أيها السيد، صوتك الآن يستدعي الدمع ، اتذكر ان صديق سالني قبل مدة، بم شعرت حين تيقنت من الخبر، بالحزن ام بالذل، أجبته ثم تراجعت عن الجواب الى الحيرة، وللآن لم أعرف، أيهما انت أكثر، قطعة من الفؤاد أم تاج على الرأس؟

ثلاثون يوماً ايها السيد، شهر ايها السيد، دهر ايها السيد، ما جمد الدمع، وما خف الوجع.

سقطتْ ذراعك فالتقطها: واضرب عَدُوَّك ... لا مفرُّ

عشرة ايام، والجرح كلما تذكرتك ينفتق، اعلم ان الغياب ثقيل ابو هادي، لكن غيابك! ما أثقله، محبوك كانوا ينتظرون صوتك اليوم، أصابتهم اصوات سواك بالصمم، قبل اقل من سنة، كُنتُ حانقاً، كمراهق مندفع، كنت أريد منك حيفا وما بعدها، اما اليوم، فأسرائيل وكل سنواتها السبعون، لن تعوض فقدك، يا ماء وجهنا، أولئك الذي لم يمسسهم منك سوى السوء كما كانوا يظنون، يضعون ظل يشبه ظلك صورا لهم، كم وعدتنا بالنصر، وكم صدقتنا، بعد اليوم لا نصر كامل، كل انتصار لا تتبعه أبتسامتك انتصار ناقص

المنشور الذي رأيته على الاغلب او ستراه الآن وهو يهاجم 7 اكتوبر برعاية الوحدة 8200 وبمعونة فتح والفتحاوية، كنا ان فيه مظلومون كثر ينفسون عن همومهم بالشتم، وهذا بعد استقراء سريع لكثير من بروفايلات المعلقين، فلا يضعفن عزيمتك دسائس عدو او آهات مظلوم

من دروس القدر، ان ما يحدث يحدث في أكتوبر/تشرين، وان الجميع بلا استثناء يعرف اين يجب ان يقف الآن، وبالفعل وقف، سوى حثالة البشر، التي تلتزم الصمت وتدفن رأسها كالنعامة، وأنصحها ان تطيل الصمت، كي لا تصفع تلك الوجوه بالنعل.

مرة قال ابو محمد الحسن روحي فداه للمغيرة بن شعبة وقد سب المغيرة أمير المؤمنين في محضر الأمام الحسن (صلوات الله عليهم):
وإنما مثلك مثل البعوضة إذ قالت للنخلة استمسكي فإني طائرة عنك، فقالت النخلة وهل علمت بك واقعة علي، فأعلم بك طائرة عني، والله ما نشعر بعداوتك إيانا، ولا اغتممنا إذ علمنا بها ولا يشق علينا كلامك

فلا يشقن عليك كثير من الباطل فليس أكثر من البعوض في زماننا هذا

وقتلك صبراً بأيدِ أبوك
ثناها وكسَّر أوثانها

أترضى أراقمكم أن تُعدَّ
بنو الوزغ اليوم أقرانَها

أبَردَ دم الجنوبيين دم ابن عفان الذي تعصبون به رؤوسكم؟، شربنا على الكراهة والله الماء ممزوجا بأشلاء أخوتنا، فهل أخمد نار الحقد الذي أوقدتموه عند باب رسول الله؟، لم يكن مشهدا جديدا ان يتغير لون النهر، غيره المغول بالدم مرة واخرى بالحبر، لكنها في كل مرة لم تثبت سوى سطور في الكتب ،هذه المرة فقط أمسك المشهد مصوركم مفتخرا وخزنه في التاريخ للأبد، فهنيئا، لن يتذكر أحد الامر دون ان يستدعي هذه الصورة، أثكلتم الأمهات، فعلها صدامكم حتى جفت الدموع في المحاجر، هل كان النظام الشيعي -كما تسموه- ظالما بأن لم يعطكم ما اردتم حد انكم اخذتم بدلها روح كل هؤلاء الابرياء، أتكون الوطنية أن نُقتل فننسى، بئس الوطن اذا والله، يدعي حمقى قومي أننا لو وضعنا في نفس الموقف لفعلنا فعلكم، كذبوا والله، انه الدين والمروءة من يضع الرجال في منازلها، أوغفران بعد كل هذا، فخذوه تعس الغفران تجاورون طلقاء رسول الله (صلى الله عليه واله)

فإن أبيتم إلا أن تزعموا أني أخطأت وضللت فلم تضللون عامة أمة محمد صلى الله عليه وآله بضلالي وتأخذونهم بخطأي وتكفرونهم بذنوبي؟ سيوفكم على عواتقكم تضعونها مواضع البراءة والسقم وتخلطون من أذنب بمن لم يذنب

وقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله رجم الزاني ثم صلى عليه ثم ورثه أهله وقتل القاتل وورث ميراثه أهله وقطع السارق وجلد الزاني غير المحصن ثم قسم عليهما من الفئ ونكحا المسلمات فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وآله بذنوبهم وأقام حق الله فيهم ولم يمنعهم سهمهم من الاسلام ولم يخرج أسماءهم من بين أهله.

أمير المؤمنين