*▪️نصيحة شيخنا الرّملي حفظه الله لطلاب العلم▪️*___
«.. أنتم بحمد الله الآن طلبة علم تعرفون معنى الإخلاص والاتباع، فهما أمران لا يحتاجان مني الآن إلى شرحٍ وتفصيل، وقد مرّت معكم الدروس التي تشرح وتفصل هذين  الأمرين المهمين، وبما أنكم طلبة علم، وعرفتم أمر الاتباع وأهميته، وكذلك عرفتم معنى الإخلاص؛ فأحب أن أُذَكركم - تذكيراً - بالتركيز على هذا الأمر؛ على الاتباع وقبْلَه على الإخلاص، هذا الأمر الذي يصعب تحقيقه إلا على من يسَّره الله عليه، ?**فأنتم تعلمون ما قاله سفيان الثوري رحمه الله في هذا ا لأمر؛

قال: «ما عالجت شيئاً أشد علي من الاخلاص»؛ لأنّ الاخلاص يتفلت؛ فالإنسان ربما يستحضر في عمله أن يكون لله خالصاً ولكنه في أثناء العمل تدخل عليه الأغراض الأخرى ؛  فلذلك أوصيكم بالحرص على إخلاص العمل لله تبارك وتعالى، على أن يكون طلبكم للعلم لوجهه خالصاً، وعلى ألا تطلبوا الدنيا بهذا العلم

*?أنا أرى الآن ما يجري في الساحة بين طلبة العلم، وأعلم أنّ الكثير من الفتن التي تدور بينهم سببها أمراض القلوب،* أمراض القلوب هذه خطيرةٌ جداً على طلبة العلم؛ فلذلك يجب علينا أن نركّز عليها تعلماً ومدارسةً ومطالعةً، الإكثار من القراءة فيها حتى نبقى  دائماً متذكرين هذا الأمر، هذه الدّاء التي يجب علينا أن نعالج قلوبنا منه.

?وَجَدْت: الرياء،  الحسد، الرياسة، حب المال، حب النساء، التعالم،  ضعف الايمان، وقلة الورع؛ هذه السبعة منتشرة وكثيرة بين طلبة العلم، وهي سببٌ في الفتن التي تدور بين الكثير منهم؛ لذلك - بارك الله فيكم وليبارك الله تبارك وتعالى في أعمالكم  - أَخلصوا العمل لله واطلبوا به وجهه الكريم،   وليكن قصدكم منه أن تصلوا  إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى ,

?ولا تبتغوا به رضا الناس ولا التقرب إلى المسؤولين، ولا تبحثوا من ورائه عن رياسة، ولا جمع المال، ولا التقرّبَ  إلى النساء، واحذروا من التعالم؛ ادعاء علم ما لا تعلمه ، وتصدر المجالس بذلك؛ هذه كلها آفات

?لا يعني ذلك ألّا  تدعو وألا  تجلس للتدريس  إذا كان عندك شيءٌ من العلم أن توصله للناس؛ لا؛ ليس هذا المقصود بالتّعالم  - كما يفهم الكثير من طلبة العلم -؛ لا،  إذا أخلصتَ النية لله سبحانه وتعالى،  وجلست للتعليم لوجه الله تبارك وتعالى لا طلباً للرياسة، ولم تتكلم في علمٍ لا  تحسنه؛ فلا وجه هنا للتعالم، أحسنوا التفريق بين الأمور. 

?يا طالب العلم! أشغلَ نفسك بطلب العلم، واقصد بذلك أن ترفع الجهل عن نفسك وأن ترفع الجهل عن المسلمين وأن تنصر بذلك دين الله سبحانه وتعالى وتجاهد في سبيله به؛  بهذا يكون عملك خالصاً لله س بحانه وتعالى.?كل هذه التي ذكرناها ناتجة عن ضعف الإيمان وحب الدنيا والتعلق بها؛ هذه خلاصته ، فإذا جرّد الطالب من  قلبَه، وأخلص العمل لله سبحانه وتعالى ؛ يكون قد حقق المراد من طلبه للعلم، أما  إذا أردتَ أن تطلب العلم لأجل الدنيا؛ فاجلس في بيتك خيرٌ لك؛ هذه نصيحة احفظوها جيداً وركّزوا عليها. 

