِن أنه لم يجد فيها أحداً، وفي حديث أبي سعيد: (إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع) رواه البخاري.

أما الاعتذار الصريح إذا استأذن شخص ثلاثاً أو أقل وأجيب بقول صاحب الدار: ارجع، فالواجب أن ينصرف وهو على يقين أن هذا أفضل له، لأن الله سبحانه وتعالى قال: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ}(النور:28). قال ابن كثير: "أي: إذا ردّوكم من الباب قبل الإذن أو بعده {فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} أي: رجوعكم أزكى لكم وأطهر"، وقال السعدي: "أي: فلا تمتنعوا من الرجوع، ولا تغضبوا منه، فإن صاحب المنزل، لم يمنعكم حقا واجبا لكم، وإنما هو مُتبرِِّع، فإن شاء أذِنَ أو منع، فأنتم لا يأخذ أحدكم الكِبْر والاشمئزاز من هذه الحال، {هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} أي: أشد لتطهيركم من السيئات، وتنميتكم بالحسنات".

6 ـ استئذان الأطفال والأبناء داخل البيت:
على الآباء أن يُعَوِّدوا أولادهم على الاستئذان، فإذا كان الهدْي النبوي أوجب الاستئذان لمن أراد أن يدخل بيت غيره، وحرَّم عليه أن يطلع على بيت غيره بدون إذن أهله، فقد أوجب كذلك الاستئذان في داخل البيت نفسه، كالاستئذان على الأم والأخت، لئلا تكون هناك عورة منكشفة، فعن عطاء بن يسار أن رجلا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: (أستأذن على أمي؟ قال: نعم، فقال الرجل: إني معها في البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذِن عليها، فقال الرجل: إني أخدمها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها، أتحب أن تراها عُرْيَانَة؟! قال: لا، قال: فاستأذِن عليها) رواه مالك في الموطأ، وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهما..

4 weeks ago

الكاتب: إسلام ويب
التصنيف: شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم

آداب الاسْتِئْذان في الهَدْي النبَوي

الاسْتِئْذان هو طلب الإذن بالدخول لبيت لا يملكه المُسْتَأذِن، خوفاً من الاطلاع على العورات، أو وقوع النظر على ما لا يرغبه صاحب البيت، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}(النور:27)، قال ابن كثير: "هذه آداب شرعية، أدَّب الله بها عباده المؤمنين"، وقال السعدي: "يرشد الباري عباده المؤمنين، أن لا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم بغير استئذان، فإن في ذلك عدة مفاسد: منها ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (إنما جُعِل الاستئذان مِنْ أجل البصر)، فبسبب الإخلال به، يقع البصر على العورات التي داخل البيوت، فإن البيت للإنسان في ستر عورة ما وراءه، بمنزلة الثوب في ستر عورة جسده".

والاستئذان كما فيه صيانة لعِرْض الغير وعوراته وخصوصياته، فيه حفظ لمشاعر المستأذِن والمستأذَن عليه، سواء كان المستأذِن قريباً للمستأذَن عليه، أو أجنبياً عنه.. وهناك الكثير من الآداب النبوية التي علمها لنا النبي صلى الله عليه وسلم في الاستئذان، منها: طريقة الاستئذان، وعدم وقوف المستأذن مقابل الباب، والسلام قبل الاستئذان، والاستئذان ثلاث مرات، ورجوع المُسْتَأْذِن إذا لم يؤذَن له، وإفصاح المستأذِن عن اسمه وعدم الاستئذان بقوله: أنا، واستئذان الأطفال والأبناء داخل البيت..

والسيرة النبوية زاخرة بالمواقف التي علَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه مِنْ خلالها آداب الاستئذان، ومِنْ ذلك:

1 ـ طريقة الاستئذان وقول السلام عليكم:
عن رِبْعِيِّ بن حِرَاشٍ قال: حدثنا رجل من بني عامر قال: (إنه أستأذَن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت، فقال: أألج ـ يعني: أأدخل ـ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، وقل له: قل: السلام عليكم، أأدخل، فسمع الرجل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له، فدخل) رواه أبو داود وصححه الألباني. وعن كلدة بن الحنبلي: (أن صفوان بن أمية بعثه بِلَبَنٍ وَجِدايَةٍ (ولد الظبي، بمنزلة الجدي من الغنم) وَضَغابِيسَ (القثاء الصغير) إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي، قال: فدخلتُ عليه ولم أسَلِّم ولمْ أستأذن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع فقل: السلام عليكم، أأدخل؟) رواه الترمذي وصححه الألباني.

