*✍️ من فوائد القواعد الفقهية.*

(١) أن من ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات لاندراجها في الكليات.

(٢) اتسقت عنده المسائل الجزئية و لم تضطرب.

(٣) وقف على أسرار الشريعة ومقاصدها.

(٤) ألحق النوازل والفروع التي لم ينص عليها بقواعدها.

(٥) امتلك الأدوات والمهارات اللازمة للرد على الحداثيين وغيرهم من أعداء الشريعة.

(٦) تأهل للدخول إلى كتب الفقه بتمكن واقتدار ، فكثير من كتب الفقه تذكر القواعد ولا تفصل فيها.

قال القرافي: "من جعل يُخرِج الفروع بالمناسبات الجزئية دون القواعد الكلية تناقضت عليه الفروع واختلفت، وتزلزلت خواطره فيها واضطربت، وضاقت نفسه لذلك وقنطت، واحتاج إلى حفظ الجزئيات التي لا تتناهى، وانتهى العمر ولم تقضِ نفسُه مِن طَلَبِ مُناها. ومن ضبط الفقه بقواعده استغنىعن حفظأكثر الجزئيات لاندراجها في الكليات وتناسب عنده ما تناقض عند غيره".
(القرافي، الفروق)

وليحذر مِن كراهته قراءةَ أصحابه على غيره ممن يُنتفع به، وهذه مصيبةٌ يُبتلى بها بعضُ المعلمين الجاهلين، وهي دلالةٌ بَيِّنة من صاحبها على سوء نيته وفساد طَوِيته، بل هي حجة قاطعة على عدم إرادته بتعليمه وجهَ الله تعالى الكريم، فإنه لو أراد اللهَ بتعليمه لَما كرِه ذلك بل قال لنفسه: أنا أردت الطاعةَ بتعليمه وقد حصلتْ، وقد قصد بقراءته على غيري زيادةَ علمٍ فلا عتب عليه.
[النووي]

من اجتمع له ما سأذكره؛ فقد حصل له تحقيق العلم:
- دراسة العلم من الكتب القوية المتينة.

- مذاكرة الأقران من الأذكياء في مسائل العلم.

- بحث المسائل، والبحث باب من العلم عظيم، وقد انتفعت به كثيرًا، والكلام على هذا الباب طويل، فبحث المسائل عند بعض الناس اليوم هو أن يراجع بعض الكتب وينقل منها ما يحتاج، وهذا ليس بحثًا يزيف الأوهام الشائعة والعبارات السائرة التي لا تحقيق تحتها.
ويدخل في بحث مسائل العلم؛ قراءة الأبحاث والدراسات في هذه المسائل ومعرفة تاريخ العلم وطبقات علمائه وغير ذلك.

- تدريس العلم لغيرك، فالتدريس نفسه يعين على تأمل مسائل العلم، وأيضا إذا رزقت بطلاب أذكياء أقوياء في تحصيلهم، كان هذا بمثابة مذاكرة الأقران ومباحثتهم.

- ولا بد لك من الخروج عن المحل الذي أنت فيه، فلا تكن أسر شيوخك وأقرانك وكتبك، بل اسمع من غيرك ممن يخالفك، لتقف على جهات المسألة، واسمع له لا من حيث هو خصم، بل من حيث هو شخص له نظر آخر في المسألة، والمخالف خير معين على التفكر في المسائل.

- دوام التفكير في مسائل علمك، حتى تخالط اللحم والدم، فتنظر في حقيقة المسائل وتجعل كل ما تقدم معين لك على الوقوف على حقيقة المسألة، فمتى كنت مقيدًا برسوم المسائل وظواهرها فاعلم أنك لم تفهمها حق فهمها.

إذا تم لك هذا، فقد حصلت هذا العلم على أتم ما ينبغي بعد توفيق الله.

@ https://t.me/IFALajmi/3227

▶️السبت 7 / 12 بإذن الله (بعد القادم) ...◀️

⬅️ترقبوا دورة جديدة في*▫️ *القواعد الفقهية على مذهب الشافعية *▫️***

📔 شهادات لكل من اجتاز الدورة،

📖 سيحدد لكم الكتاب المقرر بداية الأسبوع المقبل إن شاء الله.

*🔺 *تابعوا قناة تمكين.

https://t.me/tamkeen01

*🟤*للاستفسار والتواصل مع إدارة الدورة على البوت :
@tamkeen01_bot

سُئل الإمام الداراني رحمه الله:
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـانه و تعالى.
.

