بيوم من ايام بداية الالفينات رحت للبصرة بشغلة كملتها وإجيت للگراج حتى ارجع لبغداد، لگيت العشرات من الكوسترات والاستاركسات يصيحون بغداد لكن العبرية قليلين جداً وكل نص ساعة يجي واحد، فاضطريت اجي للتكسيات لانها بسرعة تقبط ونطلع لبغداد.
من وصلت للتكسيات لگيت سيارة تكسي بيها ثنين بالصدر، والحوض الخلفي گاعد بي واحد ثالث واكو واحد رابع واگف بصف الباب ينتظر النفر الخامس حتى يگعد بالنص وهو يصعد وراه وتقبط السيارة وتطلع لبغداد .. وبما ان ماكو خيار ثاني عندي صعدت بالنص، ومعروف ان هذا المكان يلعب ستين نفس لأن ضيگ اولاً وثانياً الگعدة بي تصير عالگاردن وابداً مو مريحة هاي غير اذا چان اللي بصفك عن اليمين واليسار يدخنون وانته ماتكدر تدخن براحتك.
بذيج الأيام ماچان اكو سايق يشغل تبريد، والطريق من البصرة لبغداد بحدود الستة او سبع ساعات جرة وحدة ماعدا نص ساعة نوگف بالمطاعم الخارجية.
بوقتها چان شهر آب والدنيا تشوي شوي، وجنت بيها لابس شحاطة وكل شوية اصعد رجلي عالگاردن وانزلها من التعب، ولأول مرة اشوف سائق طريق خارجي يلبس حزام أمان.
اكو مسافة بالطريق من البصرة لبغداد منطقة صحراوية مگطوعة والسيارة لو تمشي ١٥٠ عبالك واگفة، وبين ما چنت مصعد رجلي عالكاردن عيني راحت على الزر مال حزام الأمان وعبالك واحد شاورني وگلي دوس بإبهام رجلك هذا الزر وخلي نشوف شيصير!!
طبعاً بهاي اللحظة الركاب اربعتهم نايمين وبس آني والسايق گاعدين، وبمجرد ما دست هذا الزر باصبع رجلي طفر الحزام بكل قوته ليفوگ والسايق جفل وفقد السيطرة على سيارته والا شوية راد يگلبنا.
ومن الكوت لحد ماوصلنا لبغداد هو والعبرية يسبون بيّ وبأهلي واني ملتزم الصمت وكأن على رأسي الطير وبيني وبين نفسي أگول هسه دگمة لايمي ولابگاعي شوداني عليها وبعصتها باصبعي؟

ولا هسه هذا اللي بالفيديو -الفديو بالتعليقات- اللي عاف الدنيا وعاف مشاكلها وطلايبها واجه لبزونة لايمه ولابگاعه ودحس إصبعه بط..!!

ارجعلي زميلي المخرج ..

بعد أن وصلتني رسالة يخبروني فيها بأنه تم قبولي بالانضمام للجيش العراقي ومطلوب حضوري للعنوان المذكور في الرسالة لأكمال الدورة التدريبية، لملمت اغريضاتي والاشياء المحتاجها واتجهزت حتى أروح. ماكو ٣ ايام التحقت، جنت صغير بوقتها، هستوني داخل بعمر الثمنطعش، مااعرف…