2 ـ عدم وقوف المستأذِن مُقابِل الباب:
ينبغي ألاّ يقف المُسْتَأذِن مقابل الباب إذا كان الباب مفتوحاً، وكذلك إذا كان مغلقاً خشية أن يُفتح له فيرى من أهل المنزل ما لا يحبون أن يراه، وهذا بخلاف ما لو كان الباب عن يمينه، أو عن يساره، فإنه إذا فتح الباب لا يرى ما في داخل البيت. فعن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم، وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور) رواه الترمذي وصححه الألباني. وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: (جئتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيتٍ، فقمتُ (وقفت) مقابل الباب فاستأذنتُ، فأشارَ إلَيَّ أن تباعد، ثم جئتُ فاستأذنتُ، فقال: وهل الاستئذان إلا من أجل النظر؟!) رواه الطبراني.

وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يحِلُّ لامرئٍ مسلمٍ أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن، فإن فعل فقد دخل (أي: إذا نظر بعينه فكأنه دخل)) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وعن هُزَيْل بن شُرْحَبيل قال: (جاء رجل فوقف على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذن مُسْتَقْبِل الباب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا عنك؟ فإنما الاستئذان من أجل النظر) رواه أبو داود وصححه الألباني.

فالمستأذِن لا يقف أمام البيت، ويقف بجانبه، بحيث يراعي حُرْمَة البيت، فإذا فتح الباب فلا يرى شيئاً في داخل البيت، وفي نفس الوقت لا يذهب المُسْتَأْذِنُ بعيداً عن الباب تماماً، لأنه ربما لا يسمعه أو يراه المستأذَن عليه.

4 weeks, 1 day ago

وفي "ألفية السيرة النبوية" للحافظ العراقي، قال فيه عن وصف أم معبد للنبي صلى الله عليه وسلم:
تقولُ فيهِ بِلِسَانٍ نَاعِتِ أبْلَجُ وجهٍ ظَاهرُ الوضَّاءَةِ
الخَلْقُ مِنْهُ لمْ تَعِبْهُ ثَجْلَهْ كَلاَّ ولَمْ تُزْرِ بهِ مِنْ صَعْلَهْ
أَدَعْجُ والأهدابُ فيها وَطْفُ مِنْ طولِها أو غَطَفٌ أوَ عَطْفُ
والجِيدُ فيهِ سَطَعٌ، وَسِيمُ والصَّوْتُ فيهِ صحل، قسيم
كيثف لِحْيةٍ، أَزَجُّ، أَقْرَنُ أَحْلاه مِنْ قُرْبٍ لَهُ وأحسن
أجمله من بعد وأبهى يَعْلُوهُ إذْ ما يَتَكَلمُ الْبَهَا
كذاكَ يَعْلُوهُ الوقار إن صمت منطقه كخرز تحدّرت
فَصْلُ الكلامِ ليسَ فيه هَذرُ حُلوُ المَقَالِ ما عَرَاهُ نَزْرُ
لا بَائِنٌ طولا، ولا يُقْتَحَمُ مِنْ قِصَرٍ، فهْوَ عَلَيهِمْ يَعظُمُ
بِنَضْرَةِ المَنْظَرِ والمِقدَارِ تَحُفُّهُ الرِّفْقَةُ بائتِمَارِ
إنْ أُمِروا تَبَادَروا امْتِثَالا أو قالَ قَولاً أنْصَتوا إجْلالا
فَهْوَ لدَى أصحابِهِ مَحْفودُ أيْ: يُسْرِعونَ طَاعَةً، مَحْشودُ
ليسَ بعابِسٍ، ولا مُفنِّدِ بِذَاكَ عَرَّفَتْهُ أمّ معبد
ناعت: واصف. الأبلج: الأبيض الحسن الواسع الوجه. الثجلة: عظم البطن واسترخاؤه، الصعلة -بفتح الصاد وإسكان العين المهملة -: الدقة والنحول والخفة في البدن. الوطف: كثرة شعر الأهداب مع استرخاء وطول. الغطف والعطف والوطف بمعنىّ، وقول المصنف (أو) يشير إلى روايات أخرى فيها الغطف والعطف مكان الوطف. الجيد: العنق. السطع: الطول والارتفاع. الصحل: بحة في الصوت. قسيم - من القسامة - وهي: الحُسن والجمال. أزج - من الزجج - وهو: تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد. أقرن - من القرن - وهو: التقاء الحاجبين. الخرز- جمع خرزة -: وهي التي تنظم في السلك ليتزين بها.

