مقدار ما يعلّم الصبي من الآيات

كان هدي السلف الصالح في حفظ القرآن حفظ القليل الآيات ثم تعلم ما فيها من الأحكام والعمل بها، فلم يكونوا يتجاوزون العشر، أو الخمس حتى يتعلّموها، ويعملوا بما فيها، بخلاف ما عليه كثير من معلمي القرآن اليوم، الذين أصبح همّهم الحفظ في أقل وقت، دون الفقه فيه والعمل به، فتجد كثيرا من الحفاظ لكتاب الله تعالى قد حفظ حروفه، وضيع كثيرا من حدوده.

٤٣٩ - قال أبو العالية (٩٣هـ) رحمه الله: تعلّموا القرآن خمس آيات، فإنه أحفظ لكم، فإن جبريل عليه السلام كان ينزل به خمس آيات، خمس آيات.

[ابن أبي شيبة (٩٩٨٠)، و"شعب الإيمان" (١٨٠٦)، و"الحلية" (٢١٩/٢)

٤٤٠ - عن عبدالله رضي الله عنه قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهنّ حتى يعرف معانيهنّ والعمل بهنّ.

[رواه جرير في "التفسير" (٨١) وإسناده صحيح، و الحاكم في "المستدرك" (٥٥٧/١) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي]. م

[الجامع في آداب وأحكام الصبيان، ١٨٠]

من رخص في أخذ الأجر على تعليم القرآن والكتابة

٤١٣ - عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرّوا بماء فيهم لديغ، أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راق؟ إن في الماء رجلا لديغا أو سليما.
فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا ؟ حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحقّ ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله".

[رواه البخاري (٥٧٣٧)].

٤١٤ - عن الوضين بن عطاء (١٤٩هـ) قال: ثلاثة معلمون كانوا بالمدينة يعلمون الصبيان وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرزق كل واحد منهم خمسة عشر درهما كل شهر.

[رواه ابن أبي شيبة (٨٧٦)، والبيهقي في "الكبرى" (١٢٤/٦)، وإسناده ضعيف].

٤١٥ - عن ابن شهاب أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قدم برجل ما العراق يعلم أبناءهم الكتاب بالمدينة، ويعطونه على ذلك الأجر.

[المدونة الكبرى، (٤١٩/١١)].

[الجامع في آداب وأحكام الصبيان، ١٧٤]

من كره أخذ الأجر على تعليم الصبيان القرآن

٣٩٩ - عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: علّمت ناسا من أهل الصفة الكتابة والقرآن، فأهدى إلىّ رجل منهم قوسا ليست لي بمال، وأرمي عنها في سبيل الله تبارك وتعالى، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن سرّك أن تطوّق بها طوقا من نار فاقبلها".

[رواه أبو داود (٣٤١٦)، وابن ماجه (٣١٥٧)، وابن أبي شيبة (٢٢٣/٦)، وأحمد (٣١٥/٥)، والضياء في "المختارة" (٢٥١/٨)، والحاكم (٤١/٢)، وقال: صحيح الإسناد].

[الجامع في آداب وأحكام الصبيان، ١٧١]

القرآن أوّل ما يبدأ به الصبي من العلوم بعد التوحيد

كان من هدي السلف الصالح أن يبدؤوا بتعليم صبيانهم القرآن الكريم قراءة، وتجويدا، وإتقانا، وحفظا، بعد تعليمهم التوحيد والسنة، وقبل انشغالهم بالعلوم الأخرى التى قد تكون سببا مانعا لإكمال حفظ القرآن وضبطه.

٣٨٧ - قال ابن عبد البر (٤٦٣ هـ) في [جامع بيان العلم وفضله،(١١٢٩/٢)]: طلب العلم درجات ومناقل ورُتب لا ينبغي تعدّيها ومن تعدّاها جملة فقد تعدّى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدّى سبيلهم عامدا ضلّ، ومن تعدّاه مجتهدا زلّ.

فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل و تفهّمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه، و لا أقول أن حفظه كله فرض، ولكن أقول إن ذلك شرط لازم على من أحبّ أن يكون عالما فقيها ناصبا نفسه للعلم ليس من باب الفرض. ا.هـ.

٣٨٨ - وقال الخطيب (٤٦٣ هـ) في [الجامع لأخلاق الراوي، (٧٩)]: ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عزّ وجلّ، إذ كان أجل العلوم، وأولاها بالسبق والتقديم.

[الجامع في آداب وأحكام الصبيان، ١٦٣]

تعليم الصبيان التوحيد والسنة والبداء بهما قبل تعليمهم القرآن

قالالشيخعادلآلحمدانوفقهاللهوسدده:
التوحيد أول ما يبدأ بتعليمه للصبي من العلوم؛ حتى ينشأ موحدا سنيّا لا تضرّه الأهواء، و لا البدع، و لا المناهج المنحرفة الهدّامة بإذن الله تعالى. والبدء بالتوحيد منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، و عليه سار السلف الصالح في تعليم أبنائهم.

و من الأخطاء الشّائعة في التربية عند كثير من المربين:
الغفلة عن تعليم الصبيان التوحيد و العقيدة السلفية الصحيحة، التي كان عليها الرّعيل الأول من القرون الثلاثة المفضلة.

ولهذا ترى كثيرا من الأولاد مولعين بحب أعداء التوحيد والسنة من الكفرة وغيرهم، فلا يعرفون ولاء و لا براء، و لا سنة و لا بدعة، همج رعاع أتابع كل ناعق ، سرعان ما تدخل عليهم الشبهات أو الشهوات؛ لأن القلوب خاوية من نور التوحيد والسنة، فسرعان ما تتأثر بما يناقضها.

ومما جاء في اهتمام الأنبياء عليهم السلام ومن كان بعدهم على أتابعهم بتعليم أولادهم التوحيد والعقيدة الصحيحة:
وصية إبراهيم - خليل الرحمن - ويعقوب عليهما السلام بنيهم بالتمسك بالتوحيد كما أخبرنا ربّنا تبارك وتعالى عنهما بذلك فقال: {ووصّىٰ بهآ إبراهيم بنيه ويعقوب يابنيّ إنّ الله اصطفى لكم الدين فلا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون} [٢:١٣٢].

[الجامع في آداب وأحكام الصبيان، ١٤١]

Помимо книг данного издательства на канале были опубликованы книги и других издательств:

دار الأوراق الثقافية
دار المنهج الأول
دار الأمر الأول

Они тоже не дают разрешение на распространение книг в электронном формате.