بعد أن وصلتني رسالة يخبروني فيها بأنه تم قبولي بالانضمام للجيش العراقي ومطلوب حضوري للعنوان المذكور في الرسالة لأكمال الدورة التدريبية، لملمت اغريضاتي والاشياء المحتاجها واتجهزت حتى أروح.
ماكو ٣ ايام التحقت، جنت صغير بوقتها، هستوني داخل بعمر الثمنطعش، مااعرف أيّ شي، وصلت لهناك بقيت بس اتصفن، حرفياً اني مااعرف شي، العسكرية بجهة واني بجهة، اني مو مال عسكرية، بس العمالة جبرتني عليها.
اتعرفت على ولد من بغداد، اسمه حسين، بما أنه ابن ولايتي، على الأقل احجي وياه واكسر الضوجة، لأن حتى موبايلاتنا اخذوها أول مادخلنا القاعدة.
بأول يوم اشتاكيت لوالدتي، جانت وحشة عليه، أول مسية كمت ابجي، ثاني يوم نس الشوگ بس ماكو بجي، لحد نهاية الأسبوع الأول، الأمر صار طبيعي عندي.
لكن اللي بديت الاحظه، هو ان الدورة بدت تصير أخف علينا وماكو إهتمام ولا مراقبة، والموضوع صار مريب أول ماصرنا نلاحظ غياب قيادات كبار وبعيوني شفت اكو منهم طلعوا شايلين جنطهم وغادروا القاعدة.

لحدما بيوم من الأيام كعدنا الصبح، لكينا القاعدة مليانه همرات ومدرعات من جهاز مكافحة الارهاب -الفرقة الذهبية-، والقاعدة فارغة من كل قيادات الجيش اللي چنا نعرفهم، أكبر رتبة كانت متواجدة بالقاعدة هي رتبة "عريف".
يمي صديقي البغدادي، حسين، قرب حلكه من اذني وكالي بهمس: اعتقد الذهبية انقلبوا على الدولة وسقطوا النظام!!
مااهتميت لكلامة لأن ماجنت أعرف بالسياسة، للأمانة بوقتها حتى ماجنت اعرف شنو معنى انقلاب!!.
لحد الظهر بدينا نسمع اصوات بمكبرات صوت مصدرها خارج القاعدة، ينادونه بالاخويه ويطالبونه بعدم تصديق الفرقة القذرة وترك السلاح وتسليم نفسنا ألهم وهمّ بدورهم راح يحمونه من نظام المالكي.
هنا بدينا نخاف، وبدت الفوضى تنتشر بالمكان، صدحت بعدها مباشرةٍ مكبرات الصوت التابعة للفرقة الذهبية يطالبونه بيها بعدم تصديق كلام الارهابيين -على حد قولهم- والبقاء في القاعدة اأمن وافضل النا.
محد صدك، الخوف والذعر سيطر على الجميع والكل يريد ينفذ بريشة من هاي القاعدة المشؤومة.

وفعلا بعد محاولات كثيرة، وبعد ماتجمعنا بالآلاف كدرنا نكسر حاجز جهاز مكافحة الإرهاب ونعبر، طلعنا من القاعدة ومشينا مسافات، نمشي ونضحك وكأنو طلعنا من سجن العايش بيه ميت والميت بيه مفقود.
هناك، وبعد مشي مسافة مو كلش بعيدة، لكينا مجموعة عددها ميتجاوز المئة شخص، بأيديهم اسلحة وعندهم سيارات حمل، طلبوا منا نصعد بالسيارات بدون مقاومة حتى يكدرون يوصلونه لأهلنا.
بدينا نصعد مجموعات، اني كنت بأخر السرب، امتلئت السيارات، شفت صديقي حسين صعد بالسيارة، جان يضحك، فرحان وأخيراً راح يشوف عائلته، حسدته لأن راح يوصل لعائلته واني باقي هنا.