وصْف النبي صلى الله عليه وسلم بعيون بعض أصحابه:
مِن دلالات حب الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم، نقلهم لنا وصفه حتى كأننا نراه، ومما جاء في وصفه صلى الله عليه وسلم من بعض أصحابه:

عن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: (كان صلى الله عليه وسلم كثير شعر اللحية، وَكنتُ إذا نظرتُ إليهِ قلتُ أَكحلُ العينينِ وليس بأَكحل). وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان رَبْعَةً من القوم (ليس بالطويل ولا بالقصير)، أزْهر اللون (أبْيضَ مُشرَبًا بحُمْرةٍ)، ليس بأبيض أمهق (شديد البياض) ولا آدم (أسود)) رواه البخاري. ويصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيقول: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مشربًا بياضه حُمرة) رواه البيهقي. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا ً(مُتوسِّطَ القامةِ بيْن الطَّويلِ والقَصير)، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه (عَريضَ أعْلى الظَّهرِ، شَعرُ رَأسِه طَويلٌ يَبلُغُ شَحْمةَ أُذُنَيه)) رواه البخاري.

4 weeks, 1 day ago

أم مَعْبَد تصف النبيَّ صلى الله عليه وسلم:
روى البيهقي والحاكم والطبراني وغيرهم عن حُبيش رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة، وخرج منها مهاجراً إلى المدينة، هو وأبو بكر رضي الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فُهيرة رضي الله عنه ودليلهما الليثي عبد الله بن أُرَيْقِط، مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت برزة (كهلة كبيرة السن)، جلدة (قوية وعاقلة)، تحتبي (تجلس وتضم يديها إحداهما إلى الأخرى على ركبتيها)، بفناء القبة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحماً وتمراً، ليشتروه منها، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك، وكان القوم مُرْمِلين (نفذ زادهم)، مُسنتين (داخلين في جدب ومجاعة وقحط)، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر (جانب) الخيمة، خلّفها الجَهْد (المشقة والهزال)عن الغنم، فقال: هل بها من لبن؟ فقالت: هي أجهد من ذلك، فقال: أتأذنين لي أن أحلبها؟ فقالت: نعم بأبي أنت وأمي، إنْ رأيتَ حلبا (لبنا في الضرع، فاحلبها)، فدعا بالشاة فاعتقلها (وضع رجلها بين ساقه وفخذه)، ومسح ضرعها وسمّى الله - وفي رواية: ودعا لها في شائها -، فتفاجّت (فتحت ما بين رجليها كما هو شأن الغنم إذا حلبت)، ودرّت، ودعا بإناء يربض (يشبع ويروي) الرهط (الجماعة)، فحلب فيه ثجّا (كثيرا)، وسقى القوم حتى رووا، وسقى أم معبد حتى رويت، ثم شرب آخرهم، وقال: ساقي القوم آخرهم شربا، ثم حلب فيه مرة أخرى فشربوا عللا بعد نهل (النهل: الشربة الأولى، والعلل: الشربة الثانية)، ثم حلب فيه آخرا، وغادره عندها ثم ركبوا، وذهبوا.. فقلما لبث أن جاء أبو معبد زوجها يسوق أعنزا عجافا (هزالا)، يتساوكن هزلا (يتمايلن في مشيتهن من الهزال والضعف) لا نقي بهن (مخهن قليل)، فلما رأى اللبنَ أبو معبد عَجِبَ، وقال: ما هذا يا أم معبد؟ أنّى لك هذا؟! والشاء عازب (بعيدة المرعى)، حيال (ليس بها حمل) ولا حلوب (ذات لبن) بالبيت، فقالت: لا ـ والله ـ، إلا أنه مرّ بنا رجل مبارك فمِنْ حاله كذا، وكذا (كناية عما رأته)، فقال: صفيه يا أم معبد، فقالت:

