خروج الفتاة بلباس فاضح لأجل التنافس على قطعةٍ معدنية في لعبةٍ بقوانين غربية ليس قوةً ولا نجاحاً ولا هو مما يستدعي الفخر أو التصفيق أو الإعجاب..

اعتياد رؤية العورات في سياق أن “التركيز على الرياضة” وأننا “مشاهدون نقيّم الحركات” ونصفق لمن يلعب أفضل وغير ذلك.. هو من اعتياد المنكر وموت القلب في هذا الجانب..

تكريس الفتاة (أو الشاب) حياتهم للرياضة والسبق فيها أو إتقان مهارةٍ حركيّة معيّنة مع نوعٍ خاص من الرشاقة.. لا يصحّ ولا يستقيم مع رؤية المسلم للوجود وللحياة وللهدف منها..

تشجيع المسلمين من أهل كلِّ بلدٍ لمنافسيهم على “ألعابٍ” من أجل “ميداليّاتٍ” يحصدها البلد هو من تكريس العصبية القبليّة في العصر الحديث ومن إمعان سيطرة الحدود والقوميات على فكرنا ومشاعرنا..

وتزامن هذا مع مصاب أهلنا في غزّة وانشغالنا بأتفه التفاهات عن الدعاء لهم ونصرتهم والحديث عنهم والتوعية بحالهم ودفع من يتقاعس لمساعدتهم.. هو من حقيقة الخذلان والضعف الذي أوصلنا لهذا الموضع أصلاً..

الإخلاص ولعبة البولينغ

البارحة لعبنا البولينغ أنا وزوجي وأخته الصغرى

كان زوجي متصدراً في الصدارة وأنا بعده بفارق بسيط، وأخيراً أخته التي لم تنجح في إصابة أي قارورة في أغلب الأحيان إلى أن وصلنا إلى منتصف اللعبة

بعد ذلك، نجحت أخته في إحدى المرات بإصابة جميع القوارير بضربة واحدة (strike)
أما أنا فاستمررت بجمع النقاط لكن لم أنجح في الحصول على أي "strike"

ومع نهاية اللعبة، كانت ضربتها تلك هي التي قلبت الموازين
حيث أصبحت أنا في المرتبة الثالثة ووصلت هي إلى المرتبة الثانية بفارق بسيط مع زوجي الفائز

مازحني زوجي سائلاً: "ما هي العبرة الفقه-نفسية التي ستستنبطينها لنا مما حصل هذه المرة كعادتك؟"

فأجبته: "قد أتأخر فأسبق الجميع"

ما حصل كان مثالاً واضحاً على التفاضل في الأعمال الذي يؤدي إلى التفاضل في الدرجات، فأحدهم قد يسبقني درجات في الجنة بفضل عمل واحد فقط استطاع أن يأتي فيه بstrike في إخلاصه

ولو كنت سأقيمه بنفسي لربما وجدت أن عملي أفضل منه

فالعبرة فعلاً ليست في فرحك بالنتائج الصغيرة وأعمال الجوارح التي قد تحققها أثناء سيرك فقط، بل أيضاً في استمرارك بالسعي في أعمال القلوب لتحقيق ولو عمل واحد صافٍ لله مهما تعثرت وضعفت وزللت لأن هذا الإخلاص هو ما سيجعل عملك مقبولاً ويرفعك في الدرجات

اللهم فهمنا وعلمنا واجعلنا من المخلصين الفائزين

? نورا سوبره