مشت السيارات، وبقينا احنا شكم واحد عددنا ميتجاوز المئتي شخص، خابروا على سيارات ثانية، لكن ماحصلوا، طلبوا من جماعتهم ومن الأهالي اللي اتجمعوا حولنا، كل شخص ياخذ اثنين هدية اله، يكرمهم ويضيفهم.
اجانا ولد اكبر مني بشوية، إسمه عبد، أشر عليه واشر على واحد ثاني عرفت فيما بعد أنه من مدينة العمارة وإسمه صباح.
طلب عبد من المسلحين يسمحوله يأخذنا وياه، بقى شوية يحجي وياهم وتبادلوا أرقام الهواتف وبعدها صعدنا بسيارة عبد، الفرحة اللي جنت بيها مااكدر اوصفها .. يااخي كأنو منزليني من الإعدام.
مشت بينا السيارة مسافة طويلة، وصلنا أخيراً لبيت عبد، نزلنا من السيارة لكن ماشفنا حفاوة بالاستقبال، حتى من سلمنا على والدة عبد واطفاله، الاطفال ردوا السلام علينا ووالدته تجاهلتنا، يلا مو مهم، المهم يرجعونه لأهلنا.

يتبع ..

لا تقارن بدايتك بموسم حصاد غيرك.

يقارب السيد حسن في واحد من اللقاءات معه، بين صورة الحياة والموت ( الحياة والجنة) مع صورة الساونا الساخنة (الحياة) والغرفة التي تخرج إليها، حيث البرودة والعصائر والموسيقى الهادئة، (الجنة).
إنها مقاربة دقيقة جداً، فقد كانت حياته بالفعل ساونا بدرجة حرارة جحيمية، ( حتى إنه كان على الدوام يمسح العرق عن جبينه)، بيد أن أحدا لم يسجنه فيها، كان بابها مفتوحا وكان الأمر يتطلب منه خطوتين أو ثلاثة: ينهض ويسير نحو الباب ويخرج الى الغرفة المجاورة حيث البرودة والموسيقى الهادئة والعصائر المثلجة المخصصة لمن جف ريقهم في الداخل.
ليس هذا وحسب، ففي هذه الغرفة ثمة متع أخرى بوسع الخيال أن يشطح بها، غرفة وسعها الدنيا كلها، بما فيها من متع.
كان الأمر يحتاج منه فقط أن ينهض ويخرج من الساونا، لم يخرج، بقي هناك بكامل إرادته وكامل زهده وكامل ضميره وكامل صبره، وكامل شجاعته، وكامل إيثاره، وكامل إنسانيته. بقي في قلب المعركة الساخنة، من دون أن يأخذ ولو استراحة محارب قصيرة.
بقي هناك إلى اللحظة الأخيرة ولم يخرج، الآن خرج، عبَر الماديّ ودخل إلى رحاب المجرد الذي لا موت فيه، أصبح فكرة وهذه الفكرة انتصرت على الزمن.
شكرا يا سيد لأن عبورك في هذه الحياة، كعبور كثير من الشخصيات الاستثنائية في التاريخ، مر بنا.

بمناسبة يوم العزاب العالمي ..
عزيزي الاعزب، لاتحزن، على الأقل نحن متورطون في الحياة أقل كثيراً من المتزوجين.

يا سيد حسن ..
أنا أيضاً، مثل كثيرين، لا أريد أن أصدق.

أكره المسلسلات الخليجية
والأغاني الخليجية
واللهجة الخليجية
والثقافة الخليجية
وأي شي اله علاقة بالدول الخليجية وبهاي الشعوب السخيفة.

أشعر بالكثير والكثير، ولكنني هنا صامت، كأن مايحدث لي لايعنيني، كأن حزني ليس لي.
وكأنني قد خرجت ذات مرة للتنزه، وما عدت أبداً إلي.

مع كل هبة أو جولة ضد الكيان، أحاول دائماً التفكير بشكل الحرب الحقيقية، هذيچّ الحرب اللي ماتبقي واحد خارجها.

لكني سرعان ما أتذكرُ مقطعاً شعرياً يلازمني منذُ سنين خَلَت
للكولومبي خوان روكا يقول فيه : لمّا كنتُ طفلاً، سألتُ: كيف أذهب إلى الحرب؟
وممرضةٌ فاتنةٌ تركضُ في ممراتٍ ضيقةٍ
صرخت دون النظر إليّ: أنتَ فيها حقاً يا فتى، أنتَ فيها".