رأيتُ رجلا ظاهر الوَضَاءَة (الحُسن والبهجة)، أبْلج الوجه (مشرقه)، حَسن الخَلْق، لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ (عظم البطن)، وَلَمْ تُزْرِيه صُعْلَةٌ ( صغر الرأس)، وسيم قسيم (حسن جميل)، في عينيه دَعَجٌ (شدة سواد العينين)، وفي أشفاره (رموش عينيه) وَطَفٌ (طول وغزارة )، وفي صوته صَحَل (بحة خفيفة فليس في صوته غلظ)، أحور(شدة بياض العينين، وشدة سواد سوادهما)، أكحل (سواد في أجفان العينين)، أَزَجُّ (دقيق الحاجبين في طول)، أَقْرَنُ (مقرون الحاجبين)، شديد سواد الشعر، في عنقه سطح (ارتفاع وطول)، وفي لحيته كثاثة (غزارة من غير دقة)، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، وكأن منطقه خرزات نظم يتحدرن (كلامه متناسق، ومتصل بعضه ببعض، فأشبه في تناسقه الدُرر)، حلو المنطق، فصْل (يفصل الحق من الباطل)، لا نزر(قليل)، ولا هذر (كثير الكلام، فهو وسط بين هذا وذاك)، أجهر الناس (أرفعهم صوتا من غير إفراط مع الوضوح)، وأجمله من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب (أفردت الضمير حملا على لفظ الناس)، رَبْعة (ليس بالطويل ولا بالقصير) لا تشنؤه من طول (لا يٌبغض لفرط طوله)، ولا تقتحمه (لا تتجاوزه إلى غيره ازدراء له وإعراضا) عين من قِصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفّون به (يحيطون به)، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا لأمره (تسابقوا إلى امتثاله)، محفود (مخدوم)، محشود (يجتمع الناس له)، لا عابس (مقطب الوجه)، ولا مفنّد( يكثر من اللوم)). وفي رواية قالت: (أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُه وَأَجْمَلُه مِنْ قَرِيب).

لقد حلت البركة والخير على أم معبد وأهلها ببركة نبينا صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا في شدة وضيق، وجدب وقحط أوشكوا منه على الهلاك، وفي هذه القصة ـ وفي حلبه صلى الله عليه وسلم للشاة المجهدة وإدرار اللبن منها ـ معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، ودليل من دلائل نبوته، مما جعل أبا معبد عند مشاهدته لذلك يقول كما ذكر ابن القيم في "زاد المعاد": "قال أبو معبد: والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد هممتُ أن أصحبه، ولأفعلنَّ إن وجدتُ إلى ذلك سبيلا".

1 month ago

*? حـــــــديث اليـــــــوم ?*

حديث : قل آمنت بالله ثم استقم

عن أبي عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي ، رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدا غيرك ، قال : ( قل آمنت بالله ، ثم استقم ) رواه مسلم في صحيحه .

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

*? #شــــــرح_الـحــديـث ?*

إن غاية ما يتطلع إليه الإنسان المسلم ، أن تتضح له معالم الطريق إلى ربّه ، فتراه يبتهل إليه في صلاته كل يوم وليلة أن يهديه الصراط المستقيم ، كي يتخذه منهاجا يسير عليه ، وطريقا يسلكه إلى ربه ، حتى يظفر بالسعادة في الدنيا والآخرة .

ومن هنا جاء الصحابي الجليل سفيان بن عبدالله رضي الله عنه ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وانتهز الفرصة ليسأله عن هذا الشأن الجليل ، فجاءته الإجابة من مشكاة النبوة لتثلج صدره ، بأوضح عبارة ، وأوجز لفظ : ( قل آمنت بالله ، ثم استقم ) .