?وأنصحكم بالتخَلق با لأخلاق الحسنة الحميدة، وأن  تجدّوا وتجتهدوا في طلب العلم وفي تعليمه، أعرف الكثير من العلماء لم ينفع الله بعلمه كانوا حبيسي بيوتهم لا يعَلمون ولا يفتون ولا يعلّمون شيئاً،   وطالب علمٍ لم يبلغ مبلغ العلماء يدعو  إلى الله وينفع الله به ؛ أفضل من هؤلاء؛ هذا مجاهد في سبيل الله  إذا أخلص عمله لله تبارك وتعالى؛ فلذلك تعَلّم وعلَم وادْع لا تجلس في بيتك وتغلق عليك بابك وينتهىي الأمر، لا؛ أدْع  إلى الله سبحانه وتعالى، وعلّم بقدر ما تستطيع. 

*?ومن أساليب الدعوة الناجحة أن تعامل الناس  بخلقٍ حسن؛* "وخالق الناس  بخل قٍ حسن"، وابتعد عن الفتن والقيل والقال، فالذي يدخل في الفتن ويتعرّض لها و يحَرض الناس على الدخو ل فيه ؛ تفتنه،  ويعتبَر فتاناً ، فتان  يحرض الناس على أن يفتنَوا في دينهم، فيجب الحذر من هذا بارك الله فيكم؛ فابتعدوا عن الفتن والقيل والقال فهذه مزلة أقدام، سببٌ لانحراف الناس، والكثير من الناس تنحرف في الفتن؛ لذلك حذر النبي ﷺ منها ومن الدخول فيها؛ فقال: " يوشك أَنْ يكَونَ خَيْرَ مَال المسْلم غنم يتَبَْع بهَا شَعَفَ الجبَال وَمَوَاقعَ القطَْر، يفَرّ بدينه منَ الفتَن"، وقال: "إنّ السّعيدَ لمََنْ  جنّبَ الفْتَنَ،اإن السّعيدَ لمََنْ  جنّبَ الفْتَن، إنّ السّعيدَ لمََنْ  جنّبَ الفْتَن، وَلمََنْ ابتْليَ فصََبَر فوََاهًا"؛  هكذا جاء الحديث ؛ إذا أُقحمْت فِيها فاصبر، واذا لم تقحَم فيها ففرّ منها؛ هذا هو الأصل الذي يكون عندك. 

?واحرصوا على دعوتكم، واحرصوا على ألا  تفتنوا الناس في دينهم،  وأسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم التوفيق والسداد.?هذه مقدمة ونصيحة، احفظوها جيداً كي تكون لكم عوناً على تحقيق ما جاء فيه..»

تصحيح : الدرس التاسع عشر مسائل الجاهلية

?

【 حكم من جحد شيئًا من الأسماء والصفات 】

?"الجحد: الإنكار، والإنكار نوعان:
• الأول: إنكار تكذيب، وهذا كفر بلا شك، فلو أن أحدًا أنكر اسمًا من أسماء الله أو صفة من صفاته الثابتة في الكتاب والسنة، مثل أن يقول: ليس لله يد، أو أن الله لم يستوِ على عرشه، أو ليس له عين، فهو كافر بإجماع المسلمين؛ لأن تكذيب خبر الله ورسوله كفر مخرج عن الملة بالإجماع
.
• الثاني: إنكار تأويل، وهو أن لا ينكرها، ولكن يتأولها إلى معنى يخالف ظاهرها،

?وهذا نوعان:
١. أن يكون للتأويل مسوغ في اللغة العربية؛ فهذا لا يوجب الكفر.

1. أن لا يكون له مسوغ في اللغة العربية؛ فهذا حكمه الكفر؛ لأنه إذا لم يكن له مسوغ صار في الحقيقة تكذيبًا، مثل أن يقول: المراد بقوله -تعالى-: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾، تجري بأراضينا، فهذا كافر لأنه نفاها نفيًا مطلقًا، فهو مكذب.

• ولو قال في قوله -تعالى-: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾، المراد بيديه: السماوات والأرض، فهو كفر أيضًا لأنه لا مسوغ له في اللغة العربية، ولا هو مقتضى الحقيقة الشرعية، فهو منكر ومكذب،

⇠لكن إن قال المراد باليد النعمة أو القوة! فلا يكفر لأن اليد في اللغة تطلق بمعنى النعمة".

? [القول المفيد في شرح كتاب التوحيد لابن عثيمين (٢٩١/٢)].

•┈•✿•┈••┈•✿•┈•