حاولتُ مرارًا أن أكتب عن أهمية سلسلة “أنوار السنة المحمدية” فلم أستطع أن أفيها حقّها؛

فهي ليست مجرّد شروح للأحاديث أو تعليقات على أبواب العلم، بل هي روحٌ حقيقيةٌ تُبثّ في نفس من يستمع إليها، فتحيي فيه قلبًا جديدًا، وتُقدِّم له قبسًا من مشكاة النبوة يستضيء به في دربه إلى الله

ولن تجد مشكلةً أو هَمًّا أو ضيقًا يلمّ بك إلا وستجد في هذه الحلقات -بإذن الله- ما يُنير طريقك ويبدد همومك ..

إنني أحبّ أن أدلّ الناس عليها، فإذا رأيت من يتثاقل عن متابعتها جميعًا، أشرتُ عليه بحلقة واحدة ليدرك ما في ثناياها من أنوارٍ محمديةٍ، حقًّا، إنها أنوارٌ محمديةٌ صلّى الله على صاحبها وسلّم.

- أحمد عامر

‏صَلّىٰ عَليكَ اللهُ ما جَفنٌ غَفى

وما شقَّ نورُ الصُّبحِ في الظُلماتِ

صَلّتْ عليكَ بيوتُ اللهِ والحَرَمُ
‏وأحْرُفُ الشِّعْرِ والأوزانُ والقَلَمُ
‏
‏يا سـيّـدَ الـرُّسُـلِ الأبـرارِ كُلِّهِمُ
‏وخيرَ ما عَرَفَتْهُ العُرْبُ والعَجَمُ
‏

ﷺ

بين مرحلتين ..

المرحلة السابقة كان الحق بينا وواضحا للعامة قبل الخاصة لأن الصراع فيها صراع كفر وإيمان وحق وباطل لا اشتباه فيه ولا التباس ..

أما المرحلة الحالية فسيشتبه على الكثير من الخاصة قبل العامة بسبب الجهل بتفاصيل ما جاء الإسلام به في مباحث السياسة الشرعية ..

الشخص بين خيارين إذا كان يعرف من نفسه الجهل بهذه المباحث:

السكوت أو التقليد لمن يحسن ..

إذا لم يستوعب المرء تفاصيل ما جاء الإسلام به في هذه القضايا فسيكون من أعوان الشيطان في الإسقاط بحسن قصد منه ..

وحسن القصد لا يكفي ولا ينجي إذا لم يصحبه حسن العمل القائم على العلم التفصيلي وليس العام !

القتال سهل على أصحاب الشجاعة والإيمان لكن معارك السياسة وإدارة الدولة ثقيلة عليهم لما يتوهم فيها من تنازلات عن العقيدة ..

تأمل الفارق بين مواقف الصحابة -رضي الله عنهم- في ( بدر - أحد - الأحزاب .. بقية المعارك ) و ( الحديبية ) تعرف الفرق ..

ضبط الوسط شاق في هذه المعارك ..

الاختبار القادم صعب وثقيل جدا والسعيد من رزقه الله البصيرة في الحق والكف عن الشر ..

قد تكون العزلة عن المشهد القادم فرض على الكثير ..في الحديث:
إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ ، إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ ، إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ ..

ربح البيع ..

كل من ساهم وهاجر وجاهد الكفار قبل الثورة في بلاد الشام وبعدها نصيب من الفتح ..

دم ياسر وسمية وثبات بلال وخباب وسفارة مصعب بن عمير لدعوة أهل المدينة ثم هجرته إليها واستشهاده ومال الصديق وعثمان وهجرة الصحابة وجهادهم وأعظم من ذلك دعوة وهجرة المعلم والقائد الأعظم صلى الله عليه وسلم للطائف ثم المدينة وجهاده وتصبب الدماء في سبيل نصرة دينه.. تضحيات تراكمت واجتمعت حتى بلغت ثمن الفتح !

ثمن فتح الشام والقضاء على الطاغوت فيها كان باهظا جدا ..

فالله فالله بالحفاظ على هذه الثمرة التي هي ثمرة جهاد الأمة من أفغانستان إلى الشام ..

والباقي على الأمة الكثير من التضحيات والأعمال حتى تحقق ثمن الأقصى ..

المؤمن من شارك الأمة أفراحها وساهم في تحرير مقدساتها ..

آخر ساعة من عصر الجمعة، اغتنموها.

‏واللهِ ما في الكونِ بدرٌ مثلُهُ
‏ صلّوا بلا شحٍّ عليهِ وسلّموا

ﷺ

في وصف أحمد شوقي للـذكريات قـال:

الـلاعباتُ بروحي الـسافكاتُ دمـي.

وَإِذا رَجَعتَ إِلى الحَقائِقِ لَم يَكُن

في العالَمِ البَشَريِّ إِلّا بائِسُ

- شيخ المعرة أبو العلاء ?