هل محيي الدين النووي لا يعرف الله معرفة حقيقية؟!

هذا العنوان هو عبارة دائرة اقتبستها من كلام بعض المعترضين على محيي الدين النووي تـ676هـ/1277م، الفقيه الشافعي صاحب التصانيف المنتشرة السائرة التي قدر الله لبعضها أن تكون في محاريب المسلمين مصاحبة لكتابه العزيز، وتقرأ في تلك المحاريب التي يقرأ فيها القرآن، وفي ذلك عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع!

عمدة هؤلاء النافين لكون النووي كان عالمًا بالله ما وقع له من تأول لبعض نصوص الصفات وأنه غلط في ذلك كما في شرحه لصحيح مسلم المعروف بـ«المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج»، وذكروا من ذلك:
العلو المجيء واليد والوجه والأصابع والساق والضحك والغضب والفرح.
قالوا: فمن كان كذلك ولم يعرف ما ذكره الله ورسوله عن الله فكيف يقال عنه إنه يعرف ربه؟

وأقول قبل الجواب عن هذا الكلام:
والله إني أسمع هذا الكلام وأحزن على ما وقع فيه هؤلاء الناس من الغفلة العظيمة عن حقيقة العلم بالله، فإن العلم بالله هو ما حرك القلوب والضمائر وجعل الجنوب تتجافى عن المضاجع، وصارت النفوس متعلقة به سبحانه لا إله إلا هو رغبة ورهبة وخشية، و{إنما يخشى الله من عباده العلماء}، أي العلماء به سبحانه. أما أمثالنا من أهل القصور والتقصير والمعاصي والآثام فلم نعرف الله حق معرفته، وإن قُدر أننا نعرفه، فهذه المعرفة تنزلنا في المراتب، فكل علم لا يعمل به صاحبه يكون ذمًا له وحسرة عليه، فاللهم توبة قبل الممات.

وأما الجواب فنقول:
ولا ريب أن هذا المسلك فيه من الغلط ما فيه، والكلام عليه من وجوه:
- أن الله تعالى قال: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾، روي عن ابن عباس أنه قال في تفسير ذلك: "الذين يعلمون أنّ الله على كل شيء قدير"، ولا ريب أن النووي يعلم ذلك.
وروي عن ابن عباس أيضًا في تفسير الآية أنه قال: "العلماء بالله الذين يخافونه". ولا ريب في أن من نظر في سيرة هذا الرجل الصالح علم أنه كان من الخائفين من الله العاملين بشرعه، حتى إنه كان لا يأكل من فاكهة دمشق خشية أن يأكل من أرض وقف لم يقم ناظرها بحق الله فيها! وأخباره في ذلك كثيرة ومن طلبها وجدها.

- أن ما يجب من العلم بالله مما ذكره الله في القرآن وأمر بالعلم به والقيام بحقه قد علمه النووي وعرفه وكثير من علماء المسلمين العاملين بشرع الله، ومن ذلك:
﴿وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [البقرة ١٩٦]، والنووي يعلم ذلك.
ومنه: ﴿وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّكُمۡ إِلَیۡهِ تُحۡشَرُونَ﴾ [البقرة ٢٠٣]، والنووي يعلم ذلك.
ومنه: ﴿وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ﴾ [البقرة ٢٣١]، والنووي يعلم ذلك.
ومنه: ﴿وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ﴾ [البقرة ٢٣٥]، والنووي يعلم ذلك.
ومنه: ﴿وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِیمࣱ﴾ [البقرة ٢٣٥]، والنووي يعلم ذلك.
ومنه: ﴿وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ﴾ [البقرة ٢٣٣]، والنووي يعلم ذلك.
ومنه: ﴿وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ حَمِیدٌ﴾ [البقرة ٢٦٧]، والنووي يعلم ذلك.
ومنه: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قَـٰتِلُوا۟ ٱلَّذِینَ یَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡیَجِدُوا۟ فِیكُمۡ غِلۡظَةࣰۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ﴾ [التوبة ١٢٣]، والنووي يعلم ذلك.
وشرح ذلك يطول، وفيما ذكرت مقنع وكفاية.
وأما اليد والوجه ونحوها فلا شك أنها حق، لكن لم يرد فيها بخصوصها الأمر بالعلم كما ورد فيما ذكرنا، فمن علم ما أمر الله بالعلم به بعينه، كيف يقال عنه بأنه لا يعرف ربه؟!
ويظهر هذا بما سيأتي من الكلام.