إن هذا الحديث على قلة ألفاظه ، يضع منهجا متكاملا للمؤمنين ، وتتضح معالم هذا المنهج ببيان قاعدته التي يرتكز عليها ، وهي الإيمان بالله : ( قل آمنت بالله ) ، فهذا هو العنصر الذي يغير من سلوك الشخص وأهدافه وتطلعاته ، وبه يحيا القلب ويولد ولادة جديدة تهيئه لتقبل أحكام الله وتشريعاته ، ويقذف الله في روحه من أنوار هدايته ، فيعيش آمنا مطمئنا ، ناعما بالراحة والسعادة ، قال الله تعالى مبينا حال المؤمن : { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } ( الأنعام : 122 ) ، فبعد أن كان خاوي الروح ، ميّت القلب ، دنيوي النظرة ، إذا بالنور الإيماني يملأ جنبات روحه ، فيشرق منها القلب ، وتسمو بها الروح ، ويعرف بها المرء حقيقة الإيمان ومذاقه.

فإذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان ، وتمكنت جذوره في قلبه ، استطاع أن يثبت على الحق ، ويواصل المسير ، حتى يلقى ربّه وهو راض عنه ، ثم إن ذلك الإيمان يثمر له العمل الصالح ، فلا إيمان بلا عمل ، كما أنه لا ثمرة بلا شجر ، ولهذا جاء في الحديث : ( ثم استقم ) فرتّب الاستقامة على الإيمان ، فالاستقامة ثمرة ضرورية للإيمان الصادق ، ويجدر بنا في هذا المقام أن نستعرض بعضاً من جوانب الاستقامة المذكورة في الحديث .

إن حقيقة الاستقامة ، أن يحافظ العبد على الفطرة التي فطره الله عليها ، فلا يحجب نورها بالمعاصي والشهوات ، مستمسكا بحبل الله ، كما قال ابن رجب رحمه الله : " والاستقامة في سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها : الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها " ، وهو بذلك يشير إلى قوله تعالى : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ( الروم : 30 ).

وقد أمر الله تعالى بالاستقامة في مواضع عدة من كتابه ، منها قوله تعالى : { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك } ( هود : 112 ) ، وبيّن سبحانه هدايته لعباده المؤمنين إلى طريق الاستقامة ، كما قال عزوجل : { وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم } ( الحج : 54 )، وجعل القرآن الكريم كتاب هداية للناس ، يقول الله تعالى في ذلك : { كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد } ( إبراهيم : 1 ).

ولئن كانت الاستقامة تستدعي من العبد اجتهاداً في الطاعة ، فلا يعني ذلك أنه لا يقع منه تقصير أو خلل أو زلل ، بل لا بد أن يحصل له بعض ذلك ، بدليل أن الله تعالى قد جمع بين الأمر بالاستقامة وبين الاستغفار في قوله : { فاستقيموا إليه واستغفروه } ( فصلت : 6 ) ، فأشار إلى أنه قد يحصل التقصير في الاستقامة المأمور بها ، وذلك يستدعي من العبد أن يجبر نقصه وخلله بالتوبة إلى الله عزوجل ، والاستغفار من هذا التقصير ، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم : ( استقيموا ولن تحصوا ) رواه أحمد ، وقوله أيضا : ( سددوا وقاربوا ) رواه البخاري .

والمقصود منه المحاولة الجادة للسير في هذا الطريق، والعمل على وفق ذلك المنهج على قدر استطاعته وإن لم يصل إلى غايته، شأنه في ذلك شأن من يسدد سهامه إلى هدف ، فقد يصيب هذا الهدف ، وقد تخطئ رميته ، لكنه بذل وسعه في محاولة تحقيق ما ينشده ويصبو إليه .

1 month ago

*? حـــــــديث اليـــــــوم ?*

➢ عَنْ عَبدِالله بُنُ عُمَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَال؛(أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، بيْنَما هو قَائِمٌ في الخُطْبَةِ يَومَ الجُمُعَةِ إذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ الأوَّلِينَ مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَنَادَاهُ عُمَرُ: أيَّةُ سَاعَةٍ هذِه؟ قَالَ: إنِّي شُغِلْتُ، فَلَمْ أنْقَلِبْ إلى أهْلِي حتَّى سَمِعْتُ التَّأْذِينَ، فَلَمْ أزِدْ أنْ تَوَضَّأْتُ، فَقَالَ: والوُضُوءُ أيضًا، وقدْ عَلِمْتَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَأْمُرُ بالغُسْلِ.).
المصدر :صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 878
——————————

*? #شــــــرح_الـحــديـث ?*

الأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكَرِ مِن أبرزِ خصائصِ هذه الأمَّةِ، ومِن أسبابِ خَيرتِها، وقد أَهلكَ اللهُ أُمَمًا قبْلَ ذلك؛ لِتركِها الأمرَ بِالمعروفِ والنَّهيَ عَنِ المنكرِ؛ فكلُّ مسلمٍ مأمورٌ بأنْ يأمرَ بِالمعروفِ ما استطاعَ، وينهى عَنِ المنكَرِ ما استطاعَ؛ ولَمَّا كان عُمرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه مِن أشدِّ النَّاسِ في الحقِّ، لم يكنْ يَتركُ الأمرَ بالمعروفِ حيثُما كان، وفي هذا الحديثِ يَروي عبدُ الله بنُ عُمرَ أنَّ أباهُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنه في خِلافتِه كان قائمًا يَخطُبُ الجُمعةَ، فدخَل رجُلٌ مِنَ المهاجرينَ الأوَّلينَ، وهو عثمانُ بنُ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه -كما في رواية الموطَّأِ- فلمَّا رأى عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه جاءَ متأخِّرًا قال له: أيَّةُ ساعةٍ هذه؟! إنكارًا عليه لِتأخُّرِه، فأجابه عثمانُ رَضيَ اللهُ عنه: بأنَّه شغلَتْه بعضُ الأمورِ فلمْ يرجعْ بيتَه حتَّى سمِعَ الأذانَ، فتوضَّأَ سريعًا ولم يَغتسلْ حتَّى يُدرِكَ الجمعةَ، فقال له عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه: «والوضوءَ أيضًا، وقد علِمْتَ أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يأمرُ بِالُغسلِ!» وهذا إنكارٌ ثانٍ مِن عُمرَ رَضيَ اللهُ عنه على عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه، والمعنى: وترَكْتَ الغُسلَ أيضًا لِلجُمعةِ، واقتصَرْتَ على الوُضوءِ؟! ألم يَكفِكَ أنْ أخَّرْتَ الوقتَ وفَوَّتَّ فضيلةَ السَّبْقِ حتَّى أتبعْتَه بتَركِ الغُسلِ والقناعةِ بالوُضوءِ، وقد سمِعتَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأمُرُ بِالغُسلِ يَومَ الجُمعةِ! والأمرُ بالغُسلِ يَومَ الجُمعةِ مِن الأدبِ في الحُضورِ إلى المساجِدِ والجَماعاتِ، وهو إرشادٌ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى عمَلِ الأَولى والأفضَلِ في مِثلِ هذه المُناسَباتِ.وفي الحديثِ: الأمرُ بِالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكَرِ، ولو كان أمامَ النَّاسِ. وفيه: تفقُّدُ الإمامِ رَعيَّتَه، وأمْرُه لهم بمصالحِ دِينِهم، وإنكارُه على مَن أخَلَّ بِالفَضلِ. وفيه: أنَّ الأمرَ بِالمَعروفِ والنَّهْيَ عن المُنكَرِ في أثناءِ الخُطبةِ لا يُفسِدُها. وفيه: الحثُّ على التَّبكيرِ للجُمعةِ.وفيه: مشروعيَّةُ الوُضوءِ للجُمعةِ، وبيانُ أنَّ الغُسلَ أفضَلُ.

*? مصدر شرح الحديث: الدُّرر السَّنيّة.*

1 month ago

دعاء النبي لأمته في كل صلاة

لم يكن حب النبي صلى الله عليه وسلم قاصراً على أصحابه، بل كان حبه ممتدا لجميع أمته، ولم يُؤْثَر عن نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ذلك الحب الشديد لأمته كما أُثِر عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه، قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(التوبة:28). قال ابن كثير في تفسيره: "وقوله: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} أي: يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته ويشق عليها، {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} أي: على هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم". وقال السعدي: "أي شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحم بهم من والديهم، ولهذا كان حقّه مُقَدَّماً على سائر حقوق الخَلق، وواجب على الأمة الإيمان به وتعظيمه وتعزيره وتوقيره".