- أن حجة هؤلاء مبنية على غلط ذائع وقد شرحته لك في مقال سابق (1)، وهو أن من لم يعرف المقيد؛ لم يعرف المطلق، فمن لم يعرف الصفة الفلانية لله؛ لم يعرف الله، وهذا بمنزلة من يقول: من لم يعرف حكم الله في المسألة الفلانية الفقهية فليس بفقيه! ومن لم يعرف المسألة النحوية الفلانية فليس بنحوي! ولا ريب في غلط هذا القول وفساده.

- أن هؤلاء إن أرادوا بالمعرفة غير الكائنة للنووي:
أ- المعرفة الخالية من الخطأ، فالواجب أن ينشغلوا بتعريف أنفسهم بالله معرفة خالية من الغلط، فهؤلاء منهم من غلط في أسماء الله الحسنى، ومنهم من غلط في صفات الله وجهل ما يعتقده أكثر أصحابه من تجدد العلم الإلهي، وغير ذلك مما هو محفوظ عليهم، فليتهم اشتغلوا بأنفسهم فأصلحوها.

يتبع: https://t.me/IFALajmi/3208

[تحرير المراد بالزهد]

من أجمع ما حُدَّ به الزّهد: قول إبراهيم بن أدهم:" الزُّهْدُ ثَلاثَةُ أَصْنَافٍ: فَزُهْدُ فَرْضٍ، وَزُهْدُ فَضْلٍ، وَزُهْدُ سَلامَةٍ، قَالَ: فالزهد الْفَرْضُ: الزُّهْدُ فِي الْحَرَامِ، وَالزُّهْدُ الْفَضْلُ: الزُّهْدُ فِي الْحَلالِ، وَالزُّهْدُ فِي السَّلامَةِ: الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ".(الزهد لابن الأعرابي برقم 12)

وقد ذكر ابن الأعرابي (ت ٣٤٠هـ) في كتابه "الزهد وصفة الزهاد" زهاء 46 تعريفا للزهد.

وزهد الفضل لا يتأتّى إلا مع القدرة على إتيان الحلال، قيل لمالك بن دينار: أنت زاهد؟ قال: كيف أكون زاهداً، ولي جُبَّةٌ وكِساء، فقال: " إِنَّمَا الزَّاهِدُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَتَتْهُ الدُّنْيَا فَاغِرَةً فَاهَا، فَتَرَكَهَا ".

ولا يؤجر المرءُ على ترك الحلال إلا إذا فرّغ نفسه لعمل الآخرة.
فقد استحسن ابن الأعرابي قول أبي سليمان الداراني: " لَيْسَ الزَّاهِدُ مَنْ أَلْقَى غَمَّ الدُّنْيَا وَاسْتَرَاحَ فِيهَا، إِنَّمَا تِلْكَ رَاحَةٌ، إِنَّمَا الزَّاهِدُ مَنْ أَلْقَى غَمَّهَا وَتَعِبَ فِيهَا لآخِرَتِهِ ".

وقد علل ابن تيمية ما قاله الداراني بقوله: " ذلك أن لذات الدنيا لا تنال غالبا إلا بنوع من التعب فقد تترجح تارة لذة الترك على تعب الطلب، وقد يترجح تعب الطلب على لذة الترك، فلا حمد على ترك الدنيا لغير عمل الآخرة، كما لا حمد لطلبها لغير عمل الآخرة ". (مجموع الفتاوى)
ولذلك قال مَضَاءُ بن عيسى الكلاعيّ: " إِنَّمَا أَرَادُوا بِالزُّهْدِ أَنْ تَفْرُغَ قُلُوبُهُمْ لِلآخِرَةِ ".

https://t.me/takween_ulama
.

**فإنك لا تجد أصدقَ لهجةً، ولا أندى كفًا، ولا أوفى ذِمَّةً، ولا ألين عَريكةً، ولا أوصل لرَحِمٍ، ولا أكرم عِشرةً، ولا أرقَّ قلبًا، ولا أزهد، ولا أعبد، ولا أعون على نوائب الحق من سيد البشر صلوات الله عليه.

صلوا عليه وسلموا تسليما.

يقول شوقي:

يا من له الأخلاقُ ما تهوى العُلا ... منها وما يتعشّقُ الكُبراءُ

زانتْك في الخُلُقِ العظيمِ شمائلٌ ... يُغرى بهنّ ويُولعُ الكرماءُ
.**