وصور ومظاهر حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته كثيرة، منها: شفقته عليها، ورحمته بها، وشفاعته لها، وتخفيفه وتسهيله عليها في أحكام الشريعة، وتركه أشياء مخافة أن تُفْرَض عليها، ونحره الأضاحي بدلاً عن فقرائها، ومنها: تمنِّيه رؤيته صلى الله عليه وسلم من جاء بعده من أمته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة, فقال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين, وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ودِدْتُ أنِّي قد رأيْتُ إخواننا، فقالوا: يا رسول الله, ألسنا بإخوانك؟ قال بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم (متقدمهم) على الحوض) رواه مسلم. قال النووي: "والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم: (وددت أنا قد رأينا إخواننا) أي: رأيناهم في الحياة الدنيا، قال القاضي عياض: وقيل المراد تمني لقائهم بعد الموت، قال الإمامالباجي: قوله صلى الله عليه وسلم: (بل أنتم أصحابي) ليس نفيا لأخوتهم، ولكن ذكر مرتبتهم الزائدة بالصحبة، فهؤلاء إخوة صحابة، والذين لم يأتوا إخوة ليسوا بصحابة، كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(الحجرات:10)".

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للأمة في كل صلاة:

من عظيم وجميل صور حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته: دعاؤه لها في صلاته، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (لما رأيتُ من النبي صلى الله عليه وسلم طِيب نفس قلت: يا رسول الله، ادع الله لي، فقال: اللهم اغفر لعائشة ما تقدَّم من ذنبها وما تأخر، وما أسرَّتْ وما أعلنتْ، فضحكت عائشة رضي الله عنها حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيسرُّك دعائي؟ فقالت: وما لي لا يسرُّني دعاؤك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: والله إنها لدعوتي لأمَّتي في كل صلاة) رواه ابن حبان وحسنه الألباني.

وفي هذا الحديث الكثير من الفوائد، منها: فضل عائشة رضي الله عنها، فقد دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم بمغفرة ما تقدم من ذنبها وما تأخر. ومنها: رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأمة، وذلك لدعائه لها في كل صلاة كان يصليها. ومنها كذلك: مشروعية أن يتعوّدَ المسلمُ الدعاءَ لجميع المسلمين بالمغفرة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌلِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}(الأحزاب:21)، قال ابن كثير: "هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله".

1 month ago

للعلم منزلته في بناء الأفراد والمجتمعات، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على العلم وبيان فضله ومنزلة العلماء وطلاب العلم كثيرة، ومما لا شك فيه أن هذا الفضل للعلم والمتعلمين يشمل عامة المسلمين، رجالاً ونساء، كباراً وصغارا، إذِ الخطاب النبوي شامل للجميع، وهذا الفضل لا يختص بالعلم الشرعي فحَسْب، بل إنَّ هذا الفضل يتفاوت ويمتدُّ إلى كل علم يعود على المسلم والمجتمع والأمة بالهداية إلى الحقِّ والرَّشادِ، والقوة في مواجهة الأعداء، والنَّفعِ في أمورِ الدُّنيا والآخرة، ما لم يتعارض مع مقاصد الإسلام وشريعته، وهَدْي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته. وقد سُئِل الشيخ ابن عثيمين: "قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به) هل المراد به العلم الشرعي أم العلم الدنيوي؟ فأجاب: الظاهر أن الحديث عام، كل علم ينتفع به فإنه يحصل له الأجر، لكن على رأسها وقمتها العلم الشرعي". والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من العلم الذي لا ينفع، فعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذهِ الدعواتِ: (اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من علمٍ لا ينفع، وقلبٍ لا يخشع، ودعاءٍ لا يُسمع، ونفسٍ لا تشبع. ثم يقول: اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من هؤلاء الأربع) رواه النسائي وصححه الألباني.

https://www.islamweb.net/ar/article/228949

We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 year, 5 months ago

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 3 months ago

Last updated 1 month, 